بغلة القبور -أسطورة أمازيغية-
يكتظ التراث الأمازيغي بالأساطير المتنوعة ، وحكايات تناقلتها الأجيال من أخرى .. ولعل من أشهر ما يتداوله الأمازيغ هي أسطورة بغلة القبور وقصتها الفريدة .. فمن تكون بغلة القبور هذه ؟
للإجابة على هذا السؤال ، علينا أن نعود إلى غابر الأزمان ، حيت كانت هناك إمرأة أمازيغية تعيش حياة طبيعية مع زوجها ، إلا أن مات الزوج وترملت السيدة ، لتدخل فترة الحداد ، حيث تلبس المترملة من النساء الثوب الأبيض لمدة أربعة أشهر وعشرة أيام ، وأثناء هذه المدة وقعت بطلة مقالنا في إثم عظيم وهو الزنى ، غضب الله عليها لتتحول إلى مسخ في هيئة نصف بغلة ونصف إمرأة ، وحجمها أكبر من البغلة الطبيعية ، تقضي النهار في السبات مع الموتى ، وتظهر في الليل في المقابر وهي مغلولة تجر السلاسل التي يسمع صوتها من بعيد ، وعيونها تتوهج بشرارة ، وأثناء الليل تبحث عن الرجال الذين يقودهم حظهم العاثر إليها ، لتفترسهم أو لتقوم ببتر أعضائهم التناسلية .. وهي لا تهاجم النساء ، فقط الذكور ، فهم السبب فيما وصلت إليه .. وهناك رواية أخرة تقول أن بغلة القبور تقصد البيوت في هيأة قريب أو صديق ، لتنتظر هناك حتى حلول المساء لتعود على ظهرها بأحد الذكور صوب المقبرة ، وهناك يحمل المسكين أوزار ذاك الرجل الذي كان السبب في عذابها .. وعند بعض الأمازيغ فإن هذه السيدة الممسوخة تعود إلى طبيعتها عندما ترتكب واحدة أخرى نفس الجرم لتكون في مكانها وهكذا .. ومازالت هذه الأسطورة متداولة في كل أقطار الأمازيغ ، فهي قبل أن تكون أسطورة وحكاية عابرة للأزمان ، فهي تحمل في نثياها مغزى عميق عن الشرف و العفة .
بنصالح ...
تعليقات
إرسال تعليق