أسافو
ﺃﺳﺎﻓﻮ " ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺇﺳﻤﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺳﻠﻴﻞ ﻗﺒﻴﻠﺔ " ﺑﺎﻧﻮﻥ " ﻟﺴﺖ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﻛﺎﺑﺮ ﻭﻻ ﺍﻷﺳﻴﺎﺩ ، ﺇﺑﻦ ﺃﺭﻣﻠﺔ ﻣﺎﺕ ﺃﺑﻮﻩ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺒﺼﺮ ﻋﻴﻨﻪ ﺍﻟﻨﻮﺭ . ﺷﺎﺏ ﻃﺎﻟﺐ ﻓﻲ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻓﻲ ﻗﺒﻴﻠﺘﻨﺎ ، ﻫﻨﺎ ﺧﺮﺝ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭ ﻭﺿﻌﻮﺍ ﺍﻟﺤﺪ ﻷﻋﺘﺪ ﺍﻷﻭﺑﺎﺀ ، ﻭﻫﻨﺎ ﻳﻨﺒﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻟﻴﺴﻘﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ..
ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﺗﺮﻣﺶ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻟﺘﺮﻣﻲ ﺑﺨﻴﻮﻃﻬﺎ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺑﺎﻧﻮﻥ " ﻟﺘﻌﻠﻦ ﻣﻬﺪ ﻳﻮﻡ ﺟﺪﻳﺪ , ﻛﻨﺖ ﺃﻗﺼﺪ ﺑﺨﻄﻮﺍﺗﻲ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺣﺎﻣﻼً ﺣﻠﻤﻲ ﺃﻥ ﺃﺻﺒﺢ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺣﺎﻛﻤﺎً ﻟﻠﻘﺒﻴﻠﺔ ، ﻓﺎﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ ﺃﻋﺮﺍﻓﻨﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺣﻴﺚ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﻃﺎﻟﺒﺎً ﻣﺘﻮﻓﻖ ﻫﻨﺎﻙ ﻟﻴﻀﻊ ﺇﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻳﺮﺙ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﻣﻘﺎﻣﻪ ، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻳﺼﺒﺢ ﺣﺎﻛﻤﺎً ﻟﻠﻘﺒﻴﻠﺔ ﻳﺴﺘﺸﺎﺭ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻧﻈﺮﺍً ﻟﻌﻠﻤﻪ ﻭﻣﻌﺮﻓﺘﻪ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻻﺑﺪ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺃﺟﺘﻬﺪ ﻷﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ، ﻭﺃﻋﻮﺽ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻲ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺸﻘﺎﺀ ، ﻓﺄﻧﺎ ﺍﻵﻥ ﺷﺎﺏ ﺍﺷﺘﺪ ﻋﻮﺩﻩ ﻭﺃﺷﻄﺮ ﻃﻼﺏ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ، ﻭﺃﻭﺗﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻔﻄﻨﺔ ﻣﺎﻟﻢ ﻳﺆﺗﻰ ﻏﻴﺮﻱ ، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺳﺤﺮﺕ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻭﺯﺭﻋﺖ ﺍﻟﺤﻘﺪ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺮﺍﻧﻲ ﺷﺎﺏ ﺧﻠﻮﻕ ﻣﺘﻔﻮﻕ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﺮﺍﻧﻪ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺃﻥ ﻳﻮﺿﻊ ﺇﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﻓﻲ ﻗﺎﺩﻡ ﺍﻷﻳﺎﻡ ، ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻲ ﻛﺈﺑﻦ ﺃﺭﻣﻠﺔ ﻣﺎﻛﺮ ﻳﻨﺎﻃﺢ ﺍﻷﺳﻴﺎﺩ ، ﻭﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺪﺓ ﻭﻫﻮ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻷﻛﺎﺑﺮ .
ﻭ ﻭﺳﻂ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ ﻓﻘﺪ ﻋﺰﻣﺖ ﺃﻥ ﺃﻭﺣﺪ ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﻋﺎﺑﺮﺍً ﺇﻟﻰ ﻋﺮﺵ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺭﻏﻢ ﻋﺴﺮﻩ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ، ﻓﻠﺴﺖ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻐﺎﺯﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻑ ، ﻓﻜﻞ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻳﺤﻠﻤﻮﻥ ﺑﻪ ﻟﻴﻝ ﻧﻬﺎﺭ ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺇﺗﺮﻱ " ﻧﺠﻞ ﺃﺣﺪ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﺃﻛﺒﺮ ﺃﻋﺪﺍﺋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﺃﺗﻔﻖ ﻣﻌﻪ ﻳﻮﻣﺎً ، ﻛﻨﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻧﺘﺸﺎﺟﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮ ﻭﺍﻟﻌﻠﻦ ﻭﻧﺪﺑﺮ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ ﺍﻟﻤﻜﺎﺋﺪ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺼﻐﺮ .
ﻭﺍﺯﺩﺍﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻘﺪ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻃﺮﻳﺢ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ، ﻭﺃﺻﺒﺤﻨﺎ ﻧﻨﺘﻈﺮ ﻣﻮﺗﻪ ﺣﺘﻰ ﻧﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺪﺓ .
ﻭﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﻇﻬﺮ ﻭﺑﺎﺀ ﻓﻲ ﻗﺒﻴﻠﺘﻨﺎ ﻳﻔﺘﺮﺱ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻭﻟﻢ ﺗﺴﻠﻢ ﻣﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺟﻬﻮﺩ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺗﺮﺣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﺮﺍﺏ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﻮﺑﺎﺀ ﻓﻲ ﻧﺨﺮ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ ، ﻭﺑﻌﺪ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﺇﺯﺩﺍﺩ ﺍﻟﻮﺑﺎﺀ ﻓﺘﻜﺎً ، ﺣﺘﻰ ﺩﻕ ﺑﺎﺏ ﻣﻨﺰﻟﻨﺎ ﻟﻴﻨﻘﺾ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪ ﺃﻣﻲ ، ﻟﻴﺮﺩ ﻣﻦ ﻧﻬﺎﺭﻱ ﻟﻴﻼً ﺣﺎﻟﻜﺎً .. ﻛﻨﺖ ﺃﻗﻀﻲ ﺳﺤﺎﺑﺔ ﺃﻳﺎﻣﻲ ﺑﺤﺜﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻟﺪﺍﺀ ﺃﻣﻲ ﻭﺗﺠﺎﻫﻠﺖ ﺍﻟﺴﺪﺓ ﻭﺍﻹﻛﻠﻴﻞ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼﺎﺭﻉ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﻨﻲ ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺗﺄﻟﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺃﻟﻌﻦ ﺍﻟﻮﺑﺎﺀ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ، ﻛﻴﻒ ﻟﻢ ﺗﻘﺼﺪ ﻗﺼﻮﺭ ﺍﻷﺳﻴﺎﺩ ﻭﺍﻷﻛﺎﺑﺮ ، ﺃﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺃﻣﺘﻠﻚ ﻏﻴﺮﻩ ﻟﺘﻔﻜﺖ ﺑﻪ ...
ﻭﺫﺍﺕ ﻣﺴﺎﺀ ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻳﻀﺎﺟﻊ ﺟﻔﻮﻧﻲ ﻣﺰﻗﻪ ﺻﻮﺕ ﺃﻣﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺩﻱ ﻭﺍﻧﺘﻔﻀﺖ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻲ ﻷﺟﺪ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺗﺪﻕ ﺍﻧﺘﺼﺎﻑ ﺍﻟﻠﻴﻞ ، ﻭﺻﻮﺕ ﺃﻣﻲ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﺒﺤﻮﺣﺎً ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻻﺧﺘﺘﺎﻕ : ﺃﺳﺎﻓﻮ " ﺃﺳﺎﻓﻮ " ﺗﻌﺎﻝ ﻳﺎ ﺇﺑﻨﻲ ..
ﻭﺗﻮﺟﻬﺖ ﺳﺮﻳﻌﺎً ﻟﻐﺮﻓﺔ ﺃﻣﻲ ﻷﺟﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻳﻠﺘﻒ ﺑﺠﺴﺪﻫﺎ ، ﻭﻗﻠﺖ ﻓﻲ ﺭﻋﺸﺘﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﺒﻬﻮﺭ ﺍﻷﻧﻔﺎﺱ : ﻣﺎﺑﻚ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ !
ﺭﺩﺕ ﻋﻠﻲَّ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺘﻘﻄﻊ : ﺇﺑﻨﻲ ﺃﺳﺎﻓﻮ ﺃﻧﺎ ﺳﺄﻟﺤﻖ ﺑﺄﺑﻴﻚ ﺍﻵﻥ ، ﻭﺃﺭﺟﻮﻙ ﺍﻫﺘﻢ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﺟﻴﺪﺍً ﻭﻻ ﺗﻨﺴﻰ ﺃﻥ ﺗﻮﺍﺻﻞ ﺣﻠﻤﻚ ، ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺭﺍﻙ ﺣﺎﻛﻤﺎً ﻟﻠﻘﺒﻴﻠﺔ " ﺑﺎﻧﻮﻥ " ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ .. ﺇﺑﻨﻲ ﺃﺳﺎﻓﻮ " ﻻ ﺗﺤﺰﻥ ﻋﻠﻲَّ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺃﺭﺟﻮﻙ ، ﻓﺄﻧﺖ ﺷﺎﺏ ﻗﻮﻱ ، ﻭﺩﺍﻋﺎً ﻳﺎ ﻭﻟﺪﻱ .
ﻭﺻﺮﺧﺖ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺃﻭﺗﻴﺖ ﺣﻨﺠﺮﺗﻲ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ " ﺃﻣﻲ ! ﻟﻢ ﺗﺮﺩ ﻋﻠﻲ ، ﻭﻋﻨﺪﻫﺎ ﺗﻴﻘﻨﺖ ﺃﻧﻨﻲ ﻓﻘﺪﺕ ﺃﻏﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﻣﻠﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ، ﻓﻘﺪ ﺭﺣﻞ ﻣﻼﻙ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻛﻞ ﺃﺳﺮﺗﻲ ، ﻓﻠﻢ ﺃﺭَ ﺃﺑﻲ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻲ ﺇﺧﻮﺓ ﻭﻻ ﺃﻗﺎﺭﺏ ، ﻭﻭﺟﺪﺕ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺃﺗﻘﻨﺖ ﻛﻞ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ، ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻵﻥ ﺃﻋﺎﻧﻖ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻭﺩﻣﻮﻋﻲ ﺗﺴﻘﻲ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ، ﻟﻘﺪ ﺍﻧﻘﺴﻢ ﻇﻬﺮﻱ ﻭﺑﺘﺮ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ ﻗﻠﺒﻲ ، ﻟﻘﺪ ﻣﺎﺗﺖ ﺃﻣﻲ ...
ﻭﻣﺮﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﻣﺎﺯﺍﻝ ﺃﻟﻢ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ﺍﻷﺑﺪﻱ ﻳﻌﺼﺮ ﻭﺟﺪﺍﻧﻲ ، ﻓﻘﺪ ﺭﺣﻠﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺭﻣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻟﻘﺒﻮﻧﻲ ﺑﺈﺑﻨﻬﺎ ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻦ ﺃﺑﻜﻲ ﻃﻮﻳﻼً ﻛﻄﻔﻠﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ، ﻓﺎﻟﺤﺪﺍﺩ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻭﺳﺄﻋﻮﺩ ﻷﺣﻤﻞ ﺍﻟﺮﻣﺢ ﻭﺍﻟﺪﺭﻉ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﻛﻞ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ، ﻭﺳﺄﻋﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻋﺪﺕ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬﺪ ،
ﻟﻦ ﻳﺼﻞ ﺃﻱ ﺷﺎﺏ ﻏﻴﺮﻱ ﺇﻟﻰ ﺳﺪﺓ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺧﺼﻮﺻﺎً ﺇﺗﺮﻱ " ﻣﻨﻬﻢ .
***
ﺑﻌﺪ ﺭﺣﻴﻞ ﺃﻣﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻌﺎﺭﻛﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺑﺎﺀ ، ﻓﻘﺪ ﻋﺰﻣﺖ ﺃﻥ ﺃﻓﺘﻚ ﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﻓﺘﻚ ﺑﻐﺎﻟﻴﺘﻲ ، ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺃﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﻭﺃﺻﻨﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﺩﻭﻳﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﺧﺮﻯ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ " ﺗﻠﻴﻠﺔ " ﺑﻨﺖ ﺍﻟﻌﺸﺎﺏ ﺭﻓﻴﻘﺘﻲ ﻓﻲ ﺩﺭﺏ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺄﺗﻨﻲ ﺑﻜﻞ ﺃﻧﻮﻉ ﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ، ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺳﻬﺮ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ، ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﻳﺎﻕ ﻳﻄﺮﺩ ﺍﻟﻮﺑﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻖَ ﻟﻲ ﺳﻮﻯ ﺃﻥ ﺃﺟﺮﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ .
ﻭﺗﻮﺟﻬﺖ ﺇﻟﻰ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻟﻌﺮﺽ ﺩﻭﺍﺋﻲ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ، ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻛﺎﻥ ﻋﺪﻭﻱ ﺍﻷﺯﻟﻲ " ﺇﺗﺮﻱ "
ﻭﺑﻌﺪ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﺘﺮﻳﺎﻕ ﺗﺤﻤﺲ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻻﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﻭﺳﻂ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ " ﺇﺗﺮﻱ " ﻟﻠﻔﻜﺮﺓ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻧﺠﺢ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻭﺗﻐﻠﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺑﺎﺀ
ﻛﻢ ﻛﻨﺖ ﺳﻌﻴﺪﺍً ﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺘﺮﻳﺎﻕ ﻟﻜﻦ ﺳﻌﺎﺩﺗﻲ ﻳﻘﺎﻃﻌﻬﺎ ﺫﻛﺮﻯ ﺃﻣﻲ : ﺃﻩ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺃﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺮﻳﺎﻕ ﻭﺃﻧﺖ ﻣﺎﺯﻟﺖ ﺣﻴﺔ ..
ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻟﻲ " ﺃﺳﺎﻓﻮ " ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ . ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻧﺘﻈﺮ ﻣﺘﻰ ﻳﻠﺤﻖ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺑﺄﻣﻲ ﺣﺘﻰ ﻳﻮﺿﻊ ﺇﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻲ ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﻌﺒﺪﺍً ﺃﻣﺎﻣﻲ ، ﻓﺸﻬﺮﺗﻲ ﺗﺠﺎﻮﺯﺕ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺩﻭﺍﺋﻲ ﻳﻨﺘﺸﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ .
ﻭﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﺍﺟﺘﻤﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻪ ، ﻭﻭﻗﻔﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻧﺤﻦ ﻃﻼﺏ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﻤﻌﻟﻢ ﺟﻨﺐ ﻓﺮﺍﺵ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ . ﻛﺎﻥ ﻳﻠﻔﻆ ﺃﻧﻔﺎﺳﻪ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻟﻜﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻤﻮﺕ ﺃﻟﻘﻰ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﺻﻴﺘﻪ :
ﺃﻧﺎ ﺳﺄﻣﻮﺕ ﻣﺮﺗﺎﺣﺎً ﻷﻧﻨﻲ ﺳﺄﺗﺮﻙ ﺣﻜﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻱ ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻗﺘﺮﺡ ﺃﻥ ﻳﻮﺿﻊ ﺇﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺃﺳﺎﻓﻮ ..
ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻰ " ﺇﺗﺮﻱ " ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻣﺎﻛﺮﺓ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﻭﺣﻴﻬﺎ : ﺳﺄﺻﺒﺢ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﺳﺘﺮﻛﻊ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﻳﺎ ﻭﻏﺪ .
ﻟﻜﻦ " ﺇﺗﺮﻱ " ﻋﺎﺭﺽ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ﻭﺻﺮﺥ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﻤﺤﺘﻀﺮ ﻟﻴﻌﺠﻞ ﺑﻤﻮﺗﻪ : ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳﻤﻌﻪ ﻳﺎ ﻗﻮﻡ ، ﻛﻴﻒ ﻹﺑﻦ ﺍﻷﺭﻣﻠﺔ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﻫﻮ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻴﺎﺩ ! ﻫﺬﺍ ﺿﺮﺏ ﻷﻋﺮﺍﻓﻨﺎ .
ﻭﺇﺑﻦ ﺍﻷﺭﻣﻠﺔ ﻫﺬﺍ ﻟﻢ ﻳﺴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺃﺑﺪﻳﺘﻬﺎ ﻟﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﻤﺖ :
ﻣﺎﺫﺍ ﺻﻨﻌﺖ ﺃﻧﺖ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺃﻥ ﻳﻮﺿﻊ ﺇﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻚ ، ﻓﻠﻢ ﺃﺭﻯ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺣﺎﻛﻤﺎً ﻻ ﻳﻔﻘﻪ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ! .
ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻷﺣﺘﻮﺍﺀ ﺍﻟﻮﺿﻊ ؛ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺟﺴﺪﺍً ﺑﻼ ﺭﻭﺡ .
***
ﺭﺣﻞ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻓﺎﺭﻏﺎً ، ﺗﺼﻄﺎﺩﻩ ﺃﻋﻴﻦ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﻭﺍﺛﻘﺎً ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻲ ، ﻓﺈﺑﻦ ﺍﻷﺭﻣﻠﺔ ﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺪﺓ ﺃﻣﺮﺍً ﻻ ﻣﺮﺩ ﻟﻪ .
ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺕ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺍﻹﻧﺘﻈﺎﺭ ﺣﺘﻰ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﺤﺪﺍﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﻟﻴﺤﺴﻢ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ، ﻭﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻛﺎﻥ " ﺇﺗﺮﻱ " ﻳﻠﻌﺐ ﺃﺧﺮ ﺃﻟﻌﺎﺑﻪ ﻟﻴﻌﺜﺮ ﺑﺨﻄﻮﺍﺗﻲ ﺍﻟﻤﺘﺠﻬﺔ ﻧﺤﻮﻯ ﺍﻟﻌﺮﺵ ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﺑﺎﻝِ ﺑﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍ ، ﻓﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺔ ﺃﻥ ﻭﺻﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﻟﻦ ﺗﺴﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ، ﻭﻣﺴﺄﻟﺔ ﺣﻜﻤﻲ ﻣﺠﺮﺩ ﻭﻗﺖ ﻻ ﺃﻛﺜﺮ
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﺳﻘﻄﺖ " ﺗﻠﻴﻠﺔ " ﺑﻨﺖ ﺍﻟﻌﺸﺎﺏ ﻓﻲ ﻏﺮﺍﻡ ﺇﺑﻦ ﺍﻷﻣﻠﺔ ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﺇﻟﻲ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻤﺴﻤﻮﺣﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﻈﻮﺭﺓ ، ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻠﺖ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺠﺮﺃﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮﻫﺎ ﺗﺠﺎﻫﻲ ، ﻭﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻛﺎﻥ ﻻﺑﺪ ﻟﻤﻜﺮ ﺃﺳﺎﻓﻮ " ﺑﺎﻟﻈﻬﻮﺭ ، ﻭﺃﻋﻄﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺻﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﻋﺮﺵ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ، ﻓﺎﻟﺤﺎﻛﻢ ﻻﺑﺪ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺘﺰﻭﺟﺎً ،ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺳﻘﻄﺖ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﻌﺸﺎﺏ ﺳﺮﻳﻌﺎً ﻣﺘﻬﺎﻭﻳﺔ ﻓﻲ ﺃﺣﻀﺎﻧﻲ .
ﻭﻟﻢ ﻳﻤﺮ ﻭﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ ﺣﺘﻰ ﻗﺼﺖ ﻋﻠﻲَّ ﺧﺒﺮ ﺣﻤﻠﻬﺎ ﻣﻨﻲ ، ﻭﻫﻲ ﺳﻌﻴﺪﺓ ﺑﺬﻟﻚ ﻇﻨﺎً ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻧﻨﻲ ﺳﺄﺳﺘﻌﺠﻞ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻨﻬﺎ ، ﻟﻜﻦ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺣﺼﻞ ، ﻓﻘﺪ ﺃﺧﺒﺮﺗﻬﺎ ﺃﻧﻨﻲ ﻟﺴﺖ ﻣﺴﺘﻌﺪﺍً ﺑﻌﺪ ﺑﺄﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﺍﻷﺏ ﻭﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﺟﻬﺎﺽ ﺣﻤﻠﻬﺎ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻌﻨﺘﺖ ﻭﺃﺻﺮﺕ ﺑﺎﻻﺣﺘﻔﺎﻅ ﺑﻪ ، ﻭﻫﻨﺎ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻳﺘﺴﻠﻞ ﺇﻟﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺗﺴﺎﺀﻝ ﻣﺎﺫﺍ ﻟﻮ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﺎﺫﺍ ﺳﻴﺤﺼﻞ ! ﻛﻨﺖ ﻣﺘﻮﺟﺴﺎً ﻣﻦ ﺣﻤﻞ " ﺗﻠﻴﻠﺔ " ﻓﻘﺪ ﺗﺮﺣﻞ ﺍﻟﺴﺪﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻟﻮ ﺧﺮﺝ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻠﻌﻠﻦ ، ﻭﻟﻬﺎﺫﺍ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﺿﻊ ﺍﻟﺤﺪ ﻟﺒﻄﻦ " ﺗﻠﻴﻠﺔ " ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺒﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﻗﺖ ، ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻐﻠﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺑﺎﺀ ﻓﻠﻦ ﻳﻌﻈﻢ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﺧﻄﻒ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺣﺸﺎﺀ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﻌﺸﺎﺏ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺨﻄﻒ ﻣﻨﻲ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ .
ﻓﻜﺮﺕ ﺟﻴﺪﺍ ﻓﻠﻢ ﺃﺟﺪ ﻏﻴﺮ ﺗﺮﻳﺎﻕ ﺳﻴﻌﺠﻞ ﺑﺨﺮﻭﺝ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺑﻄﻦ " ﺗﻠﻴﻠﺔ " ﻭﺿﻌﺘﻪ ﺧﻔﻴﺔً ﻓﻲ ﻃﻌﺎﻣﻬﺎ ﻭﻧﺠﺢ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﺧﻴﺮ ، ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻫﺠﺮﺕ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﻌﺸﺎﺏ ﻭﻇﻨﻨﺖ ﺃﻧﻨﻲ ﻃﻮﻳﺖ ﺻﻔﺤﺘﻬﺎ ، ﻟﻜﻦ ﺗﻴﻠﻴﻠﺔ ﺃﺧﺒﺮﺕ " ﺇﺗﺮﻱ " ﺑﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﺗﺤﺎﻟﻒ ﺍﻻﺛﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻣﻦ ﺇﺑﻦ ﺍﻷﺭﻣﻠﺔ ، ﻟﻜﻦ ﻫﻴﻬﺎﺕ ﻓـ " ﺃﺳﺎﻓﻮ " ﻟﻴﺲ ﺑﺴﻬﻞ ﺍﻟﻤﺮﺍﺱ ، ﻓﻤﻨﺬ ﺃﻥ ﻛﺸﻔﺖ ﻟﻌﺒﺘﻬﻤﺎ ﺍﺳﺘﺤﻀﺮﺕ ﻛﻞ ﻣﻜﺮ ﻭﻓﻄﻨﺔ ﻭﺩﻫﺎﺀ ﺃﺳﺎﻓﻮ ﻟﻠﺘﺼﺪﻱ ﻟﺴﻬﻮﻡ " ﺇﺗﺮﻱ " ﻭﺑﻨﺖ ﺍﻟﻌﺸﺎﺏ ، ﺣﺘﻰ ﺗﻮﻗﻌﺖ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺃﺣﻀﺮﺕ ﺷﺨﺼﺎً ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ " ﺃﻭﻟﻤﺎﻥ " ﻳﺪﻋﻰ " ﺃﻧﻴﺮ " ﻭﺃﻟﻘﻴﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﻄﺘﻲ ﻭﺃﻏﺮﻳﺘﻪ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﺑﺤﺬﺍﻓﻴﺮﻫﺎ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮﺓ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ، ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺟﻬﺰﺕ ﺗﺮﻳﺎﻕ ﻳﺸﻞ ﺍﻷﻟﺴﻨﺔ ، ﻭﺗﺮﻛﺖ " ﺗﻠﻴﻠﺔ " ﻭ " ﺇﺗﺮﻱ " ﻳﺨﻄﻄﺎﻥ ﻟﻠﻬﺠﻮﻡ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺇﺑﻦ ﺍﻷﺭﻣﻠﺔ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ .
ﻟﻢ ﻳﻤﺮ ﻭﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ ﺣﺘﻰ ﺃﺧﺒﺮﺕ " ﺗﻴﻠﻴﻠﺔ " ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺑﻌﻼﻗﺘﻲ ﻣﻌﻬﺎ ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺣﻤﻠﺖ ﻣﻨﻲ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻭﻋﺪﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ﺛﻢ ﻗﻤﺖ ﺑﺈﺟﻬﺎﺽ ﺟﻨﻴﻨﻬﺎ ﺑﺪﺱ ﺗﺮﻳﺎﻕ ﺻﻨﻌﺘﻪ ﻓﻲ ﻃﻌﺎﻣﻬﺎ ، ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺑﻤﺒﺎﺭﻛﺔ " ﺇﺗﺮﻱ " ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻬﺪ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﺃﻧﻪ ﺭﺁﻧﺎ ﻣﻌﺎً ﻓﻲ ﺣﻀﺮﺓ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﺝ ﺑﻌﺪ .. ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﺭﻓﻊ ﺍﻟﺪﺭﻉ ﻟﺮﺩ ﺍﻟﺴﻬﺎﻡ ، ﻭﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻤﻮﻡ
ﺛﻢ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻭﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﺣﺘﻰ ﺃﻃﻠﻘﺖ ﺍﻟﻌﻨﺎﻥ ﻟﺤﻨﺠﺮﺗﻲ : ﻳﺎ ﻗﻮﻡ ، ﺇﻥ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻟﻪ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻟﻌﺸﺎﺏ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀ ﻭﺑﻄﻼﻥ ﻭ ﻭﺭﺍﺀﻩ " ﺇﺗﺮﻱ " ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟـ " ﺃﺳﺎﻓﻮ " ، ﻓﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﻗﺒﻴﻠﺘﻲ ، ﻓﺎﺑﻨﺔ ﺍﻟﻌﺸﺎﺏ ﺩﻗﺖ ﺑﺎﺏ ﻣﻨﺰﻟﻲ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻟﺘﺨﺒﺮﻧﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﺣﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﺭﺟﻞ ﻳﺪﻋﻰ " ﺃﻧﻴﺮ " ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ " ﺃﻭﻟﻤﺎﻥ " ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺣﺘﻰ ﺗﺠﻬﺾ ﺟﻨﻴﻨﻬﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﺭﻓﻀﺖ ﺫﻟﻚ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻧﺎﻭﻟﺘﻬﺎ ﺗﺮﻳﺎﻗﺎً ﺳﻴﺨﻔﻒ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻷﻟﻢ ﺇﻥ ﻫﻲ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻹﺟﻬﺎﺽ ، ﻭﻟﺘﺘﺄﻛﺪﻭ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻲ ﺃﺭﺳﻠﻮﺍ ﺃﺣﺪﺍً ﺇﻟﻰ ﻗﺒﻴﻠﺔ " ﺃﻭﻟﻤﺎﻥ " ﻟﻴﻌﻮﺩﺍ ﺑﺎﻟﻤﺪﻋﻮ " ﺃﻧﻴﺮ " ﻭﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀ ﻣﻦ " ﺇﺗﺮﻱ " ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻐﻞ ﺳﺬﺍﺟﺔ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻟﻌﺸﺎﺏ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺳﺪﺓ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻗﺒﻴﻠﺘﻨﺎ ..
ﻭ ﻫﻨﺎ ﺃﻧﻬﻴﺖ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺧﻄﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ " ﺃﻧﻴﺮ " ﻟﻜﻲ ﻳﻜﻤﻞ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺃﻭ ﻳﻌﺼﻒ ﺑﺈﺑﻦ ﺍﻷﺭﻣﻠﺔ .. ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﺭﺳﻠﻮﺍ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻟﻴﺄﺗﻮ ﺑﺄﻧﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ " ﺃﻭﻟﻤﺎﻥ " ﻭﺑﻌﺪ ﻭﺻﻮﻟﻪ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﻟﻴﺴﺘﻤﻌﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ، ﺛﻢ ﻭﻗﻒ ﺃﻧﻴﺮ " ﻟﻴﺘﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ :
ﻟﻘﺪ ﺗﻌﺮﻓﺖ ﻋﻠﻰ " ﺗﻴﻠﻴﻠﺔ " ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﺭﻋﻰ ﺍﻷﻏﻨﺎﻡ ﻗﺮﺏ ﻗﺒﻴﻠﺘﻜﻢ ، ﻭﻭﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﻋﺸﻘﻬﺎ ﻭﺑﺎﺩﻟﺘﻨﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﻤﻠﺖ ﻣﻨﻲ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻹﺟﻬﺎﺽ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ ﺑﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﺎﺏ ﺳﻴﺴﺎﻋﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻗﺪﻣﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻟﻠﻮﺑﺎﺀ .. ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻋﺘﺮﻑ ﺃﻣﺎﻣﻜﻢ ﺑﺬﻧﺒﻲ ﻭﻣﺴﺘﻌﺪ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ﻣﻨﻬﺎ .
ﻟﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﻣﺎ ﺃﻓﺘﻴﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﺲَ ﺣﺮﻓﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً ، ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﺻﺪﺭﻭﺍ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ ﻛﻮﻧﻪ ﻏﺮﻳﺐ ؛ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺧﺒﺮﺗﻪ ﺳﺎﺑﻘﺎً ﺑﺬﻟﻚ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻭﻋﺪﺗﻪ ﺑﺈﻧﻘﺎﺫ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﻪ ﻣﺒﻠﻐﺎً ﺿﺨﻤﺎً ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻨﻲ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻹﻓﻼﺱ ، ﺃﻣﺎ ﺗﻠﻴﻠﺔ " ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻟﻌﺸﺎﺏ ﻓﻘﺪ ﺣﻜﻤﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻄﺮﺩﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺒﻖَ ﻟﻲ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ " ﺃﻧﻴﺮ " ﺑﺎﻟﺘﺮﻳﺎﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﻨﻌﺘﻪ ﺳﺎﺑﻘﺎً ﻟﻴﺸﻞ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺘﺮﺍﺟﻊ ﻓﻲ ﻛﻼﻣﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﻄﻊ ﺭﺃﺳﻪ .
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﻠﻴﺪ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻣﻦ ﺇﺑﻦ ﺍﻷﺭﻣﻠﺔ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﺬ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻳﺴﻠﻤﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺍﺳﺘﻌﻨﺖ ﺑﺼﺪﻳﻘﻲ " ﺃﻳﻮﺭ " ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺴﻠﻞ ﺇﻟﻰ ﺳﺠﻦ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻭﻳﺪﺱ ﺑﺎﻟﺘﺮﻳﺎﻕ ﻓﻲ ﻃﻌﺎﻡ " ﺃﻧﻴﺮ " ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺳﻴﺼﻌﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺤﺮﻳﻚ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻄﻊ ﺭﺃﺳﻪ .
ﺃﻣﺎ ﺇﺗﺮﻱ " ﻓﻘﺪ ﺳﻘﻂ ﺍﺳﻤﻪ ﺑﻔﻌﻠﺘﻪ ﻣﻦ ﻻﺋﺤﺔ ﺍﻟﻤﺮﺷﺤﻴﻦ ﻟﻠﺤﻜﻢ ..
ﻭ ﺑﻌﺪ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻷﺷﻬﺮ ﺍﻟﺴﺘﺔ ، ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﻟﻠﺤﺴﻢ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ، ﻭﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﻌﺎﺕ ﺗﻘﺮﺭ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻓﻲ ﻭﻟﻴﻤﺔ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀ ، ﺣﻴﺚ ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺑﺼﻐﺎﺭﻫﺎ ﻭﻛﺒﺎﺭﻫﺎ ، ﺍﻟﻜﻞ ﻣﺘﻌﻄﺶ ﻟﻴﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺳﻴﻮﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﺇﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﻳﺘﺒﻮﺃ ﺍﻟﺴﺪﺓ ، ﻭﺃﻣﺎﻡ ﺃﻧﻈﺎﺭ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺗﻮﻗﻒ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻟﻴﺰﻳﻞ ﺍﻟﺴﺘﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺮﺙ ﺣﻜﻢ ﻗﺒﻴﻠﺔ " ﺑﺎﻧﻮﻥ " ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺘﻪ :
ﻛﻤﺎ ﺳﺎﺭﺕ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﻓﻲ ﻗﺒﻴﻠﺘﻨﺎ ﻣﻨﺬ ﺃﺑﻌﺪ ﺍﻷﺯﻣﺎﻥ ، ﻓﻼﺑﺪ ﻟﻠﻘﺒﻴﻠﺔ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺣﺎﻛﻢ ، ﻭﻟﻬﺎﺫﺍ ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻘﺮﺕ ﺁﺭﺍﺅﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺏ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﻣﺎ ﻳﺨﻮﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﻴﺪ ﻗﺒﻴﻠﺔ " ﺑﺎﻧﻮﻥ " ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﺑﻴﻦ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ﺑﻘﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀ ﻭﺃﺭﺽ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻔﻪ ﻟﻨﺎ ﺃﺟﺪﺍﺩﻧﺎ ﻭﻳﺠﺐ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻨﺴﻠﻤﻪ ﻷﺣﻔﺎﺩﻧﺎ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻫﻮ " ﺃﺳﺎﻓﻮ " ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺑﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﺏ ﺃﻣﺘﻨﺎ ﻭﻫﻮ ﺃﺷﻄﺮ ﻃﻼﺏ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ، ﻭﺳﻴﺘﻮﺝ ﺑﺈﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺑﻌﺪ ﺇﻛﻤﺎﻟﻪ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻛﻢ ﻗﺒﻴﻠﺘﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ، ﺃﻱ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻵﻥ ..
ﻟﻢ ﺃﺗﻔﺎﺟﺄ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ، ﻓﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺔ ﻣﻦ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺍﻵﻥ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ، ﻓﺄﻧﺎ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻟﻜﻼﻡ ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﺷﺮﺏ ﻧﺨﺐ ﻧﺼﺮﻱ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ، ﻓﺘﻮﺟﻬﺖ ﺻﻮﺏ ﻭﻛﺮ " ﺇﻳﻄﻮ " ﺣﻴﺖ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﺴﻜﺎﺭﻯ ﻭﺑﻨﺎﺕ ﺍﻟﻬﻮﻯ ، ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺨﺎﻃﺮﺓ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺑﺴﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺵ ، ﻟﻜﻦ ﻛﻨﺖ ﻭﺍﺛﻘﺎً ﻣﻦ ﺃﻥ ﻻ ﺃﺣﺪ ﺳﻴﻜﺘﺸﻒ ﺍﻷﻣﺮ ، ﻭﺑﻌﺪ ﺩﺧﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻭﻛﺮ " ﺇﻳﻄﻮ " ﻭﺟﺪﺕ ﻓﻴﻪ " ﺇﺗﺮﻱ " ﺍﻟﻤﻜﺴﻮﺭ ﻭﺍﻟﻤﺴﻜﻮﺭ ، ﻳﺸﺮﺏ ﻧﺨﺐ ﻓﺸﻠﻪ ، ﻭﻟﺤﺴﻦ ﻃﺎﻟﻌﻲ ﻟﻢ ﻳﺮﻧﻲ
ﻭﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻬﻢ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻔﻴﺾ ﺑﻜﺆﻭﺱ ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ﺣﻴﺚ ﻛﻨﺎ ﻧﺮﺗﺸﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﺪﻫﻮﺭ ، ﻓﻌﺪﺕ ﺃﺩﺭﺍﺟﻲ ﺻﻮﺏ ﺻﺪﻳﻘﻲ " ﺃﻳﻮﺭ " ﻭﺃﻓﺘﻴﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻤﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻨﻔﺲ ﺍﻟﻔﺠﺮ ، ﻭﻗﻤﺖ ﻋﺎﺋﺪﺍً ﺃﻧﺘﻈﺮ " ﺃﻳﻮﺭ " ﻗﺮﺏ ﻭﻛﺮ " ﺇﻳﻄﻮ " ﺣﺘﻰ ﻋﺎﺩ ﺑﺮﻓﻘﺔ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ، ﺛﻢ ﺩﺧﻠﺖ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺠﻤﻮﻉ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺗﺴﺎﺀﻝ ﺑﺪﻭﺭﻱ :
ﻫﻞ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻟﻪ ﺻﺤﻴﺢ ﻳﺎ " ﺃﻳﻮﺭ "
ﻛﺎﻥ " ﺃﻳﻮﺭ " ﻳﺪَّﻋﻲ ﺃﻧﻪ ﺷﻬﺪ " ﺇﺗﺮﻱ " ﻳﺪﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﻭﻛﺮ " ﺇﻳﻄﻮ " ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻘﻮﻡ ، ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺩﺧﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻟﻴﺠﺪﻭﺍ " ﺇﺗﺮﻱ " ﻭ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻟﻌﺐ ﺑﻌﻘﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﺼﺪﻕ ﻋﻴﻨﺎﻩ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﻓﻘﺪ ﺃﺑﻮﻩ ﺻﻮﺍﺑﻪ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺼﺮﺥ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ : ﻟﻘﺪ ﺃﻭﺻﻠﺖ ﺑﻜﺮﺍﻣﺘﻲ ﺍﻷﺭﺽ ، ﺧﺴﺌﺖ ﻭﺧﺴﺌﺖ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺃﻣﻚ ، ﻭﺃﻱ ﻧﻄﻔﺔ ﻟﻌﻴﻨﺔ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻨﻲ ﻟﺘﺼﻨﻊ ﻣﻨﻚ ﺳﻜﻴﺮﺍً ﻳﺮﺗﺎﺩ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﺒﻐﺎﺀ ، ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺖ ﺃﺭﻯ ﻓﻴﻚ ﺳﻴﺪﺍً ﻟﻘﻮﻣﻚ ، ﻓﻠﺘﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ " ﺃﺳﺎﻓﻮ " ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺃﺑﺎﻩ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﻏﻴﺮ ﺃﻣﻪ ﺍﻷﺭﻣﻠﺔ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺻﻨﻌﺖ ﻣﻨﻪ ﺷﺎﺑﺎً ﺗﻀﺮﺏ ﺑﻪ ﺍﻷﻣﺜﺎﻝ ، ﻓﻠﺘﺸﻬﺪﻭﺍ ﻳﺎ ﻗﻮﻡ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﺗﺒﺮﺃ ﻓﻲ ﺣﻀﺮﺗﻜﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﻕ ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻲ ﺇﺑﻦ ﺇﺳﻤﻪ " ﺇﺗﺮﻱ " ، ﻓﻠﺘﺮﺣﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻵﻥ .
ﻛﺎﻥ ﻣﺸﻬﺪﺍً ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺬﻟﺔ ﻟـ " ﺇﺗﺮﻱ " ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﺘﻮﻋﺪﻧﻲ ﺑﺎﻹﻧﺘﻘﺎﻡ ، ﻭﻫﻮ ﻳﻌﺮﻑ ﺟﻴﺪﺍً ﺃﻧﺎ ﻛﻞ ﻣﺎﺣﺼﻞ ﻣﺎﻫﻮ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﺧﻴﻮﻁ ﺃﻓﻜﺎﺭﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺒﻜﺘﻬﺎ ﺟﻴﺪﺍً ﺣﺘﻰ ﺩﺳﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺑﺄﻭﺳﺦ ﺍﻷﻧﻌﺎﻝ .
ﺛﻢ ﻏﺎﺩﺭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺩﺧﻞ ﺣﺎﻛﻤﻬﻢ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻀﺮﺏ ﺑﻪ ﺍﻷﻣﺜﺎﻝ ﺧﻔﻴﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻭﻛﺮ " ﺇﻳﻄﻮ " ﻷﺭﺗﺸﻒ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻭﺃﺗﻠﺬﺫ ﺑﺎﻷﺟﺴﺎﺩ ﺍﻟﻤﻠﻴﺤﺔ ، ﻭﺑﻌﺪ ﺩﺧﻮﻟﻲ ﺭﺣﺒﺖ ﺑﻲ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ " ﺇﻳﻄﻮ " ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺑﺴﺨﺮﻳﺔ : ﻣﺮﺣﺒﺎً ﺑﺴﻴﺪ " ﺃﺳﺎﻓﻮ " ﺣﺎﻛﻢ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺑﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﻋﻨﺪﻧﺎ .
ﻟﻢ ﻳﺮﻕ ﻟﻲ ﺇﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻬﺎ ، ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺰﻑ ﻋﻠﻰ ﻭﺗﺮ ﻟﻢ ﺃﺭﺗﺢ ﻷﻟﺤﺎﻧﻪ ، ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﻬﺪﺩﻧﻲ ﻟﻜﺸﻒ ﺃﻣﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ..
ﺛﻢ ﺭﺩﺩﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ :
ﻣﺮﺣﺒﺎً ﺑﺎﻟﺴﻴﺪﺓ " ﺇﻳﻄﻮ " ﻓﺎﺗﻨﺔ ﺷﺒﺎﺏ ﺑﺎﻧﻮﻥ ، ﻭﺃﺗﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺸﻲ ﻓﻲ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀ ﺃﻃﻮﻝ ﺯﻣﻦ ﻣﻤﻜﻦ .
ﻭﻫﻨﺎ ﺃﺭﺳﻠﺖ ﻟﻬﺎ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﺒﻌﺜﺮﺓ ﻓﻬﻤﺖ ﻣﻐﺰﺍﻫﺎ ﻓﻲ ﺭﻣﺸﺔ ﻋﻴﻦ ، ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﻣﻌﻲ ﻭﺇﻻ ﺳﺄﻫﺪﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻛﺮ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻫﻲ ﻭﺑﻨﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﺮﺍﺕ ﻭﺃﻏﺴﻞ ﺟﺜﺜﻬﻦ ﺑﺎﻟﺨﻤﻮﺭ .
ﺛﻢ ﻗﻀﻴﺖ ﻟﻴﻠﺔ ﻛﻨﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺘﺴﻜﻌﺎً ﺑﻴﻦ ﻛﺆﻭﺱ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻭﺍﻷﺟﺴﺎﺩ ﺍﻟﻤﻠﻴﺤﺔ ، ﻭﺃﻧﺎ ﺣﺰﻳﻦ ﻟﺤﺎﻝ " ﺑﺎﻧﻮﻥ " ، ﻛﻴﻒ ﻟﻒ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻳﻘﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻏﺰﻭﺍ ﻣﺸﺎﺭﻕ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﻐﺎﺭﺑﻬﺎ ﺑﻌﻠﻤﻬﻢ ﻭﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ ، ﺣﺘﻰ ﺗﺼﺒﺤﻴﻦ ﻓﻲ ﻳﺪ ﺷﺎﺏ ﺧﺒﻴﺚ ﻭ ﺃﻫﻮﺝ !
ﺛﻢ ﻏﺎﺩﺭﺕ ﺍﻟﻮﻛﺮ ﻗﺒﻞ ﺗﺒﺎﺷﻴﺮ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻔﻀﺢ ﺃﻣﺮﻱ ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺳﺄﻧﺘﻄﺮ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺣﺘﻰ ﺃﺗﻮﺝ ﺑﺈﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺃﺻﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺪﺓ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﻇﻬﺮ ﻣﺮﺽ ﻳﺼﻴﺐ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﻓﻲ ﻗﺒﻴﻠﺔ " ﺃﻭﻟﻤﺎﻥ " ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ، ﻭﺃﺭﺳﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ، ﺗﻮﺟﻬﺖ ﺃﻧﺎ ﻭﺻﺪﻳﻘﻲ " ﺃﻳﻮﺭ " ﻭﺷﺎﺑﺎﻥ ﺁﺧﺮﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎﻙ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻌﻮﻥ ، ﻭ ﻷﻧﻨﻲ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﺻﺪﺭ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺟﻠﺐ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺻﻨﻊ ﺑﻬﻢ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ .
ﻭﻣﺮﺭﺕ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺣﺘﻰ ﺳﻘﻄﺖ ﻋﻴﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﻙ ﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻟﻴﺸﺎﺭﻛﻨﺎ ﺍﻷﺭﺽ ، ﻭﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎﻣﺔ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮ ، ﻣﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ؟ ﻛﻨﺖ ﺃﺗﺴﺎﺀﻝ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺗﺰﻟﺰﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻨﺖ ﺣﻮﺍﺀ ﻛﻴﺎﻥ " ﺃﺳﺎﻓﻮ ."
ﻓﻲ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻭﺻﻠﺖ ﻟﺘﺮﻳﺎﻕٍ ﻳﻄﺮﺩ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ، ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻧﺠﺎﺡ ﺑﻌﺪ ﺁﺧﺮ ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﻏﺎﺩﺭ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻦ ﺻﺪﻳﻘﻲ " ﺃﻳﻮﺭ " ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻨﻲ ﺑﺄﻱ ﺷﻲﺀ ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻚ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ، ﻭﻋﺎﺩ ﺇﻟﻲ ﺳﺮﻳﻌﺎً ﺑﺎﻷﺧﺒﺎﺭ :
ﺍﺳﻤﻬﺎ " ﺷﺎﻣﺔ " ﺍﺑﻨﺔ " ﺑﺎﻣﻮ " ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ، ﻭﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻗﺎﺗﻞ ﻓﻘﺪ ﺃﺳﻘﻂ " ﺑﺎﻣﻮ " ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﺅﻭﺱ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ " ﺷﺎﻣﺔ "
ﻭﺧﺘﻢ " ﺃﻳﻮﺭ " ﺑﻘﻮﻟﻪ : ﻛﻦ ﺣﺬﺭﺍً ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻭﻻ ﺗﺘﻬﻮﺭ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺼﻞ ﺳﻴﻒ " ﺑﺎﻣﻮ " ﺇﻟﻰ ﺭﺃﺳﻚ .
ﺍﻧﺘﻔﻀﺖ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺃﻳﻮﺭ " : ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻘﻮﻝ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺒﻠﻴﺪ ؟ ﻭﺃﻱ ﺳﻴﻒ ﻫﺬﺍ ﺳﻴﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺭﻗﺒﺘﻲ ! ﺃﻧﺎ ﺃﺳﺎﻓﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻌﺜﺮ ﺑﺄﻭﺭﺍﻕ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀ ، ﻭﻟﻦ ﻳﻌﻈﻢ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ " ﺷﺎﻣﺔ " ﻭﻟﻮ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺃﺑﻴﻬﺎ ، ﻭﺳﺘﺮﻯ ﻛﻴﻒ ﺳﺄﻫﻮﻱ ﺑﻘﺒﻴﻠﺔ " ﺃﻭﻟﻤﺎﻥ " ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻋﻴﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻼﻙ .
ﺛﻢ ﺻﻤﺖ " ﺃﻳﻮﺭ " ﻗﻠﻴﻼً ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻜﻠﻢ : ﺩﻋﻨﻲ ﺃﺧﻴﺐ ﻇﻨﻚ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ، ﻓﺤﺘﻰ ﻟﻮ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺷﺎﻣﺔ " ﻓﻠﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺯﻭﺟﺘﻚ ﻓﻬﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻝ ، ﻫﻞ ﻧﺴﻴﺖ ﺃﻋﺮﺍﻑ ﻗﺒﻴﻠﺔ " ﺑﺎﻧﻮﻥ " ﻓﻼ ﻳﺤﻖ ﻟﻠﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺑﻨﺎﺕ ﻗﺒﻴﻠﺘﻪ .
ﺃﺟﺒﺘﻪ ﺑﺴﺮﻋﺔ : ﺍﻵﻥ ﺗﻜﻠﻤﺖ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﺣﻤﻖ ﻓﻬﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺸﻐﻞ ﺑﺎﻟﻲ .
ﺛﻢ ﻛﺘﺒﺖ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻟﻲ " ﺷﺎﻣﺔ " ﺃﺭﺳﻠﺘﻬﺎ ﻣﻊ " ﺃﻳﻮﺭ " ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻧﺘﻈﺮ ﺭﺩﻫﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺘﺄﺧﺮ ، ﺣﺘﻰ ﺑﺪﺃﺕ ﺃﻟﺘﻘﻲ ﻣﻌﻬﺎ ﺧﻔﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ، ﻭﻧﻤﺖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻻ ﺃﺭﻯ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ، ﻛﻨﺖ ﺃﺳﺮﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻤﺘﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺟﺎﻟﺒﺎً ﻣﻌﻪ ﻃﻴﻒ " ﺷﺎﻣﺔ " ﻷﻋﻴﺶ ﻣﻌﻪ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻐﻤﺾ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ .
ﻛﻨﺎ ﻧﻠﺘﻘﻲ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻷﻧﻈﺎﺭ ﻟﻨﻨﻐﻤﺲ ﻓﻲ ﺩﻧﻴﺎ ﺍﻟﻌﺸﺎﻕ ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻋﻴﺶ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﻟﻢ ﻳﺰﺭﻧﻲ ﻃﻴﻠﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﺮ ، ﺣﺘﻰ ﻧﺴﻴﺖ ﺍﻗﺘﺮﺍﺏ ﺗﺘﻮﻳﺠﻲ ﺣﺎﻛﻤﺎً ﻟﻘﺒﻴﻠﺘﻲ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺑﺪﺃ ﻳﺸﻐﻞ ﺑﺎﻟﻲ : ﻛﻴﻒ ﻟﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ " ﺷﺎﻣﺔ " ، ﻭﺃﻋﺮﺍﻑ ﻗﺒﻴﻠﺔ " ﺑﺎﻧﻮﻥ " ﺗﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ .
ﻭ ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺘﻈﺮﻫﺎ ﻋﻤﺮﺍً ﻭﻓﺪﻳﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ، ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ " ﺃﺳﺎﻓﻮ " ﺣﺎﻛﻢ ﻭﺳﻴﺪ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺑﺎﻧﻮﻥ .
ﻭﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻗﺒﻞ ﻣﺮﺍﺳﻢ ﺍﻟﺘﺘﻮﻳﺞ ، ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﺍﻹﺳﺮﺍﻉ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺼﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺳﺪﺓ ﺍﻟﺤﻜﻢ .
ﻭﻫﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﻦ ﺍﻷﺭﻣﻠﺔ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻤﻜﺮ ، ﺣﺘﻰ ﺃﺣﻈﻰ ﺑﺎﻟﺴﺪﺓ ﻭ " ﺷﺎﻣﺔ " ﻣﻌﺎً ، ﻭﻗﺒﻞ ﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻷﺟﻞ ، ﺗﻠﻘﻴﺖ ﻣﻦ ﺷﺎﻣﺔ ﺭﺳﺎﻟﺔ ، ﺗﺪﻋﻮﻧﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﺼﺮ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ .
ﻃﻮﻳﺖ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﻟﻢ ﺃﻓﻜﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻮﺍﻗﺐ ﻭﺗﻮﺟﺖ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﻴﻠﺔ " ﺃﻭﻟﻤﺎﻥ " ﻷﻧﻔﺮﺩ ﺑﺸﺎﻣﺘﻲ ﻭﻓﻲ ﻗﺼﺮ ﺃﺑﻴﻬﺎ ، ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﺃﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﺱ ، ﺍﺳﺘﻐﺮﺑﺖ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻟﻢ ﺃﻋﻄﻴﻪ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻋﻘﻠﻲ ﻣﺸﻐﻮﻝ ﺑﺄﺣﻀﺎﻥ ﺷﺎﻣﺔ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﺀ ، ﺍﻧﺘﻈﺮﺕ ﺣﺘﻰ ﺃﻃﻠﺖ ﺷﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻭﻫﻲ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻲ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮﻝ ، ﺛﻢ ﺗﺠﺮﺃﺕ ﻭ ﻧﻔﺬﺕ ﻃﻠﺒﻬﺎ ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻓﺎﺭﻏﺎً ﺗﺌﻦ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ، ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﺗﺴﺎﺀﻝ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﺣﺘﻰ ﻗﻄﻌﺖ " ﺷﺎﻣﺔ " ﺃﻓﻜﺎﺭﻱ ﺑﻈﻬﻮﺭﻫﺎ ﻭﻫﻲ ﺣﺴﻨﺎﺀ ﺑﺎﻫﻴﺔ ، ﻭﻗﺎﺩﺗﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺃﺧﺒﺮﺗﻨﻲ ﻋﻦ ﺳﻔﺮ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﻭﺯﻭﺟﺎﺗﻪ ﻭﻣﻌﻬﻢ ﺍﻟﺤﺮﺍﺱ ، ﻭﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺳﻮﻯ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺨﺪﻡ .
ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ ، ﺻﺮﺧﺖ ﺷﺎﻣﺔ ﺑﺼﻮﺕ ﺳﻤﻌﺘﻪ ﺃﺫﺍﻥ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ ﻟﻴﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺤﺮﺍﺱ ﻭﻣﻌﻬﻢ ﺃﺑﻴﻬﺎ " ﺑﺎﻣﻮ " ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻟﻴﺠﺪﻭﻧﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻨﻔﺮﺩ ﺑﺎﻟﺸﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺸﻬﺪ ﻳﻌﻈﻢ ﻭﺻﻔﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻼﻡ .
ﻓﻘﺪ " ﺑﺎﻣﻮ " ﺻﻮﺍﺑﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻠﺤﺮﺍﺱ : ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﺃﻟﻘﻮﺍ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ .
ﺛﻢ ﺍﻧﻘﺾ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﺮﺍﺱ ﺑﻨﻮﺍﺟﺒﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻓﺮﻳﺴﺔ ﻃﺮﺩﺕ ﻣﻦ ﺯﻣﺎﻥ ، ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻗﺘﻴﺎﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺳﺠﻦ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻭﺟﺪﺕ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻘﺼﺮ " ﺇﺗﺮﻱ " ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺧﺒﻴﺜﺔ ﻭﻣﻌﻪ " ﺗﻠﻴﻠﺔ " ﻭﺷﻘﻴﻖ " ﺃﻧﻴﺮ " ﻭﺑﻌﺾ ﺭﺟﺎﻝ ﻗﺒﻴﻠﺘﻲ ، ﺍﻵﻥ ﻓﻬﻤﺖ ﻭ ﻳﺎﻟﻴﺘﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﻓﻬﻢ ..
***
ﻟﻘﺪ ﺯﺟﻮ ﺑﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺣﺪﺩﻭﺍ ﻣﺤﺎﻛﻤﺘﻲ ﺑﻌﺪ ﺃﺳﺒﻮﻉ ، ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﻛﻨﺖ ﺃﺗﺴﺎﺀﻝ ﻫﻞ ﺃﻧﺎ ﺃﺣﻠﻢ ، ﻭﺃﻳﻦ ﺃﻧﺎ ، ﻫﻞ ﻳﻌﻘﻞ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ ﺃﺳﺎﻓﻮ ، ﻟﻘﺪ ﺍﺗﻀﺢ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﺸﺎﻣﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻌﺐ ﺑﻲ ﻃﻴﻠﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ ﻛﻞ ﺃﻋﺪﺍﺋﻲ ، ﻓﺈﺗﺮﻱ ﻟﻢ ﻳﺮﺣﻞ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﻴﺪ ﺑﻞ ﺍﺳﺘﻘﺮ ﻓﻲ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺃﻭﻟﻤﺎﻥ ﻭﻣﻌﻪ " ﺗﻠﻴﻠﺔ " ﻭﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﻗﺒﻴﻠﺘﻲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﺗﺮﻕ ﻟﻬﻢ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﺣﺎﻛﻤﺎً ﻋﻠﻴﻬﻢ ، ﻟﻘﺪ ﻭﺣﺪﻭﺍ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﻭﻣﻜﺮﻭﺍ ﺑﺈﺑﻦ ﺍﻷﺭﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺧﻴﺮ . ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﻫﺘﻢ ﻷﻣﺮﻫﻢ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻓﻘﺪ ﺫﺍﻗﻮ ﻣﻦ ﻧﻴﺮﺍﻧﻲ ﺟﻤﻴﻌﺎً ، ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﺜﻴﺮ ﻣﺸﺎﻋﺮﻱ ﻭﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﻗﻴﺪﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺎﻣﺔ ﻛﻴﻒ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﺗﺼﻞ ﺑﻲ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻤﺎﻛﺮﻳﻦ !!
ﺁﻩ ﻳﺎ " ﺷﺎﻣﺔ " ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺃﺗﻴﺘﻨﻲ ﺑﺎﻟﻔﻄﻨﺔ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎﺀ ﻟﻬﺪﻣﺖ ﺍﻟﻤﻌﺎﺑﺪ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻚ ، ﻟﻜﻨﻚ ﻛﻨﺖ ﺗﻌﺰﻓﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺗﺎﺭ ﻗﻠﺒﻲ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻭﺍﻷﻋﻤﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﺩﻧﻲ ﻓﻲ ﻏﻔﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ، ﻭﺍﻃﻠﺒﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻳﺎ ﺣﻤﺎﻣﺘﻲ ﺃﻥ ﻻ ﺃﻭﻓﻖ ﻓﻲ ﺗﻜﺴﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻴﺪ ، ﻭﺇﻻ ﺳﺄﺷﺮﺏ ﻣﻦ ﺩﻣﻚ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ ..
***
ﻣﺮ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﻭﺣﻜﻤﻮﺍ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﻹﻋﺪﺍﻡ ﺣﻴﺚ ﺳﺘﻘﻄﻊ ﺭﺃﺳﻲ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﻟﻘﻲ ﺑﻤﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﻓﻄﻨﺔ ﺃﺳﺎﻓﻮ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺣﺪ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﺇﻟﻰ ﻋﺮﻭﻗﻲ ، ﻭﻃﻠﺒﺖ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺻﺪﻳﻘﻲ " ﺃﻳﻮﺭ " ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺗﻰ ﺇﻟﻲ ﺳﺮﻳﻌﺎً ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺠﻠﺐ ﺇﻟﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﻠﺔ " ﺑﺎﻣﻮ " ﺣﺎﻛﻢ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ، ﻭﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻲ " ﺃﻳﻮﺭ " ﺟﺎﻟﺒﺎً ﻣﻌﻪ ﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﺧﺒﺎﺭ ، ﻭﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻟﻴﻠﺔ ﻗﺒﻞ ﺇﻋﺪﺍﻣﻲ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﺭﻣﻲ ﺑﺎﻟﺴﻬﻢ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺤﺪﺩ ﻣﺼﻴﺮ ﺃﺳﺎﻓﻮ ، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﺱ ﺃﻥ ﺃﻟﺘﻘﻲ ﺑـ " ﺑﺎﻣﻮ " .
ﺍﺳﺘﺠﺎﺏ " ﺑﺎﻣﻮ " ﻟﻄﻠﺒﻲ ﺍﻷﺧﻴﺮ ، ﻭﺯﺍﺭﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﺳﺄﻟﻨﻲ ﻋﻤﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﻣﻨﻪ ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ : ﻟﻘﺪ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺇﺣﺪﻯ ﺯﻭﺟﺎﺗﻚ ﻣﺮﻳﻀﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﺃﻱ ﻃﺒﻴﺐ ﻣﻦ ﺷﻔﺎﺋﻬﺎ ، ﻣﺎﺫﺍ ﻟﻮ ﻗﻤﺖ ﺃﻧﺎ ﺑﺸﻔﺎﺋﻬﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺟﺰﺍﺋﻲ ؟
ﺻﻤﺖ " ﺑﺎﻣﻮ " ﻗﻠﻴﻼً ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ : ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻱ ﻃﺒﻴﺐ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﺻﻘﺎﻉ ﺍﻷﺭﺽ ﺷﻔﺎﺋﻬﺎ ، ﺣﺘﻰ ﺗﺄﺗﻲ ﺃﻧﺖ ﻭﺗﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ .
- ﻣﺎﺫﺍ ﺳﺘﺨﺴﺮ ﺃﻧﺖ ﻟﻮ ﺟﺮﺑﺖ ﺍﻷﻣﺮ، ﻓﻘﻂ ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺟﺰﺍﺋﻲ ﻟﻮ ﻋﺎﺩﺕ ﺯﻭﺟﺘﻚ ﻛﻤﺎ ﺃﺣﺒﺒﺘﻬﺎ ﻳﻮﻣﺎً ؟
- ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺟﺰﺍﺅﻙ ﺗﺨﻠﻴﺼﻚ ﻣﻦ ﺍﻹﻋﺪﺍﻡ ﻭﺳﺄﻋﻔﻮ ﻋﻨﻚ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ .
- ﻻ ﻻ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪ ، ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺍﻟﻌﻔﻮ ، ﻓﺄﻧﺎ ﺍﻋﺮﻑ ﺟﻴﺪﺍ ﺃﻥ ﺷﺎﻣﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺇﺑﻨﺘﻚ ﻓﻘﺪ ﻗﻤﺖ ﺑﺘﺮﺑﻴﺘﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺻﻐﻴﺮﺓ ، ﻭﻃﻠﺒﻲ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﺒﺮﺃ ﺳﺎﺣﺘﻲ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﻮﻣﻚ ، ﻭﻛﻲ ﺗﻐﺴﻞ ﺃﻧﺖ ﻋﺎﺭﻙ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﻘﻄﻊ ﺭﺃﺱ " ﺷﺎﻣﺔ " .
- ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺷﻔﺎﺋﻬﺎ
- ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺭﺃﺳﻲ ﻓﺪﺍﺋﻬﺎ ﺃﻳﻬﺎ " ﺍﻟﺒﺎﻣﻮ "
- ﺇﺗﻔﻘﺪﻧﺎ
ﻟﻘﺪ ﻋﻠﻤﺖ ﻣﻦ ﺻﺪﻳﻘﻲ " ﺃﻳﻮﺭ " ﺃﻥ ﺑﺎﻣﻮ ﻳﺤﺐ ﺇﺣﺪﻯ ﺯﻭﺟﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﺮﻳﻀﺔ ﺣﺒﺎ ﺟﻤﺎ ﻭﻗﺪ ﺻﺮﻑ ﺍﻟﻨﻔﻴﺲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺷﻔﺎﺋﻬﺎ
ﻛﺎﻧﺖ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻻ ﺗﺘﻔﻮﻩ ﺑﺸﻲﺀ ﻭﻫﻲ ﻃﺮﻳﺤﺔ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ﺗﻔﺘﺢ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻭﺗﻐﻠﻘﻬﻤﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﺄﻟﻢ ﺑﺼﻤﺖ .
ﺻﻨﻌﺖ ﻟﻬﺎ ﺗﺮﻳﺎﻕ ﺳﻴﻌﺠﻞ ﺑﺸﻔﺎﺋﻬﺎ ، ﺛﻢ ﺃﻋﺎﺩﻭﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻧﺘﻈﺮ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻲ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻣﻔﻌﻮﻟﻪ ﺣﺘﻰ ﺃﺧﺮﺝ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ، ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﻧﺘﻈﺮ ﻓﺘﺢ ﻋﻠﻲ " ﺑﺎﻣﻮ " ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺰﻧﺰﺍﻧﺔ ﻭﺍﻟﻐﻀﺐ ﻳﺘﻘﻄﺮ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻪ ، ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺼﺮﺥ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻲ : ﻟﻘﺪ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﻭﻫﻲ ﺍﻵﻥ ﺗﺼﺎﺭﻉ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺼﻌﻠﻮﻙ ، ﻓﺴﺄﻗﻄﻊ ﺭﺃﺳﻚ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻤﻮﺕ ﺯﻭﺟﺘﻲ .
ﻭﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺃﻳﻘﻨﺖ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻗﺪ ﺣﻠﺖ ﻓﺮﺑﻤﺎ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻭﺿﻊ ﺷﻴﺌﺎً ﺑﺪﻭﺍﺋﻲ ، ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻣﻞ ﻟﻠﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ، ﻭﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻬﺘﻚ ﺳﺘﺮﻫﺎ ﺳﻮﻯ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻠﻬﺐ ﺍﻟﻤﺘﺮﺍﻗﺼﺔ ﻭﺍﻟﻤﻀﻴﺌﺔ ﻷﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺃﺫﻥ ﻣﺆﺫﻥ .. ﺃﺧﺮﺟﻮﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ
ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﺳﺎﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﺼﻠﺔ ، ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻲ ﻟﻴﺸﺎﻫﺪﻭﺍ ﺭﺃﺱ ﺃﺳﺎﻓﻮ ﺗﺘﺪﺣﺮﺝ ﺑﻴﻦ ﺃﻗﺪﺍﻣﻬﻢ ، ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻔﺘﺮﺳﻮﻥ ﻣﻼﻣﺤﻲ ﺑﻨﻈﺮﺍﺗﻬﻢ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ " ﺇﺗﺮﻱ ﻭ " ﺗﻠﻴﻠﺔ " ﻭﻛﻞ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺃﺳﺎﻓﻮ ﺍﻟﺸﺎﻣﺘﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺤﺘﻔﻠﻴﻦ ﺑﺴﻘﻮﻁ ﺇﺑﻦ ﺍﻷﺭﻣﻠﺔ . ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺤﺸﺮ ﺑﺮﺃﺳﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺼﻠﺔ ﻇﻬﺮﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ " ﺷﺎﻣﺔ " ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭ ﺃﺗﺴﺎﺀﻝ ﻓﻲ ﺧﻠﺪﻱ : ﻛﻴﻒ ﻳﺴﻮﻍ ﻟﻮﺩﻙ ﺃﻥ ﻳﻄﺮﺡ ﺑﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ، ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺎﻃﺮﺕ ﺑﺎﻟﺴﺪﺓ ﻓﻲ ﻗﺒﻴﻠﺘﻲ ﻭﺗﺨﻠﻴﺖ ﻋﻦ ﺃﻏﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩﻱ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﻫﻮﺍﻙِ .
ﻭﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻇﻬﺮ " ﺑﺎﻣﻮ " ﻛﻄﻴﻒ ﻳﺨﺘﺮﻕ ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ ﺣﺎﻣﻼً ﻣﻌﻪ ﺳﻴﻔﺎً ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻌﺎﺩﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻮﻝ ، ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﺐ ﺭﺃﺳﻲ ﻭﺍﻗﻔﺎً ﻛﺎﻟﺠﺒﻞ ، ﻭﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﺣﺮﺭ ﺳﻴﻔﻪ ﻣﻦ ﻏﻤﺪﻩ ﺣﺘﻰ ﻧﻄﺢ ﺑﻪ ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ ﻣﺨﻠﻔﺎً ﺻﻮﺗﺎً ﺃﻳﻘﻆ ﺑﺤﺪﺗﻪ ﺟﻔﻮﻥ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﺎﻛﻦ .. ﻭﺃﻧﺎ ﻣﺎﺯﻟﺖ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺷﺎﻣﺘﻲ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﻣﻘﻨﻲ ﺑﻨﻈﺮﺍﺕ ﻳﺘﻸﻷ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﻐﺪﺭ ﻓﻲ ﺃﺑﻬﻰ ﺣﻠﺘﻪ ، ﻓﻲ ﻣﺸﻬﺪ ﻟﻮ ﺭﺁﻩ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﺪﺱ ﺑﺮﺃﺳﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺨﺰﻱ ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺭ .
ﺛﻢ ﺃﻏﻤﻀﺖ ﻋﻴﻨﺎﻱ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻧﺘﻈﺮ ﻣﺘﻰ ﺳﻴﻌﺎﻧﻖ ﺳﻴﻒ " ﺑﺎﻣﻮ " ﺭﻗﺒﺘﻲ ، ﺣﺘﻰ ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮﺗﺎً ﺍﻧﺴﻞ ﻣﻦ ﻛﺒﺪ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ، ﻭﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻣﻌﻲ ﻛﺎﻟﺮﺣﻤﺔ
ﺗﻮﻗﻒ ﺗﻮﻗﻒ ! ﻳﺎ " ﺑﺎﻣﻮ " ﻛﻴﻒ ﺳﺘﻘﻄﻊ ﺭﺃﺱ ﻣﻦ ﺃﻧﻘﺬ ﺯﻭﺟﺘﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ .
ﻓﻠﺖ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺑﺎﻣﻮ ﺛﻢ ﺭﻛﺾ ﻟﻤﻌﺎﻧﻘﺔ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻔﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺽ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺑﺎﻣﻮ : ﻫﻴﺎ ﺃﻃﻠﻘﻮﺍ ﺳﺮﺍﺣﻪ
ﺛﻢ ﺗﻮﻗﻒ ﺇﺑﻦ ﺍﻷﺭﻣﻠﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ، ﻭﻗﻤﺖ ﺑﺎﻟﺘﻘﺎﻁ ﺳﻴﻔﻪ ﺍﻟﻤﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ " ﺑﺎﻣﻮ " ، ﺛﻢ ﺑﺪﺃﺕ ﺃﺻﺮﺥ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ : ﻣﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺬﻧﺐ ﻳﺎ " ﺑﺎﻣﻮ " ، ﺃﻧﺎ ﺃﻭ ﺑﻨﺘﻚ " ﺷﺎﻣﺔ " .
ﺑﺎﻣﻮ : ﺃﻧﺎ ﺃﻋﺘﺮﻑ ﺃﻣﺎﻣﻜﻢ ﻳﺎ ﻗﻮﻡ ﺃﻧﺎ " ﺷﺎﻣﺔ " ﻟﻴﺴﺖ ﺍﺑﻨﺘﻲ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺬﻧﺒﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻭﺳﺄﻗﻄﻊ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺃﻣﺎﻣﻜﻢ .
ﻟﻢ ﻳﻜﻤﻞ ﻛﻼﻣﻪ ﺣﺘﻰ ﻗﻄﻌﺘﻪ ﻗﺎﺋﻼً : ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺳﻴﻘﻄﻊ ﺭﺃﺱ ﺍﺑﻨﺘﻚ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﺴﺖ " ﺃﺳﺎﻓﻮ " ﻓﻲ ﺷﺮﻓﻪ ، ﻭﻟﻐﺴﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﺭ ﺗﺮﻛﻨﻲ ﺃﻛﻮﻥ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺠﻼﺩ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻃﻠﺒﻲ ﻟﻚ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺳﺒﺒﺎً ﻓﻲ ﺷﻔﺎﺀ ﺯﻭﺟﺘﻚ
ﺑﺎﻣﻮ : ﻟﻚ ﺫﻟﻚ
ﺛﻢ ﻗﺎﺩﻭﺍ " ﺷﺎﻣﺔ " ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﺼﻠﺔ ﻭﺣﺸﺮﻭﺍ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻗﻒ ﺃﺗﻬﻴﺄ ﻷﺳﻔﻚ ﺩﻣﺎﺀ ﺍﻟﻐﺪﺭ ﻣﻦ ﻋﺮﻭﻗﻬﺎ ، ﺣﺘﻰ ﻫﻮﻳﺖ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﻭﺻﺎﺭ ﻣﺘﺪﺣﺮﺟﺎً ﺑﻴﻦ ﺃﻗﺪﺍﻡ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻋﺒﺮﺓ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﻔﻜﺮ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﺱ ﺑﺄﺳﺎﻓﻮ ، ﻭﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺧﺮﺝ " ﺇﺗﺮﻱ " ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻣﺘﺤﺪﻳﺎً ﻭﻗﺎﻝ : ﻻ ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻷﺭﻣﻠﺔ ﻟﻦ ﺗﻨﺘﻪ ﻫﻜﺬﺍ ، ﺇﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﻭ ﺃﻧﺖ .. ﻓﺘﺤﺖ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻻ ﻳﺘﺴﻊ ﻟﻜﻠﻴﻨﺎ ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻓﺴﺄﻛﻮﻥ ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺳﻴﺒﻘﻰ
ﻛﻨﺖ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻐﺎﺯﻟﻨﻲ ﺑﺴﻴﻔﻪ ﺣﺘﻰ ﺭﺩﺩﺕ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﺋﻼً : ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺟﻌﻠﺘﻚ ﻣﺴﺨﺮﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺳﺄﺧﻠﺼﻚ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻵﻥ ، ﻭﺃﻗﺴﻢ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺎﺕ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺳﻴﻔﻲ ﻟﻦ ﻳﺠﺪ ﻏﻴﺮ ﺻﺪﺭﻙ ﺣﺠﺮﺍً ، ﻭﺳﺘﺴﺒﺢ ﻓﻲ ﺩﻣﻚ ﻭﺃﻧﺎ ﺳﺄﺭﻗﺺ ﻋﻠﻰ ﺟﺜﻤﺎﻧﻚ ﺍﻟﻠﻌﻴﻦ ..
ﻭﺑﻌﺪ ﺫﺍﻟﻚ ﺍﻧﻄﻠﻖ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺴﻴﻮﻑ ﻭﻫﻲ ﺗﻌﺎﻧﻖ ﺑﻌﻀﻬﺎ ، ﺣﺘﻰ ﺳﻘﻂ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻣﻦ ﻳﺪ " ﺇﺗﺮﻱ " ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻣﻨﻲ ، ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺳﻮﻯ ﺳﻴﻔﻲ ﻭﻫﻮ ﻳﺨﺘﺮﻕ ﺻﺪﺭﻩ ﻟﻴﻬﻮﻱ ﻣﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺽ .
ﺛﻢ ﺭﺣﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻋﺎﺋﺪﺍً ﺇﻟﻰ ﻗﺒﻴﻠﺔ " ﺑﺎﻧﻮﻥ " ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺍﺳﺘﻌﺪﺕ ﻛﺮﺍﻣﺘﻲ ﻭﺑﺮﺍﺀﺗﻲ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ .
ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻬﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﻷﺗﻨﺎﺯﻝ ﻋﻦ ﺳﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺵ ، ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻨﻔﺮ ﻣﻨﻲ ﻏﺼﺒﺎً ، ﻭﺭﺷﺤﺖ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﺃﻳﻮﺭ " ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻑ ..
ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻏﺎﺩﺭﺕ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻋﺰﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ , ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺟﺒﻞ ﻳﻼﻣﺲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ , ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻗﻒ ﻓﻮﻗﻪ ﺃﺭﻣﻲ ﺑﻨﻈﺮﻱ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﻴﻠﺔ " ﺑﺎﻧﻮﻥ " ﻭ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺳﻄﻬﺎ ﺷﺎﻣﺦ ﻳﺼﺮ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮﻳﻦ , ﻫﻨﺎ ﺷﺮﻕ ﻓﺠﺮﻱ ﻭﻫﻨﺎ ﻏﺎﺑﺖ ﺷﻤﺴﻲ .
ﻭ ﺃﻧﺎ ﺃﺧﺘﻠﻲ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﻭﺃﺟﻤﻊ ﺷﺘﺎﺕ ﺫﻫﻨﻲ ﺃﺗﺴﺎﺀﻝ ﺃﻳﻦ ﺃﺻﺒﺖ ﻭﺃﻳﻦ ﺃﺧﻄﺄﺕ , ﺣﺘﻰ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﻛﻼﻡ ﺃﻣﻲ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺮﺭ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻣﻦ ﺟﺴﺪﻫﺎ :
" ﺃﺳﺎﻓﻮ " ﻭﻟﺪﻱ , ﺃﻧﺎ ﺃﺭﺍﻙ ﺣﺎﻛﻤﺎً ﻟﻘﺒﻴﻠﺔ " ﺑﺎﻧﻮﻥ " ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻳﺎﻡ .!
ﻟﻘﺪ ﺧﻨﺖ ﻋﻬﺪﻙ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ , ﻓﺄﻧﺎ ﻟﻦ ﺃﻛﻮﻥ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ , ﻟﻘﺪ ﻏﻀﺒﺖ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺭﻣﺖ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﻟﻔﻄﻨﺔ ﻭالنبوغ , ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺳﻠﻜﺖ ﺑﻪ ﺳﺒﻴﻼً ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ ﺑﺤﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ , ﻛﻨﺖ ﻣﻐﺮﻭﺭﺍً ﻭﺟﺸﻌﺎً ﻭﻧﺼﺒﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ , ﻭﺍﻋﺘﻘﺪﺕ ﺃﻥ ﻻ ﺃﺣﺪ ﺳﻴﻘﻒ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻲ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺪﺓ , ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﺠﺮﺃ ﻛﺎﻥ ﻣﺼﻴﺮﻩ ﺍﻟﻬﻼﻙ , ﻟﻘﺪ ﺧﻨﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﺧﺮﻳﻦ ﻭﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﺣﻜﻢ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺑﺎﻧﻮﻥ ﺑﺎﻟﻤﻜﺮ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ , ﺇﺫﺍ ﻛﻴﻒ ﺳﻴﻄﻮﻝ ﺑﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻓﻲ ﻋﺮﺵ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀ , ﺑﻞ ﺳﻴﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﺩﻫﻰ ﻣﻦ ﺇﺑﻦ ﺍﻷﺭﻣﻠﺔ ﻟﻴﺮﻣﻲ ﺑﺮﺃﺳﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺪﺓ , ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﺘﻌﺎﻗﺐ ﻧﻮﺍﺋﺐ ﺍﻷﺯﻣﺎﻥ , ﻓﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﺳﻴﻜﺘﻮﻱ ﺑﻬﺎ ﺳﻮﺍﺀ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﺃﻭ ﻃﺎﻝ ..
ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻵﻥ ﺃﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻭ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﺼﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ , ﻭﺍﻧﺘﺼﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ , ﻭﺻﻌﺪﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻤﺔ , ﻭﻫﻮﻳﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻉ , ﻭﺍﻧﺘﻘﻤﺖ ﺷﺮ ﺍﻧﺘﻘﺎﻡ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺳﻮﻟﺖ ﻟﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺑﺄﺳﺎﻓﻮ , ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻘﻰ ﺳﻮﻯ ﺷﺨﺺ ﻭﺍﺣﺪ ﻫﻮ ﺃﺳﺎﻓﻮ ﻧﻔﺴﻪ , ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺨﺘﺒﺊ ﻭﺭﺍﺀ ﻭﺟﻬﻲ ﺍﻟﺤﺴﻦ , ﻭﺍﺳﺘﻐﻞ ﻋﻠﻤﻲ ﻭﻣﻌﺮﻓﺘﻲ ﺷﺮ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ , ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺗﻬﻴﺄ ﺍﻵﻥ ﻷﻫﻮﻱ ﺑﻌﺮﻭﺷﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ .
محمد بن صالح
تعليقات
إرسال تعليق