المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١٨

تحت قناديل الشارع - 2 -

صورة
لقراءة الجزء الأول، من هنا ياسكر. حين تلوذ مدينتي في الصمت ، إلا من عواء كلب يعلن عن استمرار الحياة ، يتحول العراء إلى ملاذ ، تصير كل الطرق تؤدي إلى نفسه طريق ، حيث عبير البائسين المنسيين، أقصد المسحوقبن.. أجد نفسي مطروحا في عراء شارع يشق الظلام في ليالي مدينتي المتوجسة ، الليل هنا مديد يبدو كأنه الأبد..  أتحول إلى وطواط ليلي جائع ، أتوخى حذر العتمة ، أتأمل قناديل ربي في السماء، أبحث عن أيتها سبيل.. الجوع رفيقي، الجوع خليلي ، وفي جوفي المقعر عاكف لا يغادره إلا هنيهة ليعود لاهثا.. هأنذا هنا ، هنا وإلى هنا لنا عودة ، بين الأزقة والدروب، نبحث عن الحياة التي قالوا عنها.. أين أنا من الحياة؟ أين هي الحياة مني؟. ** رحلت زينب في مقبض الشرطة ، كانت أخر صورة لها وهي منحنية الرأس مكلبة الأيادي .. « لا داعي لتكبيل أيها الأمنيون ! لا خوف من فتاة بائيسة تاهت في مجاهيل الحياة » في الليلة الأولى بعد خروجي من عالم الحاج وزينب؛ عدت إلى ملاذي عند الأموات ، إنها المقبرة التي أعشق صمتها الأبدي ، وفيها أركن إلى حزني وألامي .. على آخر الليل أرى نفسي غير أنا ؛ أحلم وأحلم، وكل ملذات الدنيا أكتفي

ما أفسده الدهر

صورة
قصة قصيرة : محمد بنصالح                                 يتقاذفني الليل وأنا وحيد في المشوار.. لم يبق لي سوى الذكريات المهزومة ، الماضي الخداع ، الذي أكذبه الأمس غدوت اليوم أصدقه.  شبابي انذثر فجاة وطال المشيب وجهي. أزمنت. أجتر شيخوختي إلى اللامكان. فقد ليل المدينة جماله، سكره المجنون ،  لم يعد سوى أشباه الليليون ، حتى النهار ما عاد يعرفني. أجلس أمام المحيط وعباب البحر يلسع سيقاني ، أفكر أن أستعيد أيام شبابي ؛ يوم كنت أنا هو أنا ، أما  هذا هنا فليس أنا .. تلك السجارة، مشتهاة في الزنزانة ، حلم المقيد يتجلى في الحرية ، الضرير يشتهي بصيص نور ، حلمي أنا : أن تعود الدنيا كما أعرفها، او ربما أعود أنا كما تعرفني. ثم سخرت من نفسي ، كيف بي أجد السبيل لأعود إلى عبير الأيام ؟! . إنها أحلام أردل العمر، أو بئس المصير. جلست في مقهى تواجه البحر ، أدخن وأنظر إلى ذاك الوحش الأزق الناشر نفسه هناك، وبينما أتجول بنظري، قطعت وحدتي عجوز ترمي بسماتها إلي ، تضع  مسحوقا رديئا على وجهها ، إنها تعيش على ذكريات شبابها . تجاهلت نداءات عيونها ؛ ولعنتها في قراراة نفسي. رجلان أمامي يتجادلان في بينهما؛ ثم أخرج أح

عازب إلى الأبد

صورة
كانت تقول لي حبيبتي إنها تخشى الصراصير ، تذكرت يوم كنت صغيرا أضع صرصارا وسط خبزة وألتهمها.. الجوع كافر يا حبيبتي.. لكني لم أقل  لها ذلك جهرا، إلى أن نفرت بعودها وهاجرتني، ومن ثم كرهت النساء وأحببت الصراصير.   أمي تطلب مني الإسراع بزواج : - يا ولدي الوحيد ، ها أنت ذا قد فاق سنك الثلاثين ، ومازلت عازبا ! إلى متى تظل على أحوالك؟ لا أعرف لها جوابا يكون شافي لمرادها . لماذا لم تتزوج بعد؟ لماذا لم تتزوج بعد؟ سؤال ملت أذناي من سماعه. - يا أمي ؛ إن الزواج اليوم أشبه بفريضة الحج ، إنه لمن استطاع إليه سبيلا؟ وأنا لا سبيل يهديني إليه. في أحد الليالي الباردة ، فكرت بالزواج بعدما هزمني الزمهرير؛ سألت حالي إلى متى أنام وحدي مثل عجوز ضرير؟ لماذا لا أرضي أمي أخيرا.. تذكرت قول أحد أصدقائي : إن المتزوجون لا يشعرون بالبرد في ليالي الشتاء .. فكرت. إذن سأتزوج حتى أشعر بالدفئ مثلهم . « إذ يكون لك شريكة في الفراش فهذه هي  الحياة ، إن العالم كله يجري من أجل الجنس، ولا شيء غير الجنس » . هذا الكلام قاله حشاش في أحد المقاهي البائسة.. فكرت. إذا كان الجنس هو الزواج : سأجمع في فراشي إحدى عشر عاهرة، ونعي

ايسلي و تسليت .. أسطورة العشق الأمازيغية

صورة
إذا كان حب قيس و ليلى أسطورة في الشرق ,  فعند أمازيغ المغرب قصة عشق عابرة للأزمان، تعرف بـ ايسلي وتسليت ، وتعني بالأمازيغية ( العروس والعريس ) هذا الإسمان تعرف بهما بحيرتان في احدى مناطق املشيل الأمازيغية وسط المغرب.. فما قصة هذا العشق المزمن الذي لم يجد له الزمان سبيلا لطمسه؛ حتى أضحى ذكرى سنوية تحتفل بها  المنطقة، ويعقد فيه العشاق القيران على ضفاف البحيرتان، تخليدا لحب مهيب كانت اخر فصوله تحت الماء. الشاب موحى سليل قبيلة أيت ابراهيم، وقع فريسة حب لفتاة تدعى حادة، تنتمي إلى قبيلة أيت اعزة، قبيلتا العاشقين تعيشان على عداء دائم ، فهما جارتان تنتميان إلى قبائل أيت حديدو نواحي إملشيل.. الصراع بينهما لم يخط شيئا، الحدود ومنابع الماء والأراضي الزراعية وكل ما يستحق ولايستحق ؛ ووسط هذه الأشواك من الكراهية فقد نمت وردة العشق بين موحى وحادة، كان العاشقين يلتقيان خفية من أهل قريتيهما ، وتحت ظلال أشجار الخروب المنتشرة في المنطقة ، خطط موحى و حادة لزواج وتتويج حبهما تحت سقف واحد، إلا أن القبيلتان معا رفضتا هذا الزواج، حتى منعهما من لقاء بعض، لتتهدم أركان الحب في محراب العداء .. حبست حادة نف

حمو أونامير .. حكاية خالدة من الفلكلور الأمازيغي

صورة
      كبر أطفال الأمازيغ على حكاية حمو أونامير.. قصة تأخذ خيالهم بعيدا بعيد إلى أن يرمي النعاس بجلبابه الثقيل , لتتوهج الأحلام ويستحال القبض عليها , لأن حكايتنا اليوم تلامس الخيال وتعيش في أرض لم يرمقها بشر بعد. كان حمو شابا أتى من الحسن والنبوغ ما يحسد عليه , مات أبيه قبل أن يبصر النور ,  ليتلقى تربية حسنة من أمه . طالب في الكتاب أو ما يعرف عند عامة الناس بـ الجامع , أي التعليم العتيق - حفظ القرآن وقواعد النحو - في ذات صباح استيقظ حمو من منامه ليجد يداه مزخرفة بالحناء , أمر الحناء هذا مكروه إن تزين به الرجال عند قبائل الأمازيغ , ولهذا انفعل حمو ظنا منه أن أمه من زخرفت يده بالحناء , إلا أن أمه نكرت الأمر مستغربة حصول ذلك , حاول حمو اخفاء مصابه عن أقرانه في الكتاب وكذلك المعلم - الفقيه - خوفا من الفضيحة , إلا أن المصائب حلت بـ حمو بعد اكتشاف الجميع أمر الحناء ,  وبذلك تعرض أونامير لسخرية من أقرانه وتوبيخ المعلم , ما أذى به إلى هجر الكتاب قسرا. قرر حمو أن لا ينام ليعرف من فعل به تلك الفعلة , و في إحدى الليالي تراءى ﻟـ حمو سرب من الحوريات بجمال آخاذ يدخلن من نافذة غرفته , ثم شرعوا

أنا و الهرة

صورة
قصة قصيرة جدا : محمد بن صالح المنبه يصرخ معلنا قدوم الصباح، ثم يتلقى مني شتيمة اعتاد سماعها كلما أد واجبه ، ما عادت تمس مشاعرها في شيء، بعدما قضى جنب رأسي الثلاث سنوات.. صباح صقيع، والفراش يغري العظام ، النوم لذيذ .. لكأني لم أسمع المنبه فعدت للغرق في أعماق النعاس.. ما أجمل نوم الصباح ؛ حينما يجن الزمهرير أفاقت من النوم أخيرا وألقيت أنظاري إلى وجه المنبه، لأجد عقارب الساعة تواصل المسير نحوى منتصف اليوم ، ومن شقوق نافذتي، تسلل وهج الشمس ليزكي ما يدعيه المنبه ، فتحت فاهي أتثاءب كتمساح أطل برأسه من بركة وحل ثم شهر بأضراسه.. أليت على نفسي فراق الفراش.. ولجت إلى دورة المياه ، وقفت لهنيهة أنظر إلى وجهي المطل على المرآة ؛ أحدق فيه، وكذلك يبادرني ، إنه أنا . امياو.. امياو.. قطتي  تموء بملل ، ثم جلست جامعة ديلها وهي تنظر إلى صاحبها الأعزب التعيس، يرتدي جواربه الممزقة..  "لا بأس يا قطتي؛ فالحذاء سيستر العيوب" امياو.. امياو.. "أعرف أنك جائعة يا قطتي، أعرف ؛ لكني أنا أيضا جائع.. أعدك أني سأعود لك في المساء بسمكة جميلة ؛ ستملأ فراغات بطنك " امياو.. امياو.. "لا دا