أنا و الهرة
قصة قصيرة جدا : محمد بن صالح
المنبه يصرخ معلنا قدوم الصباح، ثم يتلقى مني شتيمة اعتاد سماعها كلما أد واجبه ، ما عادت تمس مشاعرها في شيء، بعدما قضى جنب رأسي الثلاث سنوات.. صباح صقيع، والفراش يغري العظام ، النوم لذيذ .. لكأني لم أسمع المنبه فعدت للغرق في أعماق النعاس.. ما أجمل نوم الصباح ؛ حينما يجن الزمهرير
أفاقت من النوم أخيرا وألقيت أنظاري إلى وجه المنبه، لأجد عقارب الساعة تواصل المسير نحوى منتصف اليوم ، ومن شقوق نافذتي، تسلل وهج الشمس ليزكي ما يدعيه المنبه ، فتحت فاهي أتثاءب كتمساح أطل برأسه من بركة وحل ثم شهر بأضراسه.. أليت على نفسي فراق الفراش.. ولجت إلى دورة المياه ، وقفت لهنيهة أنظر إلى وجهي المطل على المرآة ؛ أحدق فيه، وكذلك يبادرني ، إنه أنا .
امياو.. امياو.. قطتي تموء بملل ، ثم جلست جامعة ديلها وهي تنظر إلى صاحبها الأعزب التعيس، يرتدي جواربه الممزقة.. "لا بأس يا قطتي؛ فالحذاء سيستر العيوب"
امياو.. امياو.. "أعرف أنك جائعة يا قطتي، أعرف ؛ لكني أنا أيضا جائع.. أعدك أني سأعود لك في المساء بسمكة جميلة ؛ ستملأ فراغات بطنك "
امياو.. امياو.. "لا داعي لشكر يا حبيبتي"
***
فتحت الدولاب ، ثم عطست من كثرة الغبار التي استقبلتني عند صدع الباب.. يبدو أن ملابسي أقصد أسمالي ماعاد فيهم الصالح للملبس، إن الغبار قد تشكل عليهم دراجات، وإذ ذلك خلف فيهم بقعا رمادية مختلفة الأحجام، كأن المطر هاجر سماء مدينتي لدهر، أو قرن، ورقم مؤهل لصعود .
حملت كتبي ووضعت وشاح أسود حول عنقي، هكذا سيراني الناس ، إنه مثقف هاهنا . وإذ بي خارج أجد الليل قد حلت حلله، كيف مر الوقت بهذا الوقت؟! لا بأس فالليل والنهار عندي سيان، مررت جنب جارتي العجوز ؛ سمعتها تقول لشمطاء مثلها : " مسكين لم يتزوج بعد ، ويقال أنه متزوج من قطة ! في كل الأحوال إنه مجنون "
ثم أكملت طريقي .
بنصالح
المنبه يصرخ معلنا قدوم الصباح، ثم يتلقى مني شتيمة اعتاد سماعها كلما أد واجبه ، ما عادت تمس مشاعرها في شيء، بعدما قضى جنب رأسي الثلاث سنوات.. صباح صقيع، والفراش يغري العظام ، النوم لذيذ .. لكأني لم أسمع المنبه فعدت للغرق في أعماق النعاس.. ما أجمل نوم الصباح ؛ حينما يجن الزمهرير
أفاقت من النوم أخيرا وألقيت أنظاري إلى وجه المنبه، لأجد عقارب الساعة تواصل المسير نحوى منتصف اليوم ، ومن شقوق نافذتي، تسلل وهج الشمس ليزكي ما يدعيه المنبه ، فتحت فاهي أتثاءب كتمساح أطل برأسه من بركة وحل ثم شهر بأضراسه.. أليت على نفسي فراق الفراش.. ولجت إلى دورة المياه ، وقفت لهنيهة أنظر إلى وجهي المطل على المرآة ؛ أحدق فيه، وكذلك يبادرني ، إنه أنا .
امياو.. امياو.. قطتي تموء بملل ، ثم جلست جامعة ديلها وهي تنظر إلى صاحبها الأعزب التعيس، يرتدي جواربه الممزقة.. "لا بأس يا قطتي؛ فالحذاء سيستر العيوب"
امياو.. امياو.. "أعرف أنك جائعة يا قطتي، أعرف ؛ لكني أنا أيضا جائع.. أعدك أني سأعود لك في المساء بسمكة جميلة ؛ ستملأ فراغات بطنك "
امياو.. امياو.. "لا داعي لشكر يا حبيبتي"
***
فتحت الدولاب ، ثم عطست من كثرة الغبار التي استقبلتني عند صدع الباب.. يبدو أن ملابسي أقصد أسمالي ماعاد فيهم الصالح للملبس، إن الغبار قد تشكل عليهم دراجات، وإذ ذلك خلف فيهم بقعا رمادية مختلفة الأحجام، كأن المطر هاجر سماء مدينتي لدهر، أو قرن، ورقم مؤهل لصعود .
حملت كتبي ووضعت وشاح أسود حول عنقي، هكذا سيراني الناس ، إنه مثقف هاهنا . وإذ بي خارج أجد الليل قد حلت حلله، كيف مر الوقت بهذا الوقت؟! لا بأس فالليل والنهار عندي سيان، مررت جنب جارتي العجوز ؛ سمعتها تقول لشمطاء مثلها : " مسكين لم يتزوج بعد ، ويقال أنه متزوج من قطة ! في كل الأحوال إنه مجنون "
ثم أكملت طريقي .
بنصالح
تعليقات
إرسال تعليق