المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠٢٠

سبيل الرجعة

صورة
يكتب محمد شكري : " ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻣﺸﻘﺔ ﻫﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻀﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻋﺎﺋﺪﺍ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ". أبدا ليس من السهل العودة إلى النفس بعد الإغتراب عنها، بعد النفي بعيدا عن ظلالها.. ترى المرء ينكب باحثا عن استرجاع نفسه ! أين تراه يجدها ؟ وإن وجدها؛ هل هي ترضى به، بعد، وبعدما وما كان وما صار ثم حل وانتهى، ثم إليها راجيا العودة إليها، نفسه أقصد !. قرأت كثيرا في أدب السجون عن قصص واقعية، وتشبعت بمشاعر الإنسان التي تختلجه وهو مسلوب الحرية مطروح خلف القضبان، وترك لخيالاته لتنتزعه من بين الجدران وتصنع له في الحرية "فردوس" ثم تصير له كل ملذات الدنيا تكتمل في التحرر عن منظر الفولاذ وصوت تفرقع الأقفال.. ثم يأتي اليوم المنتظر حيث يعانق الحرية ويتنفس هواءها النقي المشبع بالشوق المشجن، إنما بعد فترة من إعادة اكتشاف العالم، يجد أنه ما زال لم يلق نفسه التي تركها هنا، وقد تتسع الهوة بينه وبين نفسه وهو يمضي في سبيل موحش يبحث فيه عن ذاته لا غير.. هذا ما استخلصته في كثرة قراءاتي لأدب السجون الواقعي : أن أصعب مرحلة يمر منها مسجون سابق؛ هي تلك التي تأتي بعد انقضاء كابوس السجن. في الإغتراب عن  الن