المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠٢٣

زلزال الحوز : سبعة درجات ولحظات، تشقان جغرافيا المغرب العميق

صورة
كانت قرى الحوز تنطُ فرحًا وإشراقًا في وجوه الفلاحين. فجأة تغير كل شيء، وبدا الفضاء بفوضويته وجنون تنظيمه كأنها القيامة. الناس مذهولة والعيون مكلومة، بعد ليل فقد فيه الجبل صوابه، وفي آنائه تُسمع صرخات نساء وأطفال، كأنهم عالقون في أحلامٍ كابوسية، وشواهد مقبوضة بقرون الشياطين. لقد استحال الحال بقايا قرى، كشف عليها نور الصباح، وهي تفوح منها رائحة الموت. 1960.. 29 شباط، عند الساعة الحادية عشرة وأربعين دقيقة ليلاً، زلزال بقوة 5,8 درجات، يهز مدينة أكادير هزًا. وإن كانت درجة سلم ريشتر متوسطة؛ إلا أن بؤرة الزلزال كانت جنوب المدينة وبعمق قريب، نتج عنها أكبر كارثة أصابت المغرب في القرن العشرين، فقد أودى الزلزال بخمسة عشرة ألف شهيد و25 ألف مصاب، وما يزيد عن 35 ألف بلا مأوى. لقد انهار ثلث أكادير وعانق الأرض، وما تبقى تهيأ للسقوط. 8 أيلول 2023, بعد مرور 63 عامًا وستة أشهر، و ثمانية أيام، عند نفس الساعة المشؤومة، الحادية عشرة ليلا وخمس دقائق، زلزال آخر يُراود المغرب، هذه المرة بعيدًا عن أوج التمدن، هناك عند المغرب العميق، مناطق قروية جبلية في إقليم الحوز وتارودانت، الذي مر عليها موكب الحداثة المغربية

الموعد

صورة
قصة قصيرة   أرى السعادة في بابي تتبسم إليّ، وإن بدت لي تارة كأنها تكزُّ أسنانها! لكن أتجاوز بعض توجساتي، وأقنع نفسي، أنها انفلتت بمشقة من الوحدة. *** غدا سألتقي ماجدة لأول مرة، بعد ستة أشهر من مواعدةٍ في عالمٍ يفترض فيه الناس الوجود، الانترنت. لقد افتُتنت بجمالها الأخاذ، الذي ما رأيت نظيره في دنياي، ولا انجدبت لأنثى من قبل هكذا، أو تراه العشق من جمّلها بعظمةٍ في عيناي؟ الأرجح كلا، فتلك العيون الواسعة والفم الصغيرة والشعر الحريري لا يقدر العشق أن يضفي عليهم حُسنًا إن كانوا يعدمونه. إنما تعديل الصور في الأجهزة لهو قادر على ذلك، فكم من قردةٍ في عدسة هاتفها غزال! وقد سمعت قصصًا عن اللقاءات الغرامية في الواقع بعد مسيرة في العالم الافتراضي، ويا بُعد هذا بذاك فلا يستويان، حتى أن أصدقهم قال لحبيبته في العالم الافتراضي قبل لقائهما الملموس: "بعد ولوجك المطعم حيث أكون بانتظارك، فالشخص الذي تسقط عليه أبصارك وتدعين إلهك أن لا يكون أنا؛ فذلك هو أنا! " حاولت - جاهدًا - اقناع نفسي، أن ماجدة وإن كانت لربما تعرض صورها المرسلة إليّ للتعديل؛ فليس لأنها قبيحة، فحروف الجمال بادية في محياها. وقو