المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠٢٠

الرقصة الأخيرة

صورة
قصة قصيرة، بقلم : غدير الفضلي - العراق في رحلتك إلى التحرر و النسيان، لابد أن أن تعود الى قمة البداية حيث خُلِّق أول تذكار، أول حكاية، أول كلمة، وأول نظرة عليك أن تعود و معك تلك الممحاة لتمسح كل شيء في محاولة لتغيير الأقدار. *** هنا في فينيسيا، حيث لم يتبق لها أحد يتعرف عليها سوى جدران الشقة الصغيرة من ذلك الحي الصغير، الذي قصدته يومًا بغية الدراسة في إحدى جامعات إيطاليا، واليوم تقصده مجددًا متلاعبة بمنطق المصادفات.. و قفت أمام مرآة غرفتها، رفعت صوت الاغنية المحببة لها : " أحبيني بلا عقد ". كثيرًا ما يخلق هذا المطلع تساؤلها عن تلك العقد التي يطلب منها نزار أن تتخلى عنها.. هل كان يقصد بها نفسه طالبًا منها أن تتخلّى عن عقد المخاوف و الآلام التي تتبع كل ذكرى يتيمة تراوده حول من أحب و تعلق به قلبه؟، أم يطلب منها هي أن تترك عُقدها اللامحدودة و يمضيان كورقتين ناصعتين بعيدين عن لوثات العالم. لم تقاوم حينها اغراء الرقص فتماسكت في الفضاء، وتشبثت في أيادي خفية تراقصها التانغو في رقصة أخيرة ، كما تفعل قبائل غانا قبل أن يدفنوا موتاهم .. "أحبيني بعيدًا عن بلاد القهر و

التدوينة رقم مئة

صورة
هذه التدوينة هي رقم مئة في هذه المدونة منذ إنشائها.. في أوائل عام 2018 فكرت بإنشاء ركن خاص بي، أجمع فيه بعض كتاباتي المتواضعة حتى لا تظل مُوّزعة على مواقع مختلفة، وحتى تبقى ذكرى لو كان في العمر بقية.. معنى المدونة الشخصية في العُرف المألوف، هو شخص يُدّون أفكاره وانطباعاته حول هذا العالم. في البداية أردتها خاصة بالقصص القصيرة والخواطر، لكني وجدت نفسي أكتب مقالات ثقافية وأُطالَبُ بالمزيد.. حاولت التحرر قليلا عن المقالات والتركيز على القصص القصيرة والخواطر، لكن الأوان قد فات؛ عندما صارت محركات البحث ترسل إليّ الزوار الباحثين عن المواضيع المنشورة في المدونة، فكان لزامًا الحفاظ على المكتسب، ومواصلة تقديم محتوى مبحوث عنه، حتى أحافظ على ثقة محركات البحث. ثم بدأ بريدي الإلكتروني يستقبل الرسائل، فيها رسائل تشجيع وكذا انتقاد، وحتى التجريح.. أغلبهم مغاربة يبحثون عن تاريخ بلدهم؛ فوجدوا "بنصالح" بمعية سلسلته "مغرب القرن العشرين"، ينتظرهم في محركات البحث.. في بعض الأحيان لا ألقى للرسائل السلبية ما عدى الضحك عليها.. في إحدى الرسائل كتب لي أحدهم : "هل حقا تظن أنك كاتب

طبيبة مع وقف التنفيذ !

صورة
قصة قصيرة، بقلم : أمل شانوحة - لبنان نظرت الطبيبة النفسية الى ساعتها، قائلةً : - انتهى وقتك، سنكمل جلستك العلاجية بعد ثلاثة أيام.. إلى اللقاء.  وخرجت المريضة من الغرفة.  *** بعد قليل.. دخل رجلٌ مسن، عرّف عن نفسه كمحاسب متقاعد لشركةٍ تجارية.. فقالت الطبيبة وهي تفتح دفترها : - استلقي على الكنبة لوّ سمحت. - لا داعي لذلك، كل ما أحتاجه كوب من القهوة.. - كما تشاء. وأثناء ارتشاف قهوته، سرد مشكلته : - زوجتي المرحومة كانت أيضًا طبيبة نفسية. - أحقاً!. العجوز : نعم، أتدرين كيف تقابلنا؟. - كيف ؟. - كنت أحد مرضاها، وأُعجبت بها منذ اللحظة الأولى. الدكتورة : هذا جميل.. وما المشكلة التي حاولت زوجتك حلّها أثناء علاجها لك؟. - طفولتي البائسة.. لكن ليس هذا ما أحضرني إليك، بل أتيت للحديث عن حادثة وفاتها المُفجعة. - رحمها الله.. لكني أُفضّل التكلّم عن مشاكل طفولتك أولاً. فتنهد العجوز بضيق، ثم قال : - باختصار.. وجدتني الشرطة طفلاً رضيعًا قرب جثة أمي المُدمنة في إحدى أزقّة المشردين بمنطقةٍ شعبية، وأرسلوني للميتم.. بقيت فيه حتى سن 18، لعدم رغبة العائلات بتبني

وانتحرت نعيمة !

صورة
في يوم السابع من آب عام 2020، وضعت نعيمة البزاز الكاتبة المغربية-الهولندية، قلمها جانبًا وانتحرت، لتغادر عالمنا مخلفة مؤلفات كتابية متمردة، مثيرة للجدل، تتطرق فيها للآفات المجتمع، وتكسر التابوهات، لتكتب عن الجنس والدين والمخدرات.. كتابات جلبت لها عواصف من الانتقادات واتهامات بالإلحاد، حتى وصل الأمر إلى تهديدها بالقتل، هناك في المغرب الصغير، أقصد هولندا.  في عام 1995 نشرت روايتها الأولى بالهولندية "الطريق إلى الشمال" وبفضلها نالت جوائز محلية، وكانت الرواية من وضعت الحجر الأساس لشهرة نعيمة.. ثم في عام 2002 أصدرت رواية جديدة بعنوان "عشيقة الشيطان"، التي تُعتبر من أكثر الكتب مبيعًا في هولندا ذلك العام، إلا أنها لم تسلم من الهجوم على قلمها، بسبب هذه الرواية التي وجدها بعض الجمهور تحتوي على الإساءة للعقائد الدينية.. في عام 2006 أثارت حفيظة المسلمين في هولندا بعد نشرها لرواية "رجال الدين اللّحايا"، ثم زادت حدة الهجوم بعد اصدارها لرواية أخرى بعنوان "المنبوذة"، وكلتا الروايتين تحملان انتقادات للعقائد الدينية الإسلامية.. في عام 2010 أطلت برواية

طردوهم ثم أرادوهم !

صورة
إيمانويل ماكرون، رئيس فرنسا، يتجوّل فوق رماد بيروت، الذي خلفه انفجار مرفأ في المدينة هناك.. سيد الإليزيه، أتى قبل أي زعيم عربي لتقديم المواساة للبنانيين على الفاجعة التي ألمت بهم، وليُقدم السلام لبيروت.. إلى هنا كل شيء يبدو طبيعيًا، إنما ما حدث أكبر بكثير من مسألة زيارة دولة كيفما كان سبب القدوم... لمواصلة القراءة، ( اضغط هنا ) للإنتقال إلى موقع أنطولوجيا السرد العربي. #محمد