المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠٢١

لحظة شرود

صورة
قصة قصيرة جدًا يشاهد أخبار الثامنة مساءً دون الالتفات ناحيّتي، ولا يُحدثني كما ألفتُ منه عن محتوى نشرة الأنباء. شاردٌ يبدو، ومثقل بأمر ما، ينظر إلى شاشة التلفاز، وبعد هنيهة، يطرق ببصره.. تساءلت ما بك أبّتي، عقلك تاه في دنيا أخرى، تاركًا جسدك معنا؟ ما أقرّ لي أكثر، هو أذان العشاء في حيّنا، الذي لم يُقابله أبي بخفظ صوت التلفاز كما اعتاد فعله! كأنه أطرش لا يسمع، وبحاجة لنّكزٍ يوقظه من ضلّله الغامض. بالنهاية تحرك من مكانه مُلقيًا نفسًا طويلاً، واستّدار بأنظاره إليّ متسائلاً: هل نادى المؤذن لصلاة العشاء؟ - أجل يا حاج، لقد رُفع الأذان، بينما كنت ترعى في مكان مجهول! - أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. كيف حدث ولم أسمعه هذه المرة؟ (وترجّل من مكانه مغادرًا) لم ألقَ له جوابًا، بل شعرت بإبرةٍ قد وخزت قلبي! فكرت في أعظم مخاوفي، أن أفقد أبي، أن يأتي يوم أنادي فيه على أبي، فلا مُجيب.. حينذاك، يُدرك فيه المرء، كم أن الحياة موحشة بلا أبٍ، ولا يتبق سوى نظرات تائهة تتساءل عن كيف الاستمرار؟ ثم سمعت من ينادي باسمي، إنه أبي، فأجابت: نعم آاا نعم.. أنا هنا.. حاضر حاضر. - كم مرة ناديتك فيها، حتى كاد جُدُر البيت

الأميرة كنزة الأوْرَبيّة .. رحم الأدارسة وسيدة المغرب الخالدة

صورة
سلسلة نفحات من مملكة - 1 - في عام 788 ميلادي، شرقت شمس المملكة المغربية التي نعرفها اليوم.. ولم تغِّب بعدُ، وإنْ تعاقب ألف عام، وقرنّين، منذ إدريس الأول، إلى محمد السادس، قرون خلّت، ومملكة تأبى أن تُشيّع شمسها. تسجو، توشك على الغروب، تهتّز أركانها وتُنذر بالفناء، تُدمى وتُندمل، ثم في النهاية تعيش على البقاء فتّزهر، وتلبس ما يؤتى أزمانها، فتتراءى مملكة دُوِّنت على درب الأبد، يأتي سلاطينها ويرحلون، تتغيّر أنساب عروشها، فهي باقية على ضفاف بحرين، وملتقى قارتين. وطيلة كل هذه القرون، حضرت العروش والملوك، رجال والنساء، منهم من يستّحق منا التقدير، ومنهم من حُقّ أن نُلحّق بهم اللعنات. *** كنزة الأوْرَبية، أول امرأة تحمل الجنسية المغربية، وأول سيدة أولى في تاريخ المغرب، وأول زوجة سلطان مغربي، إدريس الأول أو الأكبر، مؤسس المملكة المغربية.. نسبها "الأوْرَبية" لا يُقصد منه قارة أوروبا، بل قبائل أمازيغية في المغرب تُدعى أوْرَبة المتواجدة بين مدينتي فاس ووليلي.. هي الأمير كنزة، زوجة إدريس الأول وأم إدريس الثاني وجدة باقي الأدارسة، والتي يعود لها الفضل الكبير في استمرار عرش الأدارسة لقرنين

هل وطأت أقدام الإنسان سطح القمر ؟

صورة
أوَتُصدق يا صديقي، أن ذلك القمر المتّوهج العاكس لضوء الشمس في ليل جميل، والذي تغزّل به الشعراء لأزمنةٍ طويلة، قد زاره إنسان؟ يا له من إنجاز عظيم حققه البشر! هذا إذا كان حقًا قد حدث أنّ قدم بشريٍ خطّت هناك  في البعيد، وحلّ الإنسان ضيفًا على القمر. لا أنسَ يومًا قلت لشيخ في قبيلتنا قبل زمنٍ ليس بطويل ولا بقصير: إن ذلك القمر الظاهر في الأفق أيها العم، قد وصل إليه إنسان. رد باستّغراب، وقد أيقظتُ عيناه من تعب الأزمنة: بالله عليك مما تقول! كيف نجحوا في اختراق عنان السماء؟ ثم، كيف حدث ولم يحترقوا من ضوء القمر؟ إنه كِذب الأجانب. اكتّفيْتُ بردٍ مقتضب، قائلاً: هذا مِما يدّعون. لم أشأ أن أشرح له أن القمر لا يضيء، بل يعكس ضوء الشمس؛ لأنّ الشيخ على الأرجح يظن أنّ الشمس عند هبوط الليل، تنام وراء الجبل العملاق المطل على قريتنا من بعيد، وفي الصباح الباكر، تستيقظ لتتناول إفطارها وتغسل أسنانها وتلبس تنورتها الحمراء، وتعود لتُّنير أنهُرنا، وإجازتها السنوية، عند قدوم الشتاء واكفهرار الأجواء. السوفييت يسبقون إلى الفضاء في ربيع عام 1961، نجح الاتحاد السوفيتي في ارسال أول رائد فضاء ليدور دورة كاملة حول مدار