المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠١٨

إنها لا تستحق كل هذا

صورة
يقال أن راعي غنم لمح يوما شابة فيها من الحسن و الجمال مالا يعرف له حدود.. أسرت وجدانه وعملت فيه عملتها ، فما كان منه سوى أن أحضر معه تلك الشابة الفاتنة الجمال عند والده وأخبره أنه ينوي الزواج منها بل عزم ذلك ولا شيء آخر يتنيه على عزمه .. صمت والده هنيهة شاردا يحملق في عظمة جمال تلك الشابة .. فقال لإبنه : يا بني أنا والدك الذي تعب في تربيتك وأنت طفل غرير، حتى اشتد عودك وصرت اﻵن رجالا ، لذا يا بني أنا الأحق بهذه الشابة لتكون زوجتي . تخاصم الأب والإبن على من هو الأحق بزواج منها ، حتى واصلوا عند أعتاب القاضي ليفصل بينهما .. وبعد أن استعرض كل من الأب والإبن حججه على مسمعي القاضي.. فما كان من القاضي غير أن أصدر حكما سريعا لا تفكير ولا مشاورة فيه ، حيث قال لهما : أنت أيها السيد لا تستحق هذه الشابة ولا سليلك هذا ، فأنت بئيس لا جاه ولا مال لك ، وهذا ابن بئيس ورثى منك كل شيء  ، ولهاذا سأكون أنا لها زوجا وأنا الأحق بهذا الجمال حتى لا يندثر ويصير غابرا .. لم يستسغ الأب ولا الإبن الحكم فقام بنقضه في وجه القاضي بكل ما لهما من عناد ، ليقرر القاضي أن يجرهما إلى الوزير شاكيا إليه هذان البائسين ال

إلى أين ؟

صورة
استيقظ أحمد  ليجد المنبه قد تجاوز حدود الرنين بل وسار مبتعدا .. انتفض من فراشه شاتما ذاك المنبه الغافل عن مهامه ، و الذي كان السبب في التأخر عن ميعاد  عمله .. عجل أحمد في أمره حتى لم يعد يعرف ما يقوم به ، وضاع كل شيء في ظل هذه العجلة المشوهة.. الملابس تراكمت على بعضها  ، كيس القهوى لم يعد في مكانه ، فرشاة الأسنان مرغت في أرض الحمام ، الحذاء فقذ شريكه ، الجوارب لا تتحدان في اللون ، الهاتف يرن في مكان ما .. وتحولت غرفته إلى ركام أشبه بمخلفات حرب .. يسير كالأهوج ولا يدري ما يسبق وما يؤخر .. أخيرا  عثر على سترة العمل ، وجد أيضا الفرد الضائع من حذائه ، وتوالت الدقائق وهو يلهث راكضا إلى هنا ويعود إلى هناك .. الوقت صار هو العدو ، وياله من عدو لا رحمة في قلبه ولا شفقة، فقط يسير نحوى اللامحدود غير عابئ بأحد .. أخيرا أصبح أحمد شبه جاهز للخروج للعمل .. المهمة الأخيرة تقضي العثور على هاتفه الذي جن بالرنين ، لم تكن المهمة صعبة ، الصخب قادم حتما تحت السرير ، وهو كذلك كان . أخرج هاتفه من مخبأه ونظر إلى شاشته ، جحظت عيناه ، انفغر فمه ! جلس وهو لا يصدق ما رأت عيناه .. » لا !   لا..  لا يمكن ، هذا

الظلمات الباهرة

صورة
أنا والليل نتحاﺏُ ، إني أرى في عتمة  الليل ما لا ﻳُﺮﻯ ، جمال قدسي تغرق في سحره الروح ، فما تشبع منه ولا ترتوي..  شطح الوهم ﻭﺗﻬﻠّﻠﺖ الأسارير في جوفه الحالك الباهر لأصحابه .. ياليت الليل يغدوا خالدا هنا  ، حتى لا يشقه ضوء فجر ولا يجله قدوم النهار . إنما على الليل أن يكف بأن يكون الليل ، فلا رجاء لي عند النهار.. أنين السرير أجر نفسي جرا في الشارع لأصل به إلى منزلي ، لكن في الحقيقة ليس بالمنزل ، إنما - غرفة في السطح لا أكثر - فأنا فوقهم جميعا ، لكن في الحقيقة هم فوقي أجمعين.. قذفت بنفسي ليعانقني الفراش ، ﻓﺄﻥّ السرير ، صرفت نفسي إلى الجهة الأخرى وإذا به السرير يئن ثانية ، إنه يعاتبني ! .. - يا ذاك المتعوس عليك بسرير جديد ، فأنا عجوز لم أعد قادرا على حملك سابحا في آناء الليل ! إليك عن ظهري يا هذا في تلك اللحظة التي أنظر فيها إلى العتمة أرى كل شيء ، نفسي يظهر في مختلف الحلل ، أرى الماضي جاثم هناك يذكرني بالخوالي ، أرى المستقبل بجنبه تارة ييتسم وأخرى يشهر بمخالبه . الإنسان قد يكون عدوه الأول هو نفسه ، بل تفكيره . من يخلصني من هذا الرأس المحموم ؟   تذكرت زهرة وقرب زواجي بها ، إبتسمت ،