المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠٢٢

فيلم البرتقالة المرّة .. القصة الحقيقية

صورة
أتدري ما حلّ بي بعد رحيلك أيها الحبيب؟ لقد جُنّ فيّ الجنون.. أسير في الطرقات، أسْتُر جسدي بالأسمال، هيأتي رثة، شعري مغبر أشعث تحيا فيه القُمّال، وتفوح مني رائحة العفن.. تبتلعني الأزقة، تلفُظني أُخرى، أقتات من القمامة لأسد رمقي.. على الأرجح إن الأمراض خليلة جسدي النحيل، لكني لا أشعر بها، فالشعور بعشقك يُبدّد فيّ كل الأحاسيس.. وهكذا أيها الحبيب أقف على حافة الدنيا، التي قيل عنها في طفولتنا، أنها مظلمة، وفي آفاق  العتمة، أبحث عن أحلام شبابي.   البرتقالة المرّة   السعدية، شابة جميلة مُفعمة بالحياة، تعيش مع والديها حياة كريمة، يغلب عليها طبع التحفظ، فلم يسمح والدها بأن تدخل المدرسة مع أقرانها، فكبرت السعدية لا تقرأ ولا تكتب.. عواطف، صديقتها الوحيدة، وهي تعمل خادمة منزلية لدنّ جيران السعدية، فيخرجن معًا عند كل سانحة، وقد اعتدتا على قطف البرتقال في حدائق إحدى المنازل، وهكذا تعيش السعدية حياة يطبعها الهدوء، الذي سيُهتك بغتةً بعد أن وجد الحب سبيله إلى قلبها، كان ذلك ذات يوم وجد السعدية تتصلق الجدار حتى تصل للشجرة البرتقال التي تُطل في إحدى الحدائق المنزلية، وصديقتا عواطف  في الأسفل تلتقط ثمار ا

قصر الباهية .. صرح شيّده الهُيام

صورة
لطالما سمعنا عن قصص العشق التي خلدها أصحابها بصروح تظل شاهدة على غرامهم، حتى بعد وفاتهم بسنوات طويلة. في مدينة مراكش، توجد إحدى قصص العشق المخلدة، تحديدًا في رحاب قصر الباهية. قصر الباهية أحمد ابن موسى، الملقب "بَاحماد" أحد أقوى رجالات المغرب في القرن التاسع عشر، ووزير الدولة في عهد السلطان الحسن الأول، وابنه السلطان المولى عبد العزيز.. وقد كان وصيًا على العرش بعد وفاة الحسن الأول، وترك ولي العهد دون سن الرشد التي تسمح له بنيل السدة. وُلد أحمد ابن موسى، الملقب بَاحماد، عام 1841، من عائلة مقربة من دوائر المخزن، (الطبقة الحاكمة) فوالده موسى ابن أحمد السملالي من كبار خدام الدولة في عهد محمد الرابع.. سيكون أحمد ابن موسى، اليد اليمنى للسلطان الحسن الأول، حتى وفاته، ثم وصيًا على عرش نجله المولى عبد العزيز،  بانتظار بلوغه السن القانوني للحكم. ذات يوم كان الشاب أحمد يتجول في نوحي قبائل الرحامنة، القريبة من مدينة مراكش، وستسقط أبصاره على فتاة جميلة، بدت له كأنها تحصر عندها كل حُسن الوجود، فأحبها أحمد في أول نظرة وسكنت فؤاده، وعاد إلى مدينة فاس وقد جلب معه العشق وشعور لم يزره يومًا.. و

خُماشة

صورة
قصة قصيرة ذات ليلة قمراء.. لا، فقد قالوا - رواة آخرون - لا قمر في سماءها.. في زمنٍ لا يُعرف، أهو سُحق الأزمنة، أو لم يحن بعدُ! عند قرية متوارية بين جبال فرعاء، قفر، لا شجر فيها لتؤرجحها الرياح، ولا سُبل تهدي إليها، ولا أنهار تسعى حولها.. اجتمعت نساء القرية على وليمة، بينهنّ الجميلة "خُماشة" زوجة الشاب "شبيستوش"، فيأكلنّ ما لذ من لحم بغالٍ صُنان، وأدرع هررّةٍ يافعة.. فتقرع كؤوس نصف مملوءة من دم الجراء، وتُسمع الضحكات من هنا وهناك، حتى كأن الحمير تشاركهن، فتنهق من بعيد. بين جموع النساء اللاتي يُبدين ما يفيض من زينتهن، فيا أنوثة لكأنها تروي الأرض، وتدعو العزاب لجلب قطط الأرض مهرًا نفيسًا لذات زُرق الرموش وانبساط العيون؛ ظهرت امرأة لا تسكن في القرية وغريبة على أهلها.. فتتحاشى "خُماشة" النظر إليها، وإن سقط رمقها عليها؛ فتلقاها تُحدق إليها بنظرةٍ ترتعد لها فرائس "خُماشة"، التي استيأست من تبديد جزعها، وتصريف توجسها من تلك الغريبة.. غريبةٌ بحق، فلا تملك ذيلاً! وازداد خوف "خماشة" من تلك التي لا ذيل لها، حينما لا تنفك ترمقها حتى تطرق "خُ