خُماشة

قصة قصيرة ذات ليلة قمراء.. لا، فقد قالوا - رواة آخرون - لا قمر في سماءها.. في زمنٍ لا يُعرف، أهو سُحق الأزمنة، أو لم يحن بعدُ! عند قرية متوارية بين جبال فرعاء، قفر، لا شجر فيها لتؤرجحها الرياح، ولا سُبل تهدي إليها، ولا أنهار تسعى حولها.. اجتمعت نساء القرية على وليمة، بينهنّ الجميلة "خُماشة" زوجة الشاب "شبيستوش"، فيأكلنّ ما لذ من لحم بغالٍ صُنان، وأدرع هررّةٍ يافعة.. فتقرع كؤوس نصف مملوءة من دم الجراء، وتُسمع الضحكات من هنا وهناك، حتى كأن الحمير تشاركهن، فتنهق من بعيد. بين جموع النساء اللاتي يُبدين ما يفيض من زينتهن، فيا أنوثة لكأنها تروي الأرض، وتدعو العزاب لجلب قطط الأرض مهرًا نفيسًا لذات زُرق الرموش وانبساط العيون؛ ظهرت امرأة لا تسكن في القرية وغريبة على أهلها.. فتتحاشى "خُماشة" النظر إليها، وإن سقط رمقها عليها؛ فتلقاها تُحدق إليها بنظرةٍ ترتعد لها فرائس "خُماشة"، التي استيأست من تبديد جزعها، وتصريف توجسها من تلك الغريبة.. غريبةٌ بحق، فلا تملك ذيلاً! وازداد خوف "خماشة" من تلك التي لا ذيل لها، حينما لا تنفك ترمقها حتى تطرق "خُ