المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٩

كل شيء إلى الزوال

صورة
ليت الإنسان يقتنع، بأن لا شيء يدوم.. آنئذ ستتبدل  أحواله حتما ويعيد فهم الحياة بوضع جديد. كل شيء إلى الزوال.. حتى الكوب الذي ترتشف منه قهوتك، يوما ما سينكسر ويصير شظايا.. إن هذه اللحظة التي أنت فيها اﻵن، لن تدوم.. فرحا كانت أو ترحا. كم من زعيم أمة ذو جاه، كان حتى ما يتفوه به يعد بمثابة قانون؛ أضحى ذات يوم في قفص الإتهام ينتظر العقاب.. منبوذا غدا وتهدم كبرياؤه، وأفنى جاهه وجلاله، وجار عليه الدهر حتى البسه ثوب الذل والخنوع، كأن ما كان لم يكن حتما؛ حتى يخيل له بأن الماضي لا يتعدى كونه حلم جميل تركه في نومته.. إنها اختلالات الزمن، التي تصدع الصخر، وتقضي على الثبات.. حسناء الأمس مثيرة الرجال، لا تعرفها اليوم المرآة. رجل الأمس مفتول العضلات، مليح الطول، اليوم تصطك في جسمه العظام قبل الأسنان، مقوس الظهر كأنه يتهيأ لتقبيل الأرض في مشهد يدعو لشفقة. يقال بأن أحد الملوك قديما وضع عبارة في خاتمه، إذا قرأها وهو في لحظة سعادة، ينقلب حزينا.. وإذا قرأها وهو في لحظة حزينة، يتبدل الحزن فرحا.. فماهي هذه العبارة؟ : "هذه اللحظة لن تدوم". محمد

العصفور

صورة
بصوته الملتاع يغرد حزينا متحسرا كل صباح. يمزق رداء الصمت ثم يتلوه خرس طويل، وإذا به ينتفخ بطنه بهدوء ثم يعود إلى حجمه، كأن العصفور يتنهد مستعيدا حدثا أليما، ثم يطلق العنان مرة أخرى لحنجرته المبحوحة مغردا كأنه يطرد الأشجان في جسده الصغير. - ماذا أصاب خاطرك من يأس يا عصفور، يا آية الله في الجمال ؟ قال العصفور وهو يحرك رأسه : - إن أبناء ريشي قد نبذوني، ونفيت إلى هذا الغصن البارد المهيأ لسقوط.. لقد عاملوني كأيها غريب، رغم أني من ريشهم. - وما كان سبب نكرانهم لك ؟ عاد العصفور ليحرك رأسه ثم قال : - لقد استنشقوا في رائحة البشر، فقد قضيت رفقة الإنسان عمرا مديدا. فتكسر الغصن  !. تمت

علاج زعماء العرب في الخارج.. هل هو دليل على الفساد أو إخفاء للأمراض ؟

صورة
ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﻧﺴﻤﻊ ﻋﻦ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻄﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.. ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﺗﺘﻐﻨﻰ ﺑﺎﻧﺠﺎﺯﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ.. ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻧﺴﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻭﺍﻵﺧﺮ، ﺃﻥ ﺯﻋﻴﻤﺎ ﻋﺮﺑﻴﺎ ﺳﺎﻓﺮ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﻋﻼﺝ ﺧﺎﺭﺝ ﺑﻠﺪﻩ ! لمتابعة القراءة، اضغط هنا .

المسيرة الخضراء .. التحام شعب وعبقرية ملك

صورة
سلسلة مغرب القرن العشرين -5- تنبيه !  في المقال التالي، معلومات وحقائق وكشف أسرار عن المسيرة الخضراء، تنشر لأول مرة على (الإنترنت) بالعربية.. ما تطلب جهدا في البحث عن المعلومة، ووقتا لخط هذا النص واخراجه في صورة تلائم قارئ اليوم. في هذا المقال، أتناول فيه حدث المسيرة الخضراء، وما نتج عنها من توتر العلاقات المغربية الإسبانية والجزائرية؛ بموضوعية وحياد ولا أنحاز إلى أطروحة أو أتبناها، بل أنقل وقائع التاريخ كما هي. ولست أمانع من نقل هذا المقال إلى مواقع أخرى لتعم الفائدة، بشرط ذكر المصدر.. فقد سبق وتم نقل مقالات من هذه المدونة دون ذكر المصدر، وأنا أتبرأ من هذه الأفعال التي لا تضر إلا بفاعلها. م.ب 12 / 9 / 2019             فاس مقدمة منذ كنا في المدارس الإبتدائية - نحن المغاربة - درسوا لنا "المسيرة الخضراء" وحفظوا لنا على ظهر القلوب نشيد "نداء الحسن" الذي يخلد لذكرى المسيرة الخضراء، ثم صار فيما بعد اللحن الرسمي للقوات المسحلة المغربية.. إلا أن أغلب المغاربة لا يعلم الشيء الكثير عن المسيرة الخضراء، سوى ما يبث على شاشات التلفاز؛ يتمحور في عشرات الآلاف الم

الحقيقة ليست كاملة

صورة
قد تكون مغشوشا ، وليست الأمور كما تظن.. بل على النقيض التام.. تعتقد أن أغلب معارفك يعزونك ،  يمنون لك الدرجات العلى ، يسعدون لك في كل نجاح تناله ، فدائيون لأجلك حين تكون في أمس الحاجة إليهم.. وإذا بك يوما تسقط ، تنهار ، تتوشح الدنيا بالأسود في وجهك ، ثم تصرف أنظارك في كل الإتجاهات تبحث عن أصدقائك ، معارفك ، من يمد لك يد العون ، فلا تلقى سوى القليل - أو لا تجد أحد - تتساءل أين ذهبوا جميعا ؟ أين أفنت وعودهم ؟ أين وأين... لقد كنت في غفلة من هذا ، وها هو ظلك يتخلى عنك عند مغرب الشمس ، ها أنت أضحيت وحيدا ، أليس كذلك ؟. ثم تستوعب أشياء كثيرة ؛ أولاها ، ليس هناك حقيقة كاملة  ؛ هناك أجزاء مفقودة في كل الشخصيات التي عاشرتها ،  لا أحد يكون معك صدوقا بالكمال - والكمال لله - حتى أنت لست صدوقا مع نفسك ! أتصدق ؟ أجل ، أنت تخدع نفسك كثيرا ، وللأسف هي غافلة ! تظنك تهتم لأجلها ، لكنه العكس.. كم أنت قاسي ؟ نعم ، بل أنت منافق ، فكم من مرة ابتسمت في وجه أحدهم ، وعندما ذهب عنك ؛ لعنته في خيالاتك . لا تنكر ؟ لا أنت تكذب ، لقد حصل هذا . إذن كذلك تدان يا وسيم ؛ فلا تظن أن كل من ابتسم في وجهك فهو يعبر عن

من الشارع إلى مدرج الكرة

صورة
ﻣﻊ ﺗﻐﻴﺮ ﺃﺭﻗﺎﻡ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ، ﻳﻈﻬﺮ ﺷﻜﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ الاحتجاج.. فلم ﺗﻌﺪ ﺍﻟﺤﻨﺎﺟﺮ ﺗﺼﺪﺡ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺤﻘﻮﻗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻮﺑﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ.. ﺑﻞ ﻗﺪ ﺣﻠﻘﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﺭﺟﺎﺕ كورة ﺍﻟﻘﺪﻡ، ﻟﺘﺘﺨﺬﻩ ﻣﻮﻃﻨﺎ ﺟﺪﻳﺪﺍ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻧﻘﻠﺖ الرسالة وبدت ﺃﻛﺜﺮ ﻭﺿﻮﺣﺎ ﻣﻦ ﺫﻱ ﻗﺒﻞ... لمتابعة القراءة ( اضغط هنا ) للانتقال إلى موقع ﺃنطولوجيا السرد العربي. بنصالح .

الكبش

صورة
                                "ماععععع !" - أتسمع؟ - ماذا؟ - إنه كبش الجيران - وبعد ؟ - العيد قريب يا رجل، أنسيت يا حظي الأعور؟ - بعد النسيان يا دنياي، يا مر عيشي ! - نم.. نم.. إلهي فلتخلد في نومتك من قال إن العيد "فرحة" ؟ كاذب !. ها هي زوجتي تطرب مسمعي بالكبش، وليس أي كبش، فحذاري.. كبش سمين ذو قرون معقوفة، يملأ العيون.. لكن زوجها الذي هو أنا؛ مفلس عظيم،  أﻥّ له السبيل من كبش ذو هذه الأوصاف ؟! في الحقيقة إن تعاسة العيد لا تنحصر عندي.. بل عند كل مفلس عركته الحياة مثلي، ورزقه الله بأسوأ خلقه في النساء؛ همها الوحيد إغاظة الجيران بكبش عظيم، لا سنة تبتغيها وراء الأضحية. الكبش يقترب.. يقترب، يشهر قرونه ناحيتي، يتوعدني بزوجتي. يتراءى لي يحمل كفنا ستحيكه لي حبيبتي ! لا، بل قبرا ضيقا أراه يحفره بقرونه،  سأملؤه ليلة العيد.. كلما انصرف الوقت، يخنق الهواء أنفاسي وأنا أفكر كيف السبيل إلى كبش عظيم؟ حتى أتيه في العدم، ولا ألقى ما ينجيني من آفة زوجتي. في آخر يوم قبل أن يصبح العيد ويفرح الناس.. كان علي التصرف بأي حال، فكرت وفكرت، حتى انتفضت من مكاني، وإذ

ناحية العدم

صورة
                                  أملا أملا يحدوني، إلى طفولتي.. إلى أيامي المصونة هنا.. حيث كل شيء بدا جميلا، وخيل لي أنه إلى أبد الأيام، فلا ريب لي في ذلك، ولا غمغمة السكون.. حتى ذات يوم أتى إلينا ليل ذا اكفهرار، فبدا سواده لامعا يعمي الأبصار!.. وإن كنت صغيرا ليل ذاك؛ إلا أن كل لحظة منها حملتها معي إلى الآن، وبعد اﻵن والأرجح الأبد..  تلك الليلة كنت أترجى السماء أن تكشف لي لغز ضوئها، الذي صرت أستبد منه الخوف، وعقلي الصغير يتجشم تأويل ماذا أصاب سماء مدينتي.. فعزمت على إماطة اللثام على الليلة الملغزة : أهو مصباح الله ؟ لا، قاطعة؛ يخبرني جني، أو ربما كان ملاك.. ثم صوت المآذن يضيف للمشهد إيحاء، بوجود الشيطان.. أمي تصرخ في، وتأمرني بالنوم وعدم الاكثرات لأضواء مدينتي.. طوحت بي في غرفتي، ثم أغلقت النافذة، وصفقت الباب وراء ظهرها. بقيت جالسا فوق سريري؛ أتقوقع حول ذاتي مثل هر متوجس.. أشعر بخطر مجهول يطوق بي في كل الأنحاء...  فبدا لي كل شيء مخيفا.. حتى الدولاب يرعدني !. ثم أطفأت النور وعدت إلى سريري، أسمع النداء في المآذن، يمزقه صوت السماء؛ الذي ما كان رعدا، ولا تلك الأضواء لم تكن برقا.. وم

النفور من الكتابة

صورة
كم هو شعور رائع عندما أنتهي من كتابة مقال أو قصة !، وتعترني فرحة كفرحة الأب بمولده الجديد.. للأسف، كان هذا فيما ما مضى، في زمن المنتديات الغابرة.. اﻵن صرت أخشى من اتمام قصة أو مقال ! فكم من مرة وجدت ما كتبته وتعبت عليه حديثا، لا يقارن أبدا بما كتبته سابقا.. كأن الزمن عندي يسير بالمقلوب، وأتقدم إلى الوراء.. حتى وإن انتهيت من نص جميل ! كما تبدو سماه للوهلة الأولى، ثم أعيد قراءته من جديد؛ فلا أجد فيه ما يذهلني، كما في السابق، ثم ينتهي به الحال منفيا  مع نصوص الظلام.. وأتساءل هل أسلوبي شاخ وعجز؟ أو ربما  وصل إلى قممه منذ زمن، وماعد بامكانه المضي قدما، وتراه يترنح كيف ما اتفق؟. لا أعرف، و أﻥّ لي أن أعرف؟ الأرجح أن الفقير جاد بما عنده. كلما أعرفه أني  صرت أتجشم كتابة سطر واحد، ولم تعد نصوصي تذهلني قبل القراء.. هذه قصتي المتواضعة مع الكتابة، التي تناهز عقد من الزمن.. منذ كنت مراهقا ثانويا، عشق الكتابة من والده الملم بالعربية وكنوزها، ويا بعد ما بينهما اليوم.  في تلك السنوات حظيت فيها بمديح وتشجيع، كما كان نصيبي وافرا من أسهم النقاد، بعض منهم استفدت منه الكثير، والأغلب كان - كما أطلق علي