الحقيقة ليست كاملة
قد تكون مغشوشا ، وليست الأمور كما تظن.. بل على النقيض التام.. تعتقد أن أغلب معارفك يعزونك ، يمنون لك الدرجات العلى ، يسعدون لك في كل نجاح تناله ، فدائيون لأجلك حين تكون في أمس الحاجة إليهم.. وإذا بك يوما تسقط ، تنهار ، تتوشح الدنيا بالأسود في وجهك ، ثم تصرف أنظارك في كل الإتجاهات تبحث عن أصدقائك ، معارفك ، من يمد لك يد العون ، فلا تلقى سوى القليل - أو لا تجد أحد - تتساءل أين ذهبوا جميعا ؟ أين أفنت وعودهم ؟ أين وأين... لقد كنت في غفلة من هذا ، وها هو ظلك يتخلى عنك عند مغرب الشمس ، ها أنت أضحيت وحيدا ، أليس كذلك ؟. ثم تستوعب أشياء كثيرة ؛ أولاها ، ليس هناك حقيقة كاملة ؛ هناك أجزاء مفقودة في كل الشخصيات التي عاشرتها ، لا أحد يكون معك صدوقا بالكمال - والكمال لله - حتى أنت لست صدوقا مع نفسك ! أتصدق ؟ أجل ، أنت تخدع نفسك كثيرا ، وللأسف هي غافلة ! تظنك تهتم لأجلها ، لكنه العكس.. كم أنت قاسي ؟ نعم ، بل أنت منافق ، فكم من مرة ابتسمت في وجه أحدهم ، وعندما ذهب عنك ؛ لعنته في خيالاتك . لا تنكر ؟ لا أنت تكذب ، لقد حصل هذا . إذن كذلك تدان يا وسيم ؛ فلا تظن أن كل من ابتسم في وجهك فهو يعبر عن مشاعره ، قد تكون قردا في عينه ! وهو يبيع لك وهم الحمام.. ماذا قلت : "التعميم صفة الجهلاء" . أجل ، الحق معك ، لكني لست أعمم ، إنما قانون الإنتخاب يا صديقي ، وقانون الميزان أيضا ، فقد رجحت كافة المنافقين ، وكل واحد برتبته ، مثل العسكر تماما ؛ من "جندي" مغلوب عن أمره ، إلى "مهيب" يثقل صدره بالنياشن.. لكن ، ليس دائما الناس منافقين ؛ البعض منهم لا يظهر مشاعرهم الحقيقية خشية أن يؤذي غيره . قد لا يطيق أحدهم وجودك ، لكنه مضطر أن يستحملك عنوة ، فلا خيار له ، إنه مسكين ابتلى بك ! إذن فإن أقرب الأشخاص إليك لا يظهرون أمامك الحقيقة الكاملة ، وأنت كذلك ومثال . حتى أنا ربما لست كما تظن ، قد أكون عكس ما يدور في ذهنك. الحقيقة ليست كاملة.
تعليقات
إرسال تعليق