المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠٢٣

نظرة وذكرى

صورة
وتذكرت.. تذكرتُ من تكون ونحن نتناظر في لحظات عابرة، أمدُّها ما يُقدر بتباصر شخصين مرا جنب بعض؛ إلا أن زمننا اختّل والتّفت إلى نظراتنا، فتّمهل، حتى يكتشف ذكريات الأماسي التي تصبُ منها صبا. إنها ذاتها، فتاتي، التي كنا نرسم معًا بعودٍ أحلامنا في التراب، واليوم تُصاحب رجلاً يبدو في عمر أبيها، إلا أنّ تشابك أصابع يديْهما، ينسفُ أُبُوّته عليها، فبدا أنه زوجها، وفي يده الأخرى مفاتيح سيارة، من شعارها، يظهر أني لن أقدر على أن أبتاعها حتى لو قدمت لحياتي قرنًا من العمل بليالٍ وأنهُرِ. وأتى بين جموع الذكريات يوم اتفقنا أن أختار أنا اسمًا لمولودنا الذكر، وتتكلف هي بتسمية الأنثى. وحين أبتغي أن أتحسّس جسدها، أُسوِّغُ لها، "بأنكِ زوجتي المستقبلية - يا هذه البلهاء -" وإذ ذاك نخوض في الحب، أو نصنعه عنوةً. وضحكت.. ضحكت، وهي تشيح بأبصارها عني، ثم غدت ورائي، فانقضى اللقاء وأدركت أن الزمن عاد راكضًا، أو تراني كنت واهمًا. أمضي في حال سبيلي، وأتساءل ما الداعي لضحكتها؟ حتى توقفتُ جنب واجهة زجاجية لمبنى مديرية الأمن، هناك أبصرتُ هيئتي، فأدركت لِمَ ضحكت، وتبدى لي الحق.