المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠٢٣

قالت له ابتّسم

صورة
قصة قصيرة   جاء روّيده لا يطرق فكره شيئًا، فتعرضت طريقه أنثى، قالت له:  _ ابتّسم. حتى تلك السيجارة التي كان يهمّ بحشرها بين شفتيه الزرقاوتين عَدَل عن رفعها لفمه، وظلّت أصابعه تتلاعب بعِقبها الندي، ورمقها بنظرة النسر المُشمئز من الرياح العاصفة، لأنه يعلم أن أي محاولة منه للتّحكم في مسار طيرانه ستبوء بالفشل. نظر إليها صامتًا يرنو لفهم هذا الكائن الغامض - لدّنه -  المسمى (أنثى) وكيف يفكر. هل بمجرد أن يبتّسم ستحلُ جميع مشاكله، وديونه المتراكمة ستعرف طريقها للأداء؟  هل بمجرد أن يبتّسم سيتخلص من شعور الخيبة الذي لازمه منذ مرض والديه إلى مغادرتهما الدنيا، وعجزه عن تقديم يد المساعدة لهما، وقد أرهقهُ ما يزال يُرهقه؟ هل بمجرد أن يبتّسم سيُبيدُ العجز الساكن بين ضلوعه؟ هل بمجرد أن يبتّسم سيحصل على أسنان بيضاء تُغنيه عن تبرير سوداها لكل من رآها عقب ابتّسامته وسأله عن سبب سوادها وتفَتُتِهَا؟ هل بمجرد أن يبتّسم سيجد من تحبه بوجهه الشاحب وجسمه النحيف وأنفاسه التي تعلو وتنخفض بصعوبة؟ هل بمجرد أن يبتّسم سيرمي بخّاخ الربو الملازم له كظله؟ هل بمجرد أن يبتّسم سيحقق حلم مراهقته في أن يصير شبيها لجورج كلوني