المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠٢٣

اتركونا ننام

صورة
(قصة قصيرة جدًا) كنت أتصفح قصاصات صور ماضيّ الجميل، ذلكم ماضٍ مضى وجمال انقضى، وأتأمل فيها شابًا وسيمًا مفعمًا بالحياة كان أنا، الذي خرج من معركة الزمن مهزومًا إذ صار وحيدًا. فلم أتورع لكي أزيد على مأساتي دمعةً، التي تدحرجت على وجنتي وغيرت مسارها إلى ناحية فمي، فأخرجت لساني لأتعرض لها وليذيقها فاهي، واستّخلص منها ملوحة لكأني ألفتها قديمًا، فتذكرت من أين لها ولفةٌ، فكان في صباي يوم تضربني أمي الحنون، فأصرخ باكيًا إلى أن تصل الدموع فمي فأُلقي باللسان لأبتلعها وأصمت هُنيهة من البكاء حتى يتبيّن لي مذاقها، ثم أستأنف عويلي، الذي إن لم ينتهِ بالنوم؛ تُنهيه صفعة خُفٍّ مُبّلل - في قفاي - توضأت به جدتي للتو. وإذ هذه الذكرى، زاد على مأساتي دمعتان، إلا أن الدمعة الثانية لم تُحرّف مسارها كالأولى، وابتدعت عن فمي ما يكفي لنجاة من مصيدة لساني، وفُقد أثرها في عنقي. بين اختلاط شعور الحنين بالمأساة؛ قُطعت خلوتي بطرقات على الباب، فأغلقت قصاصات الصور وأرجعتها إلى منفاها فوق الدولاب، ورفعت أنظاري إلى ساعة الحائط مستطلعًا الوقت، لألقاهُ عاتب الثانية صباحًا. تعجبتُ من تلك العقارب التي لا تلتقط أنفاسها، بل تظ