المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠٢٣

بغلة القبور .. أسطورة الخيانة في حكايات الأمازيغ

صورة
وعند انتصاف يوم من رمضان، دأبت امرأة على التسلل إلى قبو منزلها دون إثارة حفيظة زوجها وأبنائها، هناك لتضرب موعدًا مع الظلام، أي وقت المغرب الذي قد حان في القبو! "مساء الخير يا آذان المغرب، ها أنا جئتك قبل أن تجيء أنت، وبمعيّتي وجبة فطوري الساخن" تضرم للشمعة لتنير على طعامها، وتبدأ في الافطار، إلى أن تنتهي من دس كل الطعام في وجهها ويثقل بطنها، فتهم مودعةً ساعة المغرب، عائدةٌ إلى وقت الظهر، بعد زيارة قصيرة إلى الليل وقد أتت فيه حاجةً لها. وهكذا لا تنتظر ساعة المغرب لتفطر مع المسلمين، فمغربها قد اهتّدت إلى مكانه، وإذ ذاك لا تُتّم أنهر الصيام، ظنا أنها تخدع الله، وما تخدع إلى نفسها. وهكذا دواليك تخوض المرأة في مكرها مع رمضان، وفي كل يوم من الزوال، تجد المرأة عند ساعة المغرب المزيفة في قبو منزلها، وهي تلتّهم الطعام بينما الناس تواصل الصيام، إلى أن رحل رمضان وأتى العيد، الذي لم يلقَ المرأة، فقد اختّفت وشغلت أهلها والناس عن مصيرها، كأنها رافقت ذهاب رمضان. بحثوا عن أثرها في كل مكان ولم يهتدوا إلى ممشاها الأخير، وما عاد هناك أمل لُقياها، وإن هي في مكان قريب، قريب جدا منهم، ألا وهو قبو

يا فراشة مهلاً

صورة
ما عاد ما يُبهرنا، فقد فُسدت مساحق دنياينا. أهو فنيُّ العمر من عفّن إياها؟ الأرجح كلا، وربما تلكم الفراشة التي اقتّطفتُ أجنحتها كي لا تطير في صغري ثم لأستلذ خيبة محاولاتها التحليق؛ قد انتقمت مني في كبري، وفي مكان ما تراقب ببهجةٍ بؤس حالي، بعد أن استكانت قناديل الحلم في عتمة الواقع، واستّحال وهم صبانا كابوسٌ أنيس ليالٍ مُرضعات الأرق، فرسبت الأحلام في الإبقاء على كينونتها بعد أن وصلت إلى زمن كان يُتّوقع عنده ادراك الواقع، قبل أن تُكشفَ عن سفسطة، فرُصدت في مجمع الأوهام وقُبِّلت بدرجة خيال ممتاز. آه من الغمضة التي يليها النوم، من كل الذي يهوى بلطفٍ إلى الضفة الأخرى من الليل، من مشهد الغسق والليل وافد في الأفق، والعريس المُقبل تتراءى له عروسه أينما ولى بصره، ولغدٍ منتظره ينتعش بالانتظار، ولذات عصر صبانا في اللهو امتلكنا الدنيا فكانت نحنُ، فوق جدع شجرة صرنا فرسانًا وسيفنا عودُ. آه من كل لحظة رافقها المستحيل وسار بها لتتوارى إلى الأبد، من كل شيء يدعو نُشدانًا للحياة. فيا فراشة مهلاً، لا شماتة فيّ فتّمهلي، وإليك عن مسّرة حالي، حتى لا تدلك حدج الصدف وألقاك في سبيلي القفر، وأنتِ فيه تعرجين.