يا فراشة مهلاً
ما عاد ما يُبهرنا، فقد فُسدت مساحق دنياينا. أهو فنيُّ العمر من عفّن إياها؟ الأرجح كلا، وربما تلكم الفراشة التي اقتّطفتُ أجنحتها كي لا تطير في صغري ثم لأستلذ خيبة محاولاتها التحليق؛ قد انتقمت مني في كبري، وفي مكان ما تراقب ببهجةٍ بؤس حالي، بعد أن استكانت قناديل الحلم في عتمة الواقع، واستّحال وهم صبانا كابوسٌ أنيس ليالٍ مُرضعات الأرق، فرسبت الأحلام في الإبقاء على كينونتها بعد أن وصلت إلى زمن كان يُتّوقع عنده ادراك الواقع، قبل أن تُكشفَ عن سفسطة، فرُصدت في مجمع الأوهام وقُبِّلت بدرجة خيال ممتاز.
آه من الغمضة التي يليها النوم، من كل الذي يهوى بلطفٍ إلى الضفة الأخرى من الليل، من مشهد الغسق والليل وافد في الأفق، والعريس المُقبل تتراءى له عروسه أينما ولى بصره، ولغدٍ منتظره ينتعش بالانتظار، ولذات عصر صبانا في اللهو امتلكنا الدنيا فكانت نحنُ، فوق جدع شجرة صرنا فرسانًا وسيفنا عودُ. آه من كل لحظة رافقها المستحيل وسار بها لتتوارى إلى الأبد، من كل شيء يدعو نُشدانًا للحياة.
فيا فراشة مهلاً، لا شماتة فيّ فتّمهلي، وإليك عن مسّرة حالي، حتى لا تدلك حدج الصدف وألقاك في سبيلي القفر، وأنتِ فيه تعرجين.
طالما قمت بانتزاع أجنحة الفراشة حتى لا تطير فالزمن من انتقم للفراشة وانتزع أجنحتك ولا يحق لكما التحليق
ردحذفجميلة تلك العبارة (أنيس ليال مرضعات الأرق)
حتى الزمن لهو منتقمٌ. فأتى بفعلته.
ردحذفاممم كدت تُتلف من ذاكرتي، لولا هذه المشاكسة.
( آه من الغمضة التي يليها النوم , من كل الذي يهوى بلطف الى الضفة الاخرى من الليل , من مشهد الغسق و الليل وافد في الافق ) تلامس شغاف القلب , سلمت يمناك و شعورك ..
ردحذفو بمناسبة السنة الامازيغية أسقاس امقاز امربوح ان شاء الله لنا و لكل الامة الافريقية
أهلا بربروس.
ردحذفوهذا هو دورنا، أن نحاول لمس شغاف القلب، ويبدو أننا نجحنا في لمس واحد منهم ^^
الله يبارك فيك ويؤتى لك بما تتمنين.
ما أجمل اللغة العربية في هذه الخاطرة ، اتقان ما بعده اتقان والله وجدتني أتساءل ما الذي ينقص هذا الكاتب حتى يصبح كاتبا شهيرا في العالم العربي فله كل المقومات ؟
ردحذفأشكرك اخي بوطيب على اطرائك. واقول أن الكتابة بالنسبة لي هواية فقط، ولا أفكر احترافها لعدة أسباب، دعنا نكتفي بتخصصنا الأكاديمي ونتمنى التوفيق لمن يود اقتحام هذا المجال الذي صار فيه أي كان يطلق على نفسه كاتبا ^^
ردحذف