المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠٢٢

الرجل القادم من دولة غير موجودة!

صورة
ذات يوم في شهر تموز عام 1954، في اليابان، التي كانت زمنذاك تنفض عنها غبار هزيمة الحرب العالمية الثانية، تحديدًا مطار هانيدا في العاصمة طوكيو، حطت طائرة أوروبية بالركاب الذين أتوا لبلاد الشمس المشرقة، وكان كل شيء يسير برتابة طبيعية، وموظفي المطار يرسمون ابتسامة ترحيب مدفوعة التكلفة في وجوه المسافرين، بعد وقبل ختم جوازات سفرهم، حتى وقف رجل أنيق، يُقدّر في منتصف العمر، أمام موظف المطار وقدم له جواز سفره لختمه، ثم ليتمنى له مقامًا سعيدًا في اليابان كما حدث مع من سبقه، إلا أن ذلك لم يحصل، فقد ظلّ موظف المطار يرمق بدهشة جواز سفر هذا الرجل المنتصب بالانتظار أمامه، وقد دُوّن فيه، بأنه أُصدر في دولة لم يسمع بها الموظف من قبل، وتدعى، توريد، وإلى هنا تم الاحتفاظ بهذا الرجل الغامض، والآتي من مكان ما بانتظار تحقيق جمارك المطار معه. صورة يُعتقد أنها تعود للمسافر القادم من دولة توريد بعد التحقيقات الأولية لتبيان هوية هذا المسافر الغامض، ظهر أنّ لا وجود لدولة اسمها "توريد"، التي تظهر على جواز سفر يبدو أصليًا، لكن الرجل استغرب لمنعه من الدخول اليابان، ويُصّر بأن دولته موجودة منذ ألف عام، وقد

أشرف السكاكي .. الهارب الكبير من السجون

صورة
مسلسل " الهروب من السجن" أو (prison break) أشهر وأنجح الأعمال الدرامية الحديثة، التي تدور حول رهط رجال يُنفذون تصميمات معقدة لأجل استعادة الحرية والفرار من السجن.. فالهروب من السجن، هو الأمل العنيد المتمادي الذي يحدو كل معتقل يسمع - برتابة - قعقعة حزمة المفاتيح، بعد أن خلف الحياة وراء الأسوار العالية، وانحصر لدّنه كل ما في الدنيا، عند القُضبان والجدران.. لنجد في الواقع كذلك من أفلح في قهر تحصينات السجون، وبذكائه سحق الأقفال واستنشق هواء الأحرار، أحدهم أرهق شرطة بلجيكا لسنين وجعل من سجونها باحة استراحة.. إنه أشرف السكاكي، صاحب خمسة عشر عملية هروب ناجح من السجون.. أشرف صاحب مشوار مشرف في الإجرام. ولد أشرف السكاكي عام 1983 في الديار البلجيكية لأسرة مغربية تنحدر من الريف الأمازيغي.. عاش عزلة في طفولته ولم يكن يحبذ الذهاب للمدرسة، حتى غادرها مبكرًا في الابتدائية، ودخل في مشاكل مع والديه الذيْن وجدا ابنيهما أشرف ينهار دراسيًا وعند بداية المشوار، فقرر أشرف الطفل الغياب عن المنزل والتّيه في الأزقة، ليسلك سبيلاً ستقوده إلى الذي لم تتخيّله أسرته يومًا، ألا وهو الهبوط على كوكب المجرم

مجنونةٌ زوجتي !

صورة
قصة قصيرة منذ مُجادلة الأمس بيني وبين زوجتي، وهي في إضرابٍ مفتوح عن الكلام معي.. لا كلمة، لقد أضاعت النطق بغتةً، وهبط سكون معضلٍ في بيتنا. تكهنت أنّ صمتها زائل وثرثرتها عائدة لا ريب، فكيف لامرأةٍ أن تلوذ طويلاً دون أن تنطق؟ تالله ما ألفنا ذاكَ.. إنما خاب تنبُّئيّ، وعقيلتي تمضي ولسانها مصفّدٌ أمامي. حتى رفعتُ الأعلام البيضاء عاليًا معلنًا الهزيمة، والإقدام على توقيع معاهدة الاستسلام، أمام قوّة زوجتي الهوادة.. فقررت التصرف وأخذ المبادرة لصلحها. في المساء عند رجوعي إلى المنزل بعد يوم عمل شاقٍ طويل؛ جئتُ بهديةٍ لزوجتي وعلى يقينٍ بفَناء صمتها هذه الليلة، وقد دقت الساعات لينطق لسانها بحلول الهدية، فتهادوا تحابوا. ألقيتُ السلام على زوجتي المطلة من الشرفة، ويدي اليسرى تخفي الهدية ورائي، ولم تبادلني التحية، مكثّت تُلقي بأبصارها إلى الشارع دون حركة، كدمية عرض الملابس، أو كأي شيء ثابت يستحضره البال. - حبيبتي زوجتي كيف أنتْ؟ لقد أتيتُ لك بهدية! كأن سمعها قد اقتفى أثر لسانها وغادراني إلى الأبد.. شعرت بالحنق للامبالاتها، فاعتراني الانزعاج.. وإذ بأحد أباليسّتي يُفتي عليّ رأيًا: "حاااا.. اضبر