المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠٢١

عند الإشارة

صورة
يقول القساوسة القدماء:  على المرء أن يتعلم كيف يقرأ ما بين السطور. ولذلك عليه بحسن طالع، أو نور من الله لمن وهبه.. إنما عليه حسن إدراك هذا النور، ليلقاه في اللحظة التي تستدعي حضوره.. إن الإنسان ليس (روبوتًا) تمت برمجته وفق مهمة؛ بل مشاعر ومكنونات تنفلت منه رغم ظنه بإحكام السيطرة عليها، والاتيان بالمسحوق الذي يفشل في الأخير عن حجب كل بُقع المشاعر الحقيقية وإن هي باهتة لا تدركها عينًا كانت، ولو أثبت المسحوق فعاليّته عند مرات كثيرة، فصلاحيته مرهونة تنتهي عند التقاط أول إشارة خارجة عن النسق، ومنها الانصراف إلى تزكيّة الإشارة أو تجاوزها لا نسيانها، فقد دُوّنت تنتظر ما هو قادم، فتبدو كغمامة مُتموجة، بحاجة للتمحيص للإراحة النظر. عليك تعلم كيف تستخرج من الكلام ما لم يُنطق، من الرسالة ما لم يُكتب، من الصمت ما حُجم، حتى تتوّسع مساحة الرؤية  والتصرف أمامك، إنما عليك آنِفًا التيّقن أن المشاعر الحقيقية عويصة في ردعها، مثل ماء تحمله بكفّيْك، وكل ما طال الوقت، إلا وأوْجد الماء ما ينفذ منه، ولو قطرة واحدة تسربت، تكفي لمعرفة أن المياه هنا.. قد يتعذر على التعيس حسن الطالع باعتبار المنجمين، واستغلال نور