المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٩

المهدي بن بركة .. لغز يأبى الحل والنسيان

صورة
سلسلة، مغرب القرن العشرين -3-  تأبى قضية المهدي بن بركة أن تسند رأسها إلى وسادة النسيان ، رغم تعاقب السنين ووصول عقارب الزمن إلى ما يزيد عن نصف قرن منذ بعث لغز محير مازال أسير انتظار فك رموزه  .. نصف قرن لم يكن كافيا لكشف الستار عن مكان جثة مهدي المفقودة . قضية مازالت تلوح بيدها يائسة في بحث عن الحل النهائي وطي صفحة قاتمة من مغرب القرن العشرين، مغرب الجمر والرصاص الذي هوى بـ المهدي وطموحه وقذف به صوب خانة المجهول، إلا أن قضية المهدي بن بركة كانت مباركة ولم يجد النسيان سبيلا لها ، فأبى الحق أن يعلى عليه وهو  يبحث له عن مكان لسنين طويلة. من هو المهدي بن بركة ؟ ولد المهدي بن بركة سنة 1920 في مدينة الرباط - عاصمة المغرب - درس في "ثانوية ﻟﻴﻮﻃﻲ" في مدينة الدار البيضاء وفي ذات المدينة أكمل تعليمه الجامعي .. منذ أن كان في عمر 16 سنة عرف عليه نضاله وسعيه وراء استقلال المغرب عن فرنسا ؛ بعد مغادرته طاولات التعليم ، انخرط في النضال السياسي بأكثر جدية، حتى كبر المهدي وكبر معه الطموح النضالي الذي أوصله إلى انشاء "جريدة العلم" الناطق الرسمي لحزب الإستقلال المغربي .

إمي نفري .. بين الجمال و المعتقد

صورة
في وسط المغرب ، وتحديدا في جبال الأطلس الكبير على بعد 6 كيلو متر من مدينة "دمنات" تقع مغارة على شكل قوس - أو قنطرة - ولدت من الطبيعة تدعى بالأمازيغة  "امي نفري" أو ما يرادفها بالعربية "فم المغارة" يصل ارتفاعها 30 متر وامتدادها 250 متر ، يخترقها واد "تسليت" (العروس)  وهي قبلة مفضلة لسياح الخارج وكذا الداخل كونها تزخر بمناظر طبيعية تخلب الألباب . في جوف المغارة يلوب واد "تسليت" ليمر خرير الماء بين الصخور وينفذ إلى الجهة المقابلة محدثا معزوفة تضيف رونقا بهيا لهندسة الطبيعة وعظمة صنعة الله ؛ بينما قطرات الماء تتساقط من السقف مثل قطرات الندى في مشهد أخاذ ، والطيور على أنواعها تطوف وتعشش داخل المغارة شلالات أو زود  في عام 1948 اعتمدت ادارة المياه والغابات موقع "امي نفري" ذو أهمية ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻭايكوﻟﻮﺟﻴﺔ .. ويعتبر هذا الموقع الثاني من حيث جدبا لسياح في الأطلس الكبير بعد "شلالات أوزود" الشهيرة . تداولت القبائل المجاورة أسطورة عفريت ذو سبع رؤوس كان يسكن داخل المغارة منذ أمد السنين . كان مهام صاحب السبع رؤوس هو خط

تلك الابتسامة

صورة
نظرت إلي فانشرح وجهها، كأنها باسمة ، حقا إنها تبتسم . ما بيني وبينها ليس بالكثير ؛ إنها في بعد يسمح لي أن أرى بوضوح شفتيها القانية ، تذكرت ؛ إنما بيننا كذلك قطط تموء جوعا : - امس امس امس...! - خخخ خخخخ... ! تقدمت نحوها فانزلقت على قشرة البرتقال ! فكرت :  الناس ينزلقون على قشرة الموز؟ . لكنها الحقيقة، لقد انزلقت على قشرة البرتقال . مازالت تبتسم ، ربما تغازلني ، انشرح ثغري فأطل ركام أسناني ثم خفت أن تصرف بوجهها عني ، لكنها لم تفعل ، لقد أسقطتها في شباكي التي ظننت سابقا أن خرقا فادحا اصابها، فما عادت قادرة على صيد غير القمامة البشرية . وقفت أتأمل هذه الحسناء الباسمة لي ، فكرت ماذا بي فاعل ؟ ثم اتخذت قراري ؛ بأن أذهب للحديث معها لربما تجود علي بشيء أكبر من الابتسامة . فتقدمت نحوها قبل أن تقطع طريقي القطط الجائعة : - خخخخ خخخ... ! - اصب اصب اصب... ! حتى وصلت إليها ؛ فهب عبق عطر زكي على أنفي، ثم خيل لي أني في قاع جنة ألوذ هنيئا ، ولم أتمالك نفسي كأن شخص آخر يسكونني، فعانقتها بعنف مصحوبا بالحرمان باحثا عن حضن حب مفقود . في تلك اللحظة صار العالم في ملكي .. قبل أن أفاجأ بأحدهم ي

في انتظار قدوم الأمس !

صورة
ترى ماذا يخيل لرؤياك في الأفق يا سيدي الميمون؟ .. أي مساحة شاسعة وهوة سحيقة تلك التي تفرق الأمس باليوم؟ حتى أشجار الأركان - المعمرة -  يبست ولم يبق منها سوى حطب تنتظره ألسنة اللهب ، أما أشجار اللوز فمازالت تقاوم بمشقة عوائد الزمن في صراع محكوم بالفناء ، فالخصم هو الحكم والزمن قصدي يا أيها العجوز .. حتى السبل هناك ضاعت وكساها نبات الصبار الموحش ، أما ينابيع الماء فقد نضبت وغارت والطيور حولها ما عادت تطوف ، في مشهد تتجلى فيه النهاية في أعظم حسراتها .. أي مصاب حل بتلك الأرض حتى غدت ملاذا لأكوام الحجارة؟ فأين المزارعون من كانوا يتبعون بهائمهم بالمحراث ذهابا ومجيئا بلا وهن ولا شكاة ، حتى بكت السماء فرحا، وانفجرت الأرض سنبلا؟ .. فماذا بقي لنا يا عجوز من حياة الأمس؟ نعم إنها الجبال مازالت صلداء كما وجدها أولئك المستلقيين باصطفاف هناك باتجاه القبلة ، لكن يا عجوز ؛ إنها حزينة كذلك بصدوعها على ما كان يدور حولها ذات يوم خلفته وراء ظهرها. يا سيدي الميمون ، هل لنا من سبيل يهدينا إلى ما لم يبق له سوى بعض الأطلال؟ هل هناك آمل أن تعود الحياة إلى تلك المنازل الموصدة بأقفال نال منها الصدأ وتآكل فول

جمهورية اعبابو !

صورة
سلسلة،  مغرب القرن العشرين -2- هدأت مدافع الحرب العالمية الثانية ، فهبت رياح التغير على بلدان الشرق ؛ رياح استأصلت الملكيات من جذورها في عدة دول عربية ، حتى غدت على أبواب مملكة الشمس وواحدة من أكثر الملكيات صمودا عبر اثنا عشر قرنا : المملكة المغربية . بعد اغتيال مهدي بن بركة المعارض اليساري في البلد أوسط الستينات وما تلاه من صدى ذلك الذي زعزع أوصال البلد داخليا وكذا خارجيا . بدأ عقد السبعين بهدوء في مملكة الحسن الثاني ؛ لا شيء في بال قصر الرباط ولدى عامة الشعب سوى أن المغرب يسابق الزمن ليعانق القرن الواحد والعشرون بأبهى حلة ، إلا أن ذلك الهدوء كان يسبق عاصفة ستزلزل أركان المغرب الأقصى ، عاصفة رصاص سيقودها الكولونيل امحمد اعبابو قائد مدرسة أهرمومو العسكرية. من هو امحمد اعبابو ؟ ولد امحمد* اعبابو في منطقة بورد قرب مدينة تازة شمال المغرب سنة 1935 .. تمدرس  في مدينة تازة قبل أن يلتحق بالأكاديمية العسكرية الملكية حتى تخرج عام 1956 برتبة ملازم أول .. بعد تخرجه تعاقب على مناصب عدة ، في البداية صار مدربا في الأكاديمية العسكرية التي تخرج منها ، وبعد ذلك تم تعيينه في القصر مرافقا لل