تلك الابتسامة
نظرت إلي فانشرح وجهها، كأنها باسمة ، حقا إنها تبتسم . ما بيني وبينها ليس بالكثير ؛ إنها في بعد يسمح لي أن أرى بوضوح شفتيها القانية ، تذكرت ؛ إنما بيننا كذلك قطط تموء جوعا :
- امس امس امس...!
- خخخ خخخخ... !
تقدمت نحوها فانزلقت على قشرة البرتقال ! فكرت : الناس ينزلقون على قشرة الموز؟ . لكنها الحقيقة، لقد انزلقت على قشرة البرتقال . مازالت تبتسم ، ربما تغازلني ، انشرح ثغري فأطل ركام أسناني ثم خفت أن تصرف بوجهها عني ، لكنها لم تفعل ، لقد أسقطتها في شباكي التي ظننت سابقا أن خرقا فادحا اصابها، فما عادت قادرة على صيد غير القمامة البشرية . وقفت أتأمل هذه الحسناء الباسمة لي ، فكرت ماذا بي فاعل ؟ ثم اتخذت قراري ؛ بأن أذهب للحديث معها لربما تجود علي بشيء أكبر من الابتسامة . فتقدمت نحوها قبل أن تقطع طريقي القطط الجائعة :
- خخخخ خخخ... !
- اصب اصب اصب... !
حتى وصلت إليها ؛ فهب عبق عطر زكي على أنفي، ثم خيل لي أني في قاع جنة ألوذ هنيئا ، ولم أتمالك نفسي كأن شخص آخر يسكونني، فعانقتها بعنف مصحوبا بالحرمان باحثا عن حضن حب مفقود . في تلك اللحظة صار العالم في ملكي .. قبل أن أفاجأ بأحدهم يحاول انتزاعي من على حضن سيدتي الباسمة ، حتى نجح في ذلك فصعدت من قاع جنة، ثم صرخ الفاعل بي :
- إنها دمية لعرض الملابس أيها العجوز المتشرد . ! اللعنة على المكبوتين
رحلت من المكان قبل أن أستدير برأسي ، ثم وجدتها مازالت تبتسم !.
بنصالح
تعليقات
إرسال تعليق