العصفور



بصوته الملتاع يغرد حزينا متحسرا كل صباح. يمزق رداء الصمت ثم يتلوه خرس طويل، وإذا به ينتفخ بطنه بهدوء ثم يعود إلى حجمه، كأن العصفور يتنهد مستعيدا حدثا أليما، ثم يطلق العنان مرة أخرى لحنجرته المبحوحة مغردا كأنه يطرد الأشجان في جسده الصغير.

- ماذا أصاب خاطرك من يأس يا عصفور، يا آية الله في الجمال ؟
قال العصفور وهو يحرك رأسه :
- إن أبناء ريشي قد نبذوني، ونفيت إلى هذا الغصن البارد المهيأ لسقوط.. لقد عاملوني كأيها غريب، رغم أني من ريشهم.
- وما كان سبب نكرانهم لك ؟
عاد العصفور ليحرك رأسه ثم قال :
- لقد استنشقوا في رائحة البشر، فقد قضيت رفقة الإنسان عمرا مديدا.

فتكسر الغصن  !.



تمت

تعليقات

  1. فعلا.. أضحى الإنسان أسوأ المخلوقات .. لطفك يا رب ..

    ردحذف
  2. متى العصافير تأكل بعضها بعضا ؟ أبد.. لكن البشر يفلعون.

    ردحذف

إرسال تعليق

الأكثر قراءة في آخر أسبوع

أباطرة المخدرات المغاربة .. منير الرماش -1-

أباطرة المخدرات المغاربة : حميدو الديب - 2 -

عصفور المغاربة المقدس : تبيبط

بوتفوناست (صاحب البقرة)

أغرب القصص في الإنترنت المظلم -1-

حمو أو نامير .. من الأسطورة إلى السينما