إلى أين ؟



استيقظ أحمد  ليجد المنبه قد تجاوز حدود الرنين بل وسار مبتعدا .. انتفض من فراشه شاتما ذاك المنبه الغافل عن مهامه ، و الذي كان السبب في التأخر عن ميعاد  عمله .. عجل أحمد في أمره حتى لم يعد يعرف ما يقوم به ، وضاع كل شيء في ظل هذه العجلة المشوهة.. الملابس تراكمت على بعضها  ، كيس القهوى لم يعد في مكانه ، فرشاة الأسنان مرغت في أرض الحمام ، الحذاء فقذ شريكه ، الجوارب لا تتحدان في اللون ، الهاتف يرن في مكان ما .. وتحولت غرفته إلى ركام أشبه بمخلفات حرب .. يسير كالأهوج ولا يدري ما يسبق وما يؤخر .. أخيرا  عثر على سترة العمل ، وجد أيضا الفرد الضائع من حذائه ، وتوالت الدقائق وهو يلهث راكضا إلى هنا ويعود إلى هناك .. الوقت صار هو العدو ، وياله من عدو لا رحمة في قلبه ولا شفقة، فقط يسير نحوى اللامحدود غير عابئ بأحد .. أخيرا أصبح أحمد شبه جاهز للخروج للعمل .. المهمة الأخيرة تقضي العثور على هاتفه الذي جن بالرنين ، لم تكن المهمة صعبة ، الصخب قادم حتما تحت السرير ، وهو كذلك كان . أخرج هاتفه من مخبأه ونظر إلى شاشته ، جحظت عيناه ، انفغر فمه ! جلس وهو لا يصدق ما رأت عيناه .. » لا !   لا..  لا يمكن ، هذا مستحل .. قال باستغراب ، لقد صدم الرجل .. جلس في مكانه غير مصدق، وضع يديه على رأسه ، إنحنى  به آسفا ، شعر بالغباء ، بالتدمر ، بالعصبية .. وقف بعد برهة، سار و ركل كل ما صدفه في طريقه ، صرخ في وجهه الظاهر في المرآه ، لعنه ولعن بغض هذا اليوم متحسرا على هنيهات نوم.. فماذا تبين له إذن في شاشة هاتفه ؟! لقد ظهر له تاريخ اليوم ، إنه - يوم الأحد - يوم عطلة !  فكيف غفل عن هذا ؟!


بنصالح

تعليقات

الأكثر قراءة في آخر أسبوع

أباطرة المخدرات المغاربة .. منير الرماش -1-

أباطرة المخدرات المغاربة : حميدو الديب - 2 -

عصفور المغاربة المقدس : تبيبط

بوتفوناست (صاحب البقرة)

أغرب القصص في الإنترنت المظلم -1-

حمو أو نامير .. من الأسطورة إلى السينما