أغرب القصص في الإنترنت المظلم -1-



أغلبنا سمع بالإنترنت المظلم، والذي لم يسمع به بعد، فاسمح لي أن أُعرفك به في نبذة قصيرة.. ببساطة يا جميل،  هو محتوى مخفي من الشبكة العنكبوتية، هذا كل شيء..  وعندما أقول "مخفي"؛ تلقائيًا ستّصل إلى استّنتاج واحد: أنّ هذا المحتوى، ليس عاديًا، ومعك كل الحق، فهو كل ما يخطر على بالك مما هو قبيح، مرعب، دنيء، فاحش، وأكمل من عندك. حسنٌ سأعطيك مثال مما يمكن أن تُصادفه إذا قررت أن تلّج إلى عالم النت المظلم؛ قد تجد تجار الأعضاء البشرية والمخدرات، ومن يقترح عليك دفع المال لمشاهدة طفل يتّم اغتصابه، أو عروض أخرى مثل الاستمتاع بمشاهدة شاب يُفرض عليه تحت التهديد أكل لحم عائلته التي قُتّلت للتو.. وشخص آخر يعرض خدماته المدفوعة في قتل البشر.. وصور ومقاطع فيديو لجثث بشرية أو حيوانية مشوهة أو مبتورة الأطراف، وأشياء أخرى لا تقل بشاعة وغموض.  وإذا كنت مغربيًا؛ ستّجد مخدر الحشيش المغربي يُباع هناك، ولا أحتاج ان أقول لك من يبيعه؟.. أجل، أحسنت، مغاربة مثلي ومثلك، فهم كذلك موجودين بقوّة (ويشرفوننا) في النت المظلم!.. كل هذا وغيره لا يخضع للقوانين النّت العادية،  ولا تقدر على عرضه المتصفحات العادية والمشهورة من قبيل (جوجل كروم) و (فايرفوكس) وكذا عناكب محركات البحث لا تصل إلى ذلك الجرف المُريب من الإنترنت.. وللوصول إليه، تحتاج إلى متصفحات خاصة، ولا أنصحك البتّة للقيام بذلك.. ليس لأني أخشى على نفسيّتك عند رؤية كل ما ذكرناه سلفًا، ولا لاحتّمالية أن يلتّحق بك الضرّر الجسدي؛ لكني أخشى على بياناتك وأجهزتك الحبيبة، فقد يحدث وتتوادع معها أيها العزيز. هذه لمحة بسيطة عن الإنترنت المظلم، ولأني أتوقع أنّ الغالبية سمع وتعرف على هذا العالم من قبل؛ لذا فضّلت عدم الاستّفاضة في التعريف عليه، حتى يتسنا لنا البحث عن أغرب قصص قيل وقعت هناك في حضرت الإنترنت المظلم، والتي حصلت عليها أثناء بحثي في مواقع أجنبية، ولا أجزم بصدقها، لكن، ربما الحقيقة أغرب من الخيال.


بيتي، فتاة ذات الخامسة عشرة من العمر، مراهقة أمريكية حيّوية ومجتّهدة في دراستها.. في أحد الأيام اقتّرحت عليها إحدى صديقاتها التسجيل في موقع للدردشة، وأردفت أنّ لها تجربة هناك، وكيف تعرفت على شاب جذاب، وهم الآن يعيشون قصة حب، وما إلى هنالك من حديث المراهقات.. حتى اقتّنعت المراهقة بيتي بكلام صديقتها، وقرّرت تجريب حظها.. في الأخير فتحت بيتي حاسوبها وقامت بما أملّت عليها صديقتها، ثم فتحت حسابًا في الموقع، وهو على شبيهة من مواقع التواصل الاجتماعي المعروفة، مع تجنب وضع صورتها الحقيقية.. لم يدم الأمر طويلاً، حتى تلّقت رسالة من شاب يُدعى مايك، يوّد التّعرف عليها، وكذلك كان، ثم بدأ التواصل بينهما.. كان مايك لطيفًا معها، ما نتّج عنه تطور العلاقة بينهما، وصاروا يتراسلون باستمرار، حتى طلب منها أن تُرسل له صورتها الشخصية، ففعلت دون تردد، وهي بدورها سبق وأن رأت صورة الشاب مايك، فهو يعرض صوره في حائطه على الموقع، لكن مع وضع كمامة تحجب فمه وأنفه، ونحن هنا نتحدث عن ما قبل فيروس كورونا، لذا ربما قد يتبادر إلى أذهاننا، أنّ شيئًا ما ليس طبيعيًا في شخصية مايك.. إنما الفتاة لم تهتّم كثيرًا لغموض صديقها الافتراضي في الابقاء على وضع الكمامة في جميع صوره. هكذا استّمرت العلاقة بين بيتي ومايك، وتتوطد أكثر فأكثر، حتى طلب منها أن يرها على أرض الواقع.. رفضت بيتي بحجة صرامة والديها، ثم فوجئت برسالة من مايك، وهو يطلب منها أن تهرب من منزلهم ليتّسنى لهما اللقاء والتعرف أكثر، فرفضت، لعدم ثقتها بلقاءٍ واقعي مع صديقٍ افتراضي، إلا أنه ظلّ يصّر على التّلاقي، بينما الفتاة بيتي تتحجج في كل مرة وتُرجئ اللّقاء إلى إشعار آخر. في ذات يوم احتفلا فيه والداي بيتي بعيد زواجهما العشرين، وقررا السفر وترك بيتي وحيدة في المنزل، ما جعلها تُحكم إغلاق الباب والنوافذ، إلى حين عودة أسرتها.. فجأة، سمعت طرقات على إحدى نوافذ المنزل، ارتعدّت بيتي وتسمرت مكانها، بانتظار ماذا سيحدث، ثم تكررت الطرقات!.. إنها قادمة ناحية المطبخ، وتحديدًا على النافذة. ربما لم تحكم إغلاقها، وأثناء عصف الهواء، بدا كأن أحدهم يخبط عليها.. هكذا فكرت تيبي، أو حاولت اقناع نفسها بوجود لا شيء. واستّمرت الطرقات!، وفي الأثناء، سمعت صوت إشعار من هاتفها يُعلن عن وصول رسالة جديدة، التي تعود لصديقها مايك، ومحتواها: "أنا أراكِ يا بيتي، افتحي الباب!". رسالة أردّت بيتي في حالة ذهول، ثم ردّت عليه في رسالة أخرى، وترّجته بأن يرحل، وأنها ليست مستّعدة للقائه. إلا أنه رفض المغادرة، وقال لها ما جعل الصدمة تنزل عليها!.. يقول إنه يراقبها منذ مدة من هذه النافذة، وكان ينتظر غياب والديها، ولن يرحل دون رؤيتها. تُعاوِد بيتي مطالبة مايك بالانصراف، واختّفى للحظات قليلة، ثم جدد الطرقات، هذه المرة على باب المنزل.. أخيرًا قرّرت بيتي رؤية مايك حتى ينتهِ هذا الفيلم الغامض، ثم فتحت الباب، لتّجد أمامها نفس الشاب الذي تعرفت عليه على الموقع المعلوم، وهو يضع الكمامة كما في الصور.. دون إذن منها ولّج مايك إلى المنزل، ثم أزاح الكمامة، لتُّطل على بيتي، ابتّسامة ذات طابعٍ شيطانيٍ!.


شارب كأنه مُرِّغ في وحل غريب تتخلّله قطرات دماء، وابتسامة (الجوكر) مرسومة تختّرق وجهه!. هكذا رأت بيتي صديقها مايك لأول مرة بدون كمامة.. وقبل أن تستّجمع أنفاسها وتستّوعب هول المنظر؛ كان مايك قد أحضر سكينًا من المطبخ وهو يُقهقه ضاحكًا!. أسرعت بيتي للخروج من البيت وهي مذعورة كأنها تركض على الهواء، ثم توارت وراء شجرة على مقربة من المنزل، ولحظها الحسن، كانت تحمل معها هاتفها، فطلبت حضور الشرطة للتّو.. حضر رجال الشرطة لمنزل بيتي، فلم يجدوا أحدًا، كان مايك قد غادر في حال سبيله، واختّفى.. وبعد التّحريات، علمت بيتي أنها كانت ترتاد موقعًا يقبع في الإنترنت المظلم، وقد نجّت من سفاح، وكانت الآن لتصير حساءً بشريًا، يُنشر على أورقة العالم السُفلي للإنترنت!.. لكن، لا نقول نجّت، فلم يحدث هذا بعد؛ فالمختّل مايك، ما زال يعرف عنوان سكن بيتي.

يُتبع... 




محمد

تعليقات

  1. وااو قصة تحبس الانفاس اتمنى تنشر المزيد

    ردحذف
  2. هل تعرف أنك حمستني لدخول الديب ويب هههه وشخصيا أصدق قصة بيتي فأمثال هذه القصص تحدث حتى في النت الغير مظلم فما بالك وراء الظلام هههه طيب طالما تريد أن تقصص علينا قصص من الديب ويب ، أدخل إليه واحكي لنا قصصك ، فنحن لا نخشى عليك لا من سلامتك ولا من أجهزتك ^_^

    ردحذف
  3. نعم أتفق معك، هذه القصة لا تبدو عصية التصديق، لكن انتظر قصص أخرى أغرب من الخيال.

    هكذا إذن، أنتم لا تخشونا على سلامتي ولا أجهزتي؟ ذكرتني بمثل أمازيغي يقول "الأواني السيئة، لا تتكسر" ^^ عموما سبق وأن دخلت النت المظلم أكثر من مرة، لكني فعلت على حاسوبي العتيق، وبما أنك عجوز، ستتذكر أكيد الفأرة البيضاء البدينة والحامل بالكرة (😄) نعم هو نفسه الحاسوب الأبيض المهيب.

    ردحذف
  4. امم أتذكر عندما بحثت ذات مرة بكوكل عن محمد بنصالح و اكتشفت ان هناك مجرم بهذا الاسم... لماذا تذكرت هذا الان !لا أعلم ��

    ردحذف
    الردود
    1. انتظريني إذن، أنا في الحي المقابل لمنزلكم ^^

      حذف
    2. حسنا اذن سأغلق باب المنزل جيدا اليوم ����

      حذف
    3. أحسنت، ولا تنسي إغلاق أي ثغرة تنفذ إلى الخارج ^^

      حذف
  5. بعد قراءة هذه القصة أصبحت أخشى التواصل مع أحد حتى في الانترنت المنور ههههه

    ننتظر باقي القصص

    شادية ♡

    ردحذف
    الردود
    1. في الحقيقة يا شادية، حتى في الإنترنت "المنور" عليك توخي الحذر، لأن مرتادي الانترنت المظلم يتواجدون كذلك في "المُنّور" على حد تعبيرك اللطيف ^^.

      حذف
  6. خير ما فعلت ولم تتوسع في التعريف على الإنترنت المظلم لأنه صار موضوعا مستهلكا ، والقصة مخيفة وبالنسبة كبيرة حقيقية وزادها سردك الجميل رعبا .

    ردحذف
    الردود
    1. هذا ما فكرت فيه أيضا يا أخي وائل، فهذا الموضوع مستهلك في السنوات الأخيرة.

      شكرا اك.

      حذف
  7. انتظر البقية .. أعجبني المقال ..

    انا شخصيا لا أطمئن للنت العادي فمابالك المظلم.. كفانا الله شره.. ولا أدخل موقعا الا ان تأكدت من إشارة الأمان عليه..

    تحياتي :)

    ردحذف
    الردود
    1. أحسنت، لأن النت المظلم ما هو إلا امتداد للنت العادي، ويجدر الإشارة أيضًا الحذر من بعض الإعلانات في مواقع التواصل الإجتماعي لأن في بعضها فيروسات ضارة بالأجهزة.

      ولا تثقي في أحد، إلا بعد مرور سنتين ^^

      تحياتي.

      حذف
  8. هههههه حسنا يا مستر محمد .. اطمئن... لكن على أمل ألا يختفي بعد السنتين😁

    ردحذف
    الردود
    1. إذا اختفى بعد سنتين، فهذا هو تاريخ صلاحيته ^^

      حذف
  9. قصة مخيفة وهذا يعيدنا إلى ضرورة مراقبة الأطفال والمراهقين أثناء تصفح شبكة الانترنت
    وأنبهك اخي العزيز أن هناك خطأ مرة كتبت بيتي ومرة اخرى تكتب تيبي ههه لقد حيرتنا ما اسمها

    ننتظر باقي القصص

    ردحذف
    الردود
    1. طبعا إن مراقبة الصغار ضروري أثناء ولوجهم للنت، أو على الأقل تحذيرهم من سلبيات الإنترنت.

      لو كان المقال أطول، كنت حتما لتصادف بيبي وتيتي^^. عموما أشكرك على التنبيه، وقد أصلحت الإسم، وهو بيتي.

      حذف
  10. بعد التحية والسلام ، أريد أن أستفسر الكاتب محمد بنصالح عن توقف موقع ما وراء الطبيعة واختفاء صاحبه كمال غزال ، فأريده في أمر مهم ولم يرد علي أي واحد عند مراسلتي له على عنوان بريد الموقع ، ووجدتك أحد كتاب الموقع ومدونتك ضمن أصدقاء الموقع فأردت أن أجرب حظي وأسألك لعلك تفيدني يا أخي أين يمكن لي التواصل معه لو تركمت واعذرني جزاك الله خيرا

    أخوك مراد

    ردحذف
    الردود
    1. مرحبا بالأخ مراد.
      حقيقة موقع ما وراء الطبيعة ليس متوقف، لكن عجلة النشر تكاد تكون متوقفة لعدة أسباب، أهمها قلة الموارد، فالموقع يعتبر رئدًا في مجاله منذ إنشائه، وفيه متخصصين أكادميين، ومقالات بحوث تعود ملكيتها للموقع، كل هذا وغيره يحتاج للدعم من أجل الاستمرار، وفي بلداننا مع الأسف، ليس هناك اهتمام والتشجيع إلا للتفاهة!. عمومًا الموقع اليوم يكتف بنشر على صفحته على موقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك". فيما يخص صاحبه كمال غزال، فلم أتواصل معه منذ قرابة العام، ولا أعرف عنه اليوم شيئًا. وأدعوك للاستفسار عليه في صفحة الموقع على الفايسبوك، وحتمًا ستلقى جوابًا، وأرجو أن تصل إلى مرادك إن شاء الله.

      صفحة موقع ما وراء الطبيعة على الفايسبوك:
      https://m.facebook.com/paranormalarabia

      حذف
    2. أشكرك جزيلا أخي الكريم على ردك وسعة صدرك وسأفعل ما قلته وأعتذر عن الإزعاج

      حذف
  11. أعجبتني القصة وأتمنى أن تكملها لنا

    ردحذف

إرسال تعليق

الأكثر قراءة في آخر أسبوع

أباطرة المخدرات المغاربة .. منير الرماش -1-

أباطرة المخدرات المغاربة : حميدو الديب - 2 -

عصفور المغاربة المقدس : تبيبط

حمو أو نامير .. من الأسطورة إلى السينما

بوتفوناست (صاحب البقرة)