حرب الصحراء .. قتال على الرمال

سلسة مغرب القرن العشرين -8-

الصحراء المغربية، أو باسمها الجغرافي، "الصحراء الغربية"، القضية التي أنهكت الدبلوماسية المغربية لسنوات طويلة، وبسببها اتخذ المغرب قرارات صعبة، مثل مغادرة الاتحاد الإفريقي منتصف الثمانينات، ووجد البلد نفسه في مواقف ضعف في فترات عديدة.

المسيرة الخضراء .. وبعد؟

نونبر عام 1975، نجح الحسن الثاني في تنظيم المسيرة الخضراء، الذي أخضع بها اسبانيا - المحتلة للصحراء - للأمر الواقع، وجعلها تدخل معه في مفاوضات تخص رمال الصحراء، أفضت إلى خروج المتادور، بشروط ظلت رهينة عند طاولاتها. إن تنازل إسبانيا بسهولة على الصحراء لطالما شكل استفهام كبير، خصوصًا عندما نعرف أنها كانت متمسكة بتلك الرمال بأسنانها، فماذا تغير إذن بعد المسيرة الخضراء؟، أو بالأحرى، ماذا دار في مفوضات مدريد؟. الذي يُعرف عن اتفاقية مدريد، هو أن يأخذ المغرب ثلثين من الصحراء، ويترك ثلث لموريتانيا، وكذا بقاء بعض المصالح الإسبانية هناك في التجارة تحديدًا، وصيد السمك.. لكن تلك القسمة لم تدم طويلا، ما أوحى للبعض المراقبين والمحللين السياسيين أنها مجرد مناورة لتفادي إحراج اسبانيا قبل مغادرتها نهائيا للصحراء.. آخرون يرون أن اسبانيا اشترطت على المغرب عدم مطالبة باسترجاع المدينتين المغربيتين سبتة ومليلية التي تحتلهما منذ قرون خلت، وإن كانت الصفقة تبدو فاشلة؛ فلا وجه مقارنة بين مدينتين صغيرتين، وصحراء غنية تعادل مساحتها مساحة المملكة المتحدة، وتصطدم بها أمواج الأطلسي على طول أزيد من ألف كيلو متر. في الأخير اسبانيا صارت مُلكًا للماضي، والصحراء اليوم مفتوحة في وجوه المغاربة.. لكن، هل انتهى كل شيء؟. أبدًا لا، بل القادم أعظم، والتحدي يبدو شديدًا وفي سبيله الشوك. إنها مهمة إقناع العالم بشرعية المغرب على سيادة الصحراء، ولو أنّ المغاربة مقتنعين، أن تلك الأرض أرضهم، والتاريخ إلى جانبهم؛ وكذا تزكية المحكمة الدولية أن الصحراويين كان لهم الولاء للعرش المغربي الذي يمتد لاثنا عشرة قرنًا.. لكن، ومع ذلك، وجد المغرب نفسه في قلب معركة حامية ستكون طويلة جدًا.

إنها الحرب

البوليساريو، هو اختصار بلغة الإسبانية لجبهة تحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب، أي أراضي الصحراء الغربية المتنازع عليها بحسب قرارات الأمم المتحدة.. هذه الجبهة تأسست 20 يوليو 1973، ويعتبرون أنفسهم ليسوا مغاربة ويطالبون بتأسيس دولة خاصة بهم في الصحراء، وكذا يزعمون أنهم الممثل الشرعي لكل ساكنة الصحراء؛ بالمقابل تعتبرهم الرباط حركة انفصالية منشقة عن المغرب، فأغلبهم يحمل الجنسية المغربية ودرس وكبر في المملكة، حتى أن أحد أكبر مؤسسي الجبهة وزعيمها لأربعين سنة، الراحل محمد عبد العزيز ، هو مغربي من مواليد مراكش، ومازال والده يعيش في مدينة مراكش إلى كتابة هذه السطور. الآن وأنت تعرف هذا البوليساريو، لأنه سيتكرر كثيرًا فيما هو قادم، دعنا نعود إلى الماضي عند الرمال، ونلتحق بجبهات القتال، حيث انطلقت أولى الرصاصات في حرب الصحراء يناير عام 1976، بعد اقتحام جنود جزائريين لمنطقة أمغالة المحاذية للحدود الجزائرية، فيما يُعرف لاحقًا، بمعركة أمغالة الأولى.. هؤلاء الجنود الجزائريين تقول عنهم مصادر جزائرية، إنهم متواجدين هنا فقط لتقديم المساعدات للصحراويين النازحين.. فيما تقول المصادر المغربية، لا، إنه جيش قتالي وأتى للحرب.

يكتب المؤرخ والكاتب المغربي عبد الحق المريني في كتابه "الجيش المغربي عبر التاريخ":

"إلا أن جيران المغرب الحاقدين لم يهدأ لهم بال من نجاح المسيرة الخضراء؛ فتوغلوا داخل الصحراء، وتصدت لهم قوات الجيش المغربي وأردتهم على أعقابهم منهزمين فارين، بعد معركة صاخبة بين الجيشين المغربي والجزائري في منطقة أمغالة، التي تبتعد عن منطقة تندوف الجزائرية ب 380 كيلو متر".

تحدثت مصادر فرنسية ومغربية عن خسائر فادحة للجيش الجزائري في معركة أمغالة، بحيث خلفوا وراءهم 200 قتيلاً و 106 أسيرًا، إضافة إلى معدات حربية ثقيلة وخفيفة.. إنما الجيش المغربي لم يهنأ طويلاً بانتصاره الكاسح على الخصم الشرقي، فرد الجزائريين لم يتأخر، فكانت هي معركة أمغالة الثانية في ليلة 14 من فبراير عام 1976، حيث هاجمت القوات الجزائرية بمعية مقاتلي البوليساريو القوات المغربية التي تحرس منطقة أمغالة، في هجوم مباغت راح ضحيته 77 جندي مغربي.. كانت خسارة كبيرة للمغرب وغير منتظرة. في جريدة "لوموند" الفرنسية، عدد 18 فبراير 1976، وصفت "الهجوم" بالمباغت، ونقلت عن الملك الحسن الثاني، وصفه بالخسيس، في ظل غياب قوات الدعم المغربية المتمركزة في منطقة بعيدة، لكنها الحرب أيها الحسن.. حسنٌ هذا لم يستسغ ما دار هناك تحت نجوم ليل أمغالة، واجتمع فورًا بالضباط المغاربة الكبار، وأخبرهم أن المغرب قد يدخل في الحرب مع الجزائر في مواجهة مباشرة، وفي نفس الأسبوع أرسل الملك رسالة إلى رئيس الجزائر، هواري بومدين، يعرض عليه خيارين، حرب معلنة بين البلدين، أو سلام دون غدر. رد الجزائر لم يتأخر، ففي اليوم 27 من فبراير تم الإعلان في الجزائر عن تأسيس ما يُعرف بجمهورية الصحراء العربية الديموقراطية، وسخرت دول الجزائر وجنوب افريقيا وليبيا وكوبا ونيجيريا كل قواهم الدبلوماسية، دعمًا للجمهورية الوليدة، ودون أن ننسى أن الأمم المتحدة لا تعترف للمغرب بالسيادة على الصحراء الغربية.. وبدا أنه مسألة وقت فقط وسيُهزم المغرب شر هزيمة، بعد الدعم الإفريقي الكبير للبوليساريو، ولن يقدر الحسن الثاني على مواجهة هذا التحالف الرهيب، عسكريًا ولا دبلوماسيًا.

بعد إعلان جمهورية الصحراء، سارعت عدة دول في العالم للاعتراف بها، وإن كانت تلك الدول غير وازنة، لكنها بداية جيدة، إن لم نقل مثالية. أسابيع قليلة بعدها، تم الإعلان في الرباط يوم 14 أبريل 1976، عن تقسيم الصحراء بين المغرب وموريتانيا، حيث أخذ المغرب الثلثين، فيما نالت موريتانيا الثلث الباقي، أي منطقة وادي الذهب في أقصى الجنوب.. تحدثت مصادر فرنسية وأمريكية على أن اتفاق تقسيم الصحراء ليس بالجديد، وهو يعود إلى قبل مغادرة اسبانيا للأراضي الصحراوية بين ملك المغرب والرئيس الموريتاني. وعاد صوت الرصاص يُسمع مرة أخرى في الصحراء، وحملت البوليساريو السلاح في وجه الطرف الضعيف في اللعبة: موريتانيا.. وانطلقت معارك شرسة بين قوات البوليساريو والجيش الموريتاني، وكانت الغلبة تميل للبوليساريو التي نجحت في دخول العاصمة الموريتانية، نواكشط، وقصفوا حتى القصر الرئاسي، وفي إحدى هذه المعارك، توفي زعيم البوليساريو، مصطفى الوالي.. ظلت قوات البوليساريو منتشرة داخل الأراضي الموريتانية، وفي إحدى هجوماتهم؛ قتلوا فريق تقنيين فرنسيين، وأسروا آخرين، ثم تدخلت فرنسا لتحرير مواطنيها الأسرى، وكذا طرد البوليساريو من موريتانيا، كان ذلك في 17 دجنبر 1977، فيما يُعرف بعملية خروف البحر. في صيف عام 1978، حدث ما لم يكن في الحسبان، تحديدًا في يوم 10 يوليوز، وقع انقلاب عسكري في موريتانيا، وأطاح بحكم الرئيس ولد دادا، عام بعد ذلك، وقعت موريتانيا اتفاقية سلام مع البوليساريو، وبموجبها تتخلى عن منطقة وادي الذهب في الصحراء، وأكثر من هذا، نواكشط تُعلن اعترافها بالجمهورية الصحراوية، وفي اليوم الموالي لخروج موريتانيا من وداي الذهب؛ زحفت إليها القوات المغربية وضمتها إلى باقي الثلثين الذي تسيطر عليهما.. إلى هنا نصل إلى الفصل الثاني من حرب الصحراء.. هل ستتفوق البوليساريو المدعومة من عدة دول على المغرب، كما حدث ونالت من موريتانيا؟.

استعد الحسن الثاني وضباطه، لمواجهة كل من ليبيا والجزائر وجنوب افريقيا وكوبا، ممثلين جميعًا في جبهة البوليساريو، لكن الحسن سيُلحق بهم هزيمة شنعاء أجمعين.. هذا ما بدر إلى أذهان المغاربة، وسرعان ما بددت هذه الظنون، عندما نجحت قوات البوليساريو في التسلل إلى مدينة طانطان التي تتواجد داخل عمق التراب المغربي، وقصفوها بالمدافع، واعتدوا على المدنيين ونهبوا وبعثروا أحياء كثيرة في المدينة، ليثبتوا أنهم قادرين على التّوغل داخل المدن المغربية المحاذية للإقليم المتنازع عليه.. هكذا استّهل المغاربة الحرب بهزيمة مذلة. لقد كشفت البوليساريو وحلفائها على مفاجأة غير سارة للمغاربة، عندما أظهروا أسلحة حديثة حصلوا عليها من عند السوفييت، مثل صواريخ سام 7 و 8 الرهيبة والحديثة في زمنها، إضافة إلى دبابات من نوع تي 54 و 55، بتمويل ليبي وجزائري، وتحولت المقاتلات المغربية اف 5 والميراج، إلى هدف لصواريخ سام، ثم حضر فريق من كوبا موالي ليفيدل كاسترو ليدرب البوليساريو على حرب العصابات. في زمنها كان المغرب يعيش خلافات داخلية، فأصوات المعارضة تتعالى من كل مكان، والملك حذر من الجيش، فقد اهتّزت الثقة بين العسكر والبلاط.. الحسن الثاني لم ينسَ بعد أن جيشه حاول مرتين اغتياله، الأولى في مذبحة الصخيرات، والثانية، عندما فتح ذو القبعات نيرانهم على طائرة جلالته في قصف جو جو في محاولة انقلاب أوفقير.. محمد أوفقير الذي لم يندمل بعد جرح خيانته في قلب الملك، وفي رواية أخرى، في الليلة الظلماء يُفتقد البدر، فالملك على علم أن غادره هو المناسب لهذه الحرب، فأوفقير آكلي لحوم البشر الذي خبر الحروب مع فرنسا لسنوات طويلة.. من غير أوفقير نجد جنرالات أخرى من طينة الجنرال الغادر، أبرزهم ادريس بن عمر، أحد سفاحي حرب الرمال الذي قام بخلع بذلته العسكرية أمام الملك، احتجاجًا على انهاء الحرب بعد ضغط الجامعة العربية على المغرب، لقد كان بن عمر متعطش لدماء رفقة جنرال آخر، يُدعى أحمد الدليمي، وحش خبر الحروب مع فرنسا، وجنرال آخر من درجة جزار يلقبُ لوباريس، وتيّقن الملك أن لو أجمع هؤلاء أمرهم وتوفر لهم السلاح؛ كانوا ليضرموا النيران في كل الدول المغاربية، لكن الملك لا يثق حتى في ظله، فأولاء أصحاب النياشين نظراتهم مُريبة اتجاه جلالته، ما جعل الخسائر تتوالى.. لقد سُحق الجندي المغربي.

واصلت البوليساريو وحلفائها انتصاراتهم على المغاربة في معارك: بئر انزان، السمارة، البويرات، بين شهرين غشت وأكتوبر عام 1979، بينما الهزيمة الساحقة كانت في معركة المحبس، حيث حظيّ الجيش المغربي بخسائر مكلفة.. وفي شهر نونبر تلقى المغاربة هزيمة جديدة في منطقة بوكراع، وقبل أن يجمعوا أنفسهم؛ اصطدموا بخبر حصار منطقة الزاك، وهذه المنطقة تقع داخل عمق التراب المغربي وليس ضمن الإقليم المتنازع عليه، ما بدا واضحًا أن المغرب قد انهار، وقريبا سيُعلن البوليساريو وحلفائها انتصارهم، وسيشرب اللبيين والجزائريين مع أصدقائهم في كوبا وجنوب افريقيا نخب انتصارهم على المغاربة وملكهم، وهم الناقمين على الأنظمة الملكية.


هزائم في مختلف المعارك وحصار مدينة مغربية، حصيلة الحرب المذلة حتى الآن، ما جعل الملك الحسن الثاني يُفكر من جديد، ثم دعى إلى اجتماع وطني، وحث الجميع على نسيان الخلافات الداخلة، وأن المغرب لا يواجه مجرد ميلشيات مسلحة؛ بل دول سخرت كل قواها العسكرية والدبلوماسية لنيل من المغرب في إقليم الصحراء.. في كتابه ذاكرة ملك، يستحضر خطابه العاطفي على الأحزاب والجيش، وأن الأرض مغربية تاريخيًا، وكل المغاربة على علم بذلك، وما جعله يقبل تخليه عن جزء منها لفائدة موريتانيا؛ هو حسابات سياسية ومستقبلية.. في النهاية كان للملك مل أراده، ونسيّ الجميع خلافاتهم السياسية ليتحدوا جميعًا، أكبر أحزاب المعارضة عند الاستقلاليين والاشتراكيين اتحدوا أخيرًا مع الملك، الجيش أيضًا جدد ولاءه للعرش ولخدمة الوطن، حتى يتّم نسيان نيران الماضي القريب في قصر الصخيرات وبعدها بعام في سماء تطوان.. وطغت المصالح العامة على الشخصية عند هذه الأزمة، حتى مغاربة العالم مدعوين لنصرة بلدهم، في فرنسا والولايات المتحدة، وكذا اليهود المغاربة الموجودين في أقوى اللوبيات اليهودية في العالم.. ولم يبق للملك سوى اختيار الرجل الذي سيتكلف بالحرب في الصحراء، ويكون هو القائد المطلق هناك، وسقط الاختيار على الجنرال أحمد الدليمي المتعطش للدماء، تلميذ محمد أوفقير، كان هو الأنسب لقلب موازين الحرب. بعدما كان المعسكر الشيوعي ممثلا في السوفييت، يباركون حرب البوليساريو وحلفائها ويمدون لهم أجوّد السلاح؛ كان على المغرب جرّ المعسكر الغربي إلى جانبه، تحديدًا صديقه العتيق الذي مر قرنين من الزمن على معاهدة الصداقة بينهما، والتي تُعتبر السابقة في تاريخ البلدين؛ إنها الولايات المتحدة. استعاد الحسن الثاني الهدوء الداخلي في مملكته، ولقيّ دعم من أصدقائه، ونصب رسميًا أحمد الدليمي قائدًا لمعارك الصحراء، ثم استيقظ الوحش المغربي.

الجنرال أحمد الدليمي

في البداية كان على الدليمي تحرير منطقة الزاك، ونجح في ذلك بعد معارك شرسة انتهت بطرد البوليساريو من المنطقة المغربية.. بعدها سحق رجال الدليمي البوليساريو ومرتزقة الجزائر وليبيا في معركة أقا، على الحدود الجزائرية في شهر يناير 1980، ثم سحقهم مرة أخرى في الشهر الموالي في معركة بوجدور.. ثم لحق بهم إلى مناطق أخرى داخل الصحراء، وهو يتوعدهم بالْتِّهامهم هناك وهم أحياء.. ثم أطلق الدليمي "عملية الإيمان" لتطرد البوليساريو من منطقة الزاك، حيث تجمهرت قوات البوليساريو مع مقاتلين من ليبيا والجزائر، وبحوزتهم أسلحة ثقيلة وآلات حربية سوفيتية رهيبة.. فانطلقت أشرس المعارك في تاريخ حرب الصحراء، دامت لقرابة أربع اشهر، حتى شهر ماي 1980، وانتهت بانتصار المغاربة، ثم انتصار آخر في معركة كلتة زمور.. فيما بعد تحدثت مصادر جزائرية عن استخدام المغرب لأسلحة محظورة، والاعتداء على المدنيين، الأطفال منهم والنساء. لقد كان الانتقام مرعبًا مهينًا، ولّت بعده قوات البوليساريو وحلفائها الأدبار وفروا إلى منطقة تندوف الجزائرية، هناك لكي يحسبوا حسابًا آخر، بعدما أن اكتسحهم وحش أطلقه جلالته، يدعى، أحمد الدليمي.

تنفس الحسن الصعداء.. لقد انقلبت موازين الحرب، وأذاق أعداءه في الجزائر وليبيا هزيمة نكراء ممثلة في من ينصرون من البوليساريو.. هذا الانتصار أراد الحسن الثاني تأمينه نهائيًا، ثم اجتمع بضباطه من جديد، أولهم الدليمي، الذي اقترح فكرة تبدو ضربًا من الجنون.

الجدار الرملي .. بداية ونهاية

قال الحسن الثاني لرجاله، إن المغرب لن يحارب أبد الدهر في الصحراء، لأن الحرب ستستنزف المغرب، وهو يواجه عدة دول، لذا وجب علينا البحث عن سبيل نُنهِ به كل شيء.. اقترح أحمد الدليمي بناء جدار رملي، يكون أمنيًا، ويمتد على طول الصحراء، وحوله ملايين الألغام، ونقط مراقبة على طول الجدار.. تحمس الملك للفكرة، فيما اعتبرها آخرين صعبة المنال، فمن الصعب بناء جدار والحرب قائمة.. بعد نقاشات وتخطيط، وصل المغاربة إلى خطة في غاية الذكاء لأجل بناء الجدار الرملي؛ وهي بدلاً من جدار واحد، سيتم بناء عدة جدران يتصلون ببعضهم بعضًا، وفي النهاية سيشكلون جدار واحد وراءه 80 بالمائة من مساحة إقليم الصحراء، ولا يتبقى سوى 20 بالمائة من مساحة الصحراء على طول الحدود الجزائرية والموريتانية لا تدخل وراء الجدار..وهنا يُطرح السؤال، لماذا سيترك المغرب هذه المساحة على الحدود الجزائرية والموريتانية، ولن يضمها وراء الجدار المستقبلي؟.. لأن المغرب يعرف أن ميلشيات البوليساريو قد يقصفون الجيش المغربي من الأراضي الموريتانية أو الجزائرية، وسيجد المغرب نفسه مطالبًا بالرد وقصف مصدر النيران، وهو ما سيظهر للعالم أنه اعتداء على سيادة الدول.. حسنٌ، يوجد تناقض، وهو، أليس قصف الجيش المغربي من الأراضي الجزائرية أو الموريتانية اعتداءً على سيادة الدول كذلك؟.. أولاً الأمم المتحدة لا تعترف للمغرب بالسيادة على إقليم الصحراء.. ثانيًا، هؤلاء البوليساريو ليس لهم ما يخسرون، وسيحاولون حتمًا اقحام المغرب في حرب مع موريتانيا أو الجزائر، أو في الأضعف الإيمان، اظهار المغرب امام العالم بأنه يعتدي على سيادة الدول. هكذا فكر المغرب بترك تلك المساحة فارغة أمام الجدار الرملي. فيما بعد ستعتبرها البوليساريو، أراضي محررة، بينما عند الأمم المتحدة، فهي منطقة عازلة منزوعة السلاح. 

قُضيّ الأمر، والحسن الثاني قرر بناء الجدار، لكن ذلك سيكلفه كثيرًا، ويعيد الخلافات الداخلية إلى المغرب، لأن تكلفة تلك الجدران باهظة، والبلد ما زال يعاني من تابعات الحرب، هنا يلجأ المغرب إلى زيادة الأسعار والضرائب، ما جعل الشعب يثور في وجه الحكومة، وخرج المواطنين إلى شوارع المدن لتنديد بهذه الزيادات، أهم تلك المظاهر الاحتجاجية، كانت في كبرى المدن، الدار البيضاء.. وزير الداخلية آنذاك، إدريس البصري، أمر بقمع المتظاهرين، وعاد الرصاص يُسمع في كازابلانكا بعد ثلاثين عامًا من الهدوء، وهي لحظات خالدة في أذهان البيضاويون، فيما عُرف لاحقًا، "بانتفاضة الكوميرة". في النهاية بدأ المغرب ببناء الجدران، والخطة كالتالي: تمشيط المنطقة جيدًا، ثم بداية البناء، ثم الانتقال إلى الأمام في منطقة أخرى، وهكذا حتى تحيط الجدران على 80 بالمائة من مساحة إقليم الصحراء. الجدار الأول تم تشيِّيده في عام 1982، ويحيط ولاية العيون كبرى مدن الصحراء فقط. الجدار الثاني والثالث انتهى بنائهما في عام 1984، بفارق خمسة أشهر.. عام بعد ذلك وُجد الخامس، ثم السادس والأخير عام 1987.. ثم اتحدث كل هذه الجدران لتكون جدارًا واحدًا أمنيًا أو حربيًا، وهو أطول حقل ألغام في العالم.

يُذكر أن أثناء بناء هاته الجدران، كانت الحرب قائمة، وإن خفّت عما كانت عليه، وكذا عاد الإنقسام الداخلي إلى المغرب، وعادت أصوات المعارضة حول الحسن الثاني.. تحديدًا عندما وافق الحسن على إجراء الاستفتاء في إقليم الصحراء، ما لم يرق لأحزاب المعارضة، وانتفض الإشتراكيين واعتبروا النازلة، بمثابة التنازل المحتمل عن حق السيادة المغربية حول الإقليم، فتم اعتقال أبرز قيادات الحزب الاشتراكي، أمثال عبدالرحيم بوعبيد، ومحمد اليازغي.. في كتاب صديقنا الملك لجيل بيرو، يقول، إن قبول الحسن الثاني بالاستفتاء في الصحراء الغربية، كان مجرد مناورة، لربح الوقت، حتى يتسنى له انهاء الجدار.

نجح المغرب في بناء جدار على طول 2500 كيلو متر، وبارتفاع 3 أمتار، حوله ملايين الألغام والقنابل، ونقط المراقبة، جعل كفة الحرب تنقلب إلى الأبد لصالح المغرب، وانتصر الحسن الثاني وضباطه على البوليساريو وحلفائها ميدانيًا، ثم انطلقت المعارك الدبلوماسية.

الهدوء، والحرب الصامتة

لم يهنأ المغرب بانتصاره العسكري، حتى انهزم دبلوماسيًا، عندما أصبحت جمهورية الصحراء عضوًا في الاتحاد الإفريقي عام 1984، بدعم من جنوب أفريقيا وليبيا والجزائر.. هذه الهزيمة الدبلوماسية جعلت الحسن الثاني يفكر من الجديد، ثم انسحبت المغرب من الاتحاد الإفريقي، وقلب المغاربة ستة لتصبح تسعة، ودخلوا في تحالفات ناجحة ومثمرة في أوروبا والغرب بشكل عام بعيدًا عن الأفارقة، وبدأ الحسن يتجاهل موقعه الجغرافي، وظهر أن المغرب ينسلخ من قشرته الإفريقية. أخيرًا تعقل العرب وجامعتهم، عندما قرروا المصالحة بين المغرب والجزائر، أو في أضعف الإيمان، تقريب وجهات النظر، بقيادة المملكة العربية السعودية.. ذلك لم يكن سهلاً، فالجراح عميقة، والخلافات عويصة؛ فالمغرب يتهم الجزائر بتسليح البوليساريو بل والقتال إلى جانبهم لأجل هلاك الجنود المغاربة، وأكثر من هذا، يقول، إن الجزائر داعمة للإرهاب وتسلح المرتزقة.. ذلكم تنفيه الجزائر، وتقول، أنها لا تُسّلح البوليساريو ولا تُرسل جنودها للقتال معهم؛ إنما تدعمهم انطلاقًا من مبادئها، ثم تتّهم المغرب، بأنه من اعتدى عليها في حرب الرمال وقتل الجنود الجزائريين، وتعتبر المغرب قوة توسعية قد تقود المنطقة إلى الدمار. في الأخير نجحت الوساطة السعودية والعربية في التّخفيف التوتر بين الأشقاء، حتى أنه فُتحت الحدود بينهما من جديد وعادت العلاقات الدبلوماسية رغم احتشامها، كان ذلك في عام 1989، تلاه في نفس العام تأسيس اتحاد المغرب العربي - الميت - في مدينة مراكش يضم خمس دول، المغرب، الجزائر، ليبيا، تونس، موريتانيا. بعد أن تحسنت العلاقات المغربية الجزائرية؛ عاد أيضا بعض الهدوء الحذر بين ليبيا والمغرب، أو القذافي والحسن الثاني.. ولم يعد العقيد يدعم البوليساريو، لكن ظلت علاقته مع الملك في أغلب الفترات فاترة، وعلاقات دبلوماسية خجولة.. في النهاية لم ينس الحسن من تحالف ضدّ بلده، وظل يتجاهلهم حتى يوم مماته.. وجرت الرياح بما تشتهي أشرعة جلالته، فقد نجح الحسن في سحب القضية الصحراوية من الاتحاد الإفريقي الذي يقوده خصومه، وطرح بها إلى الأمم المتحدة، حيث حلفاء المغرب يتحكمون في قرارتها: أمريكا وفرنسا.. وتم توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار عام 1991، هكذا سيكسب المغرب المزيد من الوقت لفرض الأمر الواقع على تلك الرمال، ثم المغرب قد صار أقوى دبلوماسيًا وعسكريًا، وبات به الحال الشريك الإفريقي الأكبر للاتحاد الأوروبي، وبلد يجذب ملايين السياح سنويًا، الذي جعله يتبوأ مراكز متقدمة كأكثر دول العالم أمنًا واستقرارًا، هذا بعدما كان أغلب المراقبين يتوقعون سابقًا عدم استقرار مملكة الحسن الثاني، في الوقت ذاته كان خصوم جلالته يعيشون أزمات داخلية، وتسلل إليهم الإرهاب ورائحة الدماء.

الصحراء الغربية .. بين الاستقلال والأمر الواقع

قد يسأل سائل: لم يرفض المغرب إجراء الاستفتاء لتقرير المصير في إقليم الصحراء؟، وهو تساؤل منطقي،  ومطلب يبدو شرعيًا،  ومن حق الإنسان أن يُخيّر في مصيره.. جواب هذا السؤال، هو أن المغرب لم يرفض إجراء الاستفتاء من أجل تقرير المصير في الصحراء، لكن حدث خلاف عويص عن من له الحق في التصويت داخل إقليم الصحراء.. جبهة البوليساريو تنفي وجود صحراويين مغاربة في الإقليم، وأن لا وجود سوى لمستوطنين مغاربة وليسوا أبناء الصحراء، ما بدا هزالةً في موقفٍ غريب، حسب الرباط؛ لأن المغرب يعتبر البوليساريو حركة انفصالية بالدليل الدامغ، كَون غالبيتهم يحمل الجنسية المغربية، وأولهم الأمين العام لجبهة وزعيمها محمد عبد العزيز، فهو مواليد مراكش لوالدين مغربيين، ثم كيف يُعقل لبلد متنوع الثقافات يمتد لقرون خلّت، يضم المسلمين واليهود، والعرب والأمازيغ، ألا يملك صحراويين؟ هكذا يتساءل المغاربة.. أما مطالب المغرب قبل اجراء الاستفتاء لتقرير المصير؛ كان اجراء الإحصاء لسكان مخيمات تيندوف التي تعتبرهم البوليساريو نازحين، وتقول عنهم المغرب مجرد محتجزين غرر بهم.. هذا المطلب رفضته البوليساريو، بحجج غريبة، ما جعل الحسن الثاني يرفض النقاش مرة أخرى في مسألة تقرير المصير، ووصف البوليساريو لأول مرة بالمرتزقة الانفصاليين، وأن المغرب لن يتخلى عن حبة رمل واحدة في إقليم الصحراء مهما حدث، ولن يناقش أي مقترح لا يتضمن السيادة المغربية على الإقليم، هذا الذي اعتبرته البوليساريو خرقًا سافرًا للمواثيق الدولية، واتهمت القوى العظمى في العالم بالدعم المغرب ومحباته على حساب حقوق الشعب الصحراوي على حد وصف الجبهة.. هكذا انتهى مقترح تقرير المصير عند المغرب، ويرفض الخوض فيه حتى، رغم الضغوطات التي تعرضت لهم الرباط فيما بعد. 

الصحراء الغربية .. من يعترف بمن ؟ 

دعونا الآن نسترجع أنفاسنا، ونرحل عن هذه الرمال التي تنفث النيران، لنحاول أن نفهم ماذا يحدث اليوم في الصحراء الغربية؟. هي قضية أممية في خانة الأراضي المتنازع عليها، جبهة البوليساريو تطالب بالاستقلال، بينما المغرب يقول إن الإقليم تابع له تاريخيًا، وأقصى ما يمكن تقديم، هو الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، واليوم يسيطر المغرب على 80 بالمائة من الإقليم، ويدرجها ضمن أقاليم المملكة، بينما البوليساريو تقول إنها تسيطر على 20 بالمائة المتبقية من الإقليم، لكن بحسب الأمم المتحدة، هي منطقة عازلة منزوعة السلاح، تتواجد فيه قوات المينورسو، ثم إن قيادات البوليساريو تتواجد داخل الأراضي الجزائرية، أي في منطقة تندوف.. نعم تقولي الآن، إني على علم، وبعد يا محمد؟.. حسنٌ، سنطرح سؤال مهم، هل الصحراء الغربية دولة؟ الجواب لا، وبكل حياد، لأن ليست فيها مقومات دولة. سؤال ثاني: هل الصحراء الغربية أراضي مغربية؟. تاريخيًا، نعم، وفي القانون الدولي، لا وبكل موضوعية. وكما أسلفنا، هي قضية أراضي متنازع عليها حسب الأمم المتحدة حتى الآن، وأغلب دول العالم لهم هذا الموقف المبتذل: "إننا ندعم جهود الأمم المتحدة". لماذا إذن تصر جبهة البوليساريو أنها تنتمي لدولة جمهورية الصحراء الغربية، من يعترف بها؟.. عدد الدول التي ما زالت تعترف بجمهورية الصحراء، هي 38 دولة، فيما تراجعت 44 دولة عن الاعتراف بها.. تُشكل دول أفريقيا الغالبية الساحقة في الدول التي تعترف بالجمهورية الصحراوية، وهي عضو في الاتحاد الإفريقي كما أسلفنا، لكن هذه الدول ليس لها ثقل في المجتمع الدولي، وأغلبها دول كرتونية، إنما بعضها مؤثر في قارتها، وهي جنوب أفريقيا، نيجيريا، الجزائر.. في الضفة الأخرى، نجد أن عدد الدول التي تعترف للمغرب بالسيادة على الصحراء، هي أزيد من دولة 50 دولة، منها دول لها تمثيليات ديبلوماسية في إقليم الصحراء وعددها 20 دولة، كذلك أغلب هذه البلدان ليس لها تأثير دولي كبير، باستثناء دولة وحيدة، وربما ربع نجمة في علَمها، يفوق كل دول التي تعترف بالجمهورية الصحراوية؛ إنها الولايات المتحدة الأمريكية، أقوى دولة في العالم لها تمثيلة دبلوماسية في الصحراء، وتعترف بالسيادة المغربية عليها.  وماذا عن الحليف التاريخ للمغرب، فرنسا؟.. باريس تدعم المغرب منذ البداية، لكنها لا تعترف بالسيادة المغربية على الإقليم، بالمقابل تدعم موقف المغرب بكل  نفوذها، وهو اعتراف مغلف بالدبلوماسية حتى لا تخسر مصالحها في الجزائر، وكذا تتهم البوليساريو فرنسا بعرقلة قرارات مجلس الأمن التي قد تصدر ضد المغرب.. وعندما نتحدث عن فرنسا؛ فإننا نتحدث بشكل أو بآخر عن الاتحاد الأوروبي، الذي يجد مصالحه مع المغرب، وهو يُصنف البضائع القادمة من إقليم الصحراء على أنها مغربية، رغم اعتراض البوليساريو وحلفائها، أما باقي الدول الاتحاد الأوروبي، فهي تدعي الحياد، رغم الميول الواضح للموقف المغربي، باستثناء  عدو المغرب الكلاسيكي، اسبانيا، فهي تلعب على الحبلين، وهذا حال المتادور وأبناء الأطلس، عداء صامت،  وصداقة منافقة، وازدواجية المواقف منذ عهد الأندلس.  ماذا عن العرب؟ غالبية العرب يدعمون المغرب في موقفه من قضية والصحراء، ويساندون طرحه في الحكم الذاتي، باستثناء خمس دول، ليبيا، موريتانيا، الجزائر، سوريا، اليمن، هؤلاء يعترفون بجمهورية الصحراء كدولة. من كل هذا وذاك، من الأقرب لحسم قضية الصحراء؟. هو المغرب وقد حسمها حتى، صدقني ولا تكن مغفلاً يا وسيم، فبغض النظر من الحق التاريخي على الإقليم لدولة تجاوزت 12 قرنًا على تأسيسها، ولا ينكر هذا الحق، سوى مجنون أو حاقد؛ لكننا سنتجاوز هذه النقطة، ونصل إلى الواقع الدولي، حيث المصلحة هي أصل اللعبة يا فرحة أمك، ولا تنخدع بالرومانسية السياسية، فلا وجود لعيد (الفلانتين) في عالم السياسة.. إن القوى العظمى في العالم لا مصلحة لها في انشاء دولة كرتونية في موقع استراتيجي مهم بين أوروبا وافريقيا، قد تكون مرتعًا للإرهاب.. ولو أرادوا دولةً هناك باسم جمهورية الصحراء أو حتى جمهورية الجبال؛ لأقاموا الدنيا ولم يقعدوها رغمًا عن أنفي وأنف كل المغاربة وحقهم  التاريخي الذي ملّلنا من سماعه، ولربما سنكون اليوم دولة متفككة تعيش حرب أهلية؛ لأن العالم قرر إنشاء دولة في قطعة منا.

(كلمة)

في الأخير مات كل من تحالف على الحسن، ومات الحسن أيضًا.. إلا أنّ الخواتم اختّلفت، واليوم هم جميعًا عند ربهم يتخاصمون. فحُقّ قول الحسن الثاني لولي عهده الأمير محمد: "إذا عرفت كيف تُسّوس؛ فقد منحتك الصحراء". ويبقى سؤال مُثير، كيف استطاع الحسن الثاني النجاة بالصحراء في ظل تلك الظروف الرهيبة؟ والأكثر والأرفع من ذلك، تجاوز تقرير المصير في زمنٍ كانت هي المعزوفة المفضلة في الأمم المتحدة والعالم؛ بمجرد سماع "تقرير المصير"، يرفع الجميع يده.. وهنا نتحدث عن ماضٍ لم تكن فيه  ميزان القوة الدبلوماسية متكافئة، في مواجهة تحالف قوي بين جنوب افريقيا ونيجريا وليبيا والجزائر وكل من يميل لهم في دول إفريقية، وبالأخص عندما ترك المغرب كرسيه شاغرًا في الاتحاد الافريقي، وترك هذه الدول وغيرها تفعل ما تريده وتطبخ القرارات الإفريقية على أهوائها، وتُضحي بالغالي والنفيس من أجل قيام دولة لم تتجاوز مبنى اتحادهم.. إلى هنا نستنتج مدى ضعف الدول الإفريقية المتخلفة ومجمعهم؛ وعلى قول الحسن الثاني، بعدما قصف ثلاث ربان يقودون مقاتلات حربية اف 5، طائرته المدنية ولم تسقط، "هذا لا يجعلني أفتخر بربابنتي".  نقول كذلك على منوال الملك، هذا لا يجعلنا نفتخر بكم يا أبناء قارتنا، وإن كنتم تسعونا - أساسًا - على أديتنا. 

كما ترى يا من يقرأ إلى هنا، إننا على أعتاب الانتهاء من هذا المقال المسهب، وقد تتهمني بعدم الحياد، وسأتّفهم ذلك، لأني مغربي، وكل أوراقي تظهر أعلاها "المملكة المغربية".. إنما، كن على ثقة يا جميل، إني أقول الحق حتى في نفسي.. ولو كنتَ حائرًا غلبك الالتباس؛ فأدعوك لمواصلة القراءة عن الموضوع في مصادر أجنبية محايدة، لا علاقة لها بالمغرب، أو البوليساريو وحلفائها.. واحذر من المصادر  التي توظفها اللوبيات.





الكاتب محمد بنصالح

Bensalahsimo018gmail.com

تافراوت - المغرب


 

 

تعليقات

  1. مقال ولا اروع اخي محمد ، وصياغة الموضوع باحترافية عالية ، ونحن المغاربة لن نتنازل عن حقنا في اقليم الصحراء ، واعجبني وصفك بمن ينكر الحق التاريخي بمجنون او حاقد سامحهم الله ، وبعض الاحداث مؤسفة جدا وهي الحرب بين الاشقاء يفترض بهم نصرة اخيهم بدلا من التآمر عليه ، هذا لن ننساه أبدا ، مهما اختلفنا بيننا وكثرت الأجزاب اليمين واليسار والعرب والأمازيغ ووووو لكن الصحراء قضيتنا الوطنية الأولى وهي التي تجمع كل المغاربة مهما اختلفت السنتهم ودياناتهم .

    تحياتي لك اخي على هذا المقال الرائع

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لك أخي رشيد على حسن القراءة والرد.

      حذف
  2. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  3. لا أفهم الذين يدعمون إنشاء دولة بإسم جمهورية الصحراء !!! هل يفكرون كما يفكر الناس ؟؟؟ تخيل عدد السكان الذين يطالبون بالإنفصال عددهم خمسمائة الف فقط مقابل ثمانية وثلاثين مليون مغربي ، وخمس وأربعين عاما مقابل أكثر من اثنا عشر قرنا ؟؟؟ وما كان اسم دولتهم قبل 1975 ؟ عملتها ؟ علمها ؟ سفراءها ؟ شخصياتها ؟ فلو استقلت جمهورية الصحراء اليوم سنسمع غد جمهورية البحار وجمهورية الجبال وجمهورية الثلوج !!! سبحان الله

    ردحذف
  4. ياسين الرامي15 فبراير 2021 في 5:42 م

    في رأيي إن صمود المغرب طيلة تلك السنوات وانتصاره في الصحراء عسكريا رغم التحالف الكبير ضده راجع في الدرجة الأولى إلى رجال الحرب الذين كانوا يحيطون بالملك الحسن الثاني ،، أما الملك كان شجاعا وداهية ولا أحد ينكر هذا لكن الفضل يعود إلى أحمد الدليمي وباقي الجنرالات ،، أما علاقة المغرب مع ليبيا بعدها فقد تحسنت كثيرا وقد زار القذافي المغرب والتقى بالملك وقد تصالحا وطالب القذافي البوليساريو بالتعقل والعودة إلى حظن الوطن ،، ولا ننسى أن العداء بينهما كان عنيفا جدا وكل واحد منهما دبرا قلب نظام الآخر والغريب أنهما اعترفا معا بذلك أمام الملأ هههه على كل حال إن قصة الملك والعقيد تستحق أن تكتب عليها مقالا يا محمد . ولا أتفق معك عند قولك إن العالم لو أردوا دولة في الصحراء لأقاموا الدنيا ولم يقعدوها ،، أقول لك لن يستطيعوا لأن المغرب يجعل من قضية الصحراء قضية وجود وليس حدود وهنا وضعهم أمام الأمر الواقع ،، عندما يقول لك أحدهم أن هذا الأمر بنسبة لي حياة أو موت كيف ستكون ردة فعلك ؟

    ردحذف
  5. آسف يا سيد رامي، لقد تأخرت في الرد عليك.. عموما أتفق معك، حقا إن جنرالات جلالته كان لهم دورا جوهريا في انتصار المغرب عسكريا في الصحراء، رغم التحالف الكبير ضد البلد.

    تذكرني بحوار الملك مع الصحفي ايرك لوران، هناك اعترف أنه متأكد أن القذافي دبر محاولات لقبل نظامه، وعندما سأله الصحفي هل حاول أيضا الرد بالمثل، أجاب ببرودة، نعم ^^. عموما تصالحهما لم يكن كما يجب.. ونعم القذافي تراجع عن تقديم المساعدة للبوليساريو بعد تصالحه مع الحسن الثاني.. وسأخبرك شيئا، القذافي راسل الملك لأجل المشاركة في المسيرة الخضراء مع البعض من ثوراه، لكن الملك تجاهل مطلبه، وعندما التقى به العقيد، استنكر تجاهله، ليجيبه الملك بسؤال، هل كنت لتعود من المسيرة حين أمر بانتهائه؟ أجاب كلا، رد الملك، ولهذا فضلت عدم مشاركتك.. (المصدر، حوار الملك مع إيرك لوران) ويقال من هنا بدأت العداوة بينهما، ثم أيضا اختلاف الأنظمة، جمهوري ثوري غريب عجيب ^^ ونظام ملكي.. على أي، لا أضنني أكتب يوما مقالا عن العقيد والملك.. ربما، عندي لا يستويان.. رحمهما الله وتجاوز عنهما.

    ردحذف

إرسال تعليق

الأكثر قراءة في آخر أسبوع

أباطرة المخدرات المغاربة .. منير الرماش -1-

أباطرة المخدرات المغاربة : حميدو الديب - 2 -

عصفور المغاربة المقدس : تبيبط

بوتفوناست (صاحب البقرة)

حمو أو نامير .. من الأسطورة إلى السينما

أغرب القصص في الإنترنت المظلم -1-