شخص ما !
ﺃﺗﻘﻠﺐ ﻓﻲ ﻓﺮﺍﺷﻲ ﻳﻤﻴﻨﺎ ﻭ ﺷﻤﺎﻻ ، ﻳﺄﺑﻰ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ، ﺑﺤﺚ ﻋﻨﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍ ، ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻟﻢ ﺃﻓﻠﺢ .. ﻣﺎ اﻟﺬﻱ ﺣﺼﻞ ﻟﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ؟ ﺃﻳﻦ ﺃﻧﺖ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﻮﻡ ، ﻣﺎﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻨﺎﺩ ؟ ﺣﺘﻰ ﻃﻔﺢ ﺍﻟﻜﻴﻞ ، ﻳﻜﻔﻲ ﺍﻟﺘﻮﺳﻼﺕ .. ﺇﻧﺘﻔﻀﺖ ﻣﻦ ﺳﺮﻳﺮﻱ ﻭﻗﺬﻓﺖ ﺑﺎﻟﻐﻄﺎﺀ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻭأتبعته اللعنات ﻭﺷﺘﻤﺖ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻌﻪ ، ﻭﺧﺮﺟﺖ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻟﻌﻠﻲ ﺃﺟﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻷﺗﻲ ﺑﻪ ﺟﺮﺍ ﻣﻦ ﺷﻌﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ، ﺭﻓﻌﺖ ﺭﺃﺳﻲ ، ﻇﻬﺮﺕ ﻟﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ، ﺇﻧﻬﺎ ﺻﺎﻓﻴﺔ ﺑﻘﻤﺮﻫﺎ ﺍﻟﺸﺒﻪ ﻣﻜﺘﻤﻞ ، ﻭﻗﻨﺎﺩﻳﻞ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻣﻨﺜﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﺭﺟﺎﺋﻬﺎ ﺗﻠﻮح ﻟﻲ ﺑﻴﺪﻫﺎ ، ﺗﻐﻴﺮ ﺷﻌﻮﺭﻱ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﺰ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﻣﺘﺂﻣﻞ ، ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ، ﺇﻧﻬﺎ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺗﻄﺎﺭﺩ ﺍﻟﺜﻮﺍﻧﻲ ﺑﻼ ﻛﻠﻞ ﻭﻻ ﻣﻠﻞ ، ﻟﻘﺪ وصلت إلى ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺠﻮ ﻳﺤﻤﻞ ﻣﻌﻪ ﻧﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﺍﻟﻤﺘﻨﻔﺲ ، ﻭﺃﻧﺎ ﻭﺍﻗﻒ ﻓﻲ ﺷﺮﻓﺔ ﻣﻨﺰﻟﻲ ، ﻭﻛﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻻﺋﺬﻭﻥ ﻓﻲ ﻗﻌﺮ ﺍﻟﻨﻌﺎﺱ .. ﺃﺷﻌﺮ بأني ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ، ﺑﻞ ﺃﻧﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﺣﻘﺎ ، ﻣﺎ ﺃﺟﻤﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺑﺸﺮﻱ ، ﺇﻻ ﻣﻨﻲ ﺃﻧﺎ ، ﻛﻢ ﺃﺗﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﺗﻐﻴﺐ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻱ .. ﺇﻧﻪ ﺷﻌﻮﺭ ﺭﺍﺋﻊ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﺘﺃﻣﻞ ﻓﺘﻮﺭ ﺍﻟﻠﻴﻞ ، ﻭﺗﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﻠﻤﺲ ﺷﻴﺌﺎ ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻠﻤﺲ ، ﻭﺗﻜﺘﻔﻲ ﺑﺗﺃﻣﻼﺕ ﺗﻨﺴﻴﻚ ﻫﻤﻮﻡ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ .. ﺇﻧﻪ ﺟﻤﺎﻝ ﻳﺘﻐﺎﺿﻰ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺁﺧﺮ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ، ﻭﻛﺄﻥ ﺳﻤﺎﺀﻫﻢ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺜﻞ ﺳﻤﺎﺀﻧﺎ .. ﻫﻞ ﻧﺠﻮﻡ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﺃﻛﺜﺮ ﻟﻤﻌﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﻧﺠﻮﻡ ﻣﺪﻳﻨﺘﻲ ؟! .. ﻳﺒﺪﻭ ﻟﻲ ﺃﻧﻲ ﻧﺴﻴﺖ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻨﻮﻡ .. ﻟﻜﻦ ﻟﺤﻈﺔ ، ﻭﻛﺄﻥ ﺷﺨﺼﺎ ﻧﺎﺩﻯ ﺑﺈﺳﻤﻲ !! ﺭﺑﻤﺎ ﺃﻭﻫﺎﻣﻲ ﺗﺘﺮﻧﺢ ، ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﺩ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺭﺷﺪﻩ .. ﺃﻳﻦ ﻛﻨﺎ ، ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺑﻬﺎﺋﻪ .. ﻣﻬﻼ ﻟﻘﺪ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺼﻮﺕ ، ﻻ ، ﻟﻴﺲ ﻭﻫﻤﺎ ، ﺇﻧﻪ ﻧﺪﺍﺀ ﺑﺄﺳﻤﻲ ! .. ﺃﻟﻘﻴﺖ ﻧﻈﺮﺍﺕ ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ، ﻻ ﺃﺣﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ، ﻻ ﺃﺣﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭ ، ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﻳﺸﺘﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺟﻮﺍﺀ ، ﻣﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﺫﺍ ؟! ﻓﻼ ﺃﺣﺪ ﻳﻌﺮﻓﻨﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ، ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻣﻬﺠﻮﺭﺓ ، ﺭﺑﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﻣﺎﺯﻟﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ، ﻫﻞ ﻳﻌﻘﻞ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﺣﻠﻢ ، ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺬﻟﻚ .. ﻟﻄﻤﺖ ﻧﻔﺴﻲ ، ﻟﻢ ﺃﺳﺘﻴﻘﻆ ، ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺼﻮﺕ ، ﺗﺬﻛﺮﺕ ﻭﺻﻴﺔ ﺃﻣﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ، ﻻ ﺗﺠﻴﺐ ﻣﻦ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﺑﺎﺳﻤﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ! .. ﻫﻞ ﻳﻌﻘﻞ ؟ ! ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻳﺠﺪﻩ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﺇﻟﻲ ، - ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ، ﻛﻨﺖ ﺃﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻪ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺃﺟﺪﻩ
ﺗﺴﻤﺮﺕ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻲ ، ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺃﺻﺒﺢ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ! ﺛﻢ ﻋﺪﺕ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻲ .
بنصالح ...
تعليقات
إرسال تعليق