تفنى الأمم ويبقى ما كتبوا...


لو سألني أحدهم هل أنا نادم على شيء كتبته ، لكان جوابي ، نعم .
في عام 2012 انتهيت من كتابة قصة طويلة متسلسلة ، فعزمت على أن أصنع منها كتاب إلكتروني pdf .. فقمت - متحمسا - بعرضها على أحد أساتذتي في مستوى الإعدادي، و الذي مازال يجمعني معه صداقة.. انتظرت رأيه في عملي.. فكان رده في رسالة عبر (الفيس بوك) حيث كتب لي : " ابني وتلميذي  محمد ، كنت سأكتب لك الكثير عن ما قرأته لك ، إلا أني تغاضيت عن ذلك وسأكتفي بهذه العبارة ( تفنى الأمم ويبقى ما كتبوا ) هدانا وهداك الله ، وكف عنك شر الكتابة .
أستاذك ....  "
صدمني الرجل بهذا الرد ، كيف لا ، وهذا العبد المذنب الضعيف كان ينتظر استحسان وتصفيق من لدن أستاذه، والذي في حضوره يستحيي .. كلام الأستاذ جعلني أعيد رأيي فيما كتبت ؛ وفي الأخير  لم أنشر القصة ، وبقيت مسودة في ذكريات قلمي البئيس ، حتى اقتبست منها القصة القصيرة ( تحت قناديل الشارع  ) .. لكني لم أستوعب كلام أستاذي إلا مؤخرا، أي بعد أن لم أترك أي موقع أو منتدى وإلا تصعلكت فيه ، وتركت في صفحاته أثر قلمي المتمرد..  واليوم أعدت حساباتي ووجدت أني أخطأت أكثر ما أصبت ، وعزائي الوحيد - الميؤس -  أن أغلب كتاباتي لم تكن بإسمي الحقيقي . فأعوذ بالله من أي شر  كتبته في أي زاوية من هذا العالم الرقمي .
سواء قرأت هذه الكلمات يا أستاذي أو لم يقدر لك الله ذلك ، فإني لك من الشاكرين ، ورسالتك لي، عندي تقاس بالعقيان.. فـ حياك الله وبياك ، وزادك من علم ينفعك وتنفع به .
تلميذك :  كما تحب أن تسميه ( بنصالح )

الكلمة المطبوعة - سواء رقميا أو ورقيا - عابرة لزمان والمكان ، يموت كاتبها وتبقى حية شاهدة عليه.. فكم من كاتب مرموق صار غابرا تحت الثرى، ومازالت كتاباته تذكرنا به ، والسؤال هنا ملح عن هوية الذكرى :  خيرا أم شرا..  لذا أيها الكاتب المبتدئ ؛ أيها العازم على شق الطريق في دنيا الأوراق والأقلام.. قبل أن ترفع قلمك بين أصابعك وتهم  لسكب المداد لمعاشرة نصاعة الأوراق ؛ فكر عن ماذا سيقرأ لك ولو بعد حين ، فقد تصمد كلماتك بينما عظامك رميم أسفل التراب ، تقرأ هنا وهناك وهي شاهدة  عليك .. فكتب ما ينفعك وتنفع به ، وإني لك إن شاء الله من الناصحين .

بنصالح

تعليقات

  1. هذا صحيح , و استاذك كان حكيم
    لكن هل هذا يعني انك لن تنشر القصص ثانية ؟
    آسفة على تطفلي بطرح السؤال

    ردحذف
  2. أهلا بك أخي / أختي
    إن شاء الله سأنشر قصص أخرى كثيرة ..لكن قصدي في المقال أني سابقا كنت أنتقد كثيرا في كتاباتي ولا أتردد في تسمية أشياء بأسمائها .. ولا داعي أن تقول تطفل ، بالعكس هذا اهتمام منك وأشكرك عليه ، وفي الأيام المقبلة سأنشر قصة حديثة وهي آخر ما كتبت وأتمنى تعجبك .. حياك الله

    ردحذف

إرسال تعليق

الأكثر قراءة في آخر أسبوع

بوتفوناست (صاحب البقرة)

أباطرة المخدرات المغاربة .. منير الرماش -1-

حمو أونامير .. حكاية خالدة من الفلكلور الأمازيغي

عصفور المغاربة المقدس : تبيبط

حمو أو نامير .. من الأسطورة إلى السينما

أباطرة المخدرات المغاربة : حميدو الديب - 2 -