مارجوري ماكول : المرأة التي ماتت مرتين !
كثيرٌ ما سمعنا رجوع الموتى للحياة بعد دفنهم، أو بالأحرى بعد أن أخطأ الناس في تشخيص موتِهم، ليقضي هؤلاء ساعات أو ربما ليلة كاملة في قبورٍ جاورا فيها الموتى إلى حين، قبل أن يُكتب لهم عمر جديد، وانتُشلوا من كنف الظلمة وقد عادوا إلى حياتهم الدنيا بعد أن تم تعدادهم من أصحاب الآخرة. والراجح أن هناك ضحايا تشخيص الموت لم يسعفهم الحظ للرجوع إلى منازلهم، وواجهوا على انفراد رعب الظلام في القبر وهم أحياء إلى أن فاضت روحهم فزعًا من هول مقامهم.
في بلدة تُدعى لورغان بأيرلندا، عام 1705، أُصيبت السيدة مارجوري ماكول بحمى مفاجئة وتوفيّت بسببها، ليتّم التعجيل بمراسم الدفن مخافة انتشار العدوى، وإذ ذاك دُفنت السيدة مارجوري على عجل، حتى دون نزع خاتم كان في أصبعها لشدّة عجلتهم في التّخلص من الجثمان وحشره في القبر بأسرع ما يُمكن. في الليلة الأولى للسيدة مارجوري في قبرها، جاءتها أول طلب زيارة تحت جنح الظلام، وزوارها كانوا لصوصًا وصلهم خبر مفاده، أن السيدة دُفنت بخاتم في أصبعها، والخاتم من النوع الجيد، وإن كان ليس باهض الثمن إلا أنّ مقداره يُقدر بما يُغري المعدومين.
قام اللصوص بنبش القبر حتى وصلوا الى ثبوت السيدة مارجوري ماكول واستخرجوا جسدها، وحاولوا خلع الخاتم من أصبعها، لكنه استعصى مفارقة الجسد البارد، فقرروا بتر الأصبع، وبينما كان أحدهما منشغلاً بقطع أصبع الجثة ويمرر بخفة السكين عليه؛ فإذ بالجثمان يصرخ! فاندفع اللصوص هربًا وهرعًا من نُطق الأموات، وقيل في رواية أخرى، أنّ أحدهما طُرح مكانه ميتًا وفرّت روحه من هول الموقف.
كان الأطفال يبكون موت والدتهم في الليلة الأولى بدونها، حتى سمعوا طرقات على الباب، فقال والدهم: لولا أني لم أدفن والدتكما، لحسبتها من تنقر الباب الآن، فتلك أشبه ما يكون بطرقاتها. فتح الأرمل الباب ثم ما عاد أرملاً، فقد وجد زوجته الميتة على الباب تنفض عنها غبار الثرى و تستأذن الدخول! أغميّ على الرجل وشاب شعر رأسه، وصرخ الأطفال برؤية والدتهم مرة أخرى. لتنتشر قصة السيدة مارجوري ماكول وكيف أن عادت من القبر بعد أن ظن الجميع أن الروح فارقتها، إنما الحقيقة كان ذلك خطأ من قرر التعجيل بمراسيم دفنها دون التيّقن من مفارقتها للحياة، فقد أصيبت بالإغماء بسبب الحمى ومنجل الموت بريء من رحيلها.
قبر مارجوري ماكول الذي دفنت فيه مرتين
عاشت مارجوري ماكول لسنوات وأنجبت طفلاً آخر قبل أن ترحل للمرة الثانية إلى المقبرة، هذه المرة دون عودة. وكُتب على شاهد قبرها، "عاشت مرة وماتت مرتين" لتدحض السيدة مقولة أنّ الإنسان يموت مرة واحدة.
إن أشنع ما يمكن أن يتشكل في كوابيس الإنسان، هو أن يُدفن حيًا. فلي ولك أيها القارئ أتمنى، أن تكون روحنا مطمئنة عائدة إلى ربها، قبل أن يرحلوا بجسدنا ليستريح إلى الأبد.
المصدر : بي بي سي
السلام عليكم..
ردحذفلا أتصور نفسي أعيش نفس تجربة هذه المرأة، شيء صعب للغاية أتساءل كيف تمكنت من تجاوزه..
مقال جميل وأسلوب أجمل..
عليكم السلام،
ردحذفهذا إذا كانت القصة صحيحة يا وفاء ^^ عموما الله ينجينا من هكذا مواقف.
سعيد بمشاركتك.