أرتميس : عودة البشر إلى سطح القمر



 عام 1972 كان الرائد الأمريكي يوجين سيرنان آخر إنسان زار القمر في مهمة أبولو 17، فيما يُعرف ببرنامج أبولو الذي أرسل للقمر سبعة رحلات مأهولة،  أوصل من خلاها بشرًا إلى سطح القمر، والمشي هناك في الأفق المضيء الذي يتشارك فيه وجدان الناس. اثني عشر إنسانًا تأتى لهم زيارة القمر بين عامي 1969 و1972. وبعد انقضاء أزيد من نصف قرن، حان الوقت للرؤية جيل آخر من البشر يخطو في الغبار القمري، هذه المرة متسلحين بقوة حاسوبية هائلة، وتقدم تكنولوجي رهيب يسمح لتوثيق بدقة ووضوح، واكتشافات أعمق بطرق حديثة، أكثر مما كانت عليها القفزة البشرية العملاقة الأولى في زمن الأبيض والأسود. إنه مشروع أرتميس. 

أرتميس، هي أخت التوأم لأبولو، وهي إلهة القمر والصيد في الأساطير الإغريقية. وهنا ظهر جليًا لم اختارت وكالة الفضاء الأمريكية المعروفة باختصار ناسا، هذا الاسم، فشقيقة أبولو أرتميس ستُكمل على ما بدأه شقيقها الملهم قبل عقود، وستعقد الوصال بالقمر بعد كل هذه السنوات، بل إن أرتميس إلهة القمر ستبدأ معها حقبة جديدة في غزو الفضاء يتجاوز أمجاد شقيقها أبولو، والهدف التالي سيكون الكوكب الأحمر، المريخ. 

 مهمة أرتميس في إعادة البشر للقمر،  ستبدأ رحلاتها المأهولة في عام 2026 حسب ما تخططه ناسا، وتقول الوكالة أن مشروع أرتميس، ستشارك فيه عشرون دولة من بينها كندا والبرازيل،  ويُراد منه اكتشافات علمية جديد قرب القطب الجنوبي للقمر الذي لم يزره رواد أبولو من قبل، وكذا  إرسال أول امرأة وأول رجل ذو بشرة سوداء إلى سطح القمر. كما تؤكد ناسا أن المشروع القمري الجديد سيحافظ على الريادة الأمريكية في اكتشاف الفضاء، وبرنامج أرتميس الذي انطلق فعليًا قبل سنوات في مهمة أرمتيس1، هو مقدمة على ما هو ضمن مشروع مستقبلي للوصول بالإنسان إلى سطح كوكب المريخ، وبناء مستعمرة فيه.

رواد برنامج أرتميس القمري

اختارت وكالة ناسا ثمانية عشر رائد فضاء ضمنهم تسعة نساء في برنامج أرتميس، وستبدأ الرحلات كما جرت به العادة على غرار مشروع أبولو، أي ارسال المركبات الفضائية على متنها رواد إلى مدار القمر لإعطاء الطاقم الخبرة على كيفية  الهبوط على سطحه، الذي سيكون في الرحلة الثالثة، كما تتوقع ناسا، والتي ستكون مأهولة وعلى متنها أربعة رواد، لكن لن ينزل الى سطح القمر سوى رائدين، ويُتوقع أن يكون لأول مرة في التاريخ، رجل ذو بشرة سوداء، وأول امرأة ستمشي على سطح القمر. كما سيتم إنزال مركبة جوالة متطورة على سطح القمر، ستحمل المستكشفين وستساعدهم على اكتشافات جديدة وسبر أغوار القمر على مدى القريب والبعيد، فالخطط المستقبلية تتركز حول إنشاء مستعمرات في القمر وكوكب المريخ.


لم يتم حتى الآن تحديد أسماء زوار القمر الجدد  ضمن الفريق الذي وقع الإختيار عليه، كما أن هناك إمكانية وجود أسماء رواد فضاء آخرون خارج القائمة المختارة، وما هو مؤكد، أن رجل ذو بشرة سوداء وامرأة، لا مرد لهما من المشيء على سطح القمر عند وكالة ناسا في خطوتها الثانية نحو جار الأرض المنير. كذلك لم يتم التأكيد على تاريخ بداية رحلات أرتميس القمرية، وظل يتأرجح بين عامي 2025 و2026. كما أن هناك مصادر تذهب أن البيت الأبيض يُفضل أن يتم اعتماد تاريخ 2028 الذي استقرت عليه ناسا قبل سنوات، لكن الوكالة صارت تُروج فعليًا لعام 2026 في صفحاتها الرسمية.


أهم المصادر : ناسا 

تعليقات

الأكثر قراءة في آخر أسبوع

بوتفوناست (صاحب البقرة)

بغلة القبور .. أسطورة الخيانة في حكايات الأمازيغ

حمو أو نامير .. من الأسطورة إلى السينما

عصفور المغاربة المقدس : تبيبط

حمو أونامير .. حكاية خالدة من الفلكلور الأمازيغي

ايسلي و تسليت .. أسطورة العشق الأمازيغية