المولى إسماعيل .. جبار العرش المغربي


سلسلة نفحات من مملكة - 2 -


لو سألت مغربيًا، عن أقوى ملك حكم بلده، فلن يتردد باختيار أحد هذين الشخصين: يوسف بن تاشفين، أو المولى إسماعيل، وفي النص التالي، سنتعرف على هذا الأخير، التي ما تزال سلالته تتربع على العرش المغربي منذ خمسة قرون، وقيل أن الفضل عائد إليه في استمرار عرش العائلة العلوية، أكثر من أي سلالة أخرى حكمت المغرب.. إنه من جمع بين المجد والدم.

احتفال بريد المغرب بالمولى إسماعيل

ولد إسماعيل بن شريف العلوي عام 1645 ميلادي في تافيلالت، الواقعة في الجنوب الشرقي للمغرب.. والده هو جد العلويين وأول حاكم في سلالتهم، مولاي علي شريف العلوي، إلا أنه لم يبسط سلطانه على كل المغرب، إلى أن جاء ابنه البكر المولى الرشيد بن الشريف العلوي، الذي يُعد هو المؤسس الفعلي للدولة العلوية، فقد تمت مبايعته في مناطق خارج نفوذ والده، إنما المغرب لم يتوحد بعد ولم يعد إلى سابق عهده، وسقط المولى الرشيد من حصانه وفارق الحياة عام 1672 م.. في الأعراف والتقاليد، فإن وريث العرش هو الابن البكر للسلطان، وللمولى الرشيد ستة أبناء ذكور، وفي حياته قسم أقاليم المملكة عليهم، إلا أن عجله الموت دون تحديد وريثه، ووجد شقيقه المولى إسماعيل نفسه المؤهل للاعتلاء العرش، وهو شاب في السادسة والعشرين من عمره، إلا أن نفوذه كانت أقوى، فتمت بيعته عام 1672، ليكون ثالث سلاطين العلويين.

في مطلع العهد الإسماعيلي، وجد الملك الجديد نفسه لا يجتمع على سلطانه الجميع، فأبناء أخيه الراحل ما يزالون يسيطرون على جهات كثيرة في المغرب، وما كان على إسماعيل إلا أن أمرهم باتباعه وتوحيد أمر الدولة بيد قصر المولى، منهم من وافق بعد ضغوط الملك الجديد ونفوذه، ومنهم رافضي أوامر القصر، ودخل في حرب مع عمه، وأبرز المتمردين هو أحمد بن الشريف، قائد مراكش، التي أخضعها جيش المولى إسماعيل وخلع سلطة قائدها.. ويقال بأن في بداية حكم المولى إسماعيل، عُلق أربع مائة رأس مقطوع في أسوار مدينة فاس!

منذ تواليه العرش، عزم المولى إسماعيل على توحيد المغرب تحت قبضته، وطور من جيشه النظامي وزاده أفرادًا وسلاحًا، ونجح في السنوات الأولى من حكمه من إزاحة أبناء أخيه من تولي أمور المغرب، وبقي له مسعيّيْن؛ أن يكسر شوكة أسرة غيلان في الشمال، وطرد الأوروبيين من ثغور مغربية على ضفاف البحر المتوسط.

أسرة غيلان، يُطلق على ما تبقى من الأندلسيين الذين عادوا بعد انهيار الأندلس، وقد استقروا في شمال المغرب، ويُعرفون اليوم باسم "الجبالة" هؤلاء الأندلسيين المتخمين بحسرات الأمس، يحدوهم اليوم الأمل في إنشاء دولة لهم في شمال المغرب، ولم يبايعوا عرش إسماعيل ويرونا بأن لا حق له بالسدة.

لكن.. من هذا الذي يقدر على إسماعيل بن شريف العلوي، حتى لو كان من مخلفات الأندلس؟

أرسل المولى إسماعيل جيشه إلى الشمال لزيارة أسرة غيلان، وقد عادوا إليه يحملون معهم رأس زعيم الأندلسيين، وقيل بأن الشاب إسماعيل علقها مرة أخرى في أسوار فاس. ولا يتبقى اليوم سوى تحرير الثغور المغربية من الأوربيين واخراج العثمانيين المتواجدين في مدينة وجدة التي سلبوها من المغرب. لكن قبل ذلك، فضل المولى إسماعيل التريث، فهو بحاجة لجيش أقوى ومستعد لأي غزو محتمل من الأوروبيين تحديدًا.

ترك المولى إسماعيل عاصمة شقيقه فاس، ليذهب إلى مدينة صغيرة قريبة من المدينة الكبيرة، وتدعى مكناس، فعزم على جعلها عاصمة لملكه وأن يردها مثل المدينة الفرنسية فرساي، التي زارها ذات يوم حلّ ضيفًا عند الملك لويس الرابع عشر.. لتبدأ إحدى الانجازات الإسماعيلية التي ستخلد اسمه فيما بعد، وهي ترميم وبناء مدينة مكناس.

المدينة القديمة في مكناس التي بناها المولى إسماعيل

سيتواصل جبروت إسماعيل، فقد جعل العبيد الأوروبيين والسود الأفارقة يعملون لبناء هذه المدينة، واتُّهم بمعاملتهم بقسوة وتسلط.. وهنا قد يُطرح السؤال، من أين جاء العبيد الأوروبيين؟ في العصر الإسماعيلي، كانت مدينة سلا المغربية تُلقب بمعقل القراصنة، وسُميت أيضا بجمهوية أبي رقراق، (مقال مفصل قريبًا) وهم غزاة البحار، وعرفوا كذلك باسم جهاد البحار، ومن سلا تنطلق الإغارة على السفن التي تقودها رياح التعاسة إلى الاقتراب من شواطئ المغرب، وأشهر القراصنة في زمانه، كان عبد الله بن عائشة، سيد المحيط الأطلسي وأقرب المقربين إلى المولى إسماعيل.

قراصنة سلا وجهاد البحار (أو جمهوية أبي رقراق)

القرصان عبد الله بن عائشة سبق أن سُجن في ليفربول بعد خسارته لإحدى معارك البحار في مياه الانجليز، وتم إطلاق سراحه فيما بعد ليعود ويعتمد عليه المولى إسماعيل في إنشاء أسطول بحري قوي وكذا ليقود المفاوضات مع دول كثيرة تجعل المغرب يسمح لهذه البلدان للمرور في مياهه دون أخطار القراصنة، مع فرض ضريبة العبور، كما ترك المولى إسماعيل العملية التي أُطلق عليها "جهاد البحار" تواصل غزواتها على من لم يدخل بعد اتفاقيات بحرية مع المغرب. سيكبر عبد الله ابن عائشة في عيون مولاه، الذي سيكافئه ويُعينه سفيرًا له في فرنسا، أعظم البلاد زمنذاك، ثم سفيرًا في انجلترا.


جيش عبيد البخاري

بعد سيطرة المولى إسماعيل على بحار مملكته، سيعود إلى البر، وينشئ جيشًا، عُرف لاحقًا باسم جيش عبيد البخاري، وينضاف إلى الجيش الأول للدولة، بل إن الجيش الجديد يُعد واحد من أقوى الجيوش التي مرت على تاريخ المغرب، الذي يحوي اثنا عشر ألف جندي في البداية، وسيتضاعف هذا العدد أضعاف مضاعفة فيما تبقى من العهد الإسماعيلي، وجيش عبيد البخاري موالي لمولاه السلطان دون أحد سواه، ومتفرغ لمهامه، ونسبة عظيمة من هذا الجيش مجندين من العبيد السود، والقادمين من جنوب الصحراء، وفيما بعد، سيتم تجنيد كل من يملك بشرة سمراء، ما أعرض عنه فقهاء المغرب في ذلك العصر، رغم ضغوطات السلطان عليهم، حتى أنه زجّ البعض منهم في السجن واستشهدوا في غياهبه، بعد رفضهم القبول بتجنيد كل السود، وهي إحدى النقاط القاتمة في العهد الإسماعيلي.

المولى إسماعيل حاول تبرير ذلك، عندما جمع جيش عبيد البخاري، ليخطب عليهم وهو يحمل كتاب صحيح البخاري، فقال: "هذا الكتاب فيه السيرة النبوية وسننه، وأنا وأنتم عبيد لما جاء فيه" ومن هنا أتى اسم جيش عبيد البخاري، وقد كان جيشًا مهيب الجانب ولا يُقهر، وستكون أولى مهامه التصدي للقبائل الأمازيغية المتمردة في الأطلس، وكان التصدي وحشيًا.. وقيل بأن عشرون ألف رأس قُطعت في أول تدخل لجيش عبيد البخاري! بعد مذبحة الأطلس؛ سيأتي دور الثغور المغربية الواقعة تحت الاحتلال الأوروبي، منها العرائش وأصيلة وطنجة، ونجح جيش عبيد البخاري في تحرير تلك الثغور، ثم أخذ إلى شرق البلاد حيث مدينة وجدة تحت الاحتلال العثماني، ولأن مراد إسماعيل لا يرد، فقد نجح في طرد العثمانيين من وجدة ونسف أطماعهم في احتلال المغرب الأقصى، وبذلك تكون المملكة المغربية، الدولة العربية الوحيدة التي لم تخضع لحكم الدولة العثمانية.. ثم سيتوجه الجيش الإسماعيلي جنوبًا، لتستعيد المملكة المغربية سلطانها الغابر في الصحراء، ولتتوسع حتى نهر السينغال.

صار المولى إسماعيل أقوى بعد بسط نفوذه على كل منطقة في المغرب، وبل واستعاد الصحراء التي غابت منذ عقود طويلة عن حكم البلاط المغربي، وأصبح الحاكم الأوحد الذي بايعه الجميع، ومنهم من أُجبر على ذلك، بالأخص بعض الأعيان الذين كانوا يمنون على أنفسهم بأن يصيروا أمراء على مناطق محددة، بعيدًا عن قصر إسماعيل. رغم الولاء للعرش الإسماعيلي إلا أن رقعة معارضيه توسعت، منهم الأشراف وكبار القوم الذي ينتمون إلى الحواضر الكبرى ويحنون لمجدهم الغابر، مثل العاصمة التاريخية للمغرب، فاس ومدن الرباط ومراكش.

فاس تقف في وجه السلطان

فاس هي أكثر المدن تمردًا على المولى إسماعيل، فهي مرجعية علمية وتاريخية، وتضم الأشراف وكبار القوم والعلماء، وقد فرضت نفسها على قوة السلطان، فكان أهل فاس في واجهة معارضة "مولاي". بداية في الجهة الأقوى والتي يُعتقد أنها سببًا في قوته وسيطرته المطلقة، ألا وهو جيش عبيد البخاري، ورفض فقهاء فاس تشريع هذا الجيش المكون من العبيد السود.. قبل ذلك رفض الفاسيين تجنيد خمسمائة من الرماة، الذين سيلتحقون بالجيش إلى الجنوب، لدعم حركة المولى إسماعيل على ابن أخيه أحمد الشريف الذي يتزعم قبائل ترفض الولاء لقصر السلطان.. ووصل أهل فاس إلى سحب مبايعة المولى إسماعيل واعتبار ابن أخيه الأحق بالولاء، لكن ذلك لم يدم طويلاً، فقد سيطر جيش المولى على الجنوب وهُزم أخ السلطان وعشيرته، وفاس تعود لبيعتها السابقة مُجبرةً لا مُخيرة، بعد أن حُصرت لخمسة عشر يومًا، مع الحفاظ على معارضتها.. ويوم استفتى المولى إسماعيل علماء فاس في تجنيد الحراطين في جيش عبيد البخاري (سكان واحات الصحراء الكبرى) رد علماء فاس أن ذلك لا يجوز شرعًا، فهم أحرار، وكذلك معهم السود من جنوب الصحراء.. إلا أن المولى إسماعيل واصل في تجنيد وتوسيع جيش عبيد البخاري. وفي عام 1720 ستثور مدينة فاس بعد أن شعر الفاسيين بأن المولى إسماعيل نجح في إضعافهم، تحديدًا في نفوذهم في المجال الدين.. ثورة مدينة فاس انتهت بموت قائدها، وسيطر جيش عبيد البخاري عليها، إلا أن المولى إسماعيل يُشهد له بمعاملته الخاصة لمدينة فاس وأهلها، فيظهر لها ليونة لا تحظى بها مدن أخرى، فهو يعلم أهمية المدينة ورمزيتها التاريخية والعلمية.

المولى إسماعيل والأوروبيين

كان المولى إسماعيل لا يُطيق حكام أوروبا المتخمين بالمسيحية، فهو يرى نفسه مسلم سني أرفع منهم جميعًا.. ويملك مئات من الأسرى الأوروبيين التي جاءت بهم عملية جهاد البحار، العملية التي سيتخلى عنها سلطان قصر مكناس بعد مرور ثلاثين سنة من حكمه، فقد أصبحت الملاحة الأوروبية أقوى، وكذا احتلال انجليز لجبل طارق الإسباني أنهى غزوات المغاربة وأمجادهم على الأطلسي ، وإلى هنا سيتفاوض إسماعيل مع الأوروبيين بشأن الأسرى، ويشترط السلطان الفدية على تسليمهم.. في إحدى رسائله لملك اسبانيا، يقول المولى إسماعيل:

"وذلك أن تعطونا في الخمسين نصرانيًا من المائة، خمسة آلاف كتاب، مائة كتاب عن كل نصراني من كتب الإسلام الصحيحة المختارة المثقفة في خزائنكم، حسبما يختار خديمنا، وتعطونا خمسمائة أسير من المسلمين في الخمسين الأخرى، عشرة أساري لكل نصرني، وإن لم توجد التي هي مرادنا؛ فاجعلوا عوضها من أسرى المسلمين"

تحسنت العلاقات بين المولى إسماعيل والأوروبيين وقد تبادلوا الأسرى، حتى ما عاد في المغرب أسيرًا نصرانيًا، وازداد سفراء دول أوروبا في المغرب، وأرسل سفراء ممثلين له في بلدان لم تكن تربطها علاقة مع المغرب من قبل، إلا أن المولى إسماعيل وإن دفع أخيرًا بالتي هي أحسن مع النصارى؛ فلم تتغير طباعه اتجاههم، ويراهم بنظرة الأدنى منه ومن دينه، فيجمع سفراء أوروبيين وعائلاتهم في ساحة كبيرة في مكناس، ليحتفل بهم، لكن الحقيقة فمراده لم يكن كذلك، فحاجته أن تتبيّن لهم عظمته، فيأتي إليهم في موكب مهيب، يركب على الفرس فوقه مظلة عملاقة يمسكها أحد الحراس، وخلفه تسير حاشيته، إلى أن يصل عندهم، ولا يترجل من الفرس، ويبدأ بإلقاء خطبة عن الدين الإسلامي ويستفيض منها، ليطول مقام ضيوفه الأوروبيين تحت الشمس، بينما السلطان تحت ظل مظلته العملاقة.

في وداع المولى

قضى في الحكم خمسة وخمسين سنة، وهي أطول عهدٍ ملكي في تاريخ المغرب إلى وقت كتابة هذه السطور.. في آخر أيامه يكون المولى إسماعيل قد تخلى عن جبروته الغابر، ولم يعد يُجند العبيد في جيش عبيد البخاري وانصاع لأوامر الفقهاء، حتى قيل في أحد المصادر، أنه تم حل جيش عبيد البخاري قبل موت السلطان.

ضريح المولى إسماعيل في مكناس

قبل رحيل المولى إسماعيل بأيام، طلب وزيره المخلص، ليستشيره عن من هو الأحق من أبناءه في الخلافة، وقد كان للمولى إسماعيل سبع أبناء، مات منهم ثلاثة قبل رحيل المولى.. فيرد عليه الوزير قائلاً: "مولاي، إني لأرى أن لا أحد من أبنائكم يقدر على خلافتكم". في عام 1729 فارق المولى إسماعيل الحياة عن عمر ناهز الرابع والثمانين، وزاد عن نصف قرن حكم فيها المغرب.. وخلفه في العرش ابنه أحمد ابن إسماعيل الشريف العلوي.

صورة المولى إسماعيل في الذاكرة الأوروبية إلى جانبه صورة ابنة الملك لويس الرابع عشر التي يُزعم أن المولى إسماعيل طلب يدها للزواج

هو أكثر الشخصيات المغربية في التاريخ الذي قيل عنه الكثير، فقد صورّه الأوروبيين أنه أطغى المسلمين في التاريخ.. ومن بين أشهر الإشاعات التي ارتبطت بالمولى إسماعيل، حتى كادت تصل للخرافة، هي عدد أبناء هذا الإسماعيل، فكتب النصارى في كتبهم، بأن له أزيد من ألف وخمسمائة ولد وبنت! أنجبهم من خمسمائة جارية.. على أن هذا المسلم متعطش للدماء وينزع عيون من ينازعه في الحكم، ويقضي ليالي الألف ليلة وليلة في قصوره مع الجواري والحشم.. هكذا أراد الأوروبيين أن يكون، فهل صدقوا؟

الحقيقة في عدد أبناء المولى إسماعيل، لا يعلمها إلا الله، فلم تذكر كتب التاريخ في المغرب أن للمولى إسماعيل ألف وخمسمائة ولد وبنت، ويبقى عدد أبنائه الموثقة في سبعة أولاد، وأحدهم خلفه بعد رحيل، ويظل المصدر الوحيد بنسل إسماعيل "الألف" في كتب الغربيين، وإن جاز ذلك علميًا، أي بمقدور الرجل أن يلد قبيلة من الأبناء!

إشاعة أخرى آتية عند جيران المغرب الأوروبيين، أن المولى إسماعيل طلب يد ابنة الملك الفرنسي لويس الرابع عشر، ماري أن دي بوربون، ورفض والدها الملك تزويجها لصاحب البأس هذا.. القصة تعود إلى يوم تلقى سفير المغرب في فرنسا، القرصان السابق عبد الله ابن عائشة، دعوة من شقيق ملك فرنسا، فليبب أورليانز، للحضور في حفلة يقيمها في قصره.. وهناك رأى السفير فتاة جميلة ترقص، وقد جذبت إليها كل الأنظار، وتمايلت عقول الرجال مع تميلات جسد المدموزيل.. عاد السفير إلى المغرب وأخبر مولاه عن تلك الجميلة، التي عرف لاحقًا بأنها بنت الملك، وأردف السفير، بأنه يشتهيها لمولاه.. وفي رواية أخرى، لم يكن جمال ماري هو السبب الوحيد الذي جعل السفير يقترحها على المولى إسماعيل للزواج منها؛ بل لجعل الجميلة ماري جسرًا للتقوية العلاقات الدبلوماسية والعسكرية مع والدها لويس الرابع عشر.. وبعد أن رفض ملك فرنسا طلب المولى إسماعيل، أرسل إليه أربع ساعات خشبية عملاقة، كتعويض له لعدم قبول أن يُزوج له ابنته. هذه القصة ذُكرت حسرًا على الكتب الفرنسية.

سجن قارا

أسطورة أخرى ارتبطت بالمولى إسماعيل، وهي سجن قارا الأسطوري.. السجن الوحيد في العالم الذي لا يملك أبوابًا، ويقع تحت الأرض، ومساحته غير مقدرة، فمن استطاع التحرر من متاهاته التي لا تنتهي، فمبارك له الحرية.. وقيل بأنه يزج فيه الأسرى والمعارضين، وأحد الأسرى من البرتغال، واسمه قارا، ومنه أتى اسم هذا المعتقل الأسطوري في رواية أخرى. اليوم يعد هذا السجن مزارًا سياحيًا، وقد تم ترميم مدخله وبعض دهاليزه، مع وضع حواجز تمنع العامة من اكتشاف باطنه خشية أن لا يبصروا النور من جديد!.


(كلمة)

حكم بالجمر والحديد، قطع الرؤوس، طغى في البحار.. من قوته لم تنسل في وجهه سيوف الأوروبيين، ولم يشرق على ليل مملكته هلال العثمانيين.. ذاك إسماعيل بن شريف العلوي، بما له وما عليه، الذي حكم المغرب في أطول عهد لملك مغربي في التاريخ، وقيل عن تلك الفترة، بأنها من أزهى فترات المملكة المغربية.. وقد اختلفوا عليه الناس، واجتمعوا في الأخير، على أنه ثاني أعظم الجالسين على العرش المغربي، بعد يوسف بن تاشفين.




اصدارات سابقة في السلسلة :

تعليقات

  1. وأضيف لهذا المقال معلومة عن بيت مال وتسمى المخزن أنشأها مولاي إسماعيل ويحرسها الموالين للقصر ومن هنا جاء مفهوم المخزن أو المخزنيين عند المغاربة وشيء آخر مؤسف وهو قلة الاهتمام بالمدينة الإسماعلية مكناس وتاريخها الكبير والله شيء محزن

    ردحذف
  2. معك حق، المولى إسماعيل أنشأ بيت المال خاص به، ويذخر فيها خوصا مما يأتي في جهاد البحار.. وأشكرك على مشاركتنا لهذه المعلومة، أما عن المخزن؛ فهو أقدم من العهد الإسماعيلي، ومرتبط فعلا بمخازن السلطان كما بيت المال الإسماعيلي.

    فيما يخص وضع مكناس، فأنا أتفق معك تماما.. فقد زرت شخصيا مكناس مرارا، وهي بحاجة لاهتمام أكثر من ذلك.. ولو تصدق/ين بأن الأجانب يهتمون بحضارتنا أكثر مما نهتم بها نحن! عموما سأترك ذلك الجمل يرقد ^^

    شكرا.

    ردحذف
  3. طبعا لن أقول بأن المقال جميل وممتع فهذه من البدهيات ههههه

    المولى إسماعيل ومن لا يعرفه شخصية مغربية حيرت الناس فقد جمع بين المتناقضات لكن يحسب له أن في عصره كان المغرب ضمن أفضل الدول الموجودة والمستقلة وكان الأوروبيين يفتخرون بدارستهم في جامعة القرويين في فاس وأين كنا يا محمد وأين أصبحنا ؟ ويبدو أنك تحب الماضي كثيرا مثلي تماما

    ردحذف
  4. أجل يا سيد علي.. كنا وكنا ذات عصري ومتقدِّم الأزمان، وكنا نحن الأندلس.

    إذن فنحن نتشارك في الارتباط بالماضي.. كم أود العيش في زمن بعيد لا انترنت فيه ولا أي أشكال التقدم التي نعيشها اليوم. هكذا جعلني ربي^^

    شكرا أخي علي على مشاركتك الطيبة.

    ردحذف
  5. رائع معلومات كثيرة و متسلسلة لم اكمل القراءة بعد و ها انا متحمسة لاكمال المقال المشوق ..
    بربروس

    ردحذف
    الردود
    1. أتمنى أن يعجبك المقال ويضيف لمعلوماتك ^^

      حذف
    2. رائع .. اكملته ,اما معلوماتي فاشعر انني نسيتها منذ زمن :( ههههه , كان هناك مقال كتب عنه مرة في كابوس و لكنه تطرق الى جانب واحد من قصته و هو عدد ابنائه على ما اذكر

      حذف
  6. نعم عدد أبنائه الأسطوري يناسب موقع غرائبي ككابوس، وذلك المقال كتبه أحد أصدقائنا القدماء في كابوس ولقبه مغربي أندلسي.. سجن قارا ايضا ارتبط بهذا الرجل، وقد كتبت عنه مقالا مفصلا قبل سنوات منشور هنا في المدونة وفي موقع ما وراء الطبيعة.

    أسعدني تعليقك أختي جنات ^^

    ردحذف

إرسال تعليق

الأكثر قراءة في آخر أسبوع

بوتفوناست (صاحب البقرة)

عصفور المغاربة المقدس : تبيبط

أباطرة المخدرات المغاربة .. منير الرماش -1-

حمو أو نامير .. من الأسطورة إلى السينما

حمو أونامير .. حكاية خالدة من الفلكلور الأمازيغي

بنت الدراز