تحت قناديل الشارع - 2 -

لقراءة الجزء الأول، من هنا ياسكر. حين تلوذ مدينتي في الصمت ، إلا من عواء كلب يعلن عن استمرار الحياة ، يتحول العراء إلى ملاذ ، تصير كل الطرق تؤدي إلى نفسه طريق ، حيث عبير البائسين المنسيين، أقصد المسحوقبن.. أجد نفسي مطروحا في عراء شارع يشق الظلام في ليالي مدينتي المتوجسة ، الليل هنا مديد يبدو كأنه الأبد.. أتحول إلى وطواط ليلي جائع ، أتوخى حذر العتمة ، أتأمل قناديل ربي في السماء، أبحث عن أيتها سبيل.. الجوع رفيقي، الجوع خليلي ، وفي جوفي المقعر عاكف لا يغادره إلا هنيهة ليعود لاهثا.. هأنذا هنا ، هنا وإلى هنا لنا عودة ، بين الأزقة والدروب، نبحث عن الحياة التي قالوا عنها.. أين أنا من الحياة؟ أين هي الحياة مني؟. ** رحلت زينب في مقبض الشرطة ، كانت أخر صورة لها وهي منحنية الرأس مكلبة الأيادي .. « لا داعي لتكبيل أيها الأمنيون ! لا خوف من فتاة بائيسة تاهت في مجاهيل الحياة » في الليلة الأولى بعد خروجي من عالم الحاج وزينب؛ عدت إلى ملاذي عند الأموات ، إنها المقبرة التي أعشق صمتها الأبدي ، وفيها أركن إلى حزني وألامي .. على آخر الليل أرى نفسي غير أنا ؛ أحلم وأحلم، وكل ملذات الدنيا أ...