التعريب القسري !

في أحد المواقع العربية قبل أربع سنوات كتبت مقالا عن تاريخ الأمازيغ في شمال إفريقيا وأنهم السكان الأصليين هناك.. ندمت على فعلتي تلك ، ليتني لم أفعل ! فقد جنيت من مقالي ذاك كثرة السباب والتهكم بين رواد الموقع الإلكتروني
كتبت ردا على أحدهم تبين لي في تعليقه شبهات وكلام تحت الماء , أتذكر أنه كتب لي.. " إن لم تكن  عربي أيها الكاتب لماذا تكتب بها ؟! "
كان ردي على حضرته أني أمازيغي - ولي كل الفخر -  ولست عربي ، إنما أتحدث العربية كما أتحدث الفرنسية .. هل أنا فرنسي يا ترى !
جاء أحدهم من المتعصبين للعربية أو ( المجانين ) ناقص الثقافة كثير الجهل وما أكثرهم وتفضل قائلا : أن الأمازيغية - لهجة - هجينة وليست لغة !! وقوم يؤمن بالخرفات ولولا العرب ( ولولا العرب ) لاظل الأمازيغ منغمسين في الجهل ! .. ثار بركاني على هذا الجاهل ونسيت أدب الحوار ، ليقرأ مني آنئذ ما لا يصره وكل المجانين أمثاله و أستغفر الله .. في ذلك الوقت تيقنت أن العنصرية تنخر جسد الأمة.. إن لم تكن عربي فأنت كافر ! أو عقيدتك ناقصة ، طبعا لا أعمم، إلا أن من الجهلة كثر .. وفي أحد المنتديات كتب أحدهم (  المغرب العربي ) لم تعجبني هذه العبارة وكان ردي عليه : أن ثلث سكان دول المغرب هم أمازيغ ، فبأي حق ياترى  نستثني هذا الكم الهائل من البشر ! أو نعربهم أجمعين ! .. ما كان من صاحب التعليق المردود عليه مني، سوى أن استعرض علمه الذي استسقاه من شيوخ الفضائيات ليطلق وابل الفتاوي ويختم قوله بأن اللغة العربية هي لغة أهل الجنة وكفى.. وهو بذلك يقول أن لغتكم بل وأنتم لا  مكان لكم في الجنة ! ..نعم هي لغة الجنة ، هي لغة القرآن ، من قال العكس ؟! . إنما كل هذا لا يجعل من هذه المنطقة من أرض الله مقتصرة على العرب ، وأصحاب لسان آخر ، داخلين عليهم.. إنما غرباء لا أكثر  !
في حياتي لم أحمل أي ضغينة لأي لغة وأي مذهب ، وأستغرب دائما من هؤلاء الممتلئون من غيرهم المختلفون.. فأخي هو  الإنسان بغض النظر عن دينه ، لونه ؛ لسانه ...إلخ . نعم ، أنا مسلم امازيغي سني ، وسأحاسب أمام ربي لوحدي , ما الذي يجعلني إذن أتدخل في حياة انسان آخر ؟! وبالعودة إلى لساني الأمازيغي ، فـ لطالما عشقت اللغة العربية وكتبت بها قصصا ومقالات منذ سنوات عندما اكتشفت أني أعشق القلم و رائحة المداد ، لكن في كل مرة أكتب فيها في أي منتدى أو موقع بإسمي الحقيقي أو آخر مستعار لا أفوت الفرصة لأقول للجميع أنا " أمازيغي "
نحن الأمازيغ لا نبغض اللغة العربية في شيء.. بل نعتز بها ، وهي لغة أشرف المرسلين واللغة التي نزل بها خير الكتب ، إنما كل هذا لا يجعلنا ننسى أصلنا ولغتنا الأم ، لذا لسنا بـ عرب  ولن نكون ، فلا داعي لتعريبنا قسرا .
هدانا الله جميعا لما يحب ويرضى .


بنصالح