مفاوضاتي مع الليل


أُفاوضُ الليل على النعاس، بعد أن طال بي السمر حتى كذا يُقدمني إلى الفجر. أتساءل من هذا الذي يكسبُ النعاس البلا تفكير؟ فكرت : حتمًا سيكونون الحكام الطغاة، من ليس لهم الضمير.. بعد أن يُسّلموا رؤوسهم إلى الوسائد؛ ترحلُ بهم شياطين الأحلام.. آه من أحلامي التي كانت تُحّلق في الأفق حيث يرنو الحمام الأبيض، واليوم أخشى أن تنتهي بالجنون، فقد بلغتُ من العمر ما يُفترض أن تتحقق فيه تِلكم الأحلام، إلا أنها ما زالت مركونةٌ تنتظر أي مصير ستغدو فيه.

أُواصل مفاوضاتي مع الليل...

أجل، مازلت عازبًا لم أتزوج بعد.. أيُعقل أن أصير فارس أحلام إحداهنّ يومًا؟، هل من جواد أبيض ينتظر أن أمتطي صهوته، ثم أسير إلى حيث عشيقتي - إذا وُجدت - ثم تأخذ مكانها خلفي، ليركض بنا الجواد ويصهل إلى، إلى؟ لست أدري أين يقصد بفرسان الأحلام؟، الذي أدريه يقينًا، أن الزواج منى بعيد، ويبتعد مع كل قفزة عمر، حتى ذات يوم - قد - يتوارى ولن يعود له وجود. في زمنٍ تطلب العروس فيه هدية يدّعون أنها رمزية قبل الزواج، أجد أنا تلك الهدية (الرمزية) تعادل غنائم حرب.. أجل يا ليلى، من أين لي مهارات وضمير الغزو حتى أحظى بك؟.

أواصل مفاوضاتي مع الليل...

إلى هذا قد صِرنا يا فاتنة الأمس، إلى فراغ بعد امتلاء.. وهاجرتنا الأحلام بلا وداع، كما لو كانت ساعتنا قد دقت، ولا يتبقى لنا سوى الترجل من على صهوة الدنيا، ونسافر عند نومتنا الأبدية، وفوقنا شاهد قبر مائل فارغ من التعريف، مجرد حتى من كلمة "مجهول" لنكون هناك، في مكان ما. فأبى قدرنا أن يكون بنا رحيمًا.. ذلك نصيبا وما بأيدينا.

انتهت مفاوضاتي مع الليل، وقد وصلنا إلى اتفاق: أن أنام.. تصبحون على حال أفضل.


#بنصالح

تعليقات

  1. الصور فيها إبداع والخاطرة راقت لي كثيرا خصوصا غنائم حرب فعلا هدية العروس في أيامنا تساوي غنيمة حرب هههه عتابي عليك هو غيابك الطويل عن النشر أدخل ولا أجد أي جديد وأتمنى أقرأ لك المزيد.

    ردحذف
  2. أضيف سؤال
    ماهو السن المفترض أن تتحقق فيه الأحلام وأيضا سن الزواح برأيك ؟

    ردحذف
  3. يسعدني أنها راقت لك، وأعتذر عن أي تأخر في النشر. بالمناسبة قد يظن البعض أني أتحدث على نفسي.. لا بل بلسان غيري، فلم أبلغ بعد السن الذي يُفترض أن تتحقق فيه كل الأحلام^^ وعن سؤالك الأول، أقول مثلا عند ال35 المفترض أن يستقر فيها الإنسان ماديا ومعنويا ويكون قد حقق أغلب غاياته بإذن ربه وتكون له أسرة، وهنا تجدد متمنيات أخرى في الإعتناء بأولاده وضمان مستقبلهم.. غير ذلك قد يُنذر بأن الأحوال ليست على ما يرام.. عن السؤال الثاني، إني أرى أن السن المناسب للزواج هو في ال25 للرجل، حتى يكبر معه أولاده، والمرأة ربما أيضا، ولا ضرر في أكثر بقليل، لكن أن يصل الرجل لل 40 أو يتجاوزه حتى دون زواح، فهو ربما قد فاته القطار على رأي أحد زعماء العرب^^ لأنه قد لن يرى أحفاده.. في الأخير تبقى قسمة ونصيب.. والخير فيما اختاره الله، فما أدرانا نحن؟.

    شكرا على المرور.

    ردحذف
  4. صح كلامك وأنا أتفق معك في أغلب ما قلته ولدي سؤال فضولي لماذا حذفت المقال الذي يتحدث عن تسييس الإسلام ؟ وطبعا لست ملزما أن تجيب ههههه

    ردحذف
  5. لا باس سأجيب بكل سرور، حذفت ذلك الموضوع لأنه تبيّن لي بعد نشره بأيام، أن الموضوع سياسي محض، وكنت بصدد كتابة سلسلة بنفس العنوان "تناقضات أمة" وكنت قد أكملت كتابة الجزء القادم عن اسرائيل والعرب ومدى تناقض المواقف في علاقاتهم.. في الأخير اتضح أني أغوص في السياسة، والمدونة بعيدة عن هذا الجدال الذي قد يُخلق جراء نشر هذه السلسلة الجديدة.

    ردحذف
  6. عبد الرزاق ايدر17 يوليو 2020 في 11:14 م

    خاطرة رأئعة تستمتع بقراءتها ولا انسى أن أشيد بالصورة هي في رأيي أفضل صورة منشورة حتى الآن في المدنة هل توافقني الرأي يا سيد محمد ؟؟

    ردحذف
  7. أهلا بالسيد عبد الرزاق.. كم يُسعدني رؤية تعليقك، فأنت من المتابعين الأوفياء لمدونتي البسيطة، بل والبسيطة جدا، وأتمنى أن أطورها في المستقبل حتى تليق بكم جميعا، أما الآن فأرجو أن تقبلوا مني ما وُجد.. أشكرك جزيلا على اعجابك بالصورة، وكما تعرف تلك ملامح وجهي الغامضة هناك^^ ولكني لا أوافقك الرأي، أنا أجد أن أفضل صورة منشورة في المدونة، هي صورة موضوع "حمو أونامير..." رغم أنها غير مصممة مثل هاته، لكنها تجعل القارئ يتخيل الصورة كأنها بطلة الأسطورة الحقيقية.. عموما يبقى مجرد تفضيل لا أكثر.

    تحياتي.

    ردحذف

إرسال تعليق

الأكثر قراءة في آخر أسبوع

بوتفوناست (صاحب البقرة)

عصفور المغاربة المقدس : تبيبط

أباطرة المخدرات المغاربة .. منير الرماش -1-

حمو أونامير .. حكاية خالدة من الفلكلور الأمازيغي

حمو أو نامير .. من الأسطورة إلى السينما

بنت الدراز