طيط صضيص .. أسطورة آكلات رمضان

وها نحن نعود لنطرق أبواب قِلَعُ الأساطير، وننفض الغبار -مرة جديدة- على المجلدات القديمة، لعلّنا نستخرج بين أورقتها ما هو جديد من القديم، من معتقدات الشعوب.. وبما أننا في حضور شهر رمضان؛ فسنحط الرحال عند أسطورة، لها شقٌ من شهر الصيام.. حكاية أسطورية أعدك، أنها لم تمر على مسامعك يومًا، فهي تُعد من النوادر، وقد أتيتُ بها من مجلد منفيٌ أعلى رفوف الأساطير الأمازيغية. في الأمس البعيد، كان أمازيغ المغرب يتداولون، قصة أسطورة "طيط صضيص"، التي تعود نشأتها، إلى إحدى قبائل الأمازيغ، وأثناء شهر رمضان، قررت ست أخوات عذراوات، - أو عذارى - الإفطار دون عذر شرعي، بينما الناس صيام.. ولكي يأتين بهذا الفعل الذي يُعّد جرماً في أعراف القبيلة، وكذا طعنًا في ديانة الإسلام؛ اختارت الأخوات الست الافطار في غرفة يكنفها الظلام، ليردنّ فيها النهار ليلاً حالكًا، ثم هكذا بهنّ يفطرن مع العتمة، لتتستر على جريمتهنّ بعيداً عن أنظار أحد، عدى الله البصير. غضب الله عليهنّ ومسخهنّ نجمات في عنان السموات، تعرف بــ"طيط صضيص". "طيط صضيص"، بالعربية "النجمات الست" أو ما يعر...