فوق رماد الرجال

قصة قصيرة : محمد بنصالح - عيونها واسعة، شفتيها حمراء، قوامها رشيق، أنيق، إنها تحبني، تحبني أشعلت سجارتي بأخرى فانية - أنت تكذب يا أسامة، تكذب مسكين ، جننته إحداهن .. كان يقول لي : أنا مع المرأة أتحول إلى شيطان. فتحت أول زجاجة - هاك.. اشرب يا أسامة ، واترك عنك أجساد النساء ، دع خيالك المجنون يستريح - أنا لم أكن أكذب ، أنت الكذاب الوحيد هنا - اشرب، واصمت - إنها من عائلة غنية و عريقة، لم لا تصدقني؟ - تقصد نفرتتي ! - اللعنة عجوز ألقى التحية على أسامة وجلس في طاولتنا ؛ بدأ يدخن ويسعل، يسعل ويدخن : - من يكون هذا يا أسامة ؟ كح كح كح... - إنه صديقي عدنان - كح كح... - إنه كاتب - لم أرى في حياتي أديبا يرتد الخمارات كح كح..! أكملت كأسي بخفة : - ويستلهم فيها أيضا - إذن تكتب عن شعر العاهرات - لا، بل سيقان الغوريلات - كتاب أخر الزمان لقد انتهى ليل هذه المدينة مع نهاية الستينات. هكذا يقول العجوز كل حين.. بدأ يتحسر على أمجاد ماضيه ، على الذكريات المهزومة - ليلنا ليس مثل ليلكم يا شباب اليوم، أنتم لا تعرفون شيئا عن الليل - إنه عندي مد...