عائلة أوفقير : من القصور إلى الأقبية
سلسلة مغرب القرن العشرين - 9 -
كم من عزيز انقلب ذليلاً بعد أن جار عليه الدهر، وكساه ثوب المهانة. في تاريخنا المغربي القديم والحديث، نلقى من ارتفع شأنه، وعلى قدر ارتفاعه، كان سقوطه مُدويًا. أحد الأمثلة نلقى عائلة أوفقير، التي تحوّلت من الأسرة الأولى في البلد، إلى الأسرة المنبوذة المنسية، بعد أن مرت من القصور وانتهت في الأقبية، ثم كُتب لها عمر جديد.
عكف أبناء أوفقير على الحفر بالملاعق وقطع فولاذية، حتى بأظافرهم وأسنانهم، لعلّهم ينفذون إلى الحرية
فاطمة الشنا في شبابها
فاطمة الشنا، هي ابنة العقيد محمد الشنا، أحد الخدام في الجيش الفرنسي، وقد كبرت فاطمة يتيمة الأم، التي رحلت مبكرًا وتركت تربية طفلة العقيد في يد المربيات، كما دأب والدها على تركها عند الراهبات في الكنيسة، وهناك ستكبر على دين المسيحية وقد ماتت وهي مسيحية، كما أن أبناءها جميعا مسيحيون.
تقدم محمد أوفقير للزواج من بنت العقيد وهي دون سن البلوغ، ما جعل محمد الشنا يرفض تزويج ابنته مبكرًا ودعى أوفقير أن ينتظر، لكن الأخير أصر على صديقه أن يُزوجه فاطمة عاجلاً، وكذلك كان، وانتقلت فاطمة للعيش مع زوجها في الرباط، حياة ترف وأُبّهة لا تقل عن ما عاشته في منزل والدها. مع تعاقب السنين سيزيد التّرف وتغدو فاطمة في منزلة السيدة الأولى في المغرب بغياب زوجة الملك عن الأنظار، وقد تحول زوجها بقدرة قادر إلى أقوى رجل في المغرب وهو بثوب الجنرال وزير الدفاع، حارس المملكة والآمر للجيش، ثم وزير الداخلية، وتتجاوز نفوذ الرجل المناصب الذي شغلها، ولا أحد يعلم من أين نزلت على يده تلك السلطة، وإذ ذاك صارت زوجته فاطمة في دائرة الضوء ومحط الأنظار، وتعيش في منزلها الفخم في حي الرياض والقصر الملكي بين الأميرات، ورُزقت من زوجها بخمسة أبناء، وانتهى زواجهما بسبب اكتشاف خيانة الجنرال لها، وعرفت أن بعلها ذو النياشين يضعف أمام الآسيويات إلى درجة انه يرتعد بحضورهن! وهذا يعود الى مغامراته في الجيش الفرنسي إبان الحرب الهند الصينية الأولى. طلاق أوفقير وشنا لم يدم إلا سنتين وعادا إلى بعضهما ورُزقا بطفل سادس وأخير.
فاطمة الشنا مع زوجها الجنرال محمد أوفقير
كان أبناء أوفقير ووالدتهم يعيشون بين منزلهم والقصور الملكية، وكبروا مع الأمراء والأميرات، ويعيشون الحياة الأرستقراطية كما نُزلت، ويقضون العطل في أجمل أماكن الكوكب، فتلقى فاطمة الشنا تتبضع اليوم العطر في باريس، وغدًا تجلب حذاء الكعب العالي في لندن، وأطفالها لهم في الدنيا ما تنطق به أفواههم، لم لا، ووالدهم هو أقوى رجل في هذا البلد. ولأن كل شيء إلى الزوال، ولا يدوم إلى الذكر الطيب؛ فقد وصلت عائلة أوفقير إلى مفترق السبُل.
في صيف عام 1972 تحديدًا سادس عشر من آب أغسطس، وشمس الصيف حارقة في كبد السماء، ساطعة أكثر من المعتاد. مليكة في الدار البيضاء تراجع دروسها قبل امتحان الاستدراكية للحصول على الثانوية العامة، في وقت كانت والدتها فاطمة الشنا وإخوتها الخمسة يستمتعون بالصيف عند ضفاف المتوسط في إحدى شواطئ تطوان شمال المغرب. أما والدها، الجنرال وزير الداخلية، محمد أوفقير، كان في برتوكول ملكي في مطار العاصمة الرباط ينتظر عودة الملك الحسن الثاني من فرنسا، أو بالأحرى، كان بانتظار أن يبلغه خبرًا مفاده: "لقد سقطت الطائرة الملكية في عرض المحيط!" فيظهر أوفقير يُدخن ويبتسم ويُمازح بقيّة الشخصيات التي تنتظر وصول طائرة الملك، بينما الجنرال على يقين بأنها لن تصل أبدًا. دقائق قليلة، ستظهر الطائرة الملكية بوينغ 727 مترنحة في السماء وخلفها سحابة دخان أسود، في مشهد صدم أوفقير، وجعله ينسحب على غفلة من الجميع.
الطائرة الملكية بوينغ 727 التي تم قصفها
اختفت الطائرة ولم تنزل في المكان المخصص لها، لكن كل من فيها نجى ونزل منها سالمًا. التلفزيون المغربي يعلن فشل محاولة الانقلاب على الملك، والثمن كان جريان جديد للدماء، بعد عام على مذبحة الصخيرات، فقد تعرض المطار للقصف، ثم الموكب الملكي الذي غاب عنه الملك، وكذلك المصحة الملكية في القصر، هذا الهجوم راح ضحيته عشرات الأبرياء، أغلبهم مدنيين كانوا يعملون في المطار. أخبار محاولة الانقلاب تابعتها التلميذة مليكة التي تتهيأ للامتحان على شاشة التلفزيون رفقة أصدقائها، الذي أجمع أغلبهم على أن والدها هو من حاول قتل الملك، وكان وراء جريمة قصف المطار وهلاك الناس فيه، فتركوها للتو خوفًا من اقتحام منزلها من طرف الشرطة. إلى هنا ستنطلق مأساة كيكا (اسم دلع) وأسرتها التي دامت لعشرين عامًا. حاولت كيكا الاتصال بوالدها دون جدوى، حتى جاءها هو يتصل بابنته الدلوع. اختلطت الدموع مع كلمات مليكة في الهاتف، وهي ترغب والدها أن تسمع منه، أن لا علاقة له بما حصل، لم يجب الجنرال على سؤال كيكا، بل كان يحثها أن تكون قوية وتتماسك، وختم: "أحبك يا ابنتي" علمت كيكا من حدسها، أن والدها ميت لا ريب.
في الليل ستعود بقية الأسرة من تطوان إلى الرباط، وفي صباح الموالي، أي 17 آب 1972، وكالة المغرب العربي للأنباء، (الوكالة الرسمية) ستعلن انتحار أوفقير في مكتبه، دون الحديث عن حيثيات هذا الفعل، ما اعتبره البعض، انتحار الوفاء، كون الجنرال بلغ به الوفاء درجة الانتحار، لأن الرجل هو وزير دفاع سابق ووزير الداخلية، أي أن رجال أوفقير السابقين خانوا العهد وأرادوا بالمملكة السوء. دُفن أوفقير في مقبرة الشهداء في الرباط، وكانت مليكة تتبع جثمان والدها وتصرخ: "لقد قتله الزنجي" لهذه العبارة العنصرية، تكهن الحضور، أن قصدها ينحصر بين شخصيتين، الجنرال أحمد الدليمي، أو الملك الحسن الثاني، فكلاهما تميل سحنته للسُمرة. في الأخير طويّت صفحة الجنرال إلى الأبد، وتوارى تحت التراب، الرجل الأقوى في المغرب الذي كان يحوم حوله الأصدقاء والأعداء، والذي يبتكر ويُبدع أساليب التعذيب في معتقل دار المقرئ على المعارضين وأعضاء حركة التحرير، ما عاد له وجود، وترك خلفه عائلته لتحميل أوزاره.
في الأيام الأولى التي تلّت موت أوفقير، كان ذكرى الجنرال وعائلته ما تزال في المكانة المرموقة، فهو من رجال الدولة وأسرته يتودد إليها الأقارب والمعارف، واستمر العزاء والمواساة في منزل آل أوفقير بشكل طبيعي لأيام قادمة، وتقاطر المتملقين على بيت الجنرال الراحل، لتقديم واجب العزاء والاطراء في ذكرى الجنرال، ذلك سينهيه وزير الداخلية الجديد محمد بنهيمة، في مؤتمر صحفي، بعد أيام فقط من رحيل أوفقير، حيث أعلن للعالم، أن الجنرال محمد أوفقير، انتحر لأن أمره افتُّضح بتزعمه للانقلاب الفاشل، ولكي لا يسقط الجنرال في يد القضاء ويُعدم، اختار أن ينهي حياته بيده. صار تزعم أوفقير للانقلاب في خبر اليقين، لكن ستتضارب الأخبار عن كيفية رحيله. الرواية الرسمية تقول أنه انتحر، والعائلة تُصر على أنه قُتل.
انتشر خبر خيانة الجنرال للقسم والعهد، وحاول قتل ملك البلاد، بعد أن أسفك دماء الأبرياء لأجل ذلك، حتى يحشر المملكة في سبيل العسكرة، لتظل تحت رحمة الثكنة والأوامر التي تأتي تحت القبعات. وبدأ النفور من عائلة أوفقير، حتى المقربين غادروهم، وغدت الأسرة يشار إليها بالخيانة. في الأخير، آل أوفقير منبوذين في محيطهم، وقد تم تطويق منزلهم من قبل الشرطة. ممنوع الدخول والخروج إلا بالإذن، وانطلقت فترة التحقيقات معهم لسبر أغوار المحاولة الانقلابية الفاشلة، تحديدًا مع أرملة الجنرال فاطمة الشنا.
لقرابة أسبوعين، تم استجواب أرملة أوفقير فاطمة، وحُصرت بأسئلة المحققين، على من هم شركاء الجنرال؟ وما علاقته بمعارضي النظام الملكي في المغرب؟ أبرزهم اليهودي المغربي أبرهام السرفاتي، واليساري عبد الرحمن اليوسفي. وقد صُدمت فاطمة، بسؤال غير متوقع البتة: "ما هي أسباب زيارتكِ للعقيد محمد أمقران عندما كان يرقد في أحد مستشفيات باريس قبل أسابيع فقط من المحاولة الانقلابية؟"
العقيد محمد أمقران
محمد أمقران، العقيد وقائد قاعدة القنيطرة الجوية، التي منها حلق سرب المقاتلات اف 5 التي قصفت طائرة الملك بوينغ 727 ثم قصفت مطار الرباط وكذلك الموكب الملكي والمصحة الملكية، وهو أحد قادة الانقلاب، وقد سلمته بريطانيا للمغرب بعد هروبه لجبل طارق، في خرق سافر لقوانين بريطانيا العظمى التي انحنت للمغرب بعد تهديده بقطع المؤونة على قاعدتهم البحرية (جبل طارق) التي يحاصرها الإسبان. واعترف العقيد بكل المنسوب إليه وأُعدم لاحقًا. زوجة الجنرال عللت زيارتها لأمقران، أنها في إطار الصداقة، فالعقيد صديق العائلة ومقرب من زوجها. لكن تقارير المخابرات تفضح زيارة فاطمة للعقيد محمد أمقران، وأن تلك الزيارة لم تكن ودية لأجل الاطمئنان على صحته، ولا منطق في تعليل السيدة؛ بل كانت تحمل له رسالة من زوجها الراحل، وهي تتعلق بتاريخ الانقلاب، التي أمر فيها أوفقير أمقران بالعودة سريعًا إلى المغرب دون استكماله للعلاج.
استمر حصار بيت أوفقير من الشرطة، لمدة أربعة أشهر وعشر أيام، وهي فترة الحداد في الشريعة الإسلامية التي تٌلتزم بها الأرملة، كما تلبس فيها الثوب الأبيض في التقاليد المغربية. وبعد انقضاء فترة الحداد؛ ترك الحراس منزل آل أوفقير وبدا أن الحياة تُرد إلى طبيعتها، لكن إلى حين.
من القصر إلى القبو !
بعد أيام من استعادة الهدوء في بيت عائلة أوفقير وبدا أن العائلة الأرستقراطية في سبيلها لتحديد منحى حياتها بعد مغادرة الجنرال محمد أوفقير إلى الأبد؛ إنما كانت هنالك مفاجأة لا سارة بانتظارهم، فقد عاد ضابط شرطة يطرقون الباب، وتم إبلاغ فاطمة أنه من الأفضل لهم هجر منزلهم والابتعاد عن العاصمة الرباط إلى أن ينسى الناس ما فعل زوجها الراحل، ومن بعد يمكنهم الاختيار بين بقائهم في المغرب أو مغادرة البلد.
تروي فاطمة شنا في مذكراتها "حدائق الملك" قصة مغايرة عن كيفية تعامل رجال الشرطة معهم:
"دبّ الرعب في نفوسنا والأسلحة مصوبة إلينا، وخشينا في كل لحظة أن يبدأ رجال الشرطة بإطلاق النار. هرعنا نكوم ما نحتاج إليه من حقائب. ساعتان إنهما فترة لا تكفي للإحساس بأن حياتنا تتفكك"
قررت السلطات هدم منزل عائلة أوفقير ومحو أثره، قبل ذلك، تم ابعاد العائلة من الرباط إلى مدينة تيزنيت جنوب المغرب قصد حمايتهم، ولهم حق العودة بعد أن تُنسى جريمة والدهم، أما المنزل، فأُخبرت العائلة، بأنه سيُختم بالشمع إلى حين عودتهم. ذلك لم يحصل، فقد هُدم المنزل وسُويّ مع الأرض، كأنه لم يكن موجودًا ذات يوم. مشهد مؤثر ستوريه مليكة أوفقير في مذكرتها "السجينة" حينما عادت بعد غياب دام سنوات طويلة إلى الحي حيث اعتقدت بأنها ستجد منزلهم، لكنه ما عاد هناك.
فاطمة وأبناءها الستة، مليكة، رؤوف، سكينة، مريم، ماريا، وعبد اللطيف البالغ من العمر ثلاث سنوات فقط، ووُصف لاحقًا بأصغر سجناء العالم، إضافة إلى ابنة عمها عاشورا والمربية حليمة، التي قررت مرافقة العائلة في رحلة عبر المجهول. هؤلاء التسعة ستقودهم السلطات إلى منزل في واحة أسا زاك الحدودية، في ثكنة عسكرية قديمة، حيث سيُحرس الجنود مستقرهم ليل نهار، وسُمح لهم بالخروج متى شاءوا. المكوث هناك في مكان سبقتهم إليه الحشرات، منها السامة، مثل العقارب والعناكب، شكل صدمة للعائلة التي تعوّدت حياة البذخ والقصور، اليوم هم في سكن عتيق مبني بالحجر والطين ويتوعد بالانهيار، وقد وفى بوعده ذات ليلة وانهار جزء منه على رؤوس الحرس، قتل منهم ثلاث.
أبناء أوفقير الستة داخل السجن، من اليمين إلى اليسار، سكينة مريم رؤوف مليكة ماريا عبد اللطيف
ظلوا في أسا زاك لقرابة سنة، حتى نونبر 1973 تم ترحيلهم إلى نواحي مدينة ورزازات تحديدًا في تازناخت، وفي طريقهم إلى إقامتهم الجبرية الجديدة، تحكي فاطمة الشنا في مذكراتها، "حدائق الملك" حدث طريف أثناء نزولهم في إحدى القرى، حيث أُعلم عمدة القرية أن عائلة أوفقير ستنزل في القرية، ما جعل العمدة يعد مأدبة غداء فاخرة على شرف العائلة، فقد ظن المسكين أن محمد أوفقير ما زال حيًا وهو وزير الداخلية! تلك الوليمة كانت من نصيب رجال الشرطة التي تقود فاطمة وعشيرتها. في نواحي ورزازت لم يدم مقامهم سوى شهر واحد في إقامة جبرية، وتم نقلهم إلى إقامة جبرية جديدة في بير جديد غرب المغرب، وهناك ستكتب بين جدرانها، إحدى مآسي ما يُعرف بسنوات الرصاص في المغرب.
آنين عائلة أوفقير
في نواحي مدينة بير جديد، التي تقع على مقربة من مدينة الدار البيضاء على بعد ستون كيلو متر، هناك في الأرجاء تم تهيئة مستقر جديد لعائلة أوفقير. منزل كبير بُني على شكل الطراز القديم، ويحيط به سور يكاد يحجب معالم المنزل عن المارة. هذه المرة ستشعر فاطمة أنها في سجن حقيقي، فالمنزل في الداخل عبارة عن غرفٍ كزنازين، بها أبواب من حديد وأقفال. سيتم تفريق المساجن على غرف المنزل. فاطمة وابنها الصغير في زنزانة، بينهما بناتها الثلاثة، مليكة وسكينة وماريا في زنزانة أخرى، أما ابنة العم عاشوراء والخادمة الوفية حليمة حَظيّتا معا بزنزانة مشتركة، وبقي الابن عبد الرؤوف وحيدًا في زنزانته. بداية سجنهم الجديد كانت قاسية، إلا أنها أخف قسوة من الآتي، ففي البداية كانت عائلة أوفقير يُسمح لهم بالفسحة اليومية، ليلتقون ببعضهم بعضًا، إلا أن ذلك لن يدوم طويلاً، بداية من عام 1977 سيتم منعهم من مغادرة زنازينهم باستثناء الخادمة حليمة، التي ستتكلف بتفريق الطعام عليهم. ولكي يزيدونهم من المآسي جرعةً، فقد تم خفض مصروفهم الشهري، أو استولى عليه السجانون، ليتحول من مبلغ 250 دولار، إلى 70 دولارًا في الشهر، أي دولايرن فاصلة اثنين في اليوم، لتعيش منه ثمانية نفوس، وبوجبة وحيدة في النهار تأتي بالغداء.
بين التفكير بعزّ الماضي ومأساة الحاضر، ومجاهل المستقبل؛ ستتعاقب الأيام في بير جديد على عائلة أوفقير. الأم فاطمة تحاول زراعة الأمل في أبنائها أن الفرج آت يوما ما، لا تدري متى، لكنه (جاي) تقول، وإن كانت هي في أعماقها تشك بذلك. حتى ما عاد هنالك ضوء في آخر النفق، وتلاشى آخر وهم الفرج بعد موت عدو والدهم والذي ظنوا أنه سبب شقائهم، الجنرال أحمد الدليمي عام 1985.
محاولة الإنتحار
قبل شروع عائلة أوفقير في الانتحار الجماعي؛ بدأوا إضرابًا عن الطعام لعل حالهم يتحسن على الأقل، واستمر الإضراب عن الطعام لأزيد من أربعين يومًا، لم يأتِ عدا بنتيجة وحيدة، وهي ازياد نحول أجسادهم ووهنها، وطيف الموت الذي يزداد كذلك وضوحًا حولهم مع تقدم امساكهم عن الطعام، فانتقلوا إلى مرحلة أخرى من الاحتجاج، بل هو قرار سيضع الحد لكل تلك المأساة، وهو الانتحار، واستدعاء الموت قبل الأوان، لعله يكون المُخّلص لهم من معاناة بدّت كأنها بلا ختام. في الأخير اتفقوا على قطع أوردة أيديهم بشظايا مرآة، وكان ذلك نداء الاستغاثة الأخير، ويا لسخرية الأقدار، فحتى الموت رفض الالتفات لعائلة أوفقير وأخذهم من معتقلات مغرب الجمر والرصاص، ففشلوا في الانتحار بعد تدخل حراس السجن واسعافهم، إلا أن رؤوف كاد يُفلح، بعد أن اقترب من الموت أكثر من البقية، حيث فقد كمية كبيرة من الدماء. وهكذا لم تقدم احتجاجاتهم أو تؤخر من أمرهم شيئًا.
الهروب
ما فتئت فكرة الفرار من الأسْر تُراود فاطمة وأبنائها، منذ الوهلة الأولى لحلولهم ضيوفًا على معتقلات بلدهم الباذخة. فبدا الهرب هو الأمل الأخير للنجاة بعد يأس الانتظار. كان ذلك في عام 1987 حيث بدأت عائلة أوفقير تنفيذ خطة الهرب، بعد أن قضوا في السجن أربعة عشر عامًا. كان المخطط هو حفر نفق أفقي بعمق خمسة أمتار، حتى يتم تجاوز ارتفاع غرفهم في المنزل والوصول لأساساته، ويجدر الذكر أن المنزل بدور واحد. بعد ذلك سيتم حفر نفق آخر متصل بالأول هذه المرة باتجاه السور الذي يحيط بالمنزل، ولحظهم العظيم فلا يبتعد إلا بأربع أمتار، أما ارتفاعه فقد كان بستة أمتار، إنما خطتهم لا تضمن تصلق هذا العلو الكبير، بل المرور من تحته!
بداية مشروع الهروب كان في مطلع عام 1987 بعد عقد والنصف في السجن. بداية أشغال الحفر كانت في غرفة البنات مليكة وماريا ومريم، أو الأجدر قول زنزانتهن، فالغرف في المنزل أقرب ما تكون للزنازين. معدات الحفر كانت بدائية جدًا، فهو كل ما تملك العائلة من أشياء حادة تصلح للحفر، سكاكين وملاعق وقطع فولاذية ومن توتياء أزالوها من الحقائب، إنه كل ما بشأنه المساعدة في الحفر ولو بشكل بسيط. أزالوا بلاط من الأرض وبدأت الأشغال، لكن سرعان ما تعثرت، حيث صادفوا صخرة كبيرة لا يمكن شقها بمعداتهم الطفولية. لكن الاحباط لم ينل منهم، فقد غيروا مكان الحفر للعل حظهم يبعد عنهم الصخور هاته المرة. كانت أشغال الحفر تبدأ في الليل عندما ينصرف الحراس، وتستمر أيضا في أيام إجازتهم المعهودة، تحديدًا من مساء السبت إلى يوم الاثنين.
عكف أبناء أوفقير في الحفر بالملاعق وقطع فولاذية، حتى بأظافرهم وأسنانهم، لعلّهم ينفذون إلى الحرية، ولم يكن ذلك باليسير، بسبب هلع اكتشاف أمرهم، إضافة للتراب الذي ينهال على وجوههم داخل النفق، بينما كانت والدتهم تصنع لهم الأكياس لجمع تلك الأتربة في فساتينها والسراويل والشراشف وكل ثوب يفي بالغرض. وبعد قرب مجيئ الحراس يتم تغطية الحفرة بسجادة وتخبئة الأكياس الممتلئة بالأتربة إلى جانب أشيائهم، لقد كان الحظ حليفهم، بل حتى ما يشبه المعجزة، فلم يُكتشف أمر هاته الورشة.
استمر الحفر لثلاث أشهر، حتى نهاية شهر مارس 1987، لم يبق للنفاذ خارج الأسوار سوى المتر الأخير، وكانت خطة عائلة أوفقير هي الانتظار حتى حلول فصل الشتاء لكي يسهل الهرب كما كان يعتقدون، إلا أن خطتهم ستتغير اضطراريًا بعد أن سرقت والدتهم السمع وعلمت أن الحراس بصدد تشيّيد برج مراقبة فوق سطح زنازينهم يكون مقابلاً للنفق. هنا تقرر الاسراع في حفر ما تبقى من النفق والفرار قبل بناء برج المراقبة الذي تناهى إلى مسامع الأم فاطمة. لقد استأنفوا الحفر باتجاه ما وراء الأسوار. كان الشخص الذي تكلف بحفر السنتميترات الأخيرة، هو صغير العائلة عبد اللطيف، الذي كان له أن يرى أول نور ينبعث داخل نفق اليأس، إنه شعاع الحرية وأمارة الحياة، وأمل النجاة قد بدا جادًا. خفق قلب فاطمة من صراخ عبد اللطيف: "إننا نجحنا".
دبّ صمت رهيب. ما كان حُلمًا، ها هو ذا يحثو إلى الحقيقة، ففي داخل النفق، نور إلهي لحقته العزيمة المتمادية في شوقٍ للحرية. حتى الصغير عبد اللطيف الذي لم يكن يعرف للحرية معنى، وهو بعمر سبعة عشر عامًا قضى منها أربعة عشر عاما في الأسر؛ كان يدري أن هناك عالمًا أفضل من المكوث بين هذه الجدران. تقرر الهروب في الليلة الموالية، وصادفت يوم الأحد 19 أبريل 1987، وكان العدد المتفق عليه هو أربعة أشخاص، مليكة ورؤوف وعبد اللطيف وماريا.
نجح الأربعة في المرور داخل النفق والنفاذ إلى ما وراء السور، إلا أن ثمة ما لا يُصّر بانتظارهم، وهو سياج معدني شائك يوجد بعد السور، لكن بعد النجاح في المهمة الأصعب، لم يكن السياج الشائك ليعيدهم إلى الوراء، فقد تجاوزوه، وكانت الضريبة هي خدوش على أجسادهم النحيلة.
نداء أبناء أوفقير
كان عبد اللطيف كمن سقط على الأرض من كوكب آخر، إنه يفتح عيناه لأول مرة على الوجود، إنها معالم الحياة التي لطالما حاول تخيلها طيلة سنوات أسره، لقد هلّه كل شيء تسقط عليه أبصاره، أما البقية، فلم يكونوا أحسن حالاً، بثياب بالية ملطخة بالوّحل، وملامح يابسة وعيون ناطقة بالرعب. استقلوا حافلة باتجاه الدار البيضاء، هنالك لطرق ابواب الأصدقاء والمعارف، الذي ما تزال أختهم الكبرى تستطيع تذكر مساكنهم. لكن أغلب من عثرت عليهم لم يكونوا بمستوى الحدث، فتوجه الشبان الأربعة إلى الرباط من أجل طلب اللجوء في السفارة الفرنسية، وكذلك كون والدهم أحد خدام فرنسا في الحرب العالمية الثانية والحرب الهندوصنية، كما يحمل الجنسية الفرنسية، كل هذا جعل عائلة أوفقير تعلق كل آمالها على باريس من أجل وساطة تنتشلهم من الأسر واللجوء في فرنسا. وصل أبناء أوفقير إلى السفارة الفرنسية في الرباط، ووجدوها مغلقة، إنه 20 أبريل، الذي يوافق عيد الفصح، وهو يوم عطلة رسمية في فرنسا. بعدها ركض الأطفال إلى أقرب سفارة أجنبية، كانت للسويد، وعرّفوا على أنفسهم وطلبوا باللجوء، وقوبل طلبهم بالرفض وبالطرد أيضا، فقد بدأت هيأتهم كحال المتشردين. بعد ذلك سيتوجون إلى مدينة طنجة عند أحد أصدقاء العائلة والذي يملك فندق "أهلا"، في نفس الوقت كانت الأجهزة الأمنية تعيش حالة استنفار في بحث عن أربعة شبان فارين، إلا أن المعجزة التي ساعدهم في حفر النفق سابقًا، عادت لتقديم يد العون لهم، فقد نجوا من نقاط التفتيش في مدخل مدينة طنجة بأعجوبة. وصلوا إلى فندق أهلا بطنجة، وهناك رفعت ماريا سماعة الهاتف واتصلت بإذاعة فرنسا الدولية، وتحدثت مع مدير تحريرها، عرفت بنفسها، وقصت عليه ما حدث لعائلة أوفقير، وطلبت منه المساعدة في إذاعة الخبر، كما تطالب بمساعدة فرنسا، فهم أبناء واحد من خدام الجيش الفرنسي سابقًا. إنها مهاتفة ماريا التي غيرت كل شيء، وكانت لحظة مفصلية في معاناتهم، فقد شاع خبر عائلة أوفقير في المغرب، والخبر قادم من إذاعة فرنسا الدولية. بعد ساعات فقط، عثرت الشرطة على أبناء أوفقير في مدينة طنجة، وتم إرجاعهم الى المعتقل.
عاد الشبان الأربعة إلى السجن مرة أخرى، لكنهم عادوا منتصرين، وقد سمع العالم ندائهم أخيرًا، وصار مصير عائلة أوفقير حديث الألسنة في المغرب، ومادة دسمة للجرائد، كما أوصلته المعارضة لقبة البرلمان، الآن ما عادوا رفقاء النسيان.
الفصل الأخير
بعد شهرين من إذاعة سر مصير عائلة أوفقير، تحديدًا تموز عام 1987 سيتم نقلهم إلى فيلا فخمة في مدينة مراكش، لكن لم تكن النهاية الفعلية لقصتهم، التي ما زال فيها الفصل الأخير. ففي مسكنهم الجديد في مراكش كانت إقامتهم إجبارية، فهي فيلا محروسة، لكن لهم فيها ما يشاؤون، كما سمحوا لهم باستقبال الزوار، وبالمقارنة بالماضي، فقد كان قفصهم الجديد مذهلاً. أما مطالب عائلة أوفقير، أو بالأحرى كان مطلبًا واحدًا، وهو مغادرة المغرب إلى كندا، ذلك لم يحصل في العاجل، رغم كل وعود السلطات، فقد ظلوا في إقامة إجبارية حتى عام 1991، ففي ذلك العام رحلوا عن المغرب باتجاه كندا، ثم استقروا أخيرا في فرنسا.
وبعد ؟
لم تنس عائلة أوفقير المغرب، ولا أسدلوا ستائر النسيان على الماضي، رغم بداية حياة جديدة في فرنسا. خرج أفراد الأسرة في الاعلام يتهمون السلطات المغربية والملك الحسن الثاني في التسبب بمأساتهم طيلة عقدين من الزمن. وقد ألفت العائلة عدة كتب تحكي فيها عن سيرتها الذاتية، منها، كتاب الضيوف ألّفه رؤوف، وكتاب السجينة من تأليف مليكة، وكتاب الحياة بين يدي لمؤلفته ماريا، أما والدتهم فاطمة، فكتابها بعنوان، حدائق الملك. مع كل الخصام مع السلطات المغربية، لكن ظلت عائلة أوفقير وفيّة لبلدها، حيث يزورون المغرب على دوام، بل وسبق لرؤوف أن إلتقى بالملك الحالي محمد السادس عندما كان أميرا، وقال رؤوف بأن الملك الحالي كان لطيفا معه وتأسف له عن ما حدث، وأنه لم يكن يعلم عن مصيرهم.
لقد بدأت أسرة أوفقير حياة جديد، وكل الأبناء حقق ما يطمح إليه، وعوض السنوات التي بُترت من حياته. وفي عام 2013 توفيّت والدتهم فاطمة الشنا ودُفنت في المغرب.
مليكة ورؤوف
ماذا حدث ؟
من الفاعل بآل أوفقير؟ وتبقى المآلات والفرضيات في الذي تسبب بشقاء هؤلاء التعساء. بداية بالجنرال أحمد الدليمي، وهو من طينة أوفقير، وقد كان في الطائرة الملكية التي قصفها رجال أوفقير.
الجنرال أحمد الدليمي
كان الدليمي مدير المخابرات في المغرب، وكانت له نفوذ كبيرة، وكان بينه وبين أوفقير حسابات كثيرة منذ قضية اختفاء المهدي بن بركة، وتحولا لاحقا إلى أعداء، وزاد البغض إلى أقصى درجاته عند الدليمي بعد أن كاد أوفقير يُخلصه من قيد الدنيا بمعية الملك في محاولة انقلاب 1972. وقيل أنه هو من تكلف بمصير عائلة أوفقير، خصوصًا زوجته فاطمة التي تؤكد أجهزة المخابرات التي يترأسها الدليمي أنها مذنبة وشاركت بشكل أو بآخر في محاولة الانقلاب، بعدما تم التأكد أنها كانت وسيطة بين زوجها والعقيد محمد أمقران أحد قادة الانقلاب الفاشل. لكن رغم موت الدليمي منتصف الثمانينات، لم ينته اعتقال آل أوفقير، ما يرجح أنه ربما يكون الرجل بريئًا من التهم المتوجة إليه. من غير الدليمي نلقى رجل سلطة لم يكن على وفاق مع أوفقير أيضًا، وهو وزير الداخلية إدريس البصري، أقوى رجال المغرب وأكثرهم نفوذا طيلة ثلاثين سنة، هذا الرجل حظيّ بنصيبه من اتهامات التسبب بمآسي عائلة أوفقير. لكن أكبر المتهمين عند عائلة أوفقير نفسها والمعنية بالأمر، هو الملك الراحل الحسن الثاني، ولا سواه تُصّر فاطمة وأبنائها، وهو الوحيد الذي يقدر على اتخاذ مثل هذا القرار وإلحاق الظلام بأطفال أوفقير ووالدتهم، وأنه أراد الانتقام من خيانة رجل سلم إليه أغلب سلطه وشعر باتجاهه بثقة عمياء، ورفض كل تحذيرات التي وصلت إليه مما يمكر أوفقير في الخفاء، وتقارير المخابرات التي حذرت الملك مرارًا من يده اليمنى، إلا أن قصفه في عنان السماء، وكاد الملك ومن معه ينتهي مأدبة على شرف الأسماك في عرض المحيط. فما قول الملك من اتهامات آل أوفقير؟
الملك الحسن الثاني
لا يمنع الملك الصحافة أن تسأله ما تشاء وسيُجيب، فهو كما ينظر إليه الغرب، رمز الحداثة العربية. بنظراته الغامضة وهيبته المعتادة، يُجيب الملك بهدوء يُحسد عليه: "ليس أنا". يُعيد السيجارة إلى فمه كأنه يفكر كيف يبدأ سرد الكلام عن أوفقير، أكبر خونة جلالته. الملك يرفض أن يكون السبب في الحُفر التي سكنتها عائلة أوفقير. يقول أن كل أوامره عن عائلة أوفقير، تظل عند أمره بإبعادهم عن العاصمة الرباط، إلى الجنوب حماية لهم وليس لغرض الانتقام، فالعائلة صارت تنعت بالخيانة، وأصبحوا منبوذين، كما أنه ما عاد يريد رؤية زوجة أوفقير وأولادها. ويردف الملك، أن أبناء أوفقير فتح لهم أبواب قصره واعتبرهم كأبنائه لسنوات طويلة، خصوصًا مليكة التي كبرت بين الأميرات، وكانت ترى في الملك والدها الثاني. ولكي يزيد الملك من احتمالات براءته؛ يُذكر أنه اكتوى بدوره بنيران سنوات الرصاص، بعد أن حاولوا قتله مرتين في ظرف عام واحد، ونجحوا في قتل ضيوفه في قصر الصخيرات، كما كانت هنالك محاولات أخرى كثيرة لقلب نظام ملكه. ويختم، أنّ له ملفات ساخنة على مكتبه (يقصد حرب الصحراء) أهم من اصدار أوامر لتعذيب أسرة أوفقير وتتبعها، وأن ذنبه الوحيد في مأساة فاطمة وأطفالها، يكمن في الغفلة على مصيرهم، وقد وقعوا في أيادي أعداء والدهم. هذا قول الملك الراحل عن مصير عائلة أوفقير. فهل يعقل أنه صادق؟ يبدو كلامه منطقيًا، إلا أنه لا يجعلنا نُقِّرُ به، فقد كان الرجل داهية سريع البديهة، لطالما كان يُفحم الصحفيين بردوده عليهم. لكن بالمقابل، هل يمكن أن نعتبر كل ما جاء في روايات عائلة أوفقير صحيحًا؟ على الأرجح كلا، فلا نتوقع أن كل ما حملته كتب آل أوفقير يكون صادقًا، تحديدًا، ما يجعلنا نرتاب ولو قليلاً، هو عند حديثهم عن أن والدهم الجنرال محمد أوفقير كان رجلا نزيهًا يحب وطنه، فهذا أقرب ما يكون إلى طرافة! فالكل يعلم أن الجنرال كان طاغية يشق بطون المعارضة في معتقل دار المقري، وارتكب فظائع كثيرة منها قصف مطار الرباط وتسبب في قتل عشرات الأبرياء بعد فشل اسقاط الطائرة الملكية. لكن رأى البعض أنه من الطبيعي أن يدافعوا عن والدهم في الأخير، رغم معرفتهم اليقينة أن لا أحد سيصدقهم، كما لو كان واجبًا فقط وقد أدوه. فماذا عن انتحار أوفقير أو نحره؟ تُصّر العائلة أنه قُتل، والرواية الرسمية تقول أنه انتحر. ويبدو أن الأرجح بينهما هي الرواية الرسمية، بالمنطق لا بالأدلة، فلا يُعقل أن مغرب سنوات الرصاص سيُفلت فرصة إعدام رجل من طينة محمد أوفقير ليكون عبرة لكل من يفكر بقلب النظام. كذلك من المستبعد أن الجنرال القوي وبعدما كُشف أمره وفشلت مساعيه، سيقبل على نفسه أن يسلمها لأعدائه بهذه السهولة حتى يعدموه، بدلاً من طلقة واحدة في الرأس تنهي كل شيء. بين هذا وذاك، الله وحده يعلم كل ما حدث.
في النهاية لا أحد من المغاربة ينكر مدى طاغية الجنرال محمد أوفقير، وكل ما اقترفت يداه وهو في السلطة، ولو نجح الانقلاب لكان امتّص دماء كل معارضيه. إنما، الانتقام من الأسرة بنفس أسلوب والدها المعتاد؛ لا يجعلنا نفرق بين الأول والثاني، عدا أن أحدهما سقط قبل الآخر.
شيء ما استجد في الكون ليكتب بنصالح مقال طويل وعريض ذكرنا بمحمد الزمن الجميل هههههه عودة حميدة إن شاء الله بهذا المقال الرائع وبلمستك القديمة رغم أن الموضوع ليس بالجديد لكن تناولته بطريقتك الخاصة وأنا برأيي أشك في بعض ما ادعاه أبناء أوفقير وأشم فيه رائحة تصفية حسابات والانتقام لوالدهم ولكن لا أقصد أنني أكذب كل أقوالهم لا فقط بعض ما كتبوه يدعو للشك وقد أشرت بدورك إلى قضية تعظيم والدهم وهو أكبر الأشرار عند العامة !! الجديد الذي لم أكن أعلمه هو دينهم المسيحي ظنتهم مسلمين ولا أدري هل سأترحم عليها أو أكتفي بقول الله يسمح لها أقصد فاطمة أوفقير ولا يفوتني الإعجاب بآخر سطر في المقال معبر جدا وأعتقد أنه لخص رأيك
ردحذفتحياتي
أهلا ياسين،
ردحذفلا لم يطرأ شيئا على الكون، فعندما نوّد أن نكتب، فإننا نكتب، ولن يصرفنا الطول ولا العرض ^^
نعم هو ليس بموضوع جديد، لكن كان ولا بد عليّ أن أترك بصمتي وأرميها على الشبكة بخصوص موضوع عائلة أوفقير.. وبخصوص التشكيك في روايات آل أوفقير، فهو لا ينحصر عليّ أو عليك، فهو أمر شائع بسبب ظهور تناقضات في مذكراتهم، لكن لا هذا لا يعني أنهم لم يسجنوا لسنوات طويلة وفقدوا حريتهم دون وجه حق.. أما كونهم مسحيين، ففي الحقيقة هذا لا يفرق معي، فأنا لا أزن أبدا بالدين وبأي معتقد أو مذهب.. يهمني الإنسان فقط، لذلك سأقول الله يرحمها.. مع الاحترام طبعا لرأيك، واعتّبره على راس والعين ^^
لقد أسعدتني كثيرا اطلالتك عليّ في زاويتي هاته التي أحضر فيها وأغيب، وأقدر لك ذلك. فكل الشكر لك على المشاركة وعلى الاطراء.
يااه.. أخيرا ظهر المقال المنتظر منذ زمن طويل، هرمنا وظننا أنه لن يخرج للنور أبدا..
ردحذفيذكرني المقال بذكريات سنوات مضت كانت جميلة جدا عندما أستعيدها في الوقت الراهن، قرأت فيها رواية السجينة لمليكة أوفقير وحزني الصادق وأنا أقرأ تفاصيل ما مرت به هي وعائلتها..
مقال شامل وكامل وموفق خط بأسلوب جذاب، شخصيا أؤيدك بشأن رأيك عن قضية الجنرال أوفقير ككل من بدايتها وحتى النهاية.. عدا عن كون الملك لا يعرف شيئا عما مرت به العائلة فهذا والله لا يصدق!
بالتوفيق يا مستر وأنتظر مقالات أخرى من هذه السلسلة.
اهلا وفاء،
ردحذفهو في الحقيقة نعم هرمنا قبل أن نرى هذا الجزء ^^ وبالمناسبة كان هذا المقال يدور عندي منذ 2020 إلى اليوم كتُب له أن يرى النور بعد خمس سنوات
هو الأمر ليس أن يؤيدني أحد أم لا، فأنا لا أتبنى موقفا، فقط نقلت ما حدث وماذا يُقال، وكان لا بد أن نسمع للجميع، ومنهم طبعا الملك وماذا يقول بدوره، وقد جاء في المقال أن قول الملك لا نتبناه، لكن للأمانة يجب الاحاطة بكل ما قيل عن مصير عائلة أوفقير.
أسعدت كثيرًا بمشاركتك وفاء.. أتمنى لك دوم الصحة والعافية.