كيف انهارت إمبراطورية نوكيا ؟



أيتها الأيادِ الممتّدة لمصافحة بعضها، إن زمنّك قد ولّى، انتهى ودُوِّن في حكاية الأمس.. حكايةٌ لن ترويها الجدات لأحفادهن، بل ستوضع في الرف الأول في مكتبة، "كيف تبقى ناجحًا؟". أن تتجدد وتواكب زمنك، ولا يمسك الغرور فتتّوهم أنك الملك، وما دونك أقل شأنًا ولن يجرؤ من الاقتراب من عرشك، ثم لا تلتفت حتى إلى حولك، فأنت الملك، وما همك بالآخرين؟. تلك خطيئة عظمى، ستفضي بك - حتمًا - إلى الاندثار والحسرة، وتلقى جلدك قد أدركه القِدم وتجاوزه الزمن، وقد فاتكم القطار، فمن أنتم؟. تلك خطيئة شركة نوكيا، التي هوّت بها إلى القاع، بعد سنوات المجد والسيطرة المطلقة على عرش صناعة الهواتف المحمولة.

مؤسس شركة نوكيا، الفنلندي فريدريك إيديستام

نوكيا، أشهر من يصنع الهواتف المحمولة إلى غاية الأمس القريب، وأحد أعظم العلامات التجارية في التاريخ.. ذات يوم من القرن التاسع عشر، فكر السيد فريدريك إيديستام، في إنشاء شركته الخاصة لإنتاج الورق، مستغلاً بذلك غابات بلده فنلندا، ثم رأت شركته النور عام 1865، باسم "نوكيا" وهو نفس الاسم التي تحمله إحدى مدن فنلندا، حيث عاش فريدريك وفيها أنشأ مشروعه.. مرت بضع سنين، فسارت شركة فريدريك إلى الأحسن، ما جعل البروفيسور ورجل أعمال فنلندي يدخل معه في شراكة، وهو ليو ميكيلين، الذي اقترح توسيع اختصاصات الشركة حتى لا تبقى في حدود صناعة الورق، ووضع فكرته في توليد الكهرباء في الأنهار، ثم نفذها لاحقًا، وهكذا صارت نوكيا تشمل إنتاج الورق وتوليد الكهرباء، وبعد حين تقاعد مؤسسها فريدريك إيديستام، ليتولى شريكه ليو ميكيلين، تسيير نوكيا، التي أوجدت لها مكانًا في السوق وهي رائدة في إنتاج الورق وتوليد الكهرباء، لكن ذلك النجاح هددته مدافع الحرب العالمية الأولى عام 1914. اندلعت الحرب، ولم يعد الإقبال على الورق كما كان، فقُرعت أجراس الإنظار عند نوكيا، فتحقق التوجس وتأثرت مبيعات نوكيا بفعل الحرب، فمن هذا الذي يبحث عن الأوراق في زمن الحروب؟.

إدوارد بولون، صاحب شركة المطاط لصناعة العجلات والأحذية، وأحد مؤسسي شركة نوكيا

في الحرب تزدهر تجارة المطاط، في بيع الأحذية والعجلات وغيرها.. أحد الذين استفادوا من مصائب الحرب؛ كان السيد إدوارد بولون رائد الأعمال الفنلندي، وصاحب شركة المطاط لصناعة العجلات والأحذية، إنما السيد بولون وبرغم أن قدوم الحرب كان خيرًا على شركته التي ازدهرت؛ لكنه كان بحاجة لتوليد الكهرباء حتى تستمر مصانعه في تزويد السوق بمشتقات المطاط، وهنا عرض على السيد ليو ميكلين شراء نوكيا والحفاظ على اسمها، فتمت الصفقة، ودخلت نوكيا مرحلة جديدة، وبعد أن كانت تُنتج الورق ثم توليد الكهرباء، اليوم تُنتج الأحذية والعجلات كذلك. وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها، وهدأت المدافع، فخرجت منها نوكيا أكثر قوة وزاد رأس مالها وكذا مصانعها في كافة أرجاء فنلندا. في عام 1932 قامت نوكيا بشراء أكبر شركة لإنتاج الأسلاك الكهربائية وأسلاك الإتصالات في فنلندا، وهنا فمهم الناس أن نوكيا تبني إمبراطورية، وهي اليوم تكبر في السوق الفنلندي وتحاول احتكاره، فلا تتورع في شراء أي شركة ناجحة وتضمها لعلامتها التجارية، حتى يعمل الجميع في سبيل نوكيا.. وقد صدقوا، فبشراء نوكيا لشركة الأسلاك الكهربائية والإتصالات وفي وقت استراتيجي مناسب؛ كانت تلك هي الضربة الأقوى التي وضعت الأسّس لسيطرة والنجاح لشركة نوكيا، الذي كاد يدوم لمئة عام.. إنما هدوء المدافع لم يدم طويلاً، واشتعل العالم من جديد في الحرب العالمية الثانية، بين عامي 1939 و 1945، وقد فُرملت سرعة نوكيا في خضم الحرب، لكنها لم تتوقف. بعد الحرب، كانت أوروبا بحاجة إلى إعادة الإعمار من جديد، ولأن من أهم مواد الإعمار، نلقى أسلاك الكهرباء والإتصالات، وهنا نفضت نوكيا عنها غبار الحرب، وبدأت بمدّ أوروبا بتلكم الأسلاك، وزاد رأس مال نوكيا بل وتضاعف عن ذي قبل، وبدا المستقبل يبتسم في وجه الشركة الفنلندية.. مستقبل لا يعد بالنجاح في أوروبا فحسب، بل في العالم بأسره، وكذلك كان.

هاتف السيارات radio phone

في عام 1962، تمخضت عن افكار نوكيا، أول مشروع هاتف، وهو radio phone.. هاتف يوضع في السيارات، ويعتمد على موجات الراديو لأجل ربط الإتصالات، وهو الأول من نوعه ذلك الزمان.. سنوات بعد ذلك، تحديدًا عام 1978، صار هذا الهاتف يُغطي مساحة فنلندا كاملة.. وعن هذا الإختراع، جنت نوكيا أرباحًا كبيرة، لتلتف منذئذ، إلى ناحية صناعة الهواتف، لكن قبل الهواتف، نحن هنا في عصر التلفزيون، ونوكيا ملهوفة يسير لعابها على كل ثورة جديدة. في عام 1979، دخلت نوكيا في شراكة مع شركة salora التي تصنع أجهزة التلفزيون، ومعًا قاما بتطوير شبكة الإتصالات الخاصة بهاتف radio phone حتى توصلوا إلى إنشاء أول شبكة لاسلكية للإتصالات في العالم، وهي الجيل الأول 1G.

أول هاتف نقال أنتجته نوكيا

نوكيا ومنذ نجاح هاتف السيارات المرتبط بموجات راديو داخل فنلندا؛ كانت قد بدأت دراسة مشروع صناعة الهواتف، وهنا التجأت إلى القاعدة القديمة، وهي جرّ الشركة الناجحة في هذا المجال المطلوب وضمها إلى نوكيا. في السبعينات وبداية الثمانينات، كانت شركة mobira هي الرائدة في تطوير الهواتف، فقامت نوكيا بشرائها في أوائل الثمانينات، لأجل اقتحام هذا السوق المستقبلي المغري، وكان أول هاتف نقال من انتاج نوكيا، صدر عام 1982، يحمل اسم mobira cenatour لكنه لم يكن نقالاً بما جاز الفهم، حيث أن هذا الهاتف يزن عشر كليو غرام، وبذلك كان محصورًا في المنازل أو السيارات، فكيف سيحمل المرء عشر كيلو غرامات في جيبه، هذا إذا افترضنا اتساع الجيب له؟.. لذلك كان لزامًا على نوكيا تطوير الهاتف النقال الجديد، وتخفيف وزنه. في عام 1984، طورت نوكيا الهاتف الأول، وصار يزن نصف وزن الهاتف السابق، أي خمسة كيلو غرم، لكنه ثقيل أيضًا على ما يبدو، ومن الصعب أن يحمله الزبون وهو يمشي أو يتبضع مثلاً.. إنما نوكيا أخذت على عاتقها صناعة هاتف يُحمل في كل مكان، وقد أوتيّ لها ذلك عام 1987، وأنتجت هاتفًا يستّحق أن يُطلق عليه: الهاتف المحمول.

زعيم الإتحاد السوفيتي ميخائيل غورباتشو يُجري اتصالاً بهاتف mobira cityman

بعدما كان يُعيب الوزن الزائد أولى إنتاجات نوكيا في الهواتف المحمولة؛ نجحت في المحاولة الثالثة عام 1987، وأصدر نوكيا هاتف mobira cityman الذي يزن 800 غرام فقط.. لكن الهاتف لم ينل النجاح المنتظر منه في بادئ الأمر، لأن ثمنه جد مرتفع، وقد وصل لثمانية آلاف دولار، إنما الحظ والصدفة لاعبا دورًا جوهريًا في نجاح هذا الهاتف لاحقًا، عندما تم نشر صورة لزعيم الإتحاد السوفيتي، ميخائيل غورباتشوب في فنلندا وهو يجري مكالمة في هاتف mobira cityman، وبذلك كانت هي أكبر دعاية مجانية للهاتف، والتي جعلت مبيعاته تتضاعف في العالم رغم ارتفاع سعره، وعن هذا الارتفاع، وعدت نوكيا العالم بإنتاج هواتف محمولة يستطيع الجميع شراءها، لكن قبل ذلك، كانت نوكيا تعمل على مشروعها الجديد الذي رأى النور أوائل التسعينات، وهو الجيل الثاني من الإتصالات 2G الذي يحتوي خاصية رسائل SMS. في صيف 1991 رئيس الوزراء الفنلندي يجري أول مكالمة في العالم بتقنية شبكة الجيل الثاني، عام بعد ذلك، تم إرسال أول رسالة SMS في العالم. وسؤال يتبادر إلى الأذهان: من ينافس نوكيا؟. الجواب لا أحد، لأن نوكيا تقود من الجهتين؛ إنتاج الهواتف، وتطوير شبكة الإتصالات. رغم وجود شركات أخرى متطورة في صناعة الهواتف، أمثال motorola الأمريكية التي كانت لها الحصة الأكبر في سوق بيع الهواتف المحمولة.

عام 1992، نوكيا قد أوفت بوعدها، وأصدرت هاتف محمول أقل ثمنًا من سابقه، يحمل اسم "نوكيا 1011" هذا الهاتف نال نجاحًا ما بعده نجاح وأزال هواتف motorola من صدارة المبيعات في السوق العالمية، ووضع الأسّس للهواتف التي عرفها العالم عن نوكيا لاحقًا. لكن نوكيا ليست بخير تمامًا، فعليها ديون كثيرة، وبعض أقسامها لا تذخر على الشركة أي ربح يُذكر، تحديدًا إنتاح الورق الذي لأجله وُجدت نوكيا، وكذا صناعة المطاط، كلاهما صار عبئًا على كاهل الشركة الفنلندية، فقررت في الأخير بيعهما، وبعد ذلك ظهر أن القرار كان صائبًا، حيث زاد رأس مال نوكيا في السنوات الآتية بعد تسديد الديون.. وفي عام 1994، كان العالم على موعد مع هاتف جديد من نوكيا.

هاتف نوكيا 2110

2110، هاتف نوكيا الذي حقق نجاحًا أبهر الناس، فبعدما توقعت نوكيا أن تبيع من هاتفها الجديد نصف مليون نسخة؛ هاهي تبيع أزيد من عشرين مليونًا في ظرف قياسي، وازداد الطلب على هواتف نوكيا اللاحقة في كل أنحاء المعمورة، لتقفز أرباح الشركة وتتضاعف لستة مرات بين عامي 1996 و 2001. لقد نجحت هواتف نوكيا في احتلال العالم، وبيعت منها مئات الملايين سنويًا، وإلى حدود اليوم، تظل هواتف نوكيا الأكثر مبيعًا في العالم، وأحد هواتفها ما زال يحتفظ بالرقم القياسي، ليكون بذلك أكثر هاتف تم بيعه في التاريخ، وهو هاتف نوكيا 1100 الذي صدر عام 2003، وقد تم بيع أزيد من 250 مليون نسخة من هذا الهاتف.


هاتف نوكيا 1100، الأكثر مبيعًا في التاريخ

في قائمة عشرة الهواتف الأكثر مبيعًا في التاريخ إلى حدود يومنا هذا، نلقى ثمانية هواتف من شركة نوكيا.. لقد ظلت نوكيا ملكة على عرش صناعة الهواتف النقالة طيلة عشرين سنة، وبدا من المستحيل أن تأتي شركة أخرى وتنافسها، فنوكيا في وادٍ، والبقية في وادٍ آخر، هذا ما تم التيّقن منه في مطلع عام 2007، حيث ظهر للعيان مدى سيطرة نوكيا الطاغية، الذي وصل فيه طغيان الشركة إلى أن قسمت السوق إلى شطرين، هي لها النصف، والنصف الآخر للبقيّة.. نعم 50 بالمائة من مبيعات الهواتف في العالم بحوزة نوكيا في بداية عام 2007.. وفي نفس العام، حمل السيد ستيف جوبز مؤسس شركة آبل الأمريكية هاتفه الجديد ليقدمه للعالم، إنه من شركة appel ويدعى iphone.

ستيف جوبز يُقدم أول هاتف iphone ذكي

إنه عصر الهواتف الذكية الذي سيغير المفاهيم، الذي قال عنه ستيف جوبز وهو يحمل مولوده الإلكتروني الجديد.. إنها بداية زمن التفاحة المقضومة، التي أبهرت الناس بهاتف ذكي لم يُعرف له مثيلاً من قبل، كما لو كان حاسوبًا صغيرًا متنقلاً، ففيه خصائص جديدة على عالم الهواتف المحمولة، وأكثر من هذا، نهاية زمن الأزرار، وبداية عصر شاشة اللمس، وإلى هنا بدأت حصة نوكيا في السوق تتآكل بعد بروز الوحش الأمريكي، ثم ظهور عملاق كوري جنوبي عريق، يدعى samsung. لقد بدأ الناس في نسيان الهواتف التقليدية بالأزرار والخصائص القديمة، وأضحى الأغلبية يبحثون عن الجديد في ثورة الهواتف الذكية الذي أطلقتها شركة appel ولاحقت بها samsung، بينما نوكيا تفقد بريقها رويدًا رويدًا، فلم تأتِ بالجديد ولم تواكب الثورة الجديدة، وظلت وفيّة لقاعدة استعمال المفاتيح والأزرار، بينما الناس تجري وراء الموضة وكل مستجد، ثم رفضت نوكيا اعتماد نظام android على هواتفها الذكية بعدما تلقت العرض الأول من  الشركة المالكة، الذي قبلته samsung لاحقًا وندمت فيما بعد نوكيا. هاتف iphone أضحى سيد زمانه، وهاتف نوكيا موضة قديمة عند الناس، هكذا بسرعة خاطفة لا تكاد تُصدق، اختلّت الموازين، وحتى الذين ما زلوا أوفياء نوكيا، جعلوا منها هاتفًا ثانويًا، بينما يظهرون أمام الملأ بشعار التفاحة المقضومة.

وداعا نوكيا

حاولت نوكيا الوقوف من جديد بعد تراجع مبيعات هواتفها بشكل مرعب بداية من عام 2007، واقتحمت مجال الهواتف الذكية لمنافسة appel و samsung، والنتيجة لم تجرؤ على الإقتراب منهما حتى، فنظامها windows phone، الخاص بتصفح الإنترنت، كان أفشل من الفشل ذاته في مواجهة نظامَيْ android و appel، وكذا هواتفها الذكية ملؤها العيوب وعُقد الإستخدام، إنه التّخلف بعيونه الكبيرة قد أصاب نوكيا، ثم متجرها الإلكتروني نال نصيبه من الفشل في مواجه متجري appel و samsung. هكذا لم تستطع نوكيا صناعة هاتف ذكي وعصري يضاهي هواتف الشركتين السالف الذكر، وهوّت نوكيا أمام الثورة الجديدة، وبدت أمامها عاجزة عن الإتيان بشيء يُفيد، فكل محاولاتها انتهت عند أعتاب الفشل، ولم تقدر على نيل رضى حتى القلة القليلة ممن قام بابتّياع هواتفها (الذكية)، نهيك عن المنافسة.. واستمر الانهيار، وتراجعت القيمة السوقية لنوكيا بشكل مُهوّل، بعدما وصلت في عام 1999 إلى أزيد من 203 مليار دولار؛ غدت قيمتها السوقية في 2010 لا تتجاوز 44 مليار دولار.. سنوات أخرى من المحاولات الغبية في صناعة الهواتف الذكية، ثم لا شيء، نوكيا قد فاتها القطار، حتى عام 2013 التي أعلنت موت نوكيا سريريًا، فبينما وصلت حصتها في السوق مطلع عام 2007 إلى 50 بالمئة؛ أصبحت حصتها عام 2013 لا تتجاوز 3 بالمئة فقط، وفي نفس العام اشترت شركة microsoft نوكيا، وجاد الفقير بما عنده. لماذا سقطت نوكيا؟. انهيار نوكيا أتى من أخطاء استراتيجية، فلم تحسن نوكيا تدبير الاستمرار وأصابها الغرور ظنًا منها أن أي هاتف تنزله إلى السوق سينفد قبل نفاد هواتف باقي المنافسين، وتغافلت عن أن شركة appel مثلاً، أكثر منها تجربة في المجال الإلكتروني، واليوم الذي قررت التفاحة المقضومة الظهور وإزاحة نوكيا، لم تستخدم الأسلحة التي تملكها نوكيا؛ بل أتت بجهاز جديد، لكأن هاتف iphone الجديد قادم من المستقبل تعجز نوكيا عن انتاج مثله، أو أن appel تعمل لسنوات طويلة في صمت وتُجهز لثورتها القادمة، بينما نوكيا تعيش المجد، وفي آن واحد، تتوهم أنها ملكة الهواتف المحمولة في الحاضر والآتي، ولم تفكر ماذا ممكن أن يحدث في المستقبل، بل اكتفت بالتطوير الروتيني لهواتفها وطرح المزيد والمزيد دون أن تأتي بالجديد، ولم تتعلم أشياء جديدة، وهكذا من لا يتجدد ينتهي، حتى لو كان اسمه، نوكيا.

قال المدير التنفيذي لشركة نوكيا، في المؤتمر الذي عقب بيعها إلى شركة microsoft:

"نحن لم نفعل أي شيء خاطئ، لكن خسرنا بطريقة ما".



تعليقات

الأكثر قراءة في آخر أسبوع

عصفور المغاربة المقدس : تبيبط

بوتفوناست (صاحب البقرة)

أباطرة المخدرات المغاربة .. منير الرماش -1-

حمو أو نامير .. من الأسطورة إلى السينما

حمو أونامير .. حكاية خالدة من الفلكلور الأمازيغي

بنت الدراز