المنطقة 51 .. ماذا تُخفي أمريكا هناك؟


منذ وجود الإنسان عَمَر معه سؤال مُحيِّر: هل نحن وحدنا في هذا الكون الفسيح؟. دون الخوض في الأدلة المتاحة وسبر أغوار الآراء المختلفة، وما يخلفه ذلك من صداع رأس وتشعب وسبل ضائعة.. بل سنتطرق لأكثر الأشياء مادة في هذا الصدد الوجودي، تحديدًا في أرض أمريكية أُثير حولها جدل كبير وارتبط اسمها بالكائنات الفضائية، والمعروفة بالمنطقة 51. قبل الوصول لتلك المنطقة، سنُعرج على ليلة يوم 7 يوليوز عام 1947، ففي ذلك التاريخ سُمع دوي انفجار رهيب في سماء ضاحية مدينة روزويل التابعة لولاية نيو مكسيكو الأمريكية، وفي الصباح استيقظ المزارعين ليجدوا في محاصيلهم بقايا ركام فولاذية ضخمة، كأن طائرة عملاقة تفتت هنا، إلا أن ذلك الفولاذ أو التوتياء لم يكن مألوفًا، في الأخير اتصل المزارعون بالشرطة، وبعد حضورهم هلّهم المنظر وكلام الشهود عن الانفجار وما خلّفه، وبدورهم اتصلوا بالقوات الجوية التابعة للروزويل، وعند حضورها اتضح لها أن الحادث يتجاوز صلاحياتها، ثم طلبت حضور القوات الجوية الأمريكية بنفسها، وعند وصولهم أمروا الجميع بالإخلاء مكان الحادث، وفي وقت قياسي قاموا بتنظيف مسرح الانفجار، وأخذوا معهم مخلفات الحادث في سرية تامة، ثم أخبروا الرأي العام أنه مجرد حادث تحطم منطاد للطقس بعد أن قالوا في الأول إنه حطام لصحن طائر!.. إنما الحادث لم يمر كما تشتهي القوات الجوية الأمريكية؛ بل انتشر القيل والقال عن انفجار صحن فضائي ومصرع مخلوقات فضائية في تلك الليلة، وأن الحكومة تكتمت عن الحقيقة، حتى صارت القضية تُعرف بحادثة روزويل، التي لم ينتهِ حولها الجدل إلى اليوم.. ومنذ تلك الليلة، بدأ  الحديث عن وسائل طياران غير مُعرفة، تظهر  في سماء دول كثيرة حول العالم.. ومن أكبر امتدادات حادثة روزويل، هي المنطقة 51، أو الاسم الثانوي لقاعدة أمريكية للتجارب والتدريب في نيفادة.. تشهد هذه القاعدة احتياط أمني في غاية الدقة والصرامة، وسرية غير مسبوقة في أي قاعدة أخرى في العالم، بحيث يُمنع الطياران في أجواء المنطقة، لا بل حتى طائرات القوات الجوية يُمنع عليها التحليق هناك!. أما في البر، فلا يمكنك الاقتراب منها حتى، وإن كنت على بعد عشر كيلو مترات من القاعدة؛ فسيتم توقيفك على الفور، ومطالبتك بأداء غرامة قد تصل إلى خمسة آلاف دولار، وبعدها تُؤمر بالابتعاد عن الأرجاء، وإن حدث وخالفت القانون؛ فلن تلقى تنبيه آخر، بل سيطلق النار عليك وتدفن في مكان سقوطك!. بعد معرفة الناس بكل هذه السرية حول المنطقة 51، وانتشار الشائعات حول ما يُصنع ويُدبر هناك؛ قرر أحدهم يملك طائرة خاصة بأن يخوض جولة فوق القاعدة، وحمل معه آلة التصوير لتوثيق النزهة المميزة إلى أكثر بقاع الأرض سرية.. بعد دخول إلى أجواء العشر كيلو مترات الأخيرة قبل القاعدة، أي أنه وصل للمنطقة 51؛ تلقى اتصالاً مُفاجئًا عبر محول الطائرة، يُخبره أحدهم بأنه قد دخل إلى منطقة يُحظر الطياران فيها وعليه بالمغادرة فورًا.. أجاب المغامر بأنه لم يكن يدري ذلك وأنه في نزهة لا أكثر ولا ينوي الهبوط، وبدأ يستفسره لِمَ لا يحق له المرور.. في هذه الأثناء اقتربت طائرته بشكل كبير من مقر القاعدة، حتى صار على بعد كيلو مترين فقط.. فتلقى رد آخر حازم، يخبره ذلك الصوت المجهول، بأن عليه مغادرة المكان في أقل من عشر ثواني، وإلا سيتم تفجير طائرته!.. وهكذا فقد عاد المغامر أدراجه بعدما شعر بالخطر وتيّقن أن هؤلاء لا يلعبون هنا. إذن الواضح بأن كل هذه المُحاذرة لا ريب أن وراءها   أشياء في غاية السرية، مثل المخلوقات الفضائية مثلاً كما تعتقد فئة كبيرة من الأمريكيين، وهناك الكثير من المعطيات وإن كانت غير مؤكدة ومقاطع مسربة عن المنطقة 51، تتحدث عن اختبارات تُجرى على المخلوقات الفضائية هناك.. ويبقى لا شيء مؤكد، ولا يزيد عن تكهنات ومحاولة إماطة اللثام عن ألغاز تلك القاعدة التي شغلت بال الناس.. حتى ذات يوم ظهر للوجود رجل يُدعى روبرت سكوت لازا، وهو أمريكي الجنسية يُقال بأنه كان يشتغل سابقًا في المنطقة 51، قبل أن يصير باحثًا وكاتبًا، وهو من الشخصيات البارزة في بلده التي تدعم نظرية المؤامرة. 


في برنامج تلفزيوني قال روبرت بعد أن سأله المذيع عن الذي يشاع حول المنطقة رقم 51: إن في تلك القاعدة لا يتم صناعة الأسلحة ولا تجريبها؛ بل يتم تشريح جثث المخلوقات الفضائية لمعرفة كيف يعيشون وأين، وكذا دراسة مركباتهم الفضائية، وأضاف بأن تلك المركبات لا تعمل بالمحركات، لكنها تُقاوم الجاذبية بطرق لم يصل إليها البشر بعد.. كلام صعب التصديق، لكنه قيل في الأخير وزاد الغموض بعد الآخر حول ما يقع هناك في المنطقة 51. إنما روبرت لم يسلم من المشككين ومن اعتبره حتى باحثًا عن الشهرة لا أكثر.. الآن دعكم من روبرت، واستعدواللصدمة، فقد نعتبر روبرت مُهرطقًا، لكن ما رأيكم في شهادة باراك أوباما الرئيس الأمريكي السابق؟.


استطاع المذيع الشهير جيمي كميل، أن يستدرج لسان الرئيس السابق في مقابلة تلفزيونية، بعدما قاله له المذيع: لو كنتُ رئيسًا للبلد، لكان أول ما سأقوم به هو أن أركض لكي أقرأ كل المستندات والوثائق التي لا يحق لأحد قراءتها حول المنطقة 51.. ثم أردف: هل قرأتها يا سيد الرئيس؟. أجاب أوباما ضاحكًا: نعم. ثم قال له المذيع: هل حقًا تلك القاعدة عادية؛ أو هناك فعلاً فضائيين؟. تغير لون وجه أوباما بعد سؤال جيمي الجريء، ثم رد عليه: لا يمكنني أن أُجيب عن هذا السؤال. قال له المذيع بعد ذلك: لقد سبق وأن زارنا في البرنامج الرئيس السابق بيل كلينتون، وقال إنه بدوره طلع عن تلك الوثائق الخاصة بالمنطقة 51، وأكد لنا أن تلك القاعدة المتواجدة هناك، عادية جدًا ولا وجود فيها لأي فضائيين ولا ما شابه. أجابه أوباما: إنهم يفرضون علينا قول هذا الجواب إذا سألنا أحدهم. ثم غير أوباما الموضوع بسرعة خشية إثارة جدل هو في غنى عنه.. لكن ذلك ما حصل، ولم تمر حلقة جيمي مع أوباما مرور الكرام، وأعادت الجدل مرة أخرى حول تلك المنطقة، وبدا واضحًا ومما لا يدعو للشك، أن ثمة شيء ما تخفيه أمريكا هناك منذ عقود.

 في عام 2019  تم إنشاء مجموعة في الفسبوك شارك فيها ثلاث ملايين شخص من أجل زيارة المنطقة 51 وكشف أسرارها.. ولأن عددهم هائل فيصعب على الجيش اعتراض طريقهم.. لكن وللأسف لم يجتمع سوى العشرات في اليوم المتفق عليه، وفي الأخير تم منعهم من الولوج للمنطقة الملغزة: المنطقة 51. 


تعليقات

  1. قد قرأت مسبقا عن هذه المنطقة ، و لم اقتنع بوجود كائنات يتم اخفاءها او تشريحها و ما الذي يجعلهم يخفون شئ كهذا مثلا؟! شخصيا أظن أن هناك شئ اخطر ، كتجارب لصناعة اسلحة نووية و هو الاكثر قربا بسبب منع زيارة المنطقة حتى ان كان على بعد مسافة منها ، و ربما تحتوي على ايضا على تجارب بشرية لاقامة جيش يدمج بين البشر و الروبوتات او تطوير شرائح تمكن الاستشفاء الذاتي يتم غرسها بجسد الجيش و بالتالي يجعل من امريكا القوى العظمى ذات الجيش الاقوى عالميا ، و احتمال منطقي اخر ان تكون ايضا ملتقى الحيتان الكبيرة في عالم السياسة على مستوى جميع دول العالم بمثابة مكان لعقد الصفقات السرية و التي تجري تحت الطاولة بعيدا عن كل وسائل التسريب الممكنة .. اما امر كائنات فضائية و تشريحها هو الاقل احتمالا بسبب انه لا يعود بمنافع كبيرة عليهم ..

    غدير الفاضلي - العراق

    ردحذف
  2. أنا عن نفسي لا أؤمن بوجود الكائنات الفضائية كما صورتها لنا الصحافة، أو شاشات السنيما، لكن ربما هناك مخلوقات شبيهة بالبشر تعيش في مكان ما في هذا الكون العظيم، وأن الله تعالى قال "ويخلق ما لا تعلمون".. والعلم لله وحده. أما عن المنطقة 51، فأتفق معك تماما، مع استغراب لم جعلوها مرادفة للمخلوقات الفضائية عند كل ذكر لهذه المنطقة أو القاعدة؟.. هل هؤلاء - أنصار نظرية المؤامرة - أغبياء تغاضت أفكارهم عن الأسباب المنطقية لِم يُصنع في قاعدة نيفادة؟. عموما الأكيد أن هناك أسرارا مهمة وخاصة بالحكومة الأمريكية في هذه المنطقة.

    شكرا على المرو أخت غدير.

    ردحذف
  3. الجدير بالذكر أن البنتاجون أصدر حديثاً في هذه السنة بيان رسمي بأنهم صوروا أجسام طائرة غريبة الحركة تخترق المجال الجوي للولايات، يصنفونها على أنها "أجسام مجهولة".
    هذا البيان كان بمثابة اعتراف منهم أنه توجد أشياء تدخل المجال الجوي الأمريكي وهم لا يعرفون عنها شيئاً، وكما يقول أحد كبارهم، سيكون من المرعب جداً افتراض هذه الأجسام الطائرة هي في الواقع تكنولوجيا متقدمة من الشرق -يقصد الصين أو روسيا- بل افتراض أن كيان ما على الكوكب قد قام بمثل هذه القفزة التكنولوجية. ويقول هذا الكلام لأن تلك الأجسام الطائرة كانت تسير في اتجاهات غريبة وبتحركات غير منطقية، أتدري أخي محمد ما هي الأوصاف التي تنطبق على هذه الأجسام؟ إنها نفس الأوصاف التي وصفها لنا روبرت عن مركبات الفضائيين!
    أطلقوا فيديوهين أو ثلاثة عن الحادثة لا أذكر عن الحادثة، واحد قديم يعود ل2004.. وواحد حديث قريباً. شاهدت الفيديوهات وبصراحة الموضوع أثار اهتمامي، فحتي الطيار نفسه يحدث زميله ولا يدري ما كنه الشيء الغريب الذي أمامه. أذكر أيضاً أنهم أطلقوا وحدة تحقيق أو ما شابه لمعرفة ماهية تلك الكيانات. الغريب أن الخبر لم يلق الرواج المتوقع، الناس لا يدركون معنى عجز أكبر قوة عسكرية على الكوكب عن التعامل مع جسم غريب ومجهول يدخل مجالهم الجوي، وذلك الجسم على ما يبدو يكرر فعلته لعقدين أو أكثر من الزمن، الأمر أكبر من أن يمر مرور الكرام.
    مقال جميل أخي محمد، أحسنت العرض والكتابة.

    ردحذف
  4. أشكرك على هذه المعلومات التي شاركتها معنا، وحقا إن الأمر يدعو للاستغراب والحيرة، وأود أن أضيف أن في مصدر آخر حول حادثة روزويل، يتحدث بأن القوات الجوية الأمريكية أعلنت في البيان الأول حول الحادث أنه يعود لتحطم صحن طائر مجهول المصدر، قبل أن تتراجع في البلاغ الثاني الذي جاء لكي يُصحح الأول أو يستدرك تلك الزلة!. في الأخير يتضح أن هناك أسرارا كثيرة تحتفظ بهم أمريكا لنفسها، وخصوصا فيما يخص الفضاء.. ويبقى السؤال، لماذا أمريكا دائما تتصدر المشهد عند كل ذكر الكائنات الفضائية؟ قد نتفهم أن للبلد قوة رصد الفضاء هي الأقوى في العالم ما يجعله الأقرب لكشف ما يحدث في سماوات الأرض؛ والبعض يرى أن ما يحدث هو محاولة أمريكا فرض الهيمنة على الفضاء، ما يجعلها تتدعي معرفتها لأشياء لا يعرفها دونها، وهو امتداد آخر للحرب الباردة. من كل هذا أتساءل لماذا مثلا لا يحدث في بلداننا أن يتحطم صحن طائر؟، أو على الأقل نلتقط نحن أيضا مقاطع مصورة لأجسام طائرة غير مُعرفة ثم يتداولها الإعلام - كما يحدث عندهم - ؟. أو ليس لنا رأي في هذا ولن يتم قبوله حتى، ويبقى لنا الانضمام إلى الغالبية حيث نشعر بدفء الجماعة؟، وفيما بيننا نتجادل أن الأرض مسطحة أو كروية ^^.

    بارك الله فيك، وشكرا على حسن القراءة والرد.

    ردحذف
  5. ما هذا الغياب يا كاتبنا ؟؟ لعل المانع خير إن شاء الله

    ردحذف
    الردود
    1. تقصير مني، ولي عودة عما قريب إن شاء الله.. وأعتذر عن الرد المتأخر.

      حذف

إرسال تعليق

الأكثر قراءة في آخر أسبوع

حمو أو نامير .. من الأسطورة إلى السينما

أباطرة المخدرات المغاربة .. منير الرماش -1-

حمو أونامير .. حكاية خالدة من الفلكلور الأمازيغي

بوتفوناست (صاحب البقرة)

ايسلي و تسليت .. أسطورة العشق الأمازيغية

بنت الدراز