طعنة الخيانة في جسد يوليوس قيصر



اتفق رجال روما على اغتيال زعيمهم " يوليوس قيصر" والغدر به.. كان وراء ذلك "كاسيوس" صديق قيصر في شبابه، قبل أن يستوطن الحقد قلبه نحو صديقه الذي كبر شأنه وقدره، ونال منزلة عظمى في روما وفي بلاد الغال، بينما "كاسيوس مخلوق تعس، ويوليوس يسبق إلى ملك الدنيا ويحمل أعلام النصر لوحده" هكذا يصف حابك الغدر نفسه، بينما يقنع ويحرض "بروتس" أقرب المقربين إلى قيصر، لضلوع في خيانة تعتبر من أشنع ما يتذكره التاريخ.

في يوم مقتل قيصريوليوس، توسلت إليه زوجته "ﻛﺎﻟﺒﻮﺭﻧﻴﺎ" وبعض رجال بلاطه، بأن لا يذهب إلى مجلس الشيوخ، خشية أن يصيبه سوء بعدما انتشرت شائعات عن مكيدة عظمى قد تطوح بقيصر.. لم يكترث لهم "يوليوس" واتجه منتصب القامة هال المعشر - كما عوائده - إلى مبنى الحكومة، هناك يجد أهل روما بانتظاره، بينهم المتآمرون عليه مع دليلهم "كاسيوس" صحبة عزيز قيصر "بروتس". دخل قيصر إلى مجلس الشيوخ، وتبعه المتآمرون، وحال ولوجهم المبنى؛ انقضت خناجرهم على جسد يوليوس قيصر لتغرس فيها وتطفئ نار الحقد في نفس "كاسيوس".. هكذا أرادوها جريمة مشتركة حتى لا يتهم واحد منهم بهلاك قيصر، إلا أن "يوليوس قيصر" كان أقوى من طعناتهم أجمعين، ولم تغادره الروح رغم خناجر الغدرل المدسوسة في جسده، حتى لمح "بروتس" يهرع إليه، فتبسم قيصر وسكنته الطمأنينة، ظنا منه أن صديقه أتى لينقذه، قبل أن يشعر بخنجر "بروتس" البارد الأليم يخترق أحشائه ! ثم نظر إلى عيني "بروتس" بينما هو ينسل خنجره من جسده، قائلا مقولته الشهيرة : "حتى أنت يا بروتس ! إذن فليمت قيصر". لم يكن خنجر "بروتس" كسائر الخناجر. لا، لقد طعنه في مشاعره، في ثقته به، طعنة الخيانة المرة أفاضت روح قيصر وأردته صريعا على مرأى أهل روما.

يكتب ﺟﺒﺮﺍﻥ ﺧﻠﻴﻞ ﺟﺒﺮﺍﻥ :

"ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺻﺎﺑﺖ ﺍﻟﺮﺻﺎﺻﺔ ﻗﻠﺒﻲ ﻟﻢ ﺃﻣﺖ .. ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻣﺖ ﻟﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻄﻠﻘﻬﺎ"

هي أحداث تاريخية تعود إلى قرابة النصف قرن قبل الميلاد، حولها الأديب ويليام شكسبير إلى إحدى الأيقونات الشكسبيرية الخالدة في "مسرحية يوليوس قيصر".. أنصح بقراءتها.

تعليقات

  1. لقد تعاطفت مع قيصر رغم انه ايضا لم يكن مسالما في حياته لكن نهايته حزينة عندي سؤال متى تنشر الجزء الاخير من قصة احلام وشموع

    ردحذف
  2. طبعا، إن قيصر يوليوس لم يكن مسالما.. لكن هنا المغزى أن الطعنة التي تأتي من العدو أرحم من تلك التي تأتي من العزيز.. يذكر أن في قصة "قيصر" أحداث كثيرة لم أتطرق إليها، وأنصح بقراءة رائعة شكسبير "مسرحية يوليوس قيصر" إلا أنها عمل إبداعي، أي ليس كل ما جاء فيها قد حدث في أرض الواقع.. وبعض المصادر الأجنبية تحتوي على خلاف.

    فيما يخص سؤالك.. ليس عندي وقت محدد لنشر، إنما قريبا إن شاء الله سينشر الجزء الأخير.. وأعتذر عن التأخر، بسبب مشاغل الحياة.

    ردحذف

إرسال تعليق

الأكثر قراءة في آخر أسبوع

بوتفوناست (صاحب البقرة)

عصفور المغاربة المقدس : تبيبط

أباطرة المخدرات المغاربة .. منير الرماش -1-

حمو أو نامير .. من الأسطورة إلى السينما

حمو أونامير .. حكاية خالدة من الفلكلور الأمازيغي

بنت الدراز