الكفاح المغشوش



في السنوات الماضية، ارتفعت وتيرة ظهور الحركات النسوية المطالبة بحقوق المرأة في الوطن العربي، وهذا القيام نبيل لتسليط الضوء عن زاوية المرأة ومكانتها المجتمعية في منطقة يطبع عليها (التحفظ)  بكل ما تحمل الكلمة من أبعاد.. ولأن لكل قاعدة شواذ؛  فهذه الحركات النسوية النبيلة، خرجت في ضلعها حركات نسوية أخرى، تحمل أفكارًا مسمومة تسكبها على النساء، فيما يظهر أن ذلك يتجاوز قيام التضامن ومكافحة التمييز بين الجنسين.. بالمقابل لو عرضت هذا الفريق النسوي الجديد؛ فأنت جاهل مُتّخلف.


 "مكانكِ ليس المطبخ وتربية الأطفال.. أنتِ مثل الرجل وأفضل منه حتى.. إياكِ والتفكير في مُلازمة البيت بعد الزواج، أو لو تعرفين؛ لا تجعلي همك في الزواج، فلتعيشي حياتك كيفما تشاء أهواءك".

 هذه بعض إبداعات الحركات النسوية الجديدة، ولو استمر الوضع هكذا، فلن نستغرب السماع من أفواههن، أن الولادة لا تُحتكر لدنّ النساء؛ فعلى الرجال كذلك أن يُدبّر لهم رحمًا اصطناعيًا يكبر فيه الجنين! وهكذا  في محاولة فرض قناعتهن على باقي النساء، وقد أفلحن يا حسرة، في الكثير من المناسبات في تخريب البيوت، بعد أن وسوّسن للنساء بالتمرد على الأزواج، وأقدمن - بعض التعيسات - على ذلك، وتتبعن خطوات الشيطان.

بالمقابل يواجه بعض الرجال  هذه الحركات النسوية التحررية، أو بمعنى أكثر وصفًا ودقة، (النساء الداعيات للتمرد) بالحديث من برجهم العاجي، متوهمين، لتسمع لتلك العبارة الشهيرة: "مكان المرأة في مطبخها".

في الحقيقة، ليس مكان المرأة الأوحد في المطبخ، فهذا لا يتفوّه به سوى  أبله تجاوزه الزمن.. وفي آن واحد، لا يحق لأي مختلة فكرها  فرض قناعاتها على جميع النساء.. فلو افترضنا خروج كل النساء للعمل وهجرة البيوت (والمطابخ)؛ فما مصير الأطفال؟ أتتكلف بتربيتهم الأزقة؟ 

 في هذا العالم توجد نساء يُفضلن العمل والاستقلال المادي، ويجدن أن الحياة تكمن هنا، فطوبى لهن.. وأُخريات يجدن أنفسهن ملكات في المكوث في منازلهن والاهتمام بأطفالهن وأزواجهن، وطوبى لهن أيضا.. وهكذا تدور عجلة المجتمع في اتزان، يحاول البعض - جاهدًا -  أن يختّله.


* منشورة سابقًا في موقع أنطولوجيا السرد العربي

تعليقات

  1. أهلا جنات..

    هذا أسلوبي الذي أتبعه، فائدة وابتسامة لطيفة، لكن ليس قهقهة ^^

    كنت أتمنى أن أضع لردك علامة "لايك" لكني لا أجد أمامي علامات جادوغ وأضحزني وبقية الإخوان هههه المهم افترضي أن تعليقك مُلايّك ^^

    هي تبدو كمعضلة وليست معضلة بمعنى، فكما ذكرتِ، أن حتى بعض المدافعات عن حقوق المرأة بنيّة حسنة واللاتي يطالبن بالمساواة بين الجنسين في كل أنحاء العالم، تجدينهن في بعض الأحيان يسئنّ للمرأة من حيث لا يدرين، وحتى المطالبة بالمساواة بين الجنسين فيه ظلم للمرأة في الكثير من الجوانب، وقد تنطلق أساسا من معتقد خاطئ.. وأتفق معك تماما، أن القرآن الكريم قد أعطى حقها للمرأة كما لم يفعل ولن يفعل أحد، والإسلام لم يأت ليشقى العباد، سواء كان ذكرا أو أنثى.. والرسول صلى الله عليه وسلم، أوصى بالمرأة.

    ردحذف
    الردود

    1. صحيح هي تبدوا كمعضلة و ليست معضلة بكلها لكنها رغم ذلك لم تولى عناية شاملة و هو ما جعلها تبدو كمعضلة , العلماء في مسائل الفقه قد تطرقوا لمسألتها في غالب الاحيان من ناحية التشريع و الاحكام و الفرائض و قد وَفَّوْ حسب اعتقادي كل حسب اجتهاده , و عجلة الزمن تدور و لا تتوقف و نحن الآن احوج من أي عصر مضى الى دراسة الامر و فهمه بتعمق مع مستجدات عصرنا بما فيها من حسن و قبيح , حقيقة نراها في كثير من الاحيان مظلومة في كثير من حقوقها خاصة في مجتمعاتنا بشكل يمنعها ان تكون فاعلة , و العقلانية و التوسط هو بداية كل حل , نعم حتى المساوات نحتاج فيها الى اعمال العقل فما نراه مساوات قد لا يكون مساوات ابدا , عندما تعمل المرأة بدوام مثل دوام الرجل ( 8 صباحا الى 5 او 4 مساء ) كما عندنا في الجزائر , عند انتهاء العمل هي لن تذهب للراحة فما زال ينتظرها عمل آخر في المنزل و أي عمل .

      حذف
    2. ازول فلاك .. نسيت التحية :)

      حذف
  2. مرحبا اخي او اختي .. عذرا على تطفلي و اود ان اضيف حول مسألة الميراث " للذكر مثل حظ الانثيين " لا ننس ان الذكر يقع على عاتقه مهر العروس و المصاريف و النفقات و السكن و هنا نجد ان حظ الانثى الاولى قد انفق عليها , بينما ليس من واجب المرأة النفقة , عموما اتفق معك

    ردحذف
  3. أهلا جنات سررت أنك توافقينني، كنت أريد الإطالة لكني تعبت وهن كما تعلمين رؤوسهن كاسحة😂

    لست أخاك بل أختكِ يا بربروس كاتبة أثرية غربة قمر لو تتذكرينها😌

    أرى تعليقاتك هنا بين حين وآخر فأسعد أنك بخير، ابنة خالتك تصول وتجول هناك من حين لآخر وصدقيني لا أفهم منها غير ال(ههه)الطويلة جدا .

    كيف حالك يا فتاة؟ .

    ردحذف
  4. خير الكلام ما قل و دل لقد رايت قصة لك في كابوس اعتزم قراءتها على فقرات فأنا قد اصبحت كسولة جدا هههه
    وفاء كيف حالك اتمنى انك بخير و انا التي قلت من يعرفني هنا ههههههه شكرا .. ابنة خالتي قد اصبحت مصرية فانا ايضا لا افهمها في بعض الاحيان ههه سررت بلقاءك جدا مصادفة في وقتها :)

    ردحذف
  5. هههه أقصد أن النسويات لو سمعنني لقلن (لا يجعل المرأة تسير للخلف سوى أخواتها النساء) ومزيد من🤬🤬🤬 هههه

    طبعا محظوظ، نحن جزائريات واعيات فحلات رزينات حادقات مثقفات ..... أكملي جنات ، تعبت😂

    هههه رد مفحم الصراحة . سأخبرهن👍 في تعليق ما ان وجدتهن يعبثن بالقرب مني😂

    😢😢 سيطردني عم غوغل شر طردة يوما ما .

    ردحذف
  6. بخير يا كسولة . أكمليها أحسنلك😑

    ردحذف
  7. السلام عليكم

    فيما يخص المنظمات النسوية أو الفيمنست ، يبدو لي يخدمن أجندة معينة بعيدا عن النضال الحقوقي ، تخيل معي يتظهرن وهن عاريات الصدور في بعض بلدان الغرب !! هذا فيه المساس بكرامة المرأة . أما تمييز المرأة ليس حكرا فقط على المنطقة العربية والاسلامية ، حتى في المجتمعات التي توصف بالتقدم ، والدليل أن ربط المرأة بالمطبخ أتى من الغرب أساسا ، ولكن مع العلم أن هذا التمييز في تلك المجتمعات يسود ولا يحكم إذا جاز التعبير ، نحن أيضا في المغرب نسلك هذا الطريق مع بعض الاستثناءات ، مثلا المرأة حاضرة في كل المناصب وليس هناك منصب يُمنع على المرأة ، وبإمكانها أن تصل لثاني أعلى منصب في المملكة بعد منصب الملك وهو رئاسة الحكومة ولو فاز حزب نبيلة منيب كانت ستكون اليوم رئيسة الحكومة ، هل هناك أكثر من هذا في المساواة ؟؟ ولكن في المناطق النائية لا زالت المرأة تعاني للأسف وأتفق معك بخصوص التعليم فهو لب تقدم المجتمعات

    ردحذف
  8. الآن فهمت تلك العبارة.. ذكرتني بمثل أمازيغي يقول : لا يحرقك سوى فمك يا فُرن.

    جميلة هذه الأوصاف، تستحق كتاب بعنوان، "في مديح النفس" ^^ المهم مرحبا بكن عندي يا حادقات.. وتسعدني مشاركتكن.

    غوغل ترك أمرك للسماء، بعد أن انتهت حلول الأرض.

    ردحذف
  9. عليكم السلام..

    معك حق، تلك المظاهرات مقززة، ناهيك عن حديثهن عن الحقوق، فيزداد التقزز !

    أعحبني وصفك للتمييز المرأة في الغرب، حقا هناك يسود ولا يحكم.. كذلك "المرأة والمطبخ" دخيل علينا.

    عن المرأة في بلدنا، فلا أظن أن أحد يتجرأ بقول أنه لا توجد مساواة بينها وبين الرجل، لكن في مقالي القصير هذا، لا أقصد منه المساواة تحديدا، بل تلك النسوة اللاتي يحاولن جاهدات فرض قناعتهن عن اخريات.. افعلي للرجل لا تفعلي للرجل، إياك وعليك ويتوجب عليك ! كأنهن شيطان تجسد في صفة آدمية.

    علي بوطيب.. شكرا على الرد الجميل.

    ردحذف
  10. حقيقة لا أعرف ماذا يحصل لهذه المدونة المجنونة، فهناك تعليقات تحذف من تلقاء نفسها! أعتذر لأصحابها.

    ردحذف

إرسال تعليق

الأكثر قراءة في آخر أسبوع

بوتفوناست (صاحب البقرة)

عصفور المغاربة المقدس : تبيبط

أباطرة المخدرات المغاربة .. منير الرماش -1-

حمو أو نامير .. من الأسطورة إلى السينما

حمو أونامير .. حكاية خالدة من الفلكلور الأمازيغي

بنت الدراز