جاءتنا امرأة


قصة قصيرة

سكينة، فاتنة الجامعة بأنوثتها الفاقعة، تملك قوامًا أجمل من معظم تاريخ مدينتي.. عيونها يُطِّل منهما إبليس ويدعوك لمرافقته إلى الجحيم، وشفاهها الطرية تدفع البابا لرميِّ بقداسته. تلكم سكينة التي أغرتني بخطايا جسدها، الذي بدت لي فيها الدنيا كمنتزه يسحر الألباب.. كنا على علم بأننا أبعد ما تكون علاقتنا عن شيء يسمونه الحب، ولا بأجواره حتى؛ إن هي إلا لعبة الكبار التي نخوضها بلا هوادة.. وفي كل ليلة صبيحة عطلة، تجيئ إلى كوخي، أقصد شقتي، فأُضرم لها سجارة في فمها، وتفعل بدورها، وأضع على شرفها قنينة خمر فاخرة تجعلني أُفلس في الصباح، وأسكب لها ولي كأسًا، وأستمع إلى ما في جعبتها من أحاديث تمتزج مع أمارة السُكْر، وجمالها يتصاعد في سُكرها.

- أنا هكذا أريد نفسي يا عصام، متحررة من العرف المتخلف.

أرد عليها في خيالي: "وأنا هكذا أريدك يا سكينة، أن تنقلبي على كل عرف ودين، وجسدك وجبة تُشبع الوحوش".

- أشعر أني بخير، ما عادت فكرة الزواج تطرق مخيلتي، ولا أفكر في رجل أقضي معه بقية حياتي، ويتقطع بطني لألد له ولدًا، ثم ليُفنى حسني وجمالي من أجل ذكر لا يستحق.. الرجل ليس مهمًا في حياة المرأة يا عصام.

تُتِّم جملتها الأخيرة وهي تحاول فتح قنينة ماء بمشقة، ولم تُفلح.. ثم مددتها إليّ لكي أفتحها لتشرب. فكرت: هذه البلهاء بالكاد تتحدث عن اللاأهمية للرجل في حياة المرأة، وها هي بحاجة لمساعدة رجل من أجل جرعة ماء!.

- لكنك يا عصام صديقي المقرب، الذي أريد أن أقضيّ معه وقت ممتع كيفما أشاء، بلا قيد ولا شرط. أتدري في المستقبل أطمح للانضمام لمنظمة "الفيمنست".

وتكشف على ساقها الجميل وتمتد على الأريكة.. أشرب ما تبقى من كأسي دفعة واحدة.. أفكر أنها تعيش ضياع الشباب ولا تدري ما تكون، وتحاول أن تسلك كل السبل أمامها، وإحدى تلكم السبل أوصلتها إليّ.

- فلتحيأ كل متحررات الدنيا يا سكينة، عاشت كل "فيمنست" تدافع عن حق المرأة في عيش حياتها.. وعاشت هذه الساق التي تستحق شاهد على قبرها يوم تموت، أكتب عليه بخط يدي: هنا ترقد أجمل ساق مضت على وجه البسيطة.


فتعاقبت الأيام والأشهر، وبدرت في الترجل رويدًا رويدًا عن صهوة خطايا جسد سكينة، حينما أدركت بوجود من يشاركني في مص العسل، واستقبحت الشراكة مع غيري في هذا الجسد المليح، وعابرت من الباب الخلفي ناحية استعادة نفسي وأين تراها تُركت آخر مرة؟. ما كان الابتعاد عن سكينة هينًا، إلا أني كلمستيقظ بمشقةٍ في صباح صقيع وجنون الزمهرير، وينتظره يوم عمل طويل، فيلقى نفسه أمام حالين؛ العودة للنوم الجميل، وبعدها يطرد من العمل، أو اخماد رغبته الملحاحة للفراش والتوجه إلى منفعته.

***
معاذ، شاب صادقته لسنوات، إنسان لم يكمل تعليمه، إلا أنه عمل بجدٍ في حياته واستدرك افتقار ثقافته. عظم شأنه لديّ بعدما انتشلني من ضائقة مالية كادت تدّلني على طريق السجن، ومنذئذ قطعت وعدا على نفسي، أن أحمله على رموش عيناي لو حدث يومًا احتاجني فيه... إنه صاحبي الوحيد في هذه البلاد، أشاركه سعادتي وشقائي، كما يفعل هو، وبدا مآل صداقتنا ما حيّينا. ذات يوم جاء يُطلعني عن علاقته بفتاة حسناء، تدعى، سكينة، واشتعلت عيناه اعجابًا فظهر في نشوة وهو يحكي لي عن هذه الفتاة، التي سأكتشف فيما بعد هويتها، التي لم تكن عدا سكينة التي أعرفها.. فأي ريح هوجاء قذفت صاحبي الرزين إلى تلك البلهاء؟ وأتت أيام ملؤها ذكر سكينة لدّن معاذ، وصار يحمل إليّ عن نبئها، وكيف تكون لقاءاتهما، حتى ترتجف شفاهه في التفوه باسم سكينة، وبات ظاهرًا أنّ صديقي يذوب هيامًا في غرام عاهرة، وهو الذي لا يدري عن ماضي سكينة المجيد، التي اختبرت أحضان زملائها، أولهم، جنابنا الموقر.. إلى أن جاءني بالخبر السعيد، أنه وبحول الله تقدم لخطبة سكينة، التي وافقت مع أهلها والعرس في الصيف الآتي! معاذ يحكي لي بسرور، وأنا شارد أحاول أن أستوعب مما يقوله، وأُقنع حالي أن خطيبته حقًا هي سكينة التي تجد الزواج غاية لا ترجى إلا لدّن المتخلفات، فماذا جرى بحق صفاء نيّة صاحبي؟.

معاذ تبتسم له الحياة في عيون سكينة، وينتظر يوم تجتمع جواربهما في غرفة واحدة، وأنا أتمنى أن لا يأتي ذاك اليوم أو ليتأخر أكثر وأكثر حتى ألقى كيف بي أوقف مشية صديقي الحثيثة إلى أسرة فاسدة تنتظره في الجهة المتوارية من حياته؟ سكينة وإن كانت تملك منظومة راجمات الأنوثة؛ عدا أنها بعد السماء عن الأرض لأن تكون زوجة صالحة، وما زلت أتذكر كلامها عن الزواج والرجال، وهي تردد، وإن حدث وتزوجتْ يومًا، فلن تصبو لتكوين أسرة، بل تجربة أخرى وستضجر بعد حين وتُنهي الأمر. ففكرت أن الراقصة في عمرها لا تنسَ كيف يُهز الخصر، ولا أقبل لصاحبي عروس نامت في حُضني، وهذا أكثر ما يحزنني، فقد أتغاضى عن الباقي، إلا عن ذاك، فلا أقدر.. إلا أنه عظم عليّ البوح لصاحبي.. حاولت ودفعت نفسي لقولها، وأبى لساني على تمرير تلك الكلمة التي ستحرق شفتاي لا ريب.. فوّزن لساني في فمي زنة الأطنان، وتركته هناك يُشّل إلى أن يسأم من تمرده ويطاوعني، وانصرفت إلى مجابهة نفسي، ولقيتُ فيها اثنين يتخاصمان فيما بينهما، واحدٌ يُلوِّح بعزم أن أدع معاذ يمضي في زواجه بسكينة، وأضمر ماضيها معي في مقبرة ذاكرتي.. وآخر يُمانع صمتي وترك صاحبي في سبيل قد يلقى فيه حتفه.. فصدقت الثاني، وحزمت أمري على الوقوف في وجه تلك الزيجة وأن أجعل معاذ يرتد من حب سكينة، إلا أني لا أدري كيف؟ ففكرت، أن لا أُباشره بماضيّ مع سكينة، وأقتصر عن وضع حبيبته في سبكها الصادق، الغافل عنه صاحبي التائه في ظلال الغرام.

***

بانتظار معاذ في المقهى المعتاد، ومعي بضع أقوالٍ حارقة أرقتني لليالٍ وأربكتني لأنهرٍ، ودقت ساعة أن أُلقيّ بها، وليسمعها مني معاذ، وبعدُ فليأتي الطوفان.

- سكينة يا صاحبي.. لا تصلح لك زوجة، ولا حتى أن ترافقها في الطريق!

لقد نطق بها لساني في الأخير، وشعرت بطمأنينة تبسط في جسدي، بينما معاذ ينظر إليّ بذهول، كما لو سَكبت عليه - بغتةً - مياه باردة.

- ماذا؟

اللعنة، سيكون عليّ تكرارها مرة أخرى !

- كما تسمعني، يا معاذ.. منذ أن أخبرتني بعزمك الزواج من سكينة، وجدت نفسي أبحث عن كيف أخبرك بحقيقتها.

- وما حقيقتها التي تعرفها؟

- كانت زميلتي في الجامعة، وزمالتها جعلتني أتعرف عليها عن قرب، ولم ألقَ فيها، عدا بنت لعوب كثرت علاقاتها مع الشباب.

المسكين، لاذا في الصمت وهو يراقب المارة.. تُرى فيما يُفكر؟ أتساءل، بينما أتهيأ لمعاينة أضرار ما أفصحت عنه.. صمته الغامض يجعلني أرتاب من رد فعله القادم.. التفت إليّ على حين غرة، كأنه تذكر أني هنا.

- لا أدري ما الذي جعلك تتحدث عن سكينة هكذا؟ أتظنني صبيًا غريرًا، ينجر وراء كل ما يسمعه؟

الظاهر أن هذا المتعوس لا تشوبه نيّة ليُصدقني.. ثم أخذت منه مهلتي في الصمت، حتى وجدت ما سأقوله.

- ألم تسمعني.. كانت زميلتي في الجامعة، واسأل عنها، وإني لصادق يا صاحبي.

- سمعت منك ما يكفي، والآن سأرحل.

- إياك والاسراع بالزواج منها.. دع الزمن يكشف لك عن غطائها المفضوح، ألا وهو الجمال يا غافل.

رحل.. رحل في ضجر بادئ على محياه، وما كان ينتظر مني ما سمعه للتو، ولولا عشرته لما أقدمت على ذلك.. وها قد تنفست الصعداء، والراجح سيسأل عن ماضي سكينة، ليسمع أعظم مما سمعه مني، وهو الذي لم ألق له شجاعة لقوله، ولربما أحتفظ به كورقة أخيرة بحوزتي؛ إلا أني على ريب بأنها ورقة رابحة، فقد تحرق صحبتنا.


ذات ليلة، وبينما أتقلب على الأريكة في ملل قاس، وأتابع على التلفاز فيلمًا غامضًا كأحلام نعاس بعد العصر، لم أفهم منه عدا أن البطلة تُدعى سوزان، وإذ بي أسمع دقات على الباب، وقمت له مجبرًا لا مخيرًا خشية أن يكون الطارق ذي أهمية.. فتحت بابًا لألقى في وجهي معاذ بنظرات لا تُطمئن.. ففسحت الطريق آمرًا له بالدخول، وبخطوات بطيئة يقصد ناحية أريكة البهو، بينهما أُغلق الباب وأفكر بالذي جعله يحضر عندي ويُخالط ملل ليلتي. جلس معي يشاركني متابعة فليم سهرتي غير المفهوم، قبل أن يستدير إليّ قائلا: " ما زلت تشرب؟" وعاد ينظر إلى قنينة الخمر المنتصبة وسط المائدة، ولم يرحني هذا السؤال منه، كأنه يُمهد ويُفَرش لقول شيء ما؟ 

_ أجل.. ما تزال تلك القنينة تجالسني. 

- وهكذا لن تتبدل أحوالك. 

- أهذا ما جعلك تأتي لقوله؟

صمت لبرهه.

- بل جئت أقول لك، أني وصلت للحقيقة في علاقتك بسكينة، وكل الذي دفعك يومذاك لتمس في سمعتها.

أقال سمعة؟

- وبعدُ، ترى عن أي حقيقة وصلت إليها؟ 

عاد لكنف صمته، لربما يُفكر كيف يبدأ في اطلاق العنان لما يحمله لي هذه الليلة.

- لم يخب ظني في سكينة، إلا أنّ الظن خاب فيك أنت دون سواك! لقد علمت أن سكينة رفضت تقربك منها في الجامعة، وكيف كنت تُهرول وراءها بينما لم تعرك اهتمامها، ولأجل هذا قلبك عامر بالحقد ناحيتها، ما جعلك تؤلف الأكاذيب عنها.

لم ألق ما أقول عدا سؤال واحد: "من تقيأ عليك هذا الهراء؟"

- منذ ذلك اليوم الذي مسّستَ فيه بسمعة خطيبتي؛ جعلتني أشك حتى من كوني نفسي..  وذهبت أبحث في أقوالك المزعومة، ولم ألقَ لها أثر.. ولمجرد أن أطلعت سكينة بأنك صديقي، لأرى ماذا تعرف عنك؛ فكان الذي يعرفه كل الشعب، طائش زير النساء يشتكي منه كل من جاوره، وختمت معرفتها بك؛ بكيف كنت تركض خلفها لإغواءها ولم تفلح في مسعاك.. وهكذا اكتملت الصورة عندي. 

أهو الحب الذي جعله يهذي؟ لم أقدر على تصديق ما يتفوه به هذا الذي يجلس إلى جانبي!، وبدا أن سكينة جعلتني غداءً لها قبل أن أتعشى بها.. فكرت أن هذا ليس صاحبي الذي أعرفه بالأمس القريب، وما كان هو الذي أُبصره الآن، إنه إنسان آخر على شبيهة خارقه من معاذ، خرج من آلة طباعة البشر، فأعيدوا إليّ النسخة الأصلية.

- وصدقتها؟

- أجل، كيف لا أفعل، وأنا أكثر العارفين بك يا عصام، وأعرف أين تقضي ليالك الحالكة.

لقد انتهى الأمر.. وما عدت أطيق رؤية هذا الكائن بجانبي، إلا أني تمالكت نفسي، وقررت أن أرميّ بآخر ورقة أملكها، وبعدُ سأدله على اتجاه الباب.

- حسنٌ يا معاذ، يمكنك تصديق من تشاء بيننا.. وقد أجد لك عذرًا، فالحب قد زارك أول مرة بعد غياب، وسرق منك بصيرتك وأطال لسانك عليّ.. وآخر كلامي، أن سكينة تلك مرت من هذه الشقة، ولو كان لتلك الساعة في الحائط لسان؛ لأخبرتك كيف كانت سيقان سكينة يُزينان هذه الأريكة المهترئة التي تجلس عليها الآن.. في هذه اللحظة أرحت نفسي من عذاب ضمير كان ليرافقني في هذه الدنيا.. ولا أوّد سماعة كلمة أخرى منك، فلترحل، وإليك عني ما حيّيت، فقد صدقت عاهرة وكذبت رجلاً.

ورحل بسرعة وقد صفع الباب وراءه.. وفي ذاتها لحظة انتهى الفيلم على التلفاز، واسودت الشاشة وتطلع منها السطور البيضاء، كأنه تجسيد لم وقع للتو.. أطفأت التلفاز، وفكرت أن عاهرة أخذت مني صاحبي.

***

- في صغرك، أكان لك صاحبًا عزيزًا يا أبي؟ 

تسألني ابنتي، وتنتظر جوابًا من والدها.. فانطلقت أنبش في مقبرة ذاكرتي، حتى استخرجت منها جثة تعود لشخص اسمه معاذ.

- كان لي صاحب عزيز يا ابنتي، يدعى معاذ.

- أين هو الآن؟.

- في مدينة أخرى.

وإذ بفضول عظيم يستحوذ عليّ لمعرفة ماذا حلّ بمعاذ بعد أن تعاقبت السنين.. ولم أقدر على مهاتفته وأكشف له من أكون، وأخذتُ أقلب في كناشتي العتيقة، بين صفحاتها المجعدة على أرقام هواتف لأشخاص على معرفة بي  وبمعاذ، وسقط اختياري على زميل في أيام الجامعة، لعلّه ما يزال يعيش في مدينة معاذ ويعلم على حياته. رفع السماعة، وغدق عليّ بالترحيب، وبعد السؤال عن الأحوال واستذكار مدرج الجامعة وبقية الزملاء، في جو ممزوج بصوت ضحكات على مواقف، ليتها تُعاش من جديد.. ثم أجد نفسي أسأله عن معاذ، فيرد " عن أي معاذ تسأل؟" حتى دُلته عن الشخص المقصود، أو اعتقدت ذلك، فصمت لبرهة، كأن أوراق ذاكرته تتقلب، فقال: "أولا تعلم؟"

- لا علم لي بحاله منذ أن تزوج. 

- معاذ في السجن منذ بضع أشهر!.

- أقلت سجن؟!.

- بلى، في السجن.. لقد اُتّهم بقتل زوجته!

لكأنه سكب عليّ وعاء ماء بارد.. قبل أن يردف السبب الذي أدى بمعاذ لتصفية زوجته، فكانت الخيانة الزوجية، فسكينة احترمت منطقها ولم تتمرد عليه، وعشيري القديم تكفّل بإصدارها إلى عذاب القبر.. فقررت زيارته في السجن، أن أشاركه مصابه وابتلاءه، فعِشرته القديمة تدفعني إليه.

حتى ذات قيظ زوال، في يوم سطعت فيه الشمس أكثر من المعتاد، وجدت نفسي في عالم مسلوبي الحرية، وفي يدي تصريح بزيارة مسجون، وأمشي بتؤدة في دهليز طويل، إلى أن بدت لي رعب ملامح إنسان، فيها القليل من صاحبي معاذ، جعلتني أتعرف عليه.. وصرنا في تبادل للأنظار.

***

 بعد أن نطقت العبارة الأخير من القصة الخيالية، صرنا نتناظر أنا ومعاذ، ثم يطرق برأسه منصرفًا إلى تفكير عميق.. لا ريب أني أفلحت في مرادي؛ أن أُفسد عزمه الزواج من سكينة، لا لشيء؛ عدا صحبته التي أرقتني وأنا أنكب باحثا عن إيقاف خطواته نحو أسرة نتنة.
 
- ما هذا الذي سمعته للتو يا عصام؟

- قصة.. قصة قصيرة ألفتها من أجلك، حتى أجعلك تتخلى عن فكرة الزواج من سكينة، وللمرة الألف وواحد، أقول لك، إنها لا تصلح لك يا صاحبي. 

- وللمرة الألف واثنين، أقول لك، ما أدراك أنها لن تتغير؟ 

- ما عاد بحوزتي ما أضيفه عن هذه الورقة التي كتبت عليها القصة.. أريدك أن تأخذها معك، وافعل بها ما تشاء، فليكن حتى أن تمدها لأول سلة قمامة تصادفها في طريقك. 

خرج معاذ وأخذ معه الورقة التي عليها القصة، حتى وصل عند صدع الباب، والتفت إلي قائلا: "شكرًا يا صاحبي"، ثم أغلق الباب بهدوء، ومضى في حال سبيله.. في الغد عاد إليّ صاحبي الذي أعرفه. 

***

صرنا نتبادل النظرات ثم نطرق مع بعض.. شحبت الحياة في بصره، وفقدت المعنى والقيمة، فما عاد للنهار غد منتظر. لا أسفا بعدُ يا صاحبي، وقد وقع الفأس على رؤوسنا.. لذاك الذي ترك جيش من الطيبات، وقيّد خياراته في مثلث الخبيثات، هو الحب الأعمى الذي دلّك في طريق، بل والأخرس وكل العاهات، فطوبى لمن وقع هوى قلبه على الذي يستحق نيل هواهُ.

خطوت ناحية تلك القضبان التي تفصلني عن صاحبي الذي اكتسح الفراغ حياته، وحُصر في هذه الرقعة الباردة وراء الأقفال.. لم ألق ما أتفوه به، ولا كلمة لأواسي مصابه، وتخفيف من وطئة رعب القرون التي سيقضيها هنا.. فبكى!. دستُ يدي في جيبي، وأخرجت منه ورقة مطوية بعناية، كتبت عليها قصةً، ومددتها لصاحبي من بين القضبان، قائلا بصوت مبحوح خنقته إرادة مشاركته في البكاء : "حاولت جاهدًا انقاذ صاحبي في الواقع، ولم أُفلح، فأنقذته في الخيال".  

وعدت في حال سبيلي، أُفكر كيف جاءتنا امرأة، وسرقت صُحبتنا.


اقتباس:

"لذاك الذي ترك جيش من الطيبات، وقيّد خياراته في مثلث الخبيثات، هو الحب الأعمى الذي دلّك في طريق، بل والأخرس وكل العاهات.. فطوبى لمن وقع هوى قلبه على الذي يستحق نيل هواهُ"


مستوحاة من قصة حقيقية. 



تعليقات

  1. عبد الرزاق ايدر2 أبريل 2022 في 10:45 ص

    السلام عليكم

    هذه القصة فيها محمد الزمن الجميل ، ذكرتني بقصصك القديمة واستمتعت بقراءتها وأعجبني أسلوبها المتين والعبرة منها ، أظن أنها واحدة من أفضل ما كتبت من القصص.

    ردحذف
    الردود
    1. عليكم السلام،

      أهلا بصديقنا العتيق عبد الرزاق.. سعيد حقا أن القصة أعجبتك، وسعيد أكثر أن أجد لك تعليقا جديدا.

      حذف
  2. عودة حميدة أخي محمد ورمضان كريم بصراحة فاجأتني بهذه القصة فهي مختلفة تماما عن قصصك السابقة وطبعا مثل هذه القصص موجودة في الواقع لكن زادها حسك الأدبي رونقا وراقتلي كثيرا تلك الخدعة في النهاية فقد ظننا أن معاذ لم يدخل السجن بل مجرد قصة ألفها عصام ليجعل صديقه يعدل عن قراره قبل أن يتضح أن القصة كتبت بعدما حصل ما حصل وعبارة (جاءتنا امرأة وسرقت صحبتنا) معبرة جدا فكم امرأة أشعلت النيران بين الاخوة والأصدقاء رغم انه كدت تتحامل على النساء لولا أنك كنت ذكيا كلعادة وتحسب لك عبارة (ترك جيش من الطيبات) لولا هذه الجملة كنا لنقول بأنك قاسي على المرأة ههههه

    تحياتي

    ردحذف
    الردود
    1. أهلا بالأخ علي، وبارك الله فيك وتقبل منا ومنك صالح الأعمال، وشكرا جزيلا على على هذه المشاركة.. وفي الواقع كنت حذرا جدا من أن يظهر لأحدهم بأني أتحامل على المرأة، رغم أن في كلا الجنسين يوجد الطيب والخبيث. عموما أتمنى تكون قد استمتعت بقراءة القصة.

      حذف
  3. "فطوبى لمن وقع هوى قلبه على الذي يستحق نيل هواه"
    شاابوه فعلا يا مسيووو ،وأخيرا قصة دسمة باسلوب يجعلنا نتأمل كل جملة و نقف عندها حتى نكشف خباياها انت بارع فعلا بهذه الالاعيب اللغوية و هذا اكثر ما يشدني في قصصك الصراحة..

    بالعودة الى سكينة على وجه الخصوص تلك الفتاة الطائشة و لا عجب كثرتها هذه الايام من مشوهات الانوثة و مدعيات التحرر و لكن العجب كل العجب على من يقع في حب من لا يأمنها على بيته !
    ربما استحقت النهاية و ربما نقف هنا و نقول ان معاذ كان مخطئ ايضا فكيف يصدم بحقيقتها و هو الذي علم بها منذ البدئ كان الاجدر أن يطلقها لتعود حيث ترتع بخطيئاتها و لا يدمر نفسه من أجل آثمة و ربما كان يستحق عاقبته لتكذيبه صديقه ..
    قصة رائعة هذه المرة و هذا ما كنا ننتظره منذ زمن .. تحياتي

    ردحذف
    الردود
    1. ومليون طوبى لمن وقع هوى قلبه على من يستحق هواه ^^
      معاذ أعماه الحب، والحب يفعل الدمار في بعض الأحيان ^^ وذلك الاقتباس يلخص الحالة.

      سعيد حقا انها أعجبتك.. ولاحظي جيدا تاريخ نشر القصة، 31 مارس، وإلى وعد آخر ^^

      حذف
    2. هههه نعم لاحظت و انا التي جئت متاخرة هذه المرة��
      شكرا جدا لك مسيو ..

      حذف
  4. اخيرا قصة واي قصة كما قال صاحب التعليق الاول فيها محمد الزمن الجميل هههههه اخبرتك سابقا باعجابي الشديد بحرفتك في كتابة القصص ودائما انتظر منك الجديد ، لديك اسلوب لا يعتمد على البلاغة كما يفعل الكثير من الكتاب بل تعتمد على دقة اختيار الكلمات وتشبيهات عجيبة مثل "قوامها اجمل من معظم تاريخ مدينتي" "والبابا يرمي بقداسته" اه لو سمعك البابا !؟ هههه القصة رائعة والقصة داخل القصة اعجبتني والمغزى منها واضح جدا ، فهناك جيش من الطيبات والله يبعد علينا الخبيثات .

    ردحذف
  5. أهلا بصديقنا الدحداح.. يسرني كثيرا اعجابك بما أقدمه، وأتمنى حقا البقاء عند حسن الظن.. قد تبدو ردودي قصيرة في هذه القصة، لأنه لا أجد ما أقوله، كذا ببساطة ^^ شكرا ، شكرا لك.

    ردحذف
  6. كم أحب مثل هذه القصص التي لا تشعر القارئ بالملل أبدا قرأت لك مقالات كثيرة وخواطر لكن تبقى للقصة القصيرة بقلمك رونقها الخاص بأسلوبها ومغزاها ورسائلها ولا أنسى الاقتباسات المعبرة وبعض الخبث أيضا هههههه

    ردحذف
    الردود
    1. اتمنى أن تعجبك القصص القادمة إن شاء الله.. وممتن لمتابعتك ولمشاركتك معنا.

      حذف
  7. رائعة جدا .. جعلتني انفصل عن الواقع لأعيش تفاصيلها .. منذ زمن لم أقرء قصة قصيرة بروعتها تسلسل الافكار و الاسلوب المريح و خاصة النهاية
    اتمنى أن نرى لك روايات كبيرة تكتسح المكتبات و المعارض في مستقبل الايام .. بالتوفيق
    بربروس

    ردحذف
    الردود
    1. سعيد حقا أن القصة اعجبتك سيدة جنات، لأني ما زلت أتذكر تعليقاتك السابقة التي تستوقفني دائما.. وممتن لمتنياتك لي، ونسأل الله أن يوفقنا جميعا، ويرضى عنا يوم نرحل إلى جواره.

      حذف
    2. انا مصورة قصص لك اعجبتني من وقت موقع كابوس خاصة "تحت قناديل الشارع" :) بلاها سيدة هدي ما نحبش الألقاب :( ههههه آمين أجمعين

      حذف
  8. سنعمل على أن تظل القناديل تضيء. (سنعمل هاته، فيها شبه من خطابات البرلمان) ههههه

    متحبيش الألقاب؟ وأنا الذي ظننت العكس، يا ميرونيسا بربروس، ولقب آخر أتذكره لك، فيه انتساب للموريين والأندلس.. كل هذا التفنن في اختيار الألقاب، وجايا ليوم تقول لي منحبش الألقاب؟ ههههه أمزح فقط يا سيدة جنات، استحمليني رجاءً ريثما نبث في طلبك^^

    ردحذف
  9. اذن دعنا من سنعمل هذه ههههه
    لا عادي امزح براحتك , "اندلوسيا مورو" هههه يوم للي كنت عاملة نفسي أتخفى و انتا فضحتني و رديت عليا " ميهرونيسا " هههه كنت عايشة في عالم آخر .. لا بأس ببعض التناقض .. ألا توافقني ؟ ههه , حسنا سأعمل على ان استحمل و امري لله هههه

    ردحذف
  10. كنتِ يومذاك أتيتني تختفين في حجاب شفاف هههه كطفلة قالت لطارق باب منزلهم، "قالت لك أمي بأنها غير موجودة" ^^ وأتذكر كان ذلك في قصة "الظلمات الباهرة" قبل أربع سنوات.. المهم كلنا نمر في عوالم أخرى.

    "ستعملين على" أوكي يا برلمانية هههه وأمرنا لله جميعا.

    ردحذف
    الردود
    1. كان تخفي فاشل هههه حتى انه لا يستحق ان يسمى تخفي , كنت " أعمل " على ان اتخفى .. على حد تعبير صحاب البرلمان ههههه هل ما زلت تتصفح موقع كابوس ؟ انا ما ازال افعل بين حين و آخر

      حذف
  11. وطالما كنت "تعملين على" أن تتخفي؛ فالنتيجة واضحة هههه لأن "العمل على" معناه (مكاينش شيء) والمصدر هو البرلمان^^

    نادرا جدا ما أدخل إلى موقع كابوس وغيره من المواقع التي كنت أتصفحها سابقا.. العمل أخذ من وقتي الحيز الكبير، وحتى هذه المدونة لم أعد أجدد مواضيعها كما في السابق.

    ما أخبار كتاباتك؟ "ألا تعملين" على كتابة قصص جديدة أو مواضيع عن الأساطير ؟

    ردحذف
  12. اضحكك الله .. موتتني بالضحك , اذن كل شيء هو نتيجة " العمل على " هههههههههههه
    اعانك الله في عملك و حياتك , فعلا كبرنا و كبرت مشاكلنا ههههه على اساس اننا " هرمنا " هههه في موقع كابوس ذهب ذلك الجيل الذي نعرفه في ادب الرعب و العام .. الجيل الذهبي ههه كان السيد اياد سيغلق الموقع لكنه اعاد صيانته و هو يعمل كالسابق لكن التفاعل فيه ضعيف عن الاوقات السابقة
    ربما السبب هو انني "اعمل على" كتابة قصص جديدة لذلك لم اكمل اي قصة .. انصاف قصص ههه اميل للاساطير للتراث و التاريخ و لكنني ما زلت " اعمل على " هههه

    ردحذف
  13. آمين، أعاننا الله جميعا فيما يرضيه.

    كبرنا هادي مفيهاش شك ولكن هرمنا، لا مازال ولكن حنا فطريق السريع وعن قريب ستجدين محمد يحمل عكازا ويتجول في المنزل ويُطفئ المصابيح المشتعلة ويسأل إذا كان أحدهم سمع أذان العصر ههههه وجنات تطل من الشرفة بنظاراتها الطبية العملاقة كالنوافذ وبها حبل مطاط للتثبيت خلف الرأس هههه

    وهذه سنة الحياة، حتى في موقع عادي تتجلى فيه، يذهب جيل ويأتي جيل، ولا شيء يدوم.. ولكن يظل موقع كابوس ذكرى مميزة فقد تعرفنا فيه على بعض الأصدقاء اللطفاء.

    "العمل على"، لا ينتج سوى الأنصاف وحتى الأرباع يا ميهرونيسا هههه ولكن توجد واحدة أخطر، وهي "نحن بصدد" هادي غير غمضي عنيك ومشي فحالك هههه المهم أتمنى حقا أن أقرأ لك شيئا جديدا.

    ردحذف
  14. لا ارجوووك ارجووك لا تقل نحن بصدد هههههه هذه الاخطر و الاشد فتكا يا ريت غمض عينيك و امشي في حالك .. اذا سمعت هدي الكلمة قول ربي يجيرنا من الاعظم هههه ان شاء الله .. منذ فترة لم اتفقد ما كتبت و لكنني اكتب الشعر من حين لآخر .. ليس بجودة كبيرة بالتأكيد هههه
    هههه اذن فأنت ستكون مثل جدي هههه و عندما تجد مصباح مضاء في عز النهار تتنرفز طوال اليوم و يصبح كل احد خائف ان يمر من امامك فتسلقه بلسان حاد او تلعنلو والديه ههههه جنات ستكون عجوز ثقيلة الظل لا عمل لها سوى انتقاد الاخرين و لا شيء يعجبها تستيقظ مع الفجر و ترغم الجميع على الاستيقاظ ههههه ثم تلمع الطناجر المحروقة و هي تسب النيام و تخرج في العاشرة تزور جاراتها و تشكي من الذين هم فوق الارض و تحت الارض ههههه

    ردحذف
  15. بعثت التعليق مرتين ههههههه

    ردحذف
  16. اوكي، كل شيء إلى "بصدد" لااا فنريد أن نقرأ شيئا لجنات، ولي فضول لقراءة أشعارك والله^^

    اضحكتني بوصف جنات العجوز ههههه فهو وصف للعجائز في بلداننا بدقة عالية ^^ أما محمد العجوز، نسيت أن أضيف، أنه يجالس الضيوف في صمت، ثم يتحدث فجأةً، وأشهر أقواله: "ابن من أنت؟" "ماذا قال؟" أما ملاحقة الأنوار في النهار لإطفائها، فهي معروفة على كبار السن في بلداننا، وهي علامة "مكاين مايدار" هههه

    ردحذف
  17. كبار السن في بلداننا مكاين ما يدار لكن نهار للي يروحو و يخلونا نعرفو قيمتهم .. حنا " الجيل الجايح " كما يقولولنا ديما ههههه ولا تنس الزيارة المباركة لفاتورة الكهرباء و الغاز اتلهف لمعرفة كيف ستكون ردة فعل محمد العجوز حينها ههههه نظن كل واحد فينا حاس نفسو كيف سيكون لما يشيخ .. لكن تقريبا سيكونون على نفس الشاكلة
    لقد وصفت جدتي و احسبني سأكون كذلك حتما عندما اصبح في سنها .. المصير الحتمي هههه إليك شيئا من اشعاري .. احم احم ( ما تضحكش )
    كيف السبيل و كل شيء اختفى
    حتى السبيل ..
    من أين ابدء في المسير
    و كل شيء انمحى قبل قليل
    و معالم اللاشيء تبدو
    تحت الظل و الظليل
    كيف اصحو باكرا
    و الدنيا عني تكتم النور الضئيل
    و السماء فوقي تكبت الفجر الهزيل
    من أين ابدء في المسير
    و كل الدروب تفضي الى تحت السرير
    و كل الدروب تعيدني
    الى وسائد الصحف و الحرف الكسير
    من اين ابدء في المسير و الورقات تشتمني
    لأن الحرف فيها اصبح الجرح الخطير
    كيف ابدء بالمسير
    و كل شيء انمحى قبل قليل
    و كل ذكرى من نجوم
    صارت قالا ثم قيل
    و كل ندفات الغيوم
    اضحت كفنا للقتيل
    و كل اعواد الثقاب
    ما عادت تشعل الفتيل

    ردحذف
  18. معك حق، هم جيل الطيبين، الذين عاشوا في زمن البرود والقهر، وكسرة الخبز الثمينة، وعرفوا للحياة قيمة.. لقد (راح) أغلبيتهم فعلا يا جنات، من عصر الاستعمار وزمن وجود الغريب بيننا.. آخر عهدي معهم، كان عام 2005، يوم دفنت جدتي طفلا.. لم أعش مع أجدادي كثيرا، إنما أحتفظ لهم بذكرى أحاديثهم. وصدقدوا في تسميتنا (بالجيل الجايح) أما الجيل (اللي بعدنا) فيتجاوز (الجياحة) ^^ تخيلي معي، جدة أحدهم بعد نصف قرن، كانت يوما ترقص في التيك توك هههه

    الله يحفظ لك جدتك إن كان ما تزال حية.. والأكيد سنشبه أجدادنا.

    لو سقطت فاتورة باهضة في يد محمد العجوز، فسيترك العائلة حتى تجتمع على مائدة الطعام، ويفتح الموضوع، مع اللمز إلى زوجة ابنه (عجوز لئيم) ههههه

    أشكرك على مشاركتك معنا بعض مما كتبته من أشعار.. هي الكلمة الحزينة عن تمرد الدنيا، ويحدث أن لا نلقى - فيها حتى - السبيل. أعجبتني وأشعرتني ببعض الحزن، ففكرت لها بعنوان، أو أن أختزالها في عبارة، "انطفاءات جرّت".

    ردحذف
  19. رحم الله اجدادك و اجدادنا ..ربما انا قد عشت مع اجدادي اكثر مما فعلت أنت , جدي لأبي مات منذ 8 سنوات و عرفت اني اضعت الكثير في حياته عندما كان يحكي عن جهاده في الثورة و انا كنت وقتها العب بالدمى , انهم جيل لا احسب انه سيتكرر .. كانوا يعرفون ما عليهم فعله و ما هم موجودين لأجله كانوا يتقبلون بعضهم البعض بعد جدي مات شيوخ عائلتي تباعا .. حقا انك تحس ان العالم اصبح فارغا و اننا ضائعون , الذكرى الجميلة اجمل ما في الحياة صدقني
    كاااارثة بكل المقاييس إنني اتخيل ذلك و دموع الضحك تملأ عيني جدة كانت ترقص في تيك توك و كل ذكرياتها عبارة عن منشورات في فيسبوك , يوم كانت " تشعر بالفرح مع ... و 70 آخرين " ههههههههههههههههه
    آمين .. هي جدتي لأمي و ما تزال حية تنتقد الاحياء و الاموات هههه
    ههههه هكا ماشي لئيم بالزاف .. تعال تشوف اللؤم :
    محمد سوف يمنع استعمال الاجهزة في البيت من هواتف و حواسيب و حتى " الكليماتيزور " ههههههه و يصيرو" يشارجو " هواتفهم فقط لما يخرج من الدار يتسمش برا , و حتى التلفزيون يصير عندو وقت ( طبعا وقت لما يقعد هو يتفرج ناشيونال جيوغرافيك ) ههههههه
    عنوان معبر و يحمل شيئا من القصيدة .. اغلب اشعاري بلا عناوين , العنوان يهرب دائما ههه
    بالمناسبة لاحظت انك بارع جدا في اختيار العناوين ما شاء الله ^^

    ردحذف
  20. آمين، ورحم الله جميع المسلمين.

    محظوظة حقا بأنك عاشرتي ذلك الجيل.. أتفق معك تماما، فهو جيل لن يتكرر، لأنه كان في جعبتهم الكثير، فماذا نملك نحن لنقصه لأحفادنا؟ زمن الكورونا وتعقيم النقود مثلا ههههه

    دعي جدتك، وفليكن حتى أن تنتقد حتى الفضائيين ^^ واشتمي منها رائحة الماضي التي أفتقدها أنا.. الله يبارك في عمرها.

    والله أضحكتي "كانت تشعر بالفرح مع jawad zizi و 78 آخرين" هههههه ولن ننسى ماضيها في المنشورات "ساهل تحسدني، وصعيب توصلني" ههههه ويوم تتم خطبتها تنشر "زوجي خذ بيدي إلى الجنة" لكن في الحقيقة سيأخذ بيدها إلى محكمة الأسرة هههه........

    لا لا هادا ماشي محمد هادا راه موسوليني في عز فاشيته هههه، حيث ذاك الزمن سيفقد محمد سلطته القديمة ولا يتبقى سوى أن يحدث بعض الازعاج.

    العناوين ليست بتلك الأهمية، لكن في الحقيقة أنا دائما أحب العناوين غير المستهلكة، والأهم أن يكون العنوان كأنه ملخص للنص.. وقبل اختيار اي عنوان جديد، أضعه في جوجل لأتأكد أن لا أحد سبقني إليه.. عموما شكرا على هذه الشهادة وإن شاء الله تعجبك العناوين القادمة ^^ ولا تحرمنا من بقية أشعارك.

    ردحذف
  21. ههههه نروي لاحفادنا عن مشكلات العصر الذي كنا نحن فيه مشكلة من مشكلاته ههههه نروي المشاكل للي سببها جيلنا غادي نقولولهم " حنا ناس الزمان ما كناش نعرفو هدو الصوالح الجايحين تاعكم حنا كنا نعرفو الصح كنا نعرفو الفيسبوك و التيكتوك و نتفرجو يوتيووب .. و ناكلو شوينغوم و نشربو سبوكة اييه على ايامات زمان ههههه "
    او المنشورات تاع زوجي سر سعادتي و هي في الحقيقة سر سعادتها الراتب الشهري هههههه
    نعم واضح ان جيل احفادنا سيكون اصعب و " اجيح " من جيلنا ههه ما يسمعوش كلمتنا حنا "ناس زمان" تاعهم هههه

    بل بالعكس العناوين مرحلة مهمة تظهر فيها براعة الكاتب و صفاءه , ارى ان الكاتب الذي يجيد اختيار العنوان هو كاتب جد موهوب انه بمثابة التقاط صورة للقصة بأكملها و ليس الجميع يحسنون التقاط الصور كما تعلم ,
    .. ان شاء الله :) مرة على مرة نجيب معايا شعر .. كنت (اعمل على) ان اكتب ديوان و الآن حط عليه الغبار هههه

    ردحذف
  22. نسيت باش نقلك عيد سعيد و كل عام و انتم بخير

    ردحذف
  23. بارك الله فيك، وتعيدي وتعاودي بصحة والعافية.

    الحمد لله هناك ما سنقصه لأحفادنا رغم تفاهته هههه

    بلاش من "العمل على" كتابة ديوان، غير جيب لينا مرة مرة بعض الأبيات الشعرية بارك علينا وقابلين عليها ^^

    ردحذف

إرسال تعليق

الأكثر قراءة في آخر أسبوع

أباطرة المخدرات المغاربة .. منير الرماش -1-

عصفور المغاربة المقدس : تبيبط

بوتفوناست (صاحب البقرة)

حمو أو نامير .. من الأسطورة إلى السينما

أباطرة المخدرات المغاربة : حميدو الديب - 2 -

ايسلي و تسليت .. أسطورة العشق الأمازيغية