وداعًا ريّان أُورام
فكرتُ أن أكتب عن ذكرى طفلنا ريّان أُورام شيئًا، فلم أستطع في البداية.. ألقى نفسي أكتب سطرين ثم أمسح.. أُعاود الكتابة فأتوقف، ثم أمسح مرة ومرة ومرات، وهكذا لم أجد ما أكتبه ويشفع غليل الذي عشناه لِلّيالٍ وأنهُرٍ، كمثل طفل صغير بالكاد تعلم الكلام، رأى العجب العجاب، فركض نحو والدته ليُطلعها عن كل ما رآه، ثم لا يدري كيف يبدأ وإلى أين ينتهي، فتعلثم وغابت عنه الكلمة المناسبة، ولو استطاع نزع قلبه بيده لِترى أمه ما فيه، لفعل.. هكذا شأني، فلا كلمات تقدر على التعبير، ولو استعنت بأهل البلاغة والبيان، لن يكون بمقدورهم إعانتي على وصف الذي مر علينا، ونظرات أم ريّان تتّمزق عندها كل الكلمات، وتُشّل الألسنة في الأفواه. في النهاية، فليشهد الله أننا حركنا الجبل من أجل إنقاذ طفلنا.. سرنا جميعًا لنجدته، إنما إرادة الله فوق إرادتنا، والحمد لله دائمًا وأبدًا. ريّان خرج من حفرة في باطن الأرض، إلى جنة عرضها السماوات والأرض.
فعلا فعلنا كل شيء لأجل انقاذ ريان .. فقط أن تصل الجرفات لتلك القرية البعيدة بتضاريسها الوعرة فهو ليس بالسهل ناهيك عن اسقاط الجبل بكل صعابه الجيولوجية المعقدة هناك.. قدر الله وما شاء فعل ، والعين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، إنا لله وإنا إليه راجعون .
ردحذفأجل، فلمجرد أن تصل الآلات الثقلية لتلك القرية البعيدة، فيحتاج الأمر لمجهود كبير.. لمن لا يعرف أين تقع قرية ريان، فهي تبتعد عن الطريق الوطنية الرابطة بين شفشاون ووزان باتجاه فاس، أكثر من 100 كيلو متر في طريق يمر على رؤوس الجبال.
حذفتدوينتك حزينة جدا أخي محمد الطفل ريان قطع قلوبنا جميعا خالص تعازينا لكم إخواننا في مصابكم الجلل وإنا لله وإنا إليه راجعون
ردحذفأجركم الله اخي.
حذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفريان أصبح اليوم عصفور في الجنة رغم أنها في البداية كانت حقيقة صعب علينا تقبلها لكنها مشيئة الله ، الشيء الذي أثلج الصدور في هذه المأساة هي اللحمة المعهودة من الشعب المغربي ، من أجل حياة طفل صغير أقمنا الدنيا ولم نقعدها ، جعلنا العالم ينسى كل أشغاله ويلتفت إلينا ، عبارة "نموت معاك" التي يقولها المغاربة ظهر جليا أنها لا تقال عبثا بل وتم تأكيدها لأن هذه اللحمة ليست جديدة علينا ، فالكل لا يزال يتذكر قضية عمر الرداد وكيف أقاموا المغاربة الدنيا لأجله وهو ليس رياضي ولا سياسي ولا مغني مواطن بسيط لكنه يحمل الجنسية المغربي وهذا يكفي ، الخلاصة أننا نموت لأجل بعضنا ، هذا الشيء الذي أفتخر به في مأساة الطفل ريان ، رحمه الله وجعله شفيعا لأبويه يوم القيامة
ردحذففي الحقيقة ولا واحد ذخر جهدا لأجل ريان، من أعلى سلطة في البلد إلى مواطن بسيط كل سلاحه، الدعاء.. وأتفق معك تماما، فهكذا يجب أن تكون كل الشعوب، أن نكون مع بعضنا في السراء والضراء.. وأيضا علمنا ريان الكثير.. على سبيل المثال لا الحسر، كم هي الروح عزيزة عند الخالق، وكيف لا تغنيك إرادة كل شعوب العالم شيئا أمام إرادة الله وحده سبحانه وتعالى. والجميل أنك عرجت على قضية عمر الرداد، لتزكية اللحمة المغربية التي تصنع المعجزات.
حذفريان عنوان للوجع طيلة خمس أيام لن تنسى أبدا صدق من سماه طفل المعجزة فقد عاش خمسة سنوات فوق الأرض ولا يعرفه أحد غير أسرته وعاش خمسة أيام تحت الأرض وعرفه العالم ، الذي استغربت له هي مزايدات البعض عن اهتام العالم بريان وقالوا لماذا ريان وحده ؟؟؟ يوجد ريانات اخرى في هذا البلد وذاك البلد ولا احد يهتم بهم لماذا ريان إذن ؟؟؟ هناك فرزيات هناك سياسة !!! نقول لهم هذا مرض نفسي لا دواء له أن تحسدوا ريان في ظلمته والشعب في مأساته فعلى الدنيا السلام !!! والأهم ما ذنبنا نحن وريان إذا كانت بلدانكم لا تزيل الجبال لأجل أطفالها بل تقصفهم وتيتمهم ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ردحذفأشكرك جزيلا على مشاركتك معنا.. ونصيحة مني لك أخي/أختي، لا تهتم/ي بالناس السلبيين وأصحاب العقد النفسية وخدام الأجندة.. أنا تعلمت في حياتي أن لا أكترث لكل السلبيين ومن لا فائدة ترجى منه. نحن بطبعنا الإنساني نتعاطف مع كل إنسان يعاني أينما وجد؛ طفل كان أو مسنا، يكفي فقط أن نسمع به وتصلنا قصته، ولا علاقة لنا بالسياسة ولا الرياضة^^
ردحذفقضية ريان بالنسبة لي حزينة وغريبة في ذات الوقت، لأن الجميع يعلم أنه لم يحدث تقصير في محاولة إنقاذه. لذا كثيراً ما تساءلت، هل كان سيتم تسخير كل جهود الإنقاذ تلك لو لم تظهر صورة ريان على كل شاشات المغرب والعالم؟
ردحذفهل نحتاج للمعرفة العامة بقضية خاصة لكي ندعو ونتعاطف ونسخر الجهود؟
هل نحتاج لشعاع ضوء واحد فقط لنرى الحقيقة ونتفاعل معها؟
الحقيقة هي أن الرأي العام لا يحب التشتت، يحب التركيز على طبق واحد من طاولة عليا ألف طبق. قضية واحدة، صوت واحد، وهذا هو المبدأ. لن يصلك الصوت ما لم يكن عالياً بما فيه الكفاية. هو أمر يذكرني بقضية جورج فلويد حينما جن جنون الأمريكيين وكأنهم يعرفون لأول مرة أن هناك روح أُزهقت ظلماً بطريقة قاسية، ربما لعب التوثيق دوراً ما في الأمر لكن هذه ليست قضيتنا في النهاية.
على كل حال، بالتأكيد هو أمر رائع أن نرى العرب يجتمعون على رأى واحد وعلى شيء ما، ولو كان ذاك الاجتماع يتوقف على وجود ريان، فربما يجب أن نبحث عن ريان آخر، شريطة أن يكون التكاتف أقوى وأن تكون النهاية سعيدة -دنيوياً- وينقذوه حياً هذه المرة.
في الأخير أقول، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، فقد عانى ويلات كثيرة في خمسة أيام ولله في ذلك حكمة.
في مثل هذه المآسي الإنسانية، الدولة لا تقتصر على مسؤول يصدر الأوامر من مكتبه المكيف، ولا يعمل إلا عندما يمارس الضغط عليه، كعادة المسؤولين في بلداننا.. الناس الموجدين إلى جانب حفرة ريان السحيقة، كانوا ليحفروا بأصابعهم وأسنانهم لانتشال ريان وإعادته لأمه التي تنتظر والثواني تحرق جسدها.. أولئك البسطاء الذين نطلق عليهم في المغرب اسم "الجبالة" لو كان بإمكانهم أن ينقصوا من عمرهم ليعيش ريان، لفعلوا.. لذا سواء حضرت الكاميرا أو لم تحضر، سمع العالم بطفل ريان أو لم يسمع؛ فكل شيء سيان، بعيدا عن صبغ هذه الفاجعة الطفولية بإسقاطات لا تقبلها.. ففيها من الحرمة والقدسية ما يتجاوز فلسفة "لو" وما يتلوها من اجتهادات. وفيما يخص حكمة الله، فهذا مما لا ريب فيه.. توجد حكمة ربانية لا يعلمها إلا الله في قصة ريان، وربما نعلمها بعد مرور الزمن، ولنا العبرة في قصة غلام سيدنا موسى.. والعلم لله.
حذفشكرا لمشاركتك معنا.
ازول فلاك
ردحذفكيف حالك اتمنى ان تكون بخير , قصة الطفل ريان اثرت فينا جميعا و لله ما اعطى و له ما أخذ و لكن أيا يكن طفلا كبرعم نضر جديد بلا خطايا فإن الذي اختاره له الله هو الافضل حتما فقد أحبه فأعاده إليه ابيضا كما هو .. ربي يلهم اهله الصبر و يحط عنهم من الخطايا بما أصابهم آمين
بربروس
أزووولا فلام
حذفأنا بخير ولله الحمد.. وأتمنى أن تكونين بأفضل حال، وأسعتدني هذه الاطلالة منك سيدة جنات.. أما عن موضوع ريان؛ فيحدث أن ننسى، ويذكرنا أحدهم ^^
كلماتك عين الصواب، الله اختاره إلى جانبه وهو صفحة بيضاء من الخطايا وهو الأدرى بخلقه.
شكرا على مشاركتك معنا.
الحمد لله بخير , و اسعدني اكثر اني استطعت الدخول للمدونة اخيرا يا سيد محمد ههه آسفة ان كنت بتعليقي نكأت جرحا و لا بد اني فعلت ..
ردحذفلا شكر على واجب :) و صح رمضانك انت و كل الاخوة المغاربة
لا داعي للاعتذار، كنت أمزح فقط..
ردحذفوتقبل الله منا ومنكم إخواننا الأعزاء صالح الأعمال.