سبيل البريق

قصة قصيرة قد يتعذر الوصول، آهٍ من أن لا أصل.. فيحصل أن أتوقف عند منتصف الطريق، فلا أقدر على العودة، لأنه عُبِث بأثار أقدامي، وسأتوه لو عكست السبيل.. هو شعور سيظل على مقربة مني، سيرافقني في الرحلة ويتربص بي، فأنا فريسته: أن لا أصل. لا أرى من المعتاد عدى زرقة السماء، تمدني بشيء من الحراسة، والاطمئنان، الذي يتلاشى بعد حين، فلا يبقى إلا عند رفع الأبصار، مع خشية تقلص ذلك الاطمئنان المستمد من السماء، فيصير مثل ساعة الرمل. أتحاشى النظر إلى الأعلى، فالأرجح لن أرى عدى كسرة من السماء بين رؤوس الأشجار الباسقة.. إن انحصارها يزيد وحشتي. أواصل قُدمًا، أملاً أملاً في وصولٍ يحدوني.. أُفكر في طفل يعلب عند وقت العصر، ويجعل من جدع الشجرة حصانه.. امرأة تمشط شعرها، وتبتسم لنفسها في المرآة.. طفلة تنظر بإعجاب في عيون دميتها.. رائحة قهوة أمي في صباح صقيع. كل ما يجعل الدنيا جميلة، وتستحق أن نناشد في عيشها، فنعرف في الأخير، أن الحياة عاهرة وشريفة، كما قال لنا الواصلين. أخطو إلى الأمام، مع الكثير من التلافي، وأفكر في بئر لا قعر.. رجال يُساقون إلى منصة الإعدام.. وادٍ من الثعابين شديد التدفق.. أطرد عن نفسي تل...