المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, 2025

عشرون سنة من إدريس البصري

صورة
سلسة مغرب القرن العشرين -10- الجزء الأخير بينما كان الأطفال يركضون خلف الكرة، يلعبون ويمرحون فيما بينهم، كان هناك طفل آخر في عمرهم ينزوي وحيدًا، يحمل كتابًا وقلمًا ويراجع دروسه، وعلى مسامعه تتناهى صراخات أقرانه وهم يلعبون. قبل أن ينادي عليه أحدهم: إدريس، تعال العب معنا! (ولد القابلة أجي آصاحبي تلعب الكرة) القابلة هي مهنة لامرأة تساعد النساء على الولادة. ابن القابلة ذاك، هو إدريس البصري، أشهر وزير داخلية في تاريخ المغرب، وآخر من ارتبط اسمه بسنوات الرصاص، وبطل الجزء الأخير من سلسلة مغرب القرن العشرين في مدونة محمد بنصالح. ازداد إدريس البصري عام 1938 في قرية عين علي مومن، على مقربة من مدينة سطات، في أسرة فقيرة، كان والده يشتغل حارس في السجن، أما والدته، فمهنتها هي توليد النساء، مهنة عتيقة تُعرف المرأة التي تحترفها في المغرب، بــ"القابلة" ولهذا كان البعض يلقبه بــ "ولد القابلة" إدريس له من الإخوة أحدى عشر، ثمانية بنات وثلاث أولاد. بدأ إدريس تعليمه الأولي في قريته، وعند وصوله إلى المدرسة الثانوية، اضطرت الأسرة إلى الانتقال إلى المدينة، حتى يتسنى لإدريس وبقية الأبناء اكم...

عائلة أوفقير : من القصور إلى الأقبية

صورة
سلسلة مغرب القرن العشرين - 9 - كم من عزيز انقلب ذليلاً بعد أن جار عليه الدهر، وكساه ثوب المهانة. في تاريخنا المغربي القديم والحديث، نلقى من ارتفع شأنه، وعلى قدر ارتفاعه، كان سقوطه مُدويًا. أحد الأمثلة نلقى عائلة أوفقير، التي تحوّلت من الأسرة الأولى في البلد، إلى الأسرة المنبوذة المنسية، بعد أن مرت من القصور وانتهت في الأقبية، ثم كُتب لها عمر جديد.  عكف أبناء أوفقير على الحفر بالملاعق وقطع  فولاذية، حتى بأظافرهم وأسنانهم، لعلّهم ينفذون إلى الحرية   فاطمة الشنا في شبابها فاطمة الشنا، هي ابنة العقيد محمد الشنا، أحد الخدام في الجيش الفرنسي، وقد كبرت فاطمة يتيمة الأم، التي رحلت مبكرًا وتركت تربية طفلة العقيد في يد المربيات، كما دأب والدها على تركها عند الراهبات في الكنيسة، وهناك ستكبر على دين المسيحية وقد ماتت وهي مسيحية، كما أن أبناءها جميعا مسيحيون. تقدم محمد أوفقير للزواج من بنت العقيد وهي دون سن البلوغ، ما جعل محمد الشنا يرفض تزويج ابنته مبكرًا ودعى أوفقير أن ينتظر، لكن الأخير أصر على صديقه أن يُزوجه فاطمة عاجلاً، وكذلك كان، وانتقلت فاطمة للعيش مع زوجها في الرباط، حياة ترف وأُبّهة لا ...