المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠٢٤

بكيتُ فابتسمت

صورة
كنتُ أبكي. أبكي بلا حزن على فقيد، ولا هجرة حبيب.  وهكذا عبثًا، حبات دمعي يطيب لها أن تحرق وجنتي! فماذا دهاني؟ أي مصاب جعل عينان تنطقان دمعًا؟ لا أدري ماذا حل بي، ودموعي تجري دون الشعور بما يستدعيها، وبديْمومتها، أيقظت - عنوةً -  في ذاكرتي كل ما مر عليّ من أحزان وأهوال، من يوم ودعت جدتي وشيْب رأسها يظهر تحت الكفن بينما عمي يعقده، والكل يتهيأ لكي تُرسل الجدة لملاقاة الأبد. يا له من رعب على طفل غرير يشهد على مراسم أعظم وداع، يحدث مرة واحدة في حياة الإنسان. خرجت جدتي محمولة من الباب ولم تدلف منه بعدُ كما دأبت وعكازها يسبقها، فرحلت عني قطع الحلوى وحبات البرتقال، كما سقط درْعي الذي يحصنني من أحذية أمي. كانت لحظة حزن عجيب على طفل يبكي رحيل جدته، والذي علم بشكل أو بآخر،  أنها لن تعود هنا، وبدأ يستوعب وجود شيء، اسمه الموت.  تذكرت كذلك حزني على حبي الأول وأنا في السنة الثانية ابتدائي، يوم نفرت حسناء بعودها وهاجرتني عند زميل كان يملك حقيبة مدرسية ذات عجلات. منذئذ بدأت أتعلم كيف أن الحب - أحيانًا - يُرادف المادة. حسناء كانت أمام خياران، أنا أو أنس، فاختارت أكثرنا ترفًا. لم أكن ألوم حسناء رغم حزني