بنت الدراز

حكاية شعبية مغربية كان يا ما كان حتى كان، الخير في كل مكان؛ والريشة تغلب الميزان، والأعمى يتجاوز الحيطان، كان حتى كان.. ذات زمان في قرية بعيدة، كل السبل تقود إليها. كان الناس يمنون النفس بزيارتها، فقد ذاع صيتها في كل البقاع، وعرفت بأرض الخير وأكرم الخلق.. في القرية تعيش بنت ضريرة مع أبوها نساج الحصائر والألبسة الشتوية وحيدين في منزلهما، بعد رحيل الأم عند ربها، وجد الأب نفسه وحيدا في المشوار، لا معين من غير الله. كان إنسان طيب المعشر نال حب وتقدير الجميع، وتولى الإعتناء بطفلته الضريرة، التي أخذ الله بصرها وعوضها البصيرة والفراسة، ومثل والدها فقد كانت البنت على محاسن الخلق ومكارم الطيبة.. كانت تساعد والدها في عمله بما استطاعت من مجهود.. كان الدراز (النساج) يقصد السوق على متن حماره محملا بما نسجت أنامله لبيعه هناك؛ ثم يعود في آخر النهار قبل سكون الليل، ليجد ابنته قد أعدت الطعام واهتمت بأمور منزلهما.. وذات يوم مرض الدراز وتهدمت قواه، فما عاد قادرا على التوجه إلى السوق وبيع بضاعته، فعرضت عليه ابنته الضريرة أن تتكلف بأمور السوق رغم علتها، وافق الوالد على مضض، فلا حل آخر بديل وإلا السعا...